أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - هل الله هو المسئول ؟















المزيد.....

هل الله هو المسئول ؟


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1295 - 2005 / 8 / 23 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الأسلام كدين مسئول عن تصرف أحمق وقاسي لشخص يحمل إسما مسلما .. قديما أوحديثا ..هل الإسلام مسئول عما حدث من قتل للأبرياء في قطارات لندن أو تفجيرات شرم الشيخ
وهل المسيحية كدين مسئولة عما فعله قائد يحمل اسما مسيحيا ويستغل الدين تبريرا لما يفعل ..
وهل اليهودية كدين مسئولة عمافعلته الصهيونية من اغتصاب فلسطين ..
ولو أخذنا هذا المنطق في الحسبان .. فمن الممكن أن يقول قائل أن المسئول الحقيقي عن مشكلة فلسطين هو الله ..
الم تكن أرض فلسطين يعيش عليها شعب آخر ورغم ذلك وعد بني أسرائيل الله بهذه الأرض .. ولنري هذا الموضوع كما يشرحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدون) إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ولكن بني إسرائيل لم يستجيبوا لموسى بدعوتهم إلى الجهاد ونكلوا عن ذلك وقالوا لموسى: ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) ولنكوصهم عن الجهاد ولمخاطبتهم نبيهم بهذا العناد حرم الله عليهم دخول الأرض المقدسة فتاهوا في الأرض أربعين سنة بين مصر والشام حتى مات أكثرهم أو كلهم الا من ولدوا في التيه وذكر المؤرخون أن موسى وهارون عليهما السلام ماتا في خلال هذه المدة وخلفهما يوشع فيمن بقي من بني إسرائيل من النشء الجديد وفتح الله عليهم الأرض المقدسة حتى آل الأمر إلى داود وسليمان عليهما السلام فجددا بناء بيت المقدس وكان يعقوب قد بناه قبل ذلك ولما عتا بنو إسرائيل عن أمر الله سلط الله عليهم ملكا من الفرس يقال له بختنصر فدمر بلادهم وبددهم قتلا وأسرا وتشريدا وخرب بيت المقدس للمرة الأولى ثم رد الله تعالى الكرة لبني إسرائيل وأمدهم بأموال وبنين وجعلهم أكثر نفيرا ولكنهم نسوا ما جرى عليهم وكفروا بالله ورسله (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) فسلط الله عليهم بعض ملوك الفرس أو الروم مرة ثانية فاحتلوا بلادهم وأذاقوهم العذاب ثم بقي المسجد الأقصى بأيدي النصارى من الروم من قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاثمائة سنة حتى أنقذه الله عز وجل من أيديهم بالفتح الإسلامي على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
ونخلص من هذا الشرح أن مشكلة فلسطين هي في الأصل مشكلة قديمه يعد الله بها من يرضي عنه .. دون أي ذكر لسكانها الأصليون ودون اي اعتبار لهم .. ألم يقيم أنبياء الله داود وسليمان مملكتهم في فلسطين .. أقاموا مملكتهم تنفيذا لأمر الله علي حساب شعب آخر نقول عنهم الآن أنهم كنعانيون عرب كانوا يقطنون هذه الأرض منذ قديم الأزل .. ألم يخرج موسي من مصر ببني يعقوب ليقودهم ألي أرض الميعاد التي وعدهم بها الله .. ألم يعاقبهم الله بالتيه في سيناء لتقاعسهم عن نصرة موسي عليه السلام وتحقيق ما وعدهم به الله ..
وهذا يقودنا إلي الفرض التالي .. ماذا كان سيحدث لو أن بني اسرائيل قد غرقوا في البحر مع فرعون .. هل كانت ستكون هناك مشكلة فلسطينية الآن ..
معاذ الله .. إننا كأفراد مسئولين عن قسوتنا و أطماعنا .. ونحن من نلوي أعناق النصوص الدينية ونفسرها تبريرا لهذه الأطماع .. فعل هذا المتطرفين من كل الأديان قديما ومازالوا يفعلونه حتي الآن .. ولن نصل إلي اي حل لقضية فلسطين إلا أن حولناها إلي قضية سياسية وليست دينية علي الجانبين .. إن التعصب الديني علي الطرفين يعقد القضية .. والقدس هي عقدة القضية لأن الجميع ينظر إليها نظرة مقدسة ويعتبرها ملكه .. والحل هو أن تدول القدس لتصبح عاصمة العالم .. عاصمة كل الديان فيستريح الجميع وتتولي الأمم المتحدة إدارتها ..

إن كل مجرمي الحرب طوال تالتاريخ مسئولين عن أعمالهم وليس المسيحية إن كانوا من أتباع الديانة المسيحية وليست اليهودية إن كانوا يهودا ..كما أن الإسلام بريء مما فعله العثمانيون من فظاعات أثناء احتلالهم لمنطقة البلقان .. فأعاد مجرمي الحرب من الصرب تكرار نفس المآسي في حق مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو بحجة الإنتقام من الماضي .. كلهم مجرمين و كلهم استغلوا ويستغلون الدين لتبرير أطماع توسعية سياسية واقتصادية ..
والله ليس مسئولا عن قسوتنا و أطماعنا ..

