أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس الزيدي - قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 15















المزيد.....


قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 15


عباس الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



علاقاته الاجتماعية زمن العزلة / السيد محمد الصدر (قدس سره)

كانت صلته الاجتماعية محصورة وضيقة جداً، إذ اقتصرت لمدة طويلة على أقربائه وأفراد أسرته كالسيد حسين الصدر وأسرة السيد محمد باقر الصدر، الذين رجعوا إليه بالتقليد بعد استشهاد أستاذه الصدر الأول مباشرة فكانوا السباقين في ذلك(1)، وأولاده الذين كانوا صغاراً في السن لكنهم واكبوا مسيرته بعد تصديه للمرجعية حتى اليوم الأخير(2)، وبعض أتباع أستاذه الذين تحولت إليه مراجعاتهم ومنهم أسرة المرحوم الحاج عبد الغني البغدادي الذي كانت داره ملاصقة لدار السيد الصدر من الخلف، مما سهَّل عليهما إيجاد باب للتواصل بينهما من دون التعرض لمراقبة أزلام النظام خارج الدار. وكانت المرحومة ساجدة البغدادي هي الأكثر تواصلاً واستفادة، حيث وجَّهت إليه الكثير من الأسئلة الفقهية والأخلاقية والاجتماعية ووضعت أجوبته في مدونات عديدة، ولها أخ يصغرها بسنوات أسمه زيد(3) وكان صديقاً للشيخ حيدر اليعقوبي وزميلاً له، ومن خلال الشيخ حيدر بدأت علاقة تاريخية بين ابن عمه الشيخ محمد اليعقوبي وبين أستاذهما السيد الصدر، ففي عام 1985 كان أول التعارف ولكنه كان بالمراسلة عن طريق زيد البغدادي وشقيقته ساجدة البغدادي، للظروف الأمنية التي كانت تكتنف السيد الصدر من ناحية، والشيخ اليعقوبي من ناحية أخرى، إذ رفض الأخير الالتحاق بالخدمة العسكرية بعد تخرّجه من كلية الهندسة عام 1982، فعكف هو الآخر في بيته على القراءة من مكتبة جدَّه وأبيه، حتى تعرَّف على السيد الصدر وانتقل الى النجف الأشرف، وتعتبر هذه العلاقة بداية لمشروع لم يخططا له امتد الى هذا اليوم.
تواصلا فكرياً طوال هذه الفترة، وتناولا مجالات كثيرة ومهمة، وتشاركا في صياغة أفكار جديدة نتج عنها الكتاب الفريد في بابه (ما وراء الفقه) حيث ظهرت فيه أفكار عديدة متنوعة للسيد الصدر، وبثَّ فيه جملة من أهم أفكاره وآراءه في العقائد والفقه والاقتصاد والاجتماع والسياسة، وكانت مساهمة الشيخ اليعقوبي في مناقشة وصياغة الكثير منها إضافة الى الجانب الأكاديمي، خاصة ما يتعلق بالرياضيات، لذلك أشركه السيد الصدر بصورة فعلية في هذا الكتاب عندما جعل كتابه (الرياضيات والفقه) كملحق في الجزء الثامن من الكتاب الخاص بالإرث وتقسيماته، وهي خطوة غير مسبوقة للمزاوجة بين الأكاديمي والفقيه.
تحاورا في الفقه السياسي الذي نتج عنه الكتاب القيّم (دور الأئمة في الحياة الإسلامية) الذي هو بالأصل بحث نشره السيد محمد باقر الصدر في مجلة الإيمان، وناقشه وعلَّق عليه السيد محمد الصدر والشيخ اليعقوبي.
وصل إلينا بواسطة هذه المراسلات الآراء الأخلاقية والعرفانية للسيد الصدر حين أخرجها بعد ذلك الشيخ اليعقوبي بكتاب (قناديل العارفين).
امَّا في الآراء السياسية الخاصة بالسيد الصدر تلك الفترة فقد ظهرت في كتاب (نظرة في فلسفة الأحداث)، وفيه رؤية مستقلة متميزة تبين مدى اطلاع السيد الصدر على عالم السياسة ومتابعته للأحداث وفلسفتها.
