أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شامل عبد العزيز - بدايات الإسلام مرّة ثانيّة ..















المزيد.....

بدايات الإسلام مرّة ثانيّة ..


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 15:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في ليالي الشرق لمّا يبلغُ البدر تمامهُ ,, يتعرى الشرق من كل كرامة ونضال فالملايين التي تركض من غير نعال والتي تؤمن في أربع زوجات وفي يوم القيامة ,, الملايين التي لا تلتقي بالخبز إلاّ في الخيال والتي تسكن في الليل بيوتاً من سعال أبداً ما عرفت شكل الدواء تتردى جثثاً تحت الضياء ..
( نزار قباني ) .
في مقالات سابقة تناولنا بدايات الإسلام ودراسة الراحل سليمان بشير من خلال كتابه المعروف ( مقدمة في تاريخ الآخر) ..
اليوم وفي مصر تحديداً نشهد نتائج ما بعد التغيير أو ( الربيع العربي ) بعد وصول محمد مرسي للرئاسة ( الإخوان المسلمين ) بغض النظر عن الكيفية التي وصل بها ..
هل ما يحدث في مصر دليل على أن الدين برمته مطية للوصول إلى سدة الحكم وأن قراءة التاريخ بأعين مفتوحة يكشف لنا رأي مخالف حول التدّين المزعوم والخوف من الله والالتزام بالأوامر والابتعاد عن النواهي إن هي إلا مجرد شعارات براقة من وراءها مأرب أخرى أم اننا نصدق بأن كل ما يجري في عالمنا هو من اجل تطبيق شرع الله ؟
نعود من جديد للقراءت التي تخص موضوع ( بدايات الإسلام ) ..
العربي في الرواية الإسلامية يظهر على ساحة التاريخ مباشرة ممتطيا حصانه فارسا وشاعرا دونما ممهدات. والفتح العربي تم بسرعة مذهلة تلاه مباشرة الانتقال إلى تأسيس إمبراطورية مترامية الأطراف ، ومعها بداية حضارة جديدة وكل هذا في فترة زمنية قصيرة بشكل غير معقول ( نقلاً من رسالة محمد عثمان دريج ) .
كما هو معلوم فإن فترة الدعوة استمرت 23 سنة – ثمّ الخلفاء الأربعة 30 سنة – في هذه الفترة الزمنية القصيرة أصبح الإسلام سيد العالم دون منازع , طبعاً إذا اعتبرنا أن المجتمع الإسلامي خالِ من أي مشاكل وكان شغله الشاغل احتلال العالم من اجل نشر الدين الجديد فهل يعقل هذا وخصوصاً أن تلك المجتمعات لم تكن تملك سوى السيف وفاقدة لكل مقومات الغزو , كيف استطاعوا احتلال تلك البقاع بهذه السرعة وبهذه السهولة وكيف استطاع هؤلاء الأعراب من دحر أكبر مملكة في الشام مع العلم أن عددهم لا يشكل 10 – 20 % من الجيش البيزنطي ,, ناهيكم عن سقوط مملكة فارس ؟ ( هنا اقصد معركتي اليرموك والقادسية أي الغرب والشرق , في مقال سابق تطرقنا إلى سنوات الغزو المزعوم ) ..
ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟
هناك محاولات قام بها سليمان بشير ولكن هل استطاع ( حل ) جميع المعضلات ؟
حقيقة أنا ابتعدت عن قراءة الروايات الإسلامية كما هي وقبولها دون تدقيق إذ ليس من المعقول أن نصدق بأن كل ما جاء في تلك الروايات وكأنه الحق بعينه ,, لقد قام طباخ التاريخ محمد بن اسحق بتدوين تلك الروايات ( بعد 153 سنة ) ومنه اخذ من جاء بعده من الرواة وكتاب السير فكلهم فيما كتبوه عيال عليه ..
من الدراسة نقرأ العبارات التالية :
هو لم يحدد معالم الكثير من الشخصيات التاريخية التي يكتنفها الغموض نتيجة تضارب الروايات التقليدية ..