أليس من الممكن أن ينظر الإنسان المتحضر إلي الإسلام من وجهة نظر إنسانية ؟ وأن الله تعالى، قد خلق الناس شعوباًَ وقبائل لكي يتعارفوا، وليس لكي يتخاصموا، وإن الحضارة الإسلامية في محكم الآيات القرآنية تدعو إلى الحوار الحضاري وليس إلى الصراع الحضاري، وتؤكد أن الإسلام يعترف بالشعوب الأخرى وعقائدها وحضاراته .. ويدلل علي رايه بقول الله تعالي :
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم"
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"

و من الممكن أن ينظر شخص متعصب من وجهة نظر أخري وهي أن الإسلام يرفض الآخر ويدعو إلي قتله وقتاله .. ويؤكد علي كلامه هذا برأي أبن باز التالي :

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ قال العلماء رحمة الله عليهم : إن هذه الآية ناسخة لجميع الآيات التي فيها الصفح والكف عن المشركين والتي فيها الكف عن قتال من لم يقاتل قالوا : فهذه آية السيف هي آية القتال ، آية الجهاد ، آية التشمير عن ساعد الجد وعن المال والنفس لقتال أعداء الله حتى يدخلوا في دين الله وحتى يتوبوا من شركهم ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام .
هذا هو المعروف في كلام أهل العلم من المفسرين وغير المفسرين ، كلهم قالوا فيما علمنا واطلعنا عليه من كلامهم : إن هذه الآية وما جاء في معناها ناسخة لما مضى قبلها من الآيات التي فيها الأمر بالعفو والصفح وقتال من قاتل والكف عمن كف ، ومثلها قوله جل وعلا في سورة الأنفال : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ومثلها قوله جل وعلا في سورة براءة بعد ذلك : وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ومثلها قوله جل وعلا : قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
فأمر الله سبحانه وتعالى بقتال أهل الكتاب ولم يأمر بالكف عنهم إلا إذا أدوا الجزية عن صغار ولم يقل : حتى يعطوا الجزية أو يكفوا عنا ، بل قال : حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، ..

يحتاج المسلمون اليوم أكثر من أي وقت مضى كما قالت الدكتورة وفاء سلطان وهي محقة تماما إلى عقلائهم وحكمائهم ومفكريهم كي يسدّوا الطريق أمام هؤلاء السحرة من جميع الأطراف وينقذوا الأمة من براثن غيلانها!
لنصغِ إلى خطبة الجمعة في أي بلدٍ إسلامي لا على التعيين، ماذا نسمع؟!
اللهمّ دمّر.. اللهم احرق.. اللهم اقتل.. اللهم رمّل.. اللهم يتِّم.. اللهم شـرِّد!.. ماذا يبقى لأمةٍ بتعســكر رجال دينها؟..
وماذا نتوقع رد الفعل من متعصبي الجانب الآخر وهم يملكون الأسلحة ويستطيعون توجيه الضربات الإستباقية ضدنا .. وهذا مايفعله بوش مثلا ..
إن الكثيرين للأسف في الشرق والغرب .. قديما وحديثا ..بين كل الأديان والحضارات .. يلعبون بعقول الشباب بخطاب ديني حماسي ويدفعونهم إلي القتل والقتال ويدعون أنهم يفعلون ذلك باسم الله .. وهم بذلك الخطاب يشجعون الكراهية بين الشعوب والحضارات و الأديان .. ولكن الله منهم جميعا براء .. لأن الله بلا شك لم يخلقنا للقتل والقتال ..بل خلقنا لإعمار الأرض وعبادته والدعوة إليه بالحب والحكمة والموعظة الحسنة ..

إن الله ليس مسئولا .. ولكن نحن البشر القاسي



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متي ستبلغ مجتمعاتنا سن الرشد ؟
- تهافت التهافت
- سيدي الرئيس .. فلتحيي السنة
- الخوارج .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- فشل التطبيق أم النظرية.. دعوة للنقاش الحر
- لكي تكون مسلما !!!!
- لكي تكون نجما فضائيا ...فلتكن أرهابيا أو خبيرا عربيا في الار ...
- جمعية الرفق بالمدنيين
- الاسلام دين وليس أيديولوجية سياسية
- الكوميديا السواداء .. ونواب عزرائيل
- نريد حلا لهذه النصوص
- الحقيقة المرة والحل الذي نصر ألا نراه
- الخطاب الذي أورثنا التهلكة
- يؤسفني قولها .. لقد انتصر التطرف والأرهاب
- رسالة الي كل بن لادن ... لقد جنت علي نفسها براقش
- كفانا نفاقا.. أنه أرث يزيد بن معاوية
- معركتنا الحقيقية ..
- الديمقراطية وحدها ليست كافية ..رسالة الي الغرب
- الأخوان والتقية السياسية
- ثورة البرلمان .. هي الحل


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - هل الله هو المسئول ؟