أرَّخ الشيخ اليعقوبي تلك المرحلة بكتاب (الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه) الذي يمكن اعتباره المادة الرئيسية لكل باحث عن حياة السيد الصدر وعن عموم تأريخ الحركة الإسلامية في العراق في عقد الثمانينات.
وبقي الكثير من هذه المراسلات مما لم ير النور لحساسيته، ولا نعلم إن كان الشيخ اليعقوبي سيكشف لنا فحواها أو تبقى طيَّ الكتمان الى الأبد.

مؤلفاته قبل الظهور على الساحة
لم يكتب السيد الصدر الكثير خلال هذه الفترة، وهو الذي عرف بكثرة كتابته حتى أنه يكتب أحياناً 40 صفحة يومياً كما يذكر الشيخ اليعقوبي، حيث ذكر الشيخ محسن الآراكي الذي كان أحد طلبته بداية السبعينات في النجف، أن السيد الصدر كلَّفه مع السيد فاضل الميلاني بكتابة بحث خلال فترة التعطيل، وبعد انقضاء العطلة اعتذرا عن عدم وجود متسع من الوقت للكتابة فقال لهما (إنه كتب تسعمائة صفحة خلال هذه العطلة(4)). والذي يبدو أنه إما كتاب (تاريخ ما بعد الظهور) أو كتاب (اليوم الموعود) وهما الجزءان الثالث والرابع على التوالي من موسوعة الامام المهدي (عليه السلام)، ويبدو أنه بعد مراسلاته مع الشيخ اليعقوبي كان يؤسس خطوطاً عريضة لبعض التأليفات مثل (ما وراء الفقه) الذي أنجز الجزء الأول منه عام 1409 الموافق لعام 1989، وانتهى من الجزء العاشر والأخير منه عام 1995، وقد نقل عنه عن أكثر من طريق ((أنه لولا التقية من النظام لكتب هذا الكتاب بشكل آخر وأوسع بما لا يقل عن ضعف عدد الأجزاء العشرة التي صدرت))، وهناك كلام عن وجود جزء خامس لموسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) ولكن لم يوجد ما يدل على وجوده، إذ حسب ما جاء في مراسلاته مع الشيخ اليعقوبي قال السيد الصدر: ((نعم، الجزء الخامس من موسوعة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) انتهيت من (مسودته) وبدأت (المبيضة) ولم تنته الى حد الآن لأني أعرضت عنها بعد أن فهمت الآية الكريمة: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ")). والظاهر أنه قد أتلف هذه النسخة، وقد ذكر السيد الصدر في مقابلة له مع الدراجي محرر مجلة "الكوثر" أن هناك أكثر من فكرة لإيصال الموسوعة الى اثني عشر جزءً.(5)
وبقيت الكثير من المخطوطات التي لم يجد مبرراً أو فائدة معتبرة لنشرها كتقريراته لبحوث أساتذته في الفقه والأصول.
ولم تسمح له الحكومة العراقية بطباعة أي كتاب له داخل العراق طيلة عقدي السبعينات والثمانينات، إذ كان آخر ما طبع في العراق له كتاب (فلسفة الحج ومصالحه العليا في الإسلام) مطبعة الآداب عام 1971، حينما كانت حرية الطباعة مكفولة نسبياً ولا تحتاج الى موافقة السلطات، وأما موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) بأجزاءها الأربعة فقد طبعت خارج العراق، وفي الوقت الذي سمحت الحكومة بطباعة الكثير من الكتب التي صدرت من حوزة النجف الأشرف منذ عام 1985 لم يطبع له كتاب واحد الى أن تراخت قبضة النظام بعد الإنتفاضة عام 1991، فطبعت رسالته العملية المختصرة (الصراط القويم) عام 1991 والجزء الأول من رسالته الموسعة (منهج الصالحين) بعد وفاة الخوئي، وفي نفس العام طبع الجزء الأول من كتاب (ماوراء الفقه)، الذي هو الكتاب الوحيد في بابه في تاريخ الحوزة كما سيأتي الحديث عنه لاحقاً إنشاء الله تعالى، ولم يستطع طباعة كل مؤلفاته في وقت واحد لشحَّة الموارد المالية، ولكن بعد اتساع مرجعيته أكمل باقي أجزاء الرسالة العملية وباقي أجزاء (ما وراء الفقه) بشكل متقطع حتى عام 1996.

