أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - شارو مازومدار أحد رموز الماوية و قائد إنطلاقة حرب الشعب فى الهند - الفصل الرابع من كتاب - قيادات شيوعية ، رموز ماوية -















المزيد.....



شارو مازومدار أحد رموز الماوية و قائد إنطلاقة حرب الشعب فى الهند - الفصل الرابع من كتاب - قيادات شيوعية ، رموز ماوية -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 00:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


شارو مازومدار أحد رموز الماوية و قائد إنطلاقة حرب الشعب فى الهند
الفصل الرابع من كتاب " قيادات شيوعية ، رموز ماوية "
مقدّمة الكتاب :
للماويين ، للماركسيين – اللينينيين – الماويين ، جذور ممتدّة فى أرض الواقع ولهم رؤوس شامخة فى السماء مليئة بأحلام تحرير الإنسانية ، أحلام ثوريّة ممكنة التحقيق ومرغوب فيها . لهم أقدام راسخة فى الأرض و عيون متطلّعة إلى أبعد من سحب السماء . لهم ماضى مضيئ و تليد و لهم مستقبل يصنعونه فى أتون الصراع الطبقي الذى يخوضونه مسترشدين بعلم الشيوعية على كافة الجبهات بتضحيات جسام ونضال مصمّم و عنيد .
لقد نشأت الماركسية كمرحلة أولى من علم الشيوعية المتطوّر أبدا إعتمادا ، كما سجّل لينين ، على الإيديولوجيا الألمانية والإقتصاد السياسي الأنجليزي و الإشتراكية الفرنسية بإعتبارهم المصادر أو المكوّنات الثلاثة لأرقى ما بلغه الفكر الإنساني فى القرن الثامن عشر . و بفضل النضال النظري و الممارسة العملية الثوريين للبروليتاريا العالمية وتجاربها وثوراتها الناجحة منها والفاشلة وفى خضم الصراع من أجل الثورة فى روسيا و فى العالم قاطبة و الصراع ضد التحريفية والدغمائية فى صفوف الحركة الشوعية العالمية ، طوّر لينين علم الشيوعية إلى المرحلة الثانية ، الماركسية – اللينينية . و تاليا، إستنادا إلى تطوّرات الصراع الطبقي والثورة الديمقراطية الجديدة فالإشتراكية فى الصين وخلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية و فى صراع بلا هوادة أيضا ضد الدغمائية و التحريفية المعاصرة السوفياتية ، بعد وفاة ستالين و الإنقلاب المعادي للثورة و إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، و أضرابها اليوغسلافية و الإيطالية والفرنسية والأمريكية إلخ ، تطوّر علم الشيوعية على أيدى ماوتسى تونغ إلى ماركسية - لينينية - ماوية .
ومنذ وفاة ماو تسى تونغ والإنقلاب التحريفي فى الصين التى غدت رأسمالية بعدما كانت فى عهد ماو إشتراكية ، و لأنّ الماويين أدركوا أنّ الماركسية إن كفّت عن التطوّر ماتت كما أعرب عن ذلك ماو تسى تونغ ذاته ، و لمعالجة المشاكل الجديد وتقييم التجارب القديمة تقييما علميّا من منظور بروليتاري ، ما فتأ الماويّون ، رافعو راية إرث ماو تسى تونغ و البروليتاريا العالمية ، يطوّرون علم الشيوعية فى جوانب عدّة منه . و صراع الخطّين فى صفوف الماوية التى إنقسمت إلى إثنين ( أنظروا كتابنا " الماوية تنقسم إلى إثنين " ) على أشدّه عالميّا فى الوقت الحاضر حول هذه التطويرات و أهمّيتها من عدمها بالنسبة لمستقبل الحركة الشيوعية العالمية و القيام بالثورة البروليتارية العالمية و التقدّم نحو الشيوعيّة عالميّا .
