أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - ( تفكيك رواية زواج أولاد الصحابة من بنات كسرى الأسيرات !













المزيد.....

( تفكيك رواية زواج أولاد الصحابة من بنات كسرى الأسيرات !


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك دراسة عن التاريخ تقول :
حقائق التاريخ – المشتملة على جميع نواحي وجود الإنسان – لا تصل إلينا مطلقاً بصورة بحتة , لأنّها لا توجد و لا يمكن أن توجد بصورة بحتة , فالماضي لم يعد موجوداً , و لكن يمكن تتبّعه بفضل الطرق الفنّيّة التي تعطينا أدلّة تمدّنا بها العلوم الطبيعيّة و التقنيّة , عن طريق البحث العلمي في الآثار الماديّة الباقية , و أيضاً نقرأه في المؤلّفات و الوثائق التاريخيّة , و لكن علينا أن نعي أن الحقائق التي وصلت إلينا بشكلٍ مكتوب تنعكس من خلال ذهن من قام بتدوينها , فيترتّب على ذلك أنّنا إذا ما تناولنا في البحث عملاً تاريخيّاً يجب أن لا يكون اهتمامنا الأوّل منصبّاً على الحقائق التي يتضمّنها , و إنّما على المؤرّخ أو المؤلّف الذي كتبها . فغالباً ما يستعين المؤرّخ بخياله في إتمام الوقائع و تأويلها , فهو يصل إلى نتائج كان يرمي إليها منذ البداية متأثّراً بأهواءه , يهديه إيمانه أكثر ممّا يهديه حبّ استطلاعه , فخياله في تأويل الوقائع ليس محايدا.
سبق وأن تناولنا " أسطورة " معركة كربلاء " واقعة الطف " والتي لا يوجد أي دليل أركيولوجي يؤيد وقوعها وهنا لن نكرر ما جرى في تلك المعركة ولكن سنتناول الموضوع من وجهة حوادث أخرى تتعلق بالحسين نفسه ألاّ وهي زواجه من بنت كسرى وبذلك يحق لإيران الدفاع عن أولاد بناتهن باعتبارهم الأخوال .. ! يالمأساة ؟
إنّه التاريخ المزيف والذاكرة المثقوبة ..
تركيزي على تفكيك الروايات التاريخيّة هو جزء من الحلّ لما تعانيه هذه الأمة من فساد وتأخر وانحطاط . " رأي شخصيّ " .
هناك رواية متداولة حول زواج الحسين من إحدى بنات كسرى ذكرها الشيخ الشيعي المفيد " لم اتناولها من المصادر السنُيّة خوفاً من السِهام الطائشة " مع العلم أني أحفظ قول المتنبيّ :
فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ ..
تقول هذه الرواية :
أنّ ثلاث شقيقات من بنات ملك الفرس جاؤوا بهم إلى المدينة سبايا حرب مع جملة الأسرى الفرس بعد معركة القادسية ، وعند خروج الخليفة عمر بن الخطاب الى المسجد للصلاة لمحته " شاه زنان أو شهر بانويه " إحدى بنات كسرى الأسيرات فقالت :
(اف بيروج باذا هرمز) وترجموها أنها تعني " النصر لهرمز" – لا اعرف من هو المترجم ,, من الممكن أن يكون كوكل ، ولكن علي بن ابي طالب تدخل وقال أنها لا تعنيك" يبدو بأن أحد الصحابة كان يتكلم أكثر من لغة ثمّ من أين للخليفة علي بن أبي طالب " أنّها لا تعنيه " ! المهم ..
أراد الخليفة عمر بن الخطاب بيعهن ولكن علي بن ابي طالب يتدخل مرة أخرى ويمنعه من ذلك ( ورواية أخرى تقول أنه اشتراهن واعتقهن ) وطلب تخيرهن بالزواج من أبناء الصحابة فخيرهن علي بن ابي طالب باعتبار أنهن كن بالغات راشدات مختارات وعرض عليهن الزواج من أبناء الصحابة ، وكانت اختياراتهن كالاتي :
الأولى تزوجت من عبدالله بن عمر، فأولدها سالم في خلافة عثمان ، وكان سالم أحد فقهاء المدينة السبعة الذين طبقت سمعتهم وعلمهم الآفاق ، وتوفي بعد العام100هـ ..
الثانية تزوجت محمد بن أبي بكر، فأولدها القاسم في أواخر خلافة عثمان بن عفان وكان القاسم أحد فقهاء المدينة السبعة الذين طبقت سمعتهم وعلمهم الآفاق ، أي مثل سابقه ، وتوفي بعد الـعام 100هـ .
الأخيرة " شاه زنان " - مربط الفرس وبيت القصيد - تزوجت من الحسين بن علي ، وأولدها الإمام علي بن الحسين " من ألقابه السجاد – زين العابدين " . ومولده كان في سنة 38هـ ، أي في خلافة جده علي بن أبي طالب وتوفي حوالي الــ 95هـ ..