تداعي النظام وانتعاش الحوزة
بعد الانفراج النسبي بحلول نهاية الحرب مع إيران بدأت الحوزة تزاول بعض نشاطاتها، فطبعت عدة مؤلفات ولكنها ذات طابع فقهي واجتماعي وتربوي، وتواصل المجتمع العراقي مرة أخرى مع الحوزة، فبدأت مكاتب العلماء باستقبال الوافدين والزائرين، وباشرت باستقبال الطلبة الجدد، وأقيمت مجالس التعزية في المناسبات الدينية بعد انقطاع دام طيلة فترة الحرب، وكان من أهم تلك المجالس ما أقامه آل بحر العلوم التي شهدت إقبالاً كبيراً، في الوقت الذي لم تكن هناك مظاهر معتد بها قبل ذلك، باستثناء بعض المراسيم التي تقام هنا وهناك، ومن أبرزها صلاة الجماعة التي يقيمها السيد الخوئي في مسجد الخضراء، وهو من الأماكن التي لم تغلق طيلة فترة الحرب، فضلاً عن استمرار مكتب السيد الخوئي في استقبال الزائرين الذي لم يُمنع هو الآخر من نشاطاته الخاصة، كإجابة الاستفتاءات وقبض الحقوق الشرعية سواء من داخل العراق أو من خارجه كالأموال التي كانت تصل من دول الخليج وغيرها، وأخيراً نتج عن شعور حوزة النجف بالاطمئنان الى ضعف النظام افتتاح مؤسسة السيد الخوئي في لندن عام 1989، ولا نعلم إن كانت هناك صيغة معينة قد تَمَّ الاتفاق عليها مع الحكومة العراقية للسماح بعمل هذه المؤسسة، أو أنها لم تعترض أساساً ما دامت المؤسسة لا تمارس أي نشاط ضدَّها، أو أن مرجعية السيد الخوئي استغلَّت الحرية النسبية وضعف النظام والضغط الدولي عليه كما سنرى. وإلا فمن غير المنطقي لمن عرف النظام العراقي وقسوته وسعيه للقضاء على كل المظاهر الإسلامية أن يتصور سماحه لمثل هذه المؤسسة المرتبطة بالنجف أن تعمل بحريتها ما لم تكن الحرب مع إيران ونتائجها قد أضعفته الى الدرجة التي بات فيها يتحاشى أية ضغوط على الشارع قد تؤدي الى انفجار وهو ما حصل لاحقاً في انتفاضة 1991.
ونلاحظ أن النظام تغيَّرت توجهاته الظاهرية بعد الانتفاضة لأسباب ستتضح لاحقاً، وقد أعلن ذلك رسمياً عندما أعلن (الحملة الإيمانية) أواسط التسعينيات وهي عبارة عن نشاطات سطحية تمارسها بعض الجهات التابعة للأوقاف والشؤون الدينية، ومن ناحية عدم التضييق على الحوزة ما لم تتدخل في سياسة الحكومة.
ولا نستبعد أن تكون من ضمن أسباب هذا التوجه الجديد تهديد الغرب بإمكانية تحول العراق الى بلد ذي توجهات دينية متطرفة، وهذا ما يخشاه الغرب، خاصة في منطقة الخليج المليئة بالثروات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، كما أن مؤشرات سقوط نظام صدام تلوح في مناسبة وأخرى، فمن المناسب أن يكون خطاب حكومة صدام ذا نبرة دينية لمدى تعاطف الشعوب العربية مع مثل هذه الشعارات، ولاحظنا مثل هذه الخطابات عند النظام مع كل حرب يقوم بها، ومن سذاجة النظام عندما ظن أنه يمكن أن تتحول إيران الى حليف له بمجرد أن يدخل في حرب مع أمريكا، بعنوان العدو المشترك، فأقدم بداية حرب الخليج الأولى عام 1991 على إرسال أعداد كبيرة من طائراته، تالياً في بيان استعطاف الإيرانيين الآية [فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم]، مغتراً بصمت الإيرانيين على قضية غزو الكويت مؤقتاً، وموقفهم الغامض تجاه الدخول الى جانب صدام في الحرب ضدَّ أمريكا وحلفائها. ولكن الرفسنجاني الذي كان رئيساً لجمهورية إيران ذلك الوقت خرج في الوقت المناسب له ليصرِّح برفضه لغزو الكويت وفي نفس الوقت رفضه لضرب العراق، وما أن انتهت الحرب حتى أصبحت إيران صديقةً مقربةً من الكويت، واستعادت علاقات طيبة مع دول الخليج، وفي نفس الوقت تمكنت من استغلال نظام صدام والمساهمة في إضعافه