و للماويين المتصارعين اليوم إرث مشترك ، جذع مشترك حاولت وتحاول القوى الإمبريالية و الرجعية و التحريفية تشويهه و إهالة التراب عليه . ومن أوكد واجباتنا كشيوعيين أن ننفض الغبار الذى تراكمه الرجعية بأصنافها على قياداتنا الشيوعية و رموزنا الماوية و ليس للدفاع عنهم و الإطلاع على ما قدّموه سيرة و مؤلّفات فقط و إنّما كذلك لدراسة هذا الإرث والتعلّم منه قدر الطاقة خدمة للحاضر و المستقبل . فنطبّق بذلك ما علّمنا إيّاه ماو تسى تونغ من جعل الماضي يخدم الحاضر و المستقبل .
و قد بذلنا الجهد الجهيد بسرعة قصوى لإتمام الإشتغال على هذا الكتاب فى هذا الوقت بالذات تلبية لحاجة لمسنا إلحاحيّتها على المستوى الإيديولوجي والسياسي عربيّا . ونحن لا نلقى باللائمة على الماويين قليلي الإطلاع على علم الشيوعية لإلتحاقهم بالماوية حديثا ولا نلوم كذلك من لم تتوفّر لهم فرص دراسة التراث الماركسي - اللينيني - الماوي دراسة ظافية ، كافية وشافية ؛ و إنمّا نحثّهم جميعا على إيلاء المسألة العناية التى تستحقّ . وفى نفس الوقت ، ننبّه إلى أنّ من الماويين - أو أحيانا أشباه الماويين وليسوا بالماويين – من يتجاهلوا عمدا عامدين هذا الإرث البروليتاري وبإسم التكتيك و الجبهة و ما شابه من تعلاّت ، و بإسم ماويّة أغرب ما تكون عن الماوية الحقيقية ، من طفقوا يروّجون للإرث القومي وحتى الإسلامي و يخلطون بين الماوية و أصناف شتّى من الغيفاريّة و اللين بياوية و الديمقراطية البرجوازية . هؤلاء على وجه الضبط يترتّب على الشيوعيين حقّا أن يتصدّوا لهم كما يجب بروح عالية من المسؤولية الثورية لأنّهم ببساطة يحرّفون ماضى البروليتاريا العالمية و نضالاتها الثورية الحاليّة و يطمسون مستقبلها .
و فى سياق هذه المعركة المحتدمة للربط بين الدراسة والتقييم النقديين لإرثنا البروليتاري العالمي من جهة و النضالات الراهنة لأجل ترسيخ الماوية الحقيقية ، الماوية الثورية عربيّا و بأفق المساهمة فى دفع عجلة الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الشيوعية العالمية ، نضع زبدة جهدنا المتواضع بين أيدى الماويين و غيرهم من الشيوعيين خاصة و الباحثين عن الحقيقة و القرّاء عامة .
و ينهض عملنا هذا( العدد 17 من " الماوية : نظرية وممارسة ")على فصول خمسة هي على التوالي :
الفصل الأوّل : تشانغ تشنغ : الطموحات الثورية لقائدة شيوعيّة
1- مقدّمة
2- ثائرة على العادات
3- يانان : طالبة لدى ماو و رفيقة دربه
4- الإصلاح الزراعي و البحث الإجتماعي
5- التجرّأ على الذهاب ضد التيّار
6- الهجوم على البناء الفوقي ...و حرّاسه
7- ثورة فى أوبيرا بيكين
8- قائدة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى
9- إفتكاك السلطة
10- الطريق المتعرّج للثورة
11- القطع مع الأفكار القديمة
12- صراع الخطين يتخطّى مرحلة جديدة
13- المعركة الكبرى الأخيرة
14- موت ماو و الإنقلاب الرأسمالي
15- المحاكمة الأشهر فى القرن العشرين : " أنا مسرورة لأنّنى أدفع دين الرئيس ماو ! " .
16- زوجة ماو و رفيقة دربه طوال 39 سنة
17- قُتلت حتى يثبت العكس
18- لنتجرّا على أن كون مثل تشانغ تشنغ
الفصل الثاني : تحيّة حمراء لتشانغ تشن – تشياو أحد أبرز قادة الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى الماويين

