أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - بالعِلم تنهض الأمم !















المزيد.....

بالعِلم تنهض الأمم !


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تزل ثقافة العرب تقوم على الحفظ دون الاتصال بالواقع .. يجتر الخلف ما قد علكه السلف. - زكي الأرسوزي ...
كلمة السلف لا تخص الأفكار الدينيّة فحسب بل جميع الأفكار ماركسيّة ليبراليّة قوميّة يساريّة اشتراكيّة إسلاميّة ..
دون خلق أو إبداع بل تكرار واجترار ولذلك الفكر العربيّ المعاصر الحديث في أزمة وفشل ولا يحتاج الأمر للكثير من الفطنة والذكاء ومنذ عدة قرون .
لم تزل النخب العربيّة تعيش اوهام الجدل البيزنطيّ .
لم تزل الثقافة العربيّة تلف وتدور حول الساقية .
لم تزل أمتنا غارقة في بحر الأوهام المجيدة كل حسب رؤيته .
لم تزل – لم تزل – لم تزل ...
مواضيعنا مكررة - اهتماماتنا بعيدة عن الواقع – في أحسن أحوالها أحاديث صالونات أدبية – لا علاقة لها بالعصر ولا بما يدور في العالم ولا تخص مجتمعاتنا وويلاتها .. هناك بعض الاستثناءات ..
لا يوجد مثقف عربيّ يؤمن بما قاله الشافعيّ – رأييّ صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب – باستثناء بعض القامات - .. بل كل رأي هو الصواب ولا مجال للنقاش حتى وإن أدعى البعض عكس ذلك .. مجرّد كلام ولكنّ في الحقيقة – من ليس معي فهو ضديّ – عبارة انجيليّة ..
لا يتعاملون بطريقة سر في طريقك ودع الناس يقولون ما يشاؤون .. لا بل على العكس فرض وواجب أن تتفق معهم .
المثقف العربيّ إذا وافقنا على هذه التسمية يترك جميع مصائب قومه ويذهب ليكتب لنا عن جزيرة العراة ..
إذا اعتبرنا أنّ وعد بلفور في عام 1917 هو بداية تأسيس الدولة اليهوديّة وقيام دولة إسرائيل وليس عام 1947 حيث قرار الأمم المتحدة فإن إسرائيل خلال هذه الفترة استطاعت أن تكون أفضل دولة ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع من حيث مقارنتها مع كافة الدول .
عدد نفوس اليهود في العالم أقل من 16 مليون موزعين تقريباً مناصفة بين إسرائيل – نصف العدد – وبين باقِ دول العالم – النصف الأخر .
المسلمون مليار وخمسمائة وسبعون مليون مسلم .
العرب ثلاثمائة وأربعون مليون عربيّ .
" تعيرنا أنا عديدنا قليل ,, قلت لها أن الكرام قليل ؟
دليل كلامي أنّ إسرائيل هي أفضل دولة في المنطقة هو الإحصائيات التي سأذكرها لاحقاً أي ليس كلاماً إنشائياً وخطباً رنانة أصبحت في ذمة التاريخ بعد أن تركتنا أشلاء ممزقة ..
اعتبرنا تاريخ 1917 هو البداية ومقارنة معنا بنفس التاريخ أين نحن وأين إسرائيل مع ملاحظة الفارق بالعدد بيننا ؟
جوائز نوبل الامبرياليّة ذكرناها في مقالات سابقة .
الدكتور خالد منتصر في مقاله - إسرائيل لا تزرع شجرة الغرقد وإنما تزرع معهد وايزمان - يرد على شيخ الأزهر علي جمعة عندما قال :
«احذروا، فإسرائيل تتآمر وتزرع الضفة الغربية كلها شجر الغرقد حتى يختبئ خلفه اليهود يوم القيامة حتى لا نستطيع رؤيتهم وقتلهم، شوفوا هما مقتنعين بما يقوله ديننا إزاي واحنا لا » هذا هو نص كلام شيخ الأزهر علي جمعة .
في هذا الردّ أورد الدكتور منتصر الكثير من الإحصائيات على مسيرة وتطوّر إسرائيل . ستأتي لاحقاً .
من رسالة اللورد أللنبي قائد الجيوش البريطانية التي غزت فلسطين وأخرجت الأتراك منها إلى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج :
لقد تمخض مؤتمر الصلح عن وليدين :
- القومية اليهودية : التي تمتاز بالحيوية والنشاط .
- القومية العربية : التي تمتاز بالكسل والخمول المكتسبين من الصحراء .
إذن حيوية ونشاط مقابل كسل وخمول .. ؟
عندما نكرر أننا سلكنا طرائق عديدة لا علاقة لها بنهضتنا وتطوّرنا نكون على حق فيما نقول بالرغم من الاتهامات الباطلة من قبل اهل العقول المحنطة .