والضغط عليه متى ما يحلو لها، باعتبارها المنفذ الوحيد لتهريب النفط آنذاك، ومنها كانت تصل البضائع الرخيصة نسبياً لسدِّ نسبة كبيرة من حاجة العراق للمواد الأساسية، فكان العامل الاقتصادي عامل ضغط مستمر استطاع الإيرانيون عبره استنزاف ما تبقى عند النظام العراقي، ولا ننسى أن إيران أصبحت القوة الوحيدة في منطقة الخليج ولا تجاريها أي دولة أخرى بعد انهيار الجيش العراقي في حرب 1991، حتى صرَّح هاشمي رفسنجاني : بأن الجيش الإيراني بإمكانه دخول بغداد في أقل من أسبوع لو شاء ذلك. وجاء هذا التصريح وغيره بعد اتهام صدام للحكومة الإيرانية بالوقوف وراء انتفاضة عام 1991. ولكن الإيرانيين كأفضل سياسيين في المنطقة بعد الحرب مع العراق، لم ينجرفوا أبعد من التصريحات وبلمح البصر عادوا يتواجدون بكثرة في العراق خصوصاً في العتبات المقدسة، وهو ما نفع الإيرانيين من جهتين، الأولى محاولة الاستفادة من عاصمة التشيع الدينية الأولى والأبدية في العالم (النجف الأشرف)، إذ يعي الإيرانيون أنه لا يمكن لأي موقع في العالم أن يعوض قدسية النجف وكربلاء وغيرهما من الأماكن المقدسة في العراق، فحاولوا مدَّ الجسور مع حوزة النجف بعد أن تغيَّرت السياسات المتشددة في إيران تجاه باقي المرجعيات، إذ كان الموقف في حياة السيد الخوئي والسيد الخميني متوتراً ومتشنجاً بين التوجهين، لأسباب منهجية معروفة، ولكن ما إن وصل السيد الخامنئي الى رأس الهرم في إيران حتى تغيَّرت التوجهات بصورة كبيرة، ويبدو أن سياسة الإلغاء أو الإقصاء لم تنفع كثيراً فيما سبق.(6)
كان أول وأكبر المستفيدين من هذه التطورات هو السيد السيستاني الذي أصبح مكتبه في مدينة قم من أكبر المكاتب في العالم، وامتلك نفوذاً واسعاً في إيران والهند وباكستان ودول الخليج وغيرها، حيث قام هذا المكتب ولسنوات بالكثير من المشاريع الاجتماعية في إيران، كبناء أكثر من مدينة لطلبة العلوم الدينية (مدينة علم)(7)، وبناء المستشفيات، وغير ذلك من صرف الرواتب لأعداد ضخمة من علماء وطلبة الحوزة في قم، وتعتبر رواتبه من أكبر ما تصرفه مرجعية في إيران، حتى أن مكاتب الكثير من المرجعيات تستلم مبالغ كبيرة من الأموال لسدِّ حاجياتهم الشخصية ومدارسهم وطلبتهم، ومنها "مثلاً" (مدرسة الشهيد الصدر) التابعة للسيد كاظم الحائري أكبر طلبة الشهيد الصدر الأول في مدينة قم. كما افتتحت مكاتب السيد السيستاني في أنحاء العالم حيث تتواجد الشيعة وفي أوربا وأمريكا.
كما تمَّ افتتاح مكتب للسيد محمد سعيد الحكيم يديره ولده السيد رياض الحكيم، وغضت الحكومة العراقية نظرها عن مساندة السيد محمد باقر الحكيم وأخيه عبد العزيز الحكيم لمكتب إبن أختهما السيد محمد سعيد الحكيم، ولم تكن نشاطات هذا المكتب بالقليلة كذلك، وكانت موارده ضخمة قياساً بباقي مكاتب العلماء الآخرين، وقد استغل السيد محمد سعيد الحكيم ضعف النظام بشكل واسع فكان مكتبه يقيم مجالس العزاء وغيرها، ويقدم المساعدات الجيدة لأعداد كبيرة من طلبة العلوم الدينية والمحتاجين من العراقيين وغيرهم، ولكن للإنصاف فقد كان التزامهم بمساعدة العراقيين المهجرين أكثر من غيرهم، ولم يكن للسيد الحكيم أتباع (مقلدون) كثيرون في إيران يمكن من خلالهم إيصال مبالغ حقوق شرعية كثيرة، خاصة أن العراقيين في إيران لم يكن لهم دخل مالي ذو شأن يفيض عن حاجتهم، ولكن التزام قادة المجلس الأعلى مع مكتب قريبهم وفَّر لهذا المكتب الأموال اللازمة لإدارته وتحشيد الوافدين إليه. كما كان مكتبه فعَّالاً في مدينة دمشق ويمارس نشاطاته المعتادة آنفة الذكر.