1- التجرّأ على صعود الجبال من أجل تحرير الإنسانية ( جريدة " الثورة ")

2- عاصفة جانفي بشنغاي (جريدة " الثورة " )

3- بصدد الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية (تشانغ تشن- تشياو)

4- على رأس الجماهير و فى أقبية سجون العدوّ : مدافع لا يلين عن الشيوعية.( أخبار "عالم نربحه ".)

الفصل الثالث : إبراهيم كايباكايا قائد بروليتاري شيوعي ماوي
1- لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا
2- موقف حازم إلى جانب حقّ الأمّة الكردية التى تعاني من الإضطهاد القومي الوحشي فى تركيا ، فى تقرير مصيرها
3- خطّ كايباكايا هوطليعتنا – مقتطف من الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب
4- بصدد الكمالية ( مقتطف )
5- المسألة القومية فى تركيا
الفصل الرابع : شارو مازومدار أحد رموز الماوية و قائد إنطلاقة حرب الشعب فى الهند
1- خوض الصراع ضد التحريفية المعاصرة
2- لننجز الثورة الديمقراطية الشعبية بالنضال ضد التحريفية
3- ما هو مصدر التمرّد الثوري العفوي فى الهند؟
4- لنستغلّ الفرصة
5- مهامنا فى الوضع الراهن
6- لنقاتل التحريفية
7- المهمّة المركزيّة اليوم هي النضال من أجل بناء حزب ثوري حقيقي عبر النضال بلا مساومة ضد التحريفية
8- حان وقت بناء حزب ثوري
9- الثورة الديمقراطية الشعبية الهندية
10- الجبهة المتحدة و الحزب الثوري
11- " لنقاطع الإنتخابات" ! المغزى العالمي لهذا الشعار
12- لننبذ الوسطية و نفضحها و نسحقها

الفصل الخامس : تحيّة حمراء للرفيق سانموغتسان الشيوعي إلى النهاية
1- حول وفاة الرفيق سنموغتسان / لجنة الحركة الأممية الثورية
2- الرفيق شان : شيوعي إلى النهاية / الحزب الشيوعي السيلاني ( الماوي )
3- مساهمة ماو تسى تونغ فى تطوير الماركسية – اللينينية / سنموغتشان
4- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ / سنموغتسان
5- دحض أنور خوجا / سنموغتسان
==========================================
و ملحق : فهارس كتب شادي الشماوي ( 16 كتابا ).
======================================

شارو مازومدار أحد رموز الماوية و قائد إنطلاقة حرب الشعب فى الهند
الفصل الرابع من كتاب " قيادات شيوعية ، رموز ماوية "