( مسألة بديهية هي تضارب الروايات التقليدية فنحنُ نجد أكثر من رواية لكل حادثة بل لكل حديث ولكل أمر ولكل نهي فكيف بمعارك اعتبرت في العلوم الإسلامية أنها غيرت وجه التاريخ وبسرعة لا يتصورها عاقل ومفكر ) ؟
محاولات الراحل سليمان بشير تأتي لبناء سياق عقلاني للأحداث( وهذا هو ديدني الحالي وقد يختلف معي القراء ) وذلك انطلاقا من الرواية الإسلامية ذاتها ، ونقدها . لكن هذا لا يعني أن ما قدمه سليمان بشير حل كل المعضلات ، يبقى – مثلا - من غير الواضح من هو الرسول ، وهل هو شخص آخر غير ابن الحنفية أم أنهما شخص واحد ، وخاصة مع وجود دلائل على استمرار إمامة ابن الحنفية حتى أبي جعفر المنصور؟ ( في الخلافة العباسية ) ..
هناك محاولات جادة في ( حمى البحث عن محمد ) ..
هناك أشخاص آخرون في الرواية الإسلامية يبقون غير محددي الملامح مثل عائشة أو طلحة بن عبد الله ...
كيف يقتنع الملايين من البشر بأن للتاريخ حكمه وقواعده وأنه ليس مجرد روايات نقلها فلان عن فلان ؟
نعود للأسئللة ؟
هل هناك خلل في تحليل وتفكيك الراحل سليمان بشير ؟
أو هل يقلل هذا من قيمة محاولات سليمان بشير ,, أبداً العكس هو الصحيح فمحاولاته العقلانية كان لها دور كبير في تفكيك وفهم تلك الروايات المتضاربة .
( من يصدق بدون نقاش ولا دليل يتبوأ المكانة العليا في أنظمة الخرافة حسب تعبير أحدهم ) ..
إن الجوانب الايجابية لعمل سليمان بشير تتجلى ليس وحسب في محاولة حل المعضلات التي تثيرها التناقضات الداخلية للرواية التقليدية وعدم اتفاقها ، بل أيضا في ما تثيره من إشكاليات بقيت غامضة ،
( هذا الغموض سوف يبقى ما لم نشهد عصر المؤسسات البحثية وعلماء يسعون من اجل الحقيقة ولا شيء غيرها بعد إعادة قراءة التاريخ بشكل مغاير , أي بطريقة مخالفة للروايات المبثوثة في كتب السيرة ) ..
حسب رأيي الشخصي من هنا ومن هنا فقط نستطيع أن نفهم أو تفهم الأجيال القادمة إذا ما تحقق ذلك كيف كانت تلك السيرة وكيف كُتبت تلك الروايات ؟
نعود لطرح بعض الأسئلة ؟
هل هناك تعريب للإسلام ومن قام به ,, لماذا ظهرت الأحاديث التي تمنح بني أمية الأفضلية على العرب يقابل ذلك وبعد انتهاء فترة حكمهم أحاديث تتحدث عن أفضلية آل البيت ,, هل هي السياسة ؟ ثمّ الصراع السُنّي – الشيعي ؟
إن الأمويون هم الذين دفعوا باتجاه تعريب الإسلام , فظهرت الأحاديث التي تشيد بالعرب وترفع من شأنهم ، وأيضا تعريب عبد الملك للدواوين وهذا ما كان جزءا من خطة استقلالية عامة ..
قبلة المسلمين والدلائل ونشاطات عبد الملك والوليد :
هناك دلائل على أن نشاط عبد الملك بن مروان وابنه الوليد في بناء المساجد في دمشق والقدس كان أساسا لجعلها قبلة للمسلمين - وبالتعارض مع رفع مكانة دمشق ظهرت أماكن مقدسة أخرى كما في مسجد نوح في الكوفة. إلا أن عملية تعريب الإسلام وازدياد وزن العرب فيه دفع إلى تبني مكة ، رغم وجود إشارات تدل على عدم تحديد موقع الكعبة فعليا، فقبلة جامع عمرو بن العاص في مصر والتي أشرف عليها ثمانون صحابيا كانت مشرّقة جدا، وتدل الكشوف الأثرية في جامعين أمويين في العراق إلى إنهما كانا منحرفين إلى اليمين ...
( موضوع عمرو بن العاص من المحتمل أن نقف أمامه طويلاً في مقال قادم ) ؟
مكة قبلة المسلمين :