عندما نقول لم يكن هذا هو الدرب الذي يجب اتباعه نكون قد أصبنا فيما نقول .
عندما نقول أن النخب العربيّة والأحزاب والعلماء لم يقدموا أي شئ لهذه الأمة لا نكون قد ظلمناهم بل على العكس نكون قد وضعنا النقاط على الحروف .
حكامنا مقابل حكامهم – أحزابنا مقابل أحزابهم – مثقفينا مقابل مثقفيهم – شعوبنا مقابل شعوبهم – رجالنا مقابل رجالهم – نساءنا مقابل نساءهم ,, الخ ..
هذا ليس معناه الاستخفاف والتقليل من الشأن بل على العكس هذا تشخيص على ضوء معطيات الواقع وتاريخنا للفترة المذكورة منذ عام 1917 لحد الآن ..
حتى في الصراع العربيّ الإسرائيليّ أين نحن وأين هم ؟
يقول ايلي ويزل "" روائيّ يهوديّ رومانيّ حائز على جائزة نوبل في الآداب "" :
{ ما نعاني منه اليوم ليس معركة يهوديّ ضد عربيّ او اسرائيليّ ضد فلسطينيّ بل بالأحرى هي معركة ما بين اولئك " الذين " يبجلوا الحياة و اولئك الذين يمجدوا الموت.
انها معركة الحضارة ضد البربريّة } ... انتهى الاقتباس .
المسيرة العلميّة لدولة إسرائيل - بيت القصيد - :
معهد وايزمان يزوره كل عام أكثر من مائة ألف عالم باعتباره من أهم المعاهد العلمية في العالم ، وإنجازات هذا المعهد ، الذي أنشئ عام 1934 في الفيزياء والكيمياء والطب والكمبيوتر، لا تنتهي ، من علاج اللوكيميا حتى الكمبيوتر متناهي الصغر ، مروراً بالعدسات وطرق استخراج اليورانيوم والـ «هاي تك» وأبحاث السرطان والطاقة النووية والنظائر المشعة .. إلخ ، وتبلغ ميزانيته ملياري دولار، أما معهد التخنيون المستمد من كلمة تقنية ، فقد أُنشئ عام 1924، أي قبل إعلان الدولة بربع قرن تقريباً ، وكان ألبرت أينشتين أول رئيس لمجلس أمنائه، وقال وقتها : « إن إسرائيل تستطيع أن تكسب معركة البقاء فقط إن نجحت في تكوين معارف عميقة في التقنية». وبالفعل ظل هذا الشعار عنوان نجاح إسرائيل وتفوقها العلمي .. بهذا المعهد الذى يضم مكتبة علمية من أضخم المكتبات في العالم أصبحت إسرائيل الأولى على العالم في مجال علوم الكمبيوتر، كانت ميزانية التخنيون قبل حرب أكتوبر 20 مليون دولار، وأصبحت الآن ثلاثة مليارات دولار ! أما ما تنفقه إسرائيل على البحث العلمي فقط في هذا المعهد وغيره ، فيبلغ حوالى 5% من الناتج القومي الإجمالي . إسرائيل تصرف 2500 دولار على تعليم الفرد مقابل 340 دولاراً عند العرب ، وحجم الإنفاق على التعليم عند إسرائيل حوالى 7% من الناتج القومي مقابل 5% في أمريكا و4% في اليابان، وهناك 1395 عالماً وباحثاً لكل مليون من السكان مقابل 136 لكل مليون في الوطن العربي ، وتخصص إسرائيل أكثر من ستة مليارات دولار للبحث العلمي ، بما يوازى 5% كما ذكرنا من الناتج القومي ، أما الوطن العربي مجتمعاً فيخصص ملياراً ونصف المليار تقريباً ، أي أقل من ثلاثة من عشرة في المائة من ناتجه القومي ! وإسرائيل هي الدولة الأولى في العالم في مجال النشر العلمي نسبة لعدد السكان ، فعدد العلماء الناشرين للبحوث 11,7% لكل عشرة آلاف نسمة ، ونسبة أمريكا 10% ، في رياض الأطفال الإسرائيلية كمبيوتر لكل طفل، أما مستخدمو الإنترنت فهم خمسون ضعفاً بالنسبة لمستخدميه العرب ، ونسبة الكتب المترجمة إلى العبرية 100 كتاب لكل مليون إسرائيلي ، وفى العالم العربي ثلاثة كتب فقط لكل مليون عربي !!... إلخ ، تحتل إسرائيل المرتبة الأولى عالمياً في نسبة حجم الإنفاق على البحوث إلى إجمالي الناتج المحلى وتبلغ أكثر من 4%، والمرتبة الثانية بعد ألمانيا في نسبة المهندسين إلى عدد السكان ، والمرتبة الثانية بعد أمريكا في مستوى أودية السيليكون بواديها الواقع ما بين حيفا وتل أبيب ، والمرتبة الأولى في نسبة