سنة 1918 ، ولد شارو مازومدار ضمن عائلة ملاكين عقاريين تقدّميين فى سيليغوري. وهو فى سنّ المراهقة تمرّد ضد الظلم و الحيف الإجتماعيين. و ما إنفكّ يناضل فى المعاهد إلى أن إلتحق بحزب المؤتمر و كرّس نفسه لتنظيم عمّال بيدي. و فيما بعد إلتحق بالحزب الشيوعي الهندي فى جبهته الفلاحية و سرعان ما كسب إحترام الكادحين فى جلبيغوري و درجيلين. و عقب إيقاف تحفظي إضطر إلى النشاط السياسي السرّي لأوّل مرّة.
و رغم حظر نشاط الحزب الشيوعي الهندي عند إندلاع الحرب العالمية الثانية، واصل شارو مازومدار نشاطاته التنظيمية فى صفوف الفلاحين و إنتخب للجنة محافظة جلبيغوري للحزب الشيوعي الهندي سنة 1942. و من مآثره فى تلك الفترة قيادته لحملة " إفتكاك المحصول" فى جلبيغوري خلال المجاعة الكبرى لسنة 1943. و فى سنة 1946 ، إلتحق بحركة تبهاغا الشهيرة كما شارك فى صراع نضالي فى شمال البنغال.و عندما وقع من جديد حظر الحزب الشيوعي الهندي سنة 1948، زجّ بشارو مازومدار فى السجن لمدّة ثلاث سنوات و سيسجن مرّة أخرى سنة 1962.
و برزالخلاف الإيديولوجي لشارو مازومدار مع الحزب الشيوعي الهندي إثر مؤتمر الحزب بدلغات سنة 1956 . ثمّ تعمّق ذلك مع تأثّر شارو مازومدار ب " الجدال الكبير" داخل الحركة الشيوعية العالمية أي النضال الذين خاضه الماركسيون-اللينينيون و على رأسهم ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية المعاصرة ،السوفياتية منها و الأمريكية و الفرنسية و الإيطالية و التيتوية إلخ.
و فى سنة 1964 حصل إنشقاق داخل الحزب الشيوعي الهندي فإضمّ شارو مازومدار إلى المنشقين الذين أسسوا الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي) لكنّه لم يوافق على قرار هذا الحزب الجديد المشاركة فى الإنتخابات و تأجيله " النضال المسلح " ليوم يظهر فيه وضع ثوري فى الهند.
تعكّرت صحّته خاصة سنة 1964-1965 و نصح بالراحة فكرّس هذا الوقت للدراسة و الكتابة بصدد طريق الثورة الهندية على أساس الماركسية- اللينينية- فكر ماو تسى تونغ و كتاباته و خطاباته لسنوات 1965-1967 ستسمّى لاحقا " الثماني وثائق التاريخية " التى شكّلت قاعدة الحركة الشيوعية الثورية الهندية أو النكسلبارية.
فى نفس السنة التى أنشأ الحزب الشيوعي الهندي تحالف جبهة متحدة حكومية مع حزب المؤتمر ببنغلا غرب البنغال سنة 1967 و خان قضية الثورة ، قاد شارو مازومدار فى 25 ماي " المتمرّدين" فى شنّ إنتفاضة فلاحين تاريخية فى نكسلباري من محافظة درجيلينغ غرب البنغال وقمعت وزارة داخلية الحكومة التى يشارك فيها الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي) الذى صار بعدُ تحريفيا هو الآخر ، بوحشية هذه الحركة بيد أنّ إيديولوجيا " النكسلبارية " أي طريق حرب الشعب الطويلة الأمد بقيادة بروليتارية لم تمت بل بالعكس إنتشرت فى كافة أنحاء البلاد.
و مع ظهور النكسبارية ، أنشأ الرفاق فى التاميل نادو و أندرا براداش و بيهار و كرنتاكا و أوريسا و غرب البنغال لجنة ضمن الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي) فى 12-13 نوفمبر 1967التى ستتولى التنسيق بين الشيوعيين الثوريين حقّا الذين سيأسّسون فى 2 أفريل 1969 الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي- اللينيني) و إنتخب شارو مازومدار سكرتيره العام . وفى سنة 1970 ، إنعقد المؤتمر الأوّل للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي- اللينيني) فى كلكوتا فى ظروف سرّية صارمة. و أعيد إنتخاب شارو مازومدار سكرتيرا عاما. و صاغ مؤتمر الحزب برنامج حرب الشعب طويلة الأمد و دعا إلى معركة سحق العدوّ الطبقي.
و إستغلّت الدولة الهندية حرب البنغلاداش سنة 1971 لتقوم بحملة قمع واسعة ضد الشيوعيين ، لا سيما غرب البنغال و أندرابراداش، وبإغتيال عديد القادة النكسلباريين المحوريين. و فى 5 أوت 1971 ، قتلت الشرطة الرفيق ساروج دوتا بوحشية فى أرض نادي آريان وتمّ إيقاف الرفيق شارو مازومدار فى مخبأ بكلكوتا فى 16 جويلية 1972.