اختيار مكة كمكان للقبلة دفع إلى اكتشاف أصول قرآنية لمكة ، كما في الألقاب التي ذكرها القرآن ونسبت إليها (مثل أم القرى ، أو واد غير ذي زرع ) دون مبرر تاريخي لهذه التسميات . كذلك محاولة ربط مكة مع تاريخ نبوي يبررها كقبلة ، هذا التاريخ الذي ستبرره قصص الأنبياء والتي يبدو أنها دخلت بشكل متأخر إلى الإسلام ,, فهناك روايات عن ضرورة استئذان السلطة فيها على أيام عمر بن الخطاب ، وروايات أخرى تؤكد عدم وجودها في عهود أبي بكر وعمر وعثمان وأنها انتشرت زمن الفتنة ...
أين الحقيقة ؟
الأنساب : ( هناك تفاخر بالأنساب لازال حاضراً وبقوة في مجتمعاتنا , ما هي أسبابها علماً بأن التفاخر بها جاهلية حسب العلوم الشرعية فهي نتنة ولا فضل لأعجمي على عربي إلاّ بالتقوى ) :

بناء الأنساب القبلية للعرب جاءت لتلائم التحالفات التي سادت خلال العصر الأموي، ولإعطاء شرعية للحكم الأموي نفسه عبر ربطه بقريش وبالرسول ، وربما كان الأمر كذلك بالنسبة إلى الروايات المتعلقة بمصاهرات الرسول لأبي بكر وعمر ( عائشة وحفصة ) وبدرجة أقل لأبي سفيان ( أم حبيبة ) أي أنها ذات قيمة سياسية تتعلق بالنقاشات المتأخرة حول شرعية السلطة ...

كم هو الفرق عظيم بين قراءتنا للسيرة كحوادث حقيقية وبين تحليل وتفكيك تلك الروايات على أنها سياسة ومصالح ونفوذ وصراعات وهذا هو ديدن التاريخ ؟
ما هو دور العباس عم النبي ؟
يبدو دور العباس الغامض نوعا ما، كما في دوره في بيعة العقبة ورغم عدم إسلامه أو بدر وحتى في مسألة مبايعته لعلي بعد وفاة الرسول، وكأنه إضافة عباسية إلى هذه الروايات ...
( كما هو معلوم فإن الدعوة العباسية بدأت شيعية - فارسية ولكن عندما تمّ الأمر لبني العباس انقلبوا عليهم وهنا بدأت الأحاديث بالظهور والتي تمجد العباسيين ) ؟
( أكبر دليل على ترتيب الأحاديث بصورة سياسية هو ظهور مناقب الخلفاء الأربعة ثم مناقب بني أمية ثم بدأت مناقب بني العباس مع العلم بأن محمد توفي قبل مئات السنيين ) ؟
متى تحول الإسلام كدين للدولة وما هي التأثيرات ؟
يبدو أن الإسلام تحول في فترة عبد الملك إلى دين الدولة ، وذلك بعد تنظيمه وضبطه على الأقل فيما يخص البنية اللاهوتية الأساسية له والنص المقدس، فإنه يمكن الافتراض أن الفترة السابقة كانت بحكم الجاهلية - حيث التأثيرات اليهودية في المدينة وجنوب العراق - والمسيحية - النسطورية في العراق واليمامة ، والمسيحية - اليعقوبية في الشام ...
مرحلة إنتاج الإسلام :

بهذا الحال يكون الإسلام مع عبد الملك والأمويين مر بمرحلة إعادة إنتاج (تتضمن التعريب وإدخال التأثيرات المسيحية وحتى معاداة اليهود إلى الإسلام ألرسولي) وتحويله إلى الدين القومي للهلال الخصيب الموحد مع الجزيرة العربية بما يضمن الاستقلال التام له عن بيزنطة ، وفي الوقت ذاته استيعاب الهجرات القبلية التي وفدت على الهلال الخصيب خلال عقود بتأثير الوهن الذي أصاب البيزنطيين ...
ما فائدة العقل والقدرة على التفكير والتمييز إذا اعتمدنا على عقل غيرنا وتفكيره وفقدنا القدرة على التمييز فليس من العقل بشئ ولا من اللائق بنا أن نعيش سجناء التقليد لنردد ما نسمع دون تفكير ودون فهم واقتناع ( لا أعرف من القائل ) .
( هناك دراسة مقارنة بين بوب وسليمان بشير سوف نحاول قراءتها من جديد وسوف تكون حاضرة في الأيام القادمة )
إذن : للحديث بقية ..
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات إسلاميّة ؟
- إلى المحجبات ..
- هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة ؟
- هل هناك دين مسالم ؟
- هل نحتاج لأحزاب شيوعية ؟
- ما هو تصوركم لعالم بدون الغرب ؟
- هل ستحدث ثورة بروليتارية ؟
- العلم الأسود والربيع العربي ؟
- الشلة والخصوم ؟
- الشلة وغروميكو ؟
- القضية الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل بين الدول الامبريالية و ...
- برنار ليفي والربيع العربي ؟
- الصهيونية مرّة ثانية ؟
- نحن والصهيونية ؟
- جورج حنين وإعدام بوخارين ؟
- الغرب يقرأ ماركس وليس الشرق ( تكملة ) .
- الغرب يقرأ ماركس وليس الشرق .
- من الفلوجة العراقية إلى حمص السورية ,, هل حقاً ما يقولون ؟
- هل يصلح العرب للديمقراطية ؟
- عشرون كاتباً يسألون ألنمري ( تكملة ) ؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شامل عبد العزيز - بدايات الإسلام مرّة ثانيّة ..