صادرات السلاح إلى إجمالي الصادرات، والمرتبة الثامنة في نظُم الدفع الصاروخي للأقمار الصناعية ، والمرتبة السادسة في عدد براءات الاختراع متفوقة على بريطانيا وفرنسا ، والمرتبة الأولى في تطوير نظم حماية أمن البيانات وتحصين مواقع الإنترنت ، والثانية من حيث عدد الشركات المدرجة في قائمة شركات التكنولوجيا المتقدمة ، نسبة استخدام الإنترنت لعدد السكان في إسرائيل 16%، في حين أنها تقل عن 3% في المتوسط العربي ، عدد مالكي الكمبيوتر 47 من كل مائة فرد إسرائيلي ، في حين يبلغ 4% في عالمنا العربي ، تحتل إسرائيل المركز رقم 12 من حيث مؤشر جاهزية شبكة الإنترنت، أما مصر ففي المركز الـ65، الناتج المحلى الإجمالي للفرد الإسرائيلي يفوق نظيره في البلدان العربية مجتمعة ، بالنسبة للنشر العلمي ما يقرب من 12 بحثاً منشوراً لكل عشرة آلاف في إسرائيل ، بينما يبلغ هذا المعدل ثلث بحث لكل عشرة آلاف في العالم العربي !!! تم إنتاج أول كمبيوتر إسرائيلي اسمه ويزاك في معهد وايزمان منذ أكثر من نصف قرن ، أما أول كمبيوتر عربي فما زال في علم الغيب. انتهى .
من الشجاعة أن تقول ما لك وما عليك لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال ..
جميع الدول العربيّة مجتمعة حكاماً ومحكومين ماذا تساوي أمام ما ذكرناه اعلاه ؟
هل هو اليأس ؟ كلا وألف كلا .. هو الواقع البائس والفاشل ..
هناك من يذهب مذاهب شتى من أجل أن يدافع خلافاً للواقع ويقول – جلد الذات – أبداً – نحن لم نصل لمرحلة النقد الحقيقيّ حتى نتجاوزه لمرحلة جلد الذات .. لا يزال أمامنا الطريق طويل ووعر وشائك .
يصف الدكتور أحمد الهادي رشراش أزمة الثقافة العربيّة فيقول :
واقعنا الثقافيّ العربيّ اليوم يمر بأزمة معقّدة ، يدركها القاصيّ والدانيّ ، فقد ورد في كتاب ( أدب جميع الشعوب في جميع العصور) ( لهوليون ) وآخرين :
" لم تستطع أيّة أمّة من الأمم منذ القرن التاسع وحتى السادس عشر، أن تضاهي العرب في قيمة مكتسباتهم الذهنيّة ، لكنهم انهاروا على عجل وبمثل السرعة التي صعدوا بها ، والآن هم أكثر بربريّة ووحشيّة مما كانوا عليه قبل أكثر من ألف عام ..
علينا الابتعاد عن فكرة كوننا نفهم كل شيء وغيرنا لا يفهم شيئا ، وأننا على حق وغيرنا على باطل ، فكما يقول (كلود روى) " ثمة نبل في محاولة فهم الأكثر، ولا جديّة في قول أنّ كل شيء مفهوم ، ومن الغباء الادعاء أننا فهمنا كل شيء".
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تتمة مقال المثقف صنو الحاكم .
- المثقف صنو الحاكم !
- عن الحتميّة وأشياء أخرى في الماركسيّة ..
- مجزرة كاتين ..
- الإسلام سبب من أسباب وليس السبب الوحيد !
- عن الماركسيّة ,, حوار بيني وبين الزميل أكو كركوكي ..
- لا الإيمان ولا الإلحاد هما الحلّ ,, الإيمان والإلحاد لا علاق ...
- بين الحاكم العربيّ والمستعمر الأجنبيّ !
- ذوو عقول الكاوتش !
- لا ,, للفكر الواحد ,, للعقيدة الواحدة ,, للون الواحد - ..
- العقل العربي بين داحس وداعش !
- الأفكار المهترئة عند البعض !
- أسئلة عن داعش ؟
- الأوطان تلتهما النيران بين - فائض القيمة وزواج عائشة - !
- من الروبوت إلى زواج الحميراء !
- ثقافة الكُتّاب والمعلقين في الحوار المتمدّن بين الرأي والرأي ...
- إخفاقات النظريّة الماركسيّة و تنبؤات كارل ماركس !
- لا عقد اجتماعيّ ولا سلطة حقيقيّة ,, لقد فشلنا جميعاً !
- الماركسيّة ليست ( قوانين علميّة ) كما هي ( قوانين العلوم الط ...
- ( تفكيك رواية زواج أولاد الصحابة من بنات كسرى الأسيرات !


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - بالعِلم تنهض الأمم !