ولم يعرف لباقي علماء النجف مكاتب في مدينة قم، إلا السيد محمد الصدر الذي أغلق بعد افتتاحه بأسبوع لا أكثر كما سيأتي.

---------------------------------------------------
(1) سمعت ذلك مشافهة من السيد جعفر نجل الصدر الأول (قدس سره). عباس الزيدي.
(2) كان أكبرهم سناً هو الشهيد السيد مصطفى تولد عام 1965، تلاه السيد مرتضى تولد 1968، والشهيد السيد مؤمل تولد 1971، وأصغرهم سناً هو السيد مقتدى تولد عام 1974. وقد توفي خامسهم السيد (منتظر) في وقت مبكر.
(3) سنأتي على ذكره ودوره في انتفاضة عام 1991.
(4) مقابلة أجرتها صحيفة "الجمعة" التي يترأس تحريرها السيد كاظ الجابري "أبو تيسير" وكانت تصدر في مدينة قم قبل سقوط النظام العراقي مع الشيخ محسن الآراكي وهو أحد المسؤولين في الحكومة الإيرانية آنذاك.
(5) في حديث خاص مع السيد مقتدى الصدر في منزل والده السيد الشهيد في النجف الأشرف في حي الحنانة، بحضور الشيخ كريم المنفي أواخر عام 2005، سألته عن ما يقال عن وجود جزء خامس للموسوعة فنفى وجود مثل هذا الكتاب ضمن تركة السيد الصدر أو علمه بوجوده. عباس الزيدي.
(6) في نفس الوقت ولد توجه آخر عند الحكومة الايرانية لمحاولة وضع المرجعيات داخل إطار الدولة، فنتج من رفض الانصياع الى فرض الاقامة الجبرية على عدد من المرجعيات والشخصيات العلمية كما حصل مع المنتظري والسيد محمد الشيرازي، واعتقال الكثير من قيادات وكوادر منظمة العمل الاسلامي التي انحسر أثرها تماماً وبقيت إسماً لا مسمى له.
(7) تمٌ وضع الحجر الأساس في 3 شعبان المعظٌم سنة 1416هـ.، في مدينة قم لمجمع يحتوي على حوالي 320 وحدة سكنية، بعضها بمساحة 115 متراً مربعاً، وبعضها الآخر بمساحة 100 متر مربع، وتضمٌ كلٌ وحدة سكنية منها كامل المرفقات الضرورية ووسائل التدفئة والتبريد وما شاكل ذلك.
وأهم ما يلحق بهذا المجمٌع السكني الكبير:
1 ـ سوق عصري تتوفٌر فيه مختلف الاحتياجات والمتطلٌبات اليوميٌة الضرورية.
2 ـ قاعات مختلفة للبحث و التدريس.
3 ـ صالات لإقامة المجالس و الاحتفالات للرجال والنساء كل على انفراد.
4 ـ نادٍ رياضيٌ.
ومجمع المهدية السكني الذي يحتوي على 200 وحدة سكنية في قم أيضاَ.
وفي منطقة (15 خرداد) إحدى ضواحي مدينة قم المقدّسة، على أرض مساحتها حوالي 4000 متر مربّع، حيث من المؤمّل تشييد 50 وحدة سكنية مع سائر وسائل الراحة والمرفقات الضرورية.
وعلى أرض مساحتها 14800 متراً مربعاً، وبدأ المشروع اعماله في ربيع عام 1422 هـ (2001 م).
وبمناسبة المبعث النبوي الشريف في سنة 1423 هـ (2002 م) في مدينة قم تم افتتاح مجمع يحتوى على 180 وحدة سكنية في ثلاثة طوابق تبلغ مساحة الشقة الواحدة 85 متراً مربعاً وبشرط التمليك على شكل أقساط لمدة عشر سنوات.
لجنة مساعدة الفقراء والمحتاجين ومتضرري السيول والزلازل (من نشاطات مكتب سماحة السيد دام ظله):
يتم تقديم المساعدات بشكل دائم ومتواصل ودون انقطاع، سواء عن طريق المساعدات النقدية، أو عن طريق المساهمة في التأمين الصحّي والإكساء والإنفاق واُجور السكن وغيرها.
وهذه المساعدات التي تقدّر بحوالي مئات الملايين من التومانات سنوياً يقوم بها مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) ووكلاؤه في مختلف مناطق إيران، انطلاقاً من الوظيفة الإنسانية الشريفة التي تدعو إلى دعم المستضعفين والمحرومين، ممّا يؤكّد أنّ المرجعيّة منبعثة من صميم الاُمّة والمدافع الحقيقي والملبّي الأمين لطموحاتها وأماليها.
كما ويقوم وفد من مكتب سماحته (دام ظلّه) بزيارة المناطق التي تتعرّض للكوارث الطبيعية وتقديم المساعدات للمتضرّرين بها، فعلى سبيل المثال فقد تمّت زيارة اقليم زنجان وجنوب اقليم خراسان اللذين أصابهما الزلزال مع بذل المساعدات اللازمة. كما وتمّت زيارة اقليم مازندران الذي اُصيب بالسيول الجارفة مع تقديم الدعم المادّي للمتضرّرين بها.
مجمّع ثامن الحجج (عليه السلام) السكني:
برعاية مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) تمّ البدء بتشييد هذا المجمّع الواقع على طريق قوجان القديم في خراسان وعلى أرض مساحتها 72000 متر مربع، ومن المؤمّل أن ينشأ عليها حوالي 200 وحدة سكنية بمساحات مختلفة تتراوح ما بين الـ 40 و45 متراً مربّعاً إلى 75 و90 متراً مربّعاً على شكل شقق، بالإضافة إلى وحدات اُخرى تكون على شكل بيوت مستقلّة، وقسم خاصّ بضيوف الإمام الرضا (عليه السلام) من طلبة العلوم الدينية.
وسيضمّ المجمّع: مسجداً كبيراً، وسوقاً عصرياً مجهّزاً وصالات للتدريس والاجتماعات، ومكتبةً عامّة، وشبكة إنترنت. هذا وقد تمّ إكمال جدار المجمع وبعض الملحقات الأولية وإعداد الخرائط الهندسية والمعمارية.
ومن المقرّر أن ينجز هذا المشروع في ثلاث إلى خمس مراحل يبلغ أمد كل مرحلة حوالي السنتين.
لجنة مساعدة المهاجرين الأفغان (من نشاطات مكتب سماحة السيد دام ظله):
المسلمون الافغان الذين شرّدوا من بلادهم إثر الظلم والاضطهاد اللذين تعرّضوا لهما هناك، لازالوا يعانون الفقر والحرمان بشكل محزن ومثير. وشعوراً من المرجعية المباركة بضرورة أداء الواجب الشرعي تجاه هؤلاء المسلمين المظلومين، بادر مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) بتقديم يد الدعم والعون لهم بشتّى الطرق والوسائل. كما أنّ مكتب سماحته (دام ظلّه) بصدد إنشاء مركز للأيتام الأفغان في مدينة زابل الواقعة جنوب شرقي إيران.
مستشفى جواد الائمة (عليه السلام) للعيون:
احساساً من مكتب مرجعية سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله)، بضرورة إنشاء مستشفى متخصصة لمعالجة أمراض العيون.
وضع الحجر الاساس لهذه المستشفى في مدينة قم المقدسة بجوار مدينة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) بأرض مساحتها 2500 مربع، تحتوي على أربعة طوابق و ستجهز باحدث الاجهزة لتقوم بدورها في معالجة الطبقات الفقيرة والمحرومة ، علماً أن الخدمات التي ستقدمها هذه المستشفى منها: بشكل مجاني، والآخر بأسعار المراكز والمستوصفات الخيرية.