" ملاحظة معركة القادسيّة وقعت في سنة 15 هجرية وعلي بن الحسين ولد سنة 38 هجرية " أي ولد بعد 23 سنة من زواج أبيه الحسين من شاه زنان " !
لا أحد يعرف أسماء زوجة عبد الله بن عمر ولا زوجة محمد بن أبي بكر " غريبة لماذا شاه زنان معروف اسمها والباقي لا احد يعرف " 3 شقيقات في يوم واحد تم أسرهن وزواجهن واحدة معروفة والباقي لا .. يمكن صدفة !!!
هناك أكثر من 150 – 200 مليون شيعي يحفظون هذه الرواية الوهميّة ويصدقونها حتى أعضاء الحزب الشيوعي العراقي الذين يحتفلون بهذه المناسبة كل عام " أين أنت يا ماركس " !
ثلاث أخوات بالغات مختارات من سبايا الحرب من بنات ملك الفرس المهزوم المنكسر يتزوجن باختيارهن وفي وقت واحد وبمشورة علي بن أبي طالب في خلافة عمر بن الخطاب من أبناء الخلفاء بعد رسول الله ( لم يكن لعثمان ولد ، وإلا لكن أربع شقيقات من بنات ملك الفرس !! ) وينجبن ثلاثة من فقهاء المدينة السبعة المشار إليهم بالبنان ..
ربما إلى هنا والأمر عادي وموافق ولكن موافقتي صعبة جداً ولا تأتي بسهولة ,, لنتفحص التواريخ على ضوء المعطيات التالية :
خلافة عمر كانت بعد وفاة ابي بكر , بدأت في 13هـ /14هـ واستمرت حوالي عشر سنوات وكانت وفاته حوالي سنة 23 هـ ، وفي خلافة عمر بن الخطاب كانت معركتين فاصلتين قوضت الامبراطوريّة الفارسيّة ، معركة القادسيّة وكانت في سنة 15هـ ، ومعركة النهاوند – وتسمى فتح الفتوح وكانت في حدود سنة 20هـ ..
كان عبد الله بن عمر في حوالي 30 سنة من عمره في أول خلافة أبيه ، فقد ولد قبل البعثة بحوالي سنتين .
وهذا العمر مقبول ، ولكن الملاحظ أنهم لا يذكرون هذا الزوج إلاّ قليلا ، بسبب الخليفة عمر " المهم " !
ولكن عمر محمد بن ابي بكر لا يزيد عن 5 سنوات في أول خلافة عمر بن الخطاب ، فقد ولد في سنة 10هـ أي أن عمره لن يتجاوز 7 سنوات وقت معركة القادسية وكان عمر الحسين بن علي حوالي 10 سنوات في أول خلافة عمر فقد كان مولده في سنة 4هـ ، أي أن عمره لن يتجاوز 15 سنة وقت معركة القادسية وكما تقدم أن ولادة أولادهم من هذه الزيجات كانوا في خلافة عثمان بن عفان ، فاحسبوا معي " رعاكم الله " بعد كم سنة من الزواج كانت هذه الولادة ، ربما بعضها بعد الزواج بعشرين سنة !!!
على ضوء هذه التواريخ يستحيل زواج كل من محمد بن أبي بكر، والحسين بن علي من بنات كسرى يزدجرد .. أما الروايات حول هذا السبي والزواج ، فكثيرة وفيها من المديح والتبجيل للبيت الكسروي وربطه بالبيت النبوي والحط من الخليفة عمر !! فيقولون مثلا :
وإن غلاما بين كسرى وهاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم ..
المشكلة أنّ النبيّ عربيّ وكسرى فارسيّ فمن أين جاء الارتباط بين البيتين ؟ راقبوا الأحداث السياسيّة وما يجري اليوم في العراق تعرفون ماذا اقصد .
الروايات التاريخيّة تمّ إعدادها في مطابخ الساسة بعيداً عن أعين الجمهور وفي وقت متأخر جداً ..
ما وصلنا من هذه الروايات التاريخيّة بشقيها " الشيعي والسٌنّي " هي مجرّد روايات تصلح كأدب شعبي وتراث حكايات نتداوله بين فترة وأخرى كأساطير وليس كحقائق قطعيّة مُسلم بها .
العالم المتمدّن سلك طريقاً أخراً بالنسبة لتراثه و جعل منه تراثاً متداولاً بين الفينة والأخرى من باب القصص فقط واتجه للعلم والاكتشافات والدراسات والبحوث التي قدّمت للبشريّة خير ما ينفعها بينما لا زلنا نتقاتل ونتخاصم " كل يوم تسيل الدماء بسبب هذه الأوهام " من اجل روايات وهميّة لا تمت للحقيقة بصلة ويرفضها العلم والمنطق والأركولوجيا ..
تناول الروايات كما هي ومحاولة نقدها بدون تفكيك لا يقدم ولا يؤخر من وجهة نظري المتواضعة بل على العكس يزيد الاحتقان ويخلق الضغائن ويشعل الفتنة .
إذا أردت أن تمرر أي فكرة مهما كانت غبية فما عليك سوى بالغلاف الدّيني فستنتشر كالنار في الهشيم ..
" ألقاكم على خير " ..