و توفّي شارو مازومدار يوم 28 جويلية 1972 جراء التعذيب الوحشي الذى تعرّض له و رغم ما عرفته الحركة الشيوعية الثورية الماوية فى الهند من تقلّبات مذّاك لم يتوقّف النضال يوما و النتيجة اليوم بعد أربعة عقود تقريبا من فقدان الرفيق شارو مازومدار تأسيس الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي) منذ أواسط العقد الأوّل من هذا القرن و إستمرار حرب الشعب التى أطلق شرارتها شارو مازومدار و توسّعها لتصبح حسب تصريحات الوزير الأوّل للهند منذ بضعة سنوات الآن التهديد الأوّل للدولة الرجعية الهندية ، هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، لتصبح مصدر إلهام للشيوعيين الثوريين و للثوريين عموما عبر العالم.
كتابات شارو مازومدار :
- ما هي الإمكانيات التى تشير إليها سنة 1965؟ ( 1965)
- خوض الصراع ضد التحريفية المعاصرة. ( 1965).
- لننجح الثورة الديمقراطية الشعبية بالنضال ضد التحريفية ( 1965).
- ما هو مصدر التمرّد الثوري العفوي فى الهند؟ ( 1965)
- لنستغلّ الفرصة ( 1966)
- مهامنا فى الوضع الراهن ( 1966)
- لنقاتل التحريفية للنتقدّم بنضال الفلاحين ( 1966)
- المهمّة المركزيّة اليوم هي النضال من أجل بناء حزب ثوري حقيقي عبر النضال بلا مساومة ضد التحريفية(1966)
- حان وقت بناء حزب ثوري ( 1967).
- الثورة الديمقراطية الشعبية الهندية ( 1968)
- سنة من النضال النكسلباري ( 1968)
- الجبهة المتحدة و الحزب الثوري ( 1968)
- إلى الرفاق ( 1968)
- لنطوّر الصراع الطبقي للفلاحين من خلال التحليل الطبقي و البحث و الدراسة ( 1968)
- " لنقاطع الإنتخابات" ! المغزى العالمي لهذا الشعار ( 1968)
- لنضطلع بعمل بناء الحزب الثوري ( 1968)
- تحية للفلاحين الثوريين فى كيرالا ! ( 1968)
- إلى الرفاق العاملين فى القرى ( 1969)
- سريكاكولام : هل ستصبح يانان الهند ؟ ( 1969)
- إلى الشباب و الطلبة ( 1969)
- لماذا علينا أن نشكّل الحزب الآن ؟ ( 1979)
- حول بعض المشاكل السياسية و التنظيمية الراهنة ( 1969)
- لننبذ الوسطية و نفضحها و نسحقها ( 1970)
- عاش الفلاحيون الأبطال فى نكسلباري ( 1971).
--------------
1- خوض الصراع ضد التحريفية المعاصرة
( شارو مازومدار، 1965)
يجب علينا أن نخوض يوميّا الصراع ضد التحريفية ، بتبنّى تكتيك إفتكاك السلطة على نطاق واسع. فبعض الأفكار التحريفية متجذّرة بصلابة وسط الحزب. و علينا أن نخوض الصراع ضدّها . و هنا نناقش بعض المسائل:
1-إن المسألة التى تكتسي أهمّية اليوم فى الصراع ضد التحريفية هي المساندة التامة التى توفّرها القيادة السوفياتية للطبقة الحاكمة الرجعية فى الهند. لقد أعلنوا أنّهم سيقدّمون للهند معونة قدرها 600كرورس خلال المخطّط الخماسي الرابع. و فكرة أنّ المساعدة السوفياتية تعزّز تبعية الهند فى منتهى القوّة. و هناك تحليل طبقي وراءها. و عليناأن نوضّح للشعب موقفنا المناهض لهذه المساعدة. ذلك أنّه إنّ قدّمت مساعدة لحكومة الهند المتبعة لطريق التعاون مع الإمبريالية و الإقطاعية ، فإنّ الطبقة الرجعية هي التى ستتعزّز. لذا فإنّ المساعدة السوفياتية لا تقوّى الحركة الديمقراطية فى الهند ، و إنّما تنمّى قوّة القوى الرجعي المتعاونة مع الإمبريالية و على رأسها الإمبريالية الأمريكية و السوفياتية. ما نشاهده فى الهند هو التعاون بين الولايات المتحدة و التحريفية المعاصرة - تحالف شيطاني ضد نضالات التحرّر الشعبية فى المستقبل . و نرى إنطلاقا من تجربتنا فى الهند أنّ هيمنة الإحتكارات الكبرى موجودة فى إنتاج الصناعات الكبرى التى نشأت فى القطاع العام بمساعدة السوفيات. لذا لن تتمكّن الدولة من التحكّم فى سلطة المشغّلين الإحتكاريين عبر صناعات القطاع العام، إن المشغلون الإحتكاريون هم الذين يتحكمون فى إنتاج صناعات القطاع العام. و تجربتنا هي ذاتها فى حالتي الحديد و البترول.