مستوصف الإمام الصادق (عليه السلام) الخيري:
استمراراً للجهود المبذولة على طريق خدمة طبقات المجتمع المختلفة لا سيّما المستضعفين وذوي الدخل المحدود منهم، تم برعاية مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في عام 1420 هـ وبمناسبة ولادة الزهراء البتول (عليها السلام) افتتاح مستوصف الإمام الصادق (عليه السلام ) الخيري في مركز مدينة قم المقدّسة وذلك بحضور ثلّة من العلماء والأفاضل والأطبّاء المحترمين.
حيث يجري في هذا المستوصف القيام بالفحوصات الطبّية مع المعالجات البسيطة في مختلف مجالات الطبّ العمومي والأخصّائي مع الأخذ بنظر الاعـتبار أساليب الطبّ الإسـلامي التي تتطابق مع الطب الـحديث تماماً، وذلك بـإشراف نخبة من الأطبّاء المتخصصين.
ويمكن تقسيم الخدمات الموجودة إلى ما يلي:
1 ـ الطبّ الأخصّائي: وذلك في مجال: الأطفال، الإذن والأنف والحنجرة، الأمراض الجلدية، الكلى والمجاري البولية، الكسور والعظام، الأعصاب، الأمراض النفسية، العيون حيث تعيّن درجة العين بالأجهزة الكومبيوترية الحديثة، و...
2 ـ الطبّ العمومي: بما فيه الخدمات الجانبية والإشراف.
3 ـ الطبّ الشرعي: وما يرتبط به كالختان والحجامة وغيرهما، وذلك طبقاً للأساليب الصحّية الحديثة وبإشراف طبيب خبير، وبصورة مجّانية أو سعرٍ رمزي.
4 ـ حقن الاُبر، التضميد، العمليات الجراحية الصغرى و تخطيط القلب.
الخدمات الاجتماعية: مستوصف ولي العصر (عجل الله فرجه) الخيري:
يقع هذا المستوصف في ناحية حاجي آباد وهي من النواحي التابعة الى مدينة قم المقدسة.
أنشأ هذا المستوصف الخيري برعاية مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) الذي سيقدم خدماته الى الفقراء وذوي الدخل المحدود على أرض مساحتها 3000 متراً مربعاً، وذلك في منتصف عام 2001 م (1422 هـ)، وتم حاليا الانتهاء من تشييد الهيكل الكونكريتي للمستوصف.
مستوصف الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) الخيري:
ومن نشاطات مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) تم افتتاح هذا المستوصف في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 1423 هـ بمناسبة ولادة الامام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) في مدينة إيلام باسم الامام الحسن المجتبى (عليه السلام).
ومن أهدافه: رفع المعاناة لدى طبقات المجتمع المختلفة هناك، وبالخصوص طبقة الفقراء والمحرومين، حيث سيتم تقديم قسماً من الخدمات الطبية بشكل مجاني والآخر بأسعار الخدمات التي تقدمها المراكز الطبية الخيرية.
مستوصف السيدة رقية (عليها السلام) الخيري للولادة:
ومن فعاليات مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) افتتح مستشفى للولادة وسمي باسم السيدة رقية بنت الامام الحسين (عليهما السلام) تيمناً بها واستناداً للطلبات المتكررة التي تقدم بها الخيرون و المحسنون من أهالي مدينة إيلام بضرورة تأسيس مستشفى للولادة، وافق مكتب سماحته على ذلك وباشر بالتنفيذ الفعلي لهذا المشروع الذي يعد واحداً من عشرات المشاريع الخيرية التي يقوم بتنفيذها.
وتم افتتاح المستشفى في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 1423 هـ بمناسبة ولادة الامام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام).
ومن نشاطاته تقديم الخدمات والمساعدات الطبية للطبقات المختلفة وبالخصوص الطبقة المحرومة في تلك المنطقة.
http://www.sistani.org/local.php?modules=nav&nid=7.



#عباس_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 14
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 13
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 12
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 11
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 10
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 9
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 8
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 7
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 6
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 5
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 4
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 3
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 2
- قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 1
- آدم ليس أول البشر / الحلقة 5
- آدم ليس أول البشر / الحلقة 4
- آدم ليس أول البشر / الحلقة 3
- آدم ليس أول البشر - الحلقة 2
- آدم ليس أول البشر - الحلقة 1


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس الزيدي - قيادة الحركة الإسلامية في العراق 1980 – 2003 / الحلقة 15