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش بين 100 مليون أميّ و40 مليون عاطل !
- نقد الإسلام بين مطرقة - المقالات - وسندان - التعليقات - !
- القراءة التفكيكيّة للنصوص الدّينيّة !
- الماركسيّة بين العلوم الطبيعيّة والعلوم الإنسانيّة !
- الأصوليّة الشيوعيّة - الشيوعيّة في السلطة - ...
- إمّا قوميّة أو إسلاميّة , ألاّ يوجد خيار أخر ,, وكيف ؟
- الأصوليّة الشيوعيّة - الثورة والحزب - !
- الأصوليّة الشيوعيّة , خرافة الاشتراكيّة العلميّة !
- الأصوليّة الشيوعيّة , العامل الاقتصادي !
- الأصوليّة الشيوعيّة , الخلاصيّة البروليتاريّة !
- الشيوعيون العرب ,, هل هم شيعة بالمعنى الكربلائي ؟ قرأتُ لكم ...
- كيف تعالج الماركسيّة الوضع الطبقي ؟
- الليبراليّة والراديكاليّة .
- وداعاً يا رفيقي ؟
- شعار الحوار : اليسار فأي يسار نحتاج ؟
- لن يكون هناك حلّ للقضيّة الفلسطينيّة ..
- بدايات الإسلام مرّة ثانيّة ..
- مقتطفات إسلاميّة ؟
- إلى المحجبات ..
- هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة ؟


المزيد.....




- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - ( تفكيك رواية زواج أولاد الصحابة من بنات كسرى الأسيرات !