2- و المسألة التى صارت اليوم مهمّة هي القومية البرجوازية . هذه القومية فى غاية الضيق وهي قومية ضيقة وتمثّل السلاح الأكبر اليوم لدى الطبقة الحاكمة. وهي تستعمل هذا السلاح ليس فقط فى حال النزاع مع الصين ،و لكن أيضا فى أية مسألة مثل الباكستان إلخ .برفع شعار الوحدة القومية و شعارات أخرى ، يريدون أن يحافظوا على إستغلال رأس المال الإحتكاري.و علينا أن نتذكّر أنّ معنى وحدة الهند ظهر نتيجة الحركة المناهضة للإمبريالية ،و معنى الوحدة ذاك يعود جذوره إلى تلك الحركة. و هناك هدف وحيد فى أصل شعار الوحدة المقدّم من قبل الطبقة الحاكمة وهو وحدة لأجل و هناك هدف وحيد فى أصل شعار الوحدة المقدّم من قبل الطبقة الحاكمة وهو وحدة لأجل إستغلال رأس المال الإحتكاري. و يعتبر شعار الوحدة هذا رجعيّا و على الماركسيين معارضته. و شعار " الكشمير جزء لا يتجزّأ من الهند" ترفعه الطبقة الحاكمة بغاية النهب. لا يجب على أي ماركسي أن يساند هذا الشعار. إنّها لمهمّة أساسية للماركسيين أن يقبلوا بحقّ تقرير المصير لكلّ قومية . و فيما يتعلّق بمسائل الكشمير و ناغاس إلخ ، على الماركسيين أن يعبّروا عن مساندتهم للمقاتلين من أجل حق تقرير المصير. و سينشأ الوعي بوحدة جديدة فى خضمّ الصراع ذاته ضد هذه الحكومة ، حكومة الإمبريالية و الإقطاعية و الإحتكاريين الكبار و من مصلحة الثورة أنّه سيكون من الضروري أن تبقى الهند موحّدة حينها. ستكون الوحدة وحدة صلبة. إنطلاقا من هذا الوعي بالقومية وجدت نضالات فى جنوب الهند ضد فرض اللغة الهندية و فقد 60 شخصا حياتهم هذه السنة ، 1965. لهذا إن جرى الإستخفاف بهذا النضال ، ستعزل الطبقة العاملة نفسها عن النضالات الأوسع للجماهير. من مصلحة الطبقة العاملة دعم جهود تطوير هذه القوميّات.
3- " القيام بالتحليل الطبقي لحركة الفلاحين". فى هذه المرحلة الراهنة من الثورة يمثّل كافة الفلاحين حليفا للطبقة العاملة و هؤلاء الفلاحين هم القوّة الكبرى للثورة الديمقراطية الشعبية للهند و بالإبقاء على هذا فى أذهانا ، علينا أن نتقدّم بحركة الفلاحين. بيد أنّ الفلاحن جميعهم لا ينتمون إلى الطبقة ذاتها. هناك أساسا أربع طبقات فى صفوف الفلاحين- الأغنياء و المتوسطون و الفقراء و الذين لا يملكون أرضا- و هناك طبقة الحرفيين الريفية. هناك إختلافات فى وعيها الثوري و قدرتها على العمل وفقا للظروف. و ينبغى على الماركسيين على الدوام أن يسعوا لتركيز قيادة الفقراء و الفلاحين الذين لا يملكون أرضا بحركة الفلاحين برمتها.و الخطأ الذى يتم عادة الوقوع فيه عند تحليل طبقات الفلاحين هو تحديدها على أساس حجج ملكية الأرض. و هذا خطأ خطير. ينبغى تحليله على قاعدة المداخيل و مستوى العيش. و ستصبح حركة الفلاحين مناضلة بقدر ما نركّز قيادة الفلاحين الفقراء و الفلاحين الذين لا يملكون أرضا على كافة الحركة الفلاحية. و يجب أن نتذكّر أنّه مهما كان تكتيك النضال المتوخّى على أساس المساندة الواسعة للفلاحين ، لا يمكن أبدا بأي معنى أن يكون المغامراتية.
و ينبغى التذكير بأنّ فى كلّ هذه السنوات ، معتمدين على مساندة غير الفلاحين نظرنا إلى حركة الفلاحين نظرة ضيقة و كلّما أتى القمع فكّرنا فى أنّنا سقطنا فى المغامراتية. ينبغى أن نتذكّر أنّ حركة الفلاحين بشأن المطالب الأساسية ستتبع طريقا سلميّا. و من أجل تحليل طبقي لتنظيم الفلاحين و لتركيز قيادة الفقراء و الفلاحين الذين لا يملكون أرضا ، يجب أن نقول للفلاحين بكلمات واضحة إنّه لا يمكن حلّ أي مشكل من مشاكلهم الجوهرية بمساعدة أي قانون لهذه الحكومة الرجعية. غير أنّ هذا لا يعنى أنّه لا ينبغى أن نستفيد من أيّة حركة قانونية. فعمل جمعيّات الفلاحين المفتوح سيكون فى الأساس لتنظيم الحركات قصد تحقيق مكاسب و تغييرات قانونية لذا فى صفوف جماهير الفلاحين المهمّة الأكثر إلحاحا و جوهرية للحزب ستكون تشكيل مجموعات حزبية و شرح برنامج الثورة الزراعية و تكتيك إفتكاك السلطة على نطاق واسعز و من خلال هذا البرنامج ، سيتمّ تركيز قيادة الفلاحين الفقراء و الفلاحين الذين لا يملكون أرضا لحركة الفلاحين.
4- منذ 1959، إزاء كلّ حركة ديمقراطية فى الهند ، كانت الحكومة بصفة متصاعدة تشنّ هجمات عنيفة. لم نوفّر القيادة لأية حركة مقاومة نشيطة ضد هذه الهجمات العنيفة. لقد دعونا لمقاومة سلبية لهذه الهجمات، مثل مواكب الحداد عقب حركة الغذاء. علينا أن نتذكّر تعاليم الرفيق ماو تسى تونغ :" إنّ المقاومة السلبية وحدها