أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - فقهاء السلطة ودورهم في الأستبداد















المزيد.....

فقهاء السلطة ودورهم في الأستبداد


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 12:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتهم البعض كل من يدافع عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية أنه عمبل لأمريكا وغيرها وينسون أن من أتي بامريكا إلي المنطقة هم من يدافعون عنهم من الحكام ومن يبررون أعمالهم من فقهاء السلطة ..
ومغامرات صدام هي التي اضطرت بعض الحكام إلي الاستعانة بأمريكا لأخراجه من الكويت وبرر لهم فقهاء السلطة هذا العمل كالعادة رغم ترويجهم لعقيدة الولاء والبراء الذي كانوا ينادون به .. وفقهاء سلطة صدام هم أيضا من برروا لصدام أفعاله .. والتحم الطرفان وكانت النتيجة لجوء الحكام إلي أمريكا لإخراجه من الكويت وهم كان لهم كل الحق فقد كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لإخراجه نتيجة تقاعس الدول العربية عن ذلك... فلماذا نفس الأشخاص يعيبون علي الشعب العراقي الذي عاني الأمرين من صدام استعانته بأمريكا للخلاص من صدام .. رغم أن نفس هؤلاء برروا استعانة السعودية بالقوات الأمريكية للخلاص من نفس الخطر .. فهل السعودية غير العراق وهل شعب العراق اقل من باقي شعوب الخليج .. ولماذا الكيل بمكيالين ..
والتالي هو راي الشيخ ابن باز وهيئة كبار العلماء في قضية الإستعانة بالقوات الأمريكية لدرء خطر صدام .. إنهم فقهاء السلطان في كل مكان وزمان .. وكيلهم بمكيالين وتلونهم مع ما تريده السلطة ..
""قد بينا ذلك فيما سبق وفي مقالات عديدة ، وبينا أن الرب جل وعلا أوضح في كتابه العظيم : أنه سبحانه أباح لعباده المؤمنين إذا اضطروا إلى ما حرم عليهم أن يفعلوه ، كما قال تعالى : وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ولما حرم الميتة والدم والخنزير والمنخنقة والموقوذة وغيرها قال في آخر الآية : فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ والمقصود أن الدولة في هذه الحالة قد اضطرت إلى أن تستعين ببعض الدول الكافرة على هذا الظالم الغاشم . لأن خطره كبير ، ولأن له أعوانا آخرين ، لو انتصر لظهروا وعظم شرهم ، فلهذا رأت الحكومة السعودية وبقية دول الخليج أنه لا بد من دول قوية تقابل هذا العدو الملحد الظالم ، وتعين على صده وكف شره وإزالة ظلمه .
وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية لما تأملوا هذا ونظروا فيه ، وعرفوا الحال بينوا أن هذا أمر سائغ ، وأن الواجب استعمال ما يدفع الضرر ، ولا يجوز التأخر في ذلك ، بل يجب فورا استعمال ما يدفع الضرر عن المسلمين ، ولو بالاستعانة بطائفة من المشركين فيما يتعلق بصد العدوان وإزالة الظلم ، وهم جاءوا لذلك وما جاءوا ليستحلوا البلاد ، ولا ليأخذوها ، بل جاءوا لصد العدوان وإزالة الظلم ثم يرجعون إلى بلادهم ، وهم الآن يتحرون المواضع التي يستعين بها العدو ، وما يتعمدون قتل الأبرياء ، ولا قتل المدنين ، وإنما يريدون قتل الظالمين المعتدين وإفساد مخططهم والقضاء على سبل إمدادهم وقوتهم في الحرب
ونصح سماحة الشيخ ابن باز- في كلمة وجهها عبر مجلة الدعوة- المسلمين بعامة ، ودول الخليج العربي بخاصة أن يجاهدوا ذلك الظالم ، وأن يجتمعوا على جهاده .
كما نصح الذين يساعدون حاكم العراق ويقفون معه أن يتقوا الله ، وأن يتوبوا إليه ، وأن يكونوا مع الحق أينما دار؛ لأنه أحق بالاتباع وأحق بالنصر .."""
إذا بناء علي النصيحة السابقة يصبح من حق الشعب العراقي أن يستعين بنفس القوة التي استعانت بها بقية دول الخليج للخلاص من صدام .. أم أن المقابر الجماعية التي أقامها صدام لأهل العراق هي حلال .. بينما تهديده لأهل دول الخليج حرام ..
كفانا كيلا بمكيالين .. وكفانا فقهاء سلطة فهم سبب بلاء هذه الأمة .. وارفعوا أيديكم عن شعب العراق فهو أدري بمصلحته ..
وارفعوا يا رجال الدين أي دين ايديكم عن شعب مصر فهو أدري أيضا بمصلحته ..
ومصلحة شعوب المنطقة كلها هي في الحرية والديمقراطية وقيام دول مدنية يكون فيها جميع المواطنين متساويين لهم نفس الحقوق والواجبات .. بصرف النظر عن دينهم أو مذهبهم سواء كانوا سنة حنفية او مالكية او شافعية أو حنبلية .. أو كانوا شيعه زيدية أو إثنا عشرية .. وسواء كانوا نصاري أو اشوريين أو صابئة .. دولة مدنية الدين فيها لله والوطن للجميع .. لافرق فيها لعربي علي عجمي إلا بالعمل وأداء واجباته نحو وطنه .. دولة يختار فيها الشعب فيها حكومته بإرادته الحرة و يكون فيها هو مصدر القوانين والتشاريع ..
لقد آن الأوان لفقهاء السلطان والمتاجرين بالدين في أي دين أن يكفوا أيديهم عن التدخل فيما لا يعنيهم ويتفرغوا للدعوة في المساجد والكنائس ولا يتدخلوا في السياسة كما فعل شيخ الأزهر أو البابا شنودة .. وتدخلوا فيما لايعنيهم بتاييد مرشح معين في الانتخابات ..
إن الأمل الوحيد لشعوب هذه الأمه في الإستقلال الحقيقي هو الديمقراطية والقوة الاقتصادية وأن يكون حكامها منتخبين انتخابا حرا من شعوبهم .. فيكون ولائهم الأول والأخير لهذه الشعوب وليس لأي قوة خارجية وأولها أمريكا ..
أن الأمل الوحيد في الإستقلال الحقيقي هو الخلاص من مفهوم حكام مدي الحياة ومن وسيلة تدوال السلطة الوحيدة التي عرفناها طوال قرون طويلة بسبب فقهاء السلطة وهي وسيلة عزرائيل ..
إن الأمل الوحيد في الخلاص من هيمنة أمريكا علي المنطقة هو تبني مفهوم الدولة المدنية التي تستمد شرعيتها من الشعوب والتي يرفع فيها فقهاء السلطة والمتاجرين بالدين ايديهم تماما عن التدخل في السياسة ويتفرغوا لدورهم الحقيقي داخل دور العبادة .. فإن الاستبداد الديني هو اسوأ أنواع الإستبداد وهو المدخل إلي استبداد حكام هم أبعد مايكونون عن أي قيم دينية وأخلاقية .. حكام ابتلينا بهم طوال التاريخ اعتبروا الحكم هو قميص ألبسه الله لهم ولا يخلعه عتهم إلا عزرائيل سواء بالموت الطبيعي أو قتلا علي يد مغامر يصبح هو الإمام الجديد الذي يجب أن يبايعه غلابة المؤمنين ويحثهم علي ذلك فقهاء السلطة من أشباه فقهاء سلطة صدام وغيره من الحكام المستبدين طوال تاريخنا الطويل و منذ عهد معاوية وإبنه يزيد ومرورا بالسفاح العباسي وغيره إلي يومنا هذا ..
لقد بدأت مصر خطوتها الأولي نحو الدولة المدنية الحقيقية وستتبعها خطوات كثيرة بإذن الله وستنتشر هذه التجربة ألي باقي الدول العربية وستحول سكان هذه المنطقة التعيسة من العالم إلي مواطنين وليس رعايا .. لهم نفس الحقوق والواجبات .. أنها حركة التاريخ وحتميته ولو كره الكارهون ..





#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الله هو المسئول ؟
- متي ستبلغ مجتمعاتنا سن الرشد ؟
- تهافت التهافت
- سيدي الرئيس .. فلتحيي السنة
- الخوارج .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- فشل التطبيق أم النظرية.. دعوة للنقاش الحر
- لكي تكون مسلما !!!!
- لكي تكون نجما فضائيا ...فلتكن أرهابيا أو خبيرا عربيا في الار ...
- جمعية الرفق بالمدنيين
- الاسلام دين وليس أيديولوجية سياسية
- الكوميديا السواداء .. ونواب عزرائيل
- نريد حلا لهذه النصوص
- الحقيقة المرة والحل الذي نصر ألا نراه
- الخطاب الذي أورثنا التهلكة
- يؤسفني قولها .. لقد انتصر التطرف والأرهاب
- رسالة الي كل بن لادن ... لقد جنت علي نفسها براقش
- كفانا نفاقا.. أنه أرث يزيد بن معاوية
- معركتنا الحقيقية ..
- الديمقراطية وحدها ليست كافية ..رسالة الي الغرب
- الأخوان والتقية السياسية


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - فقهاء السلطة ودورهم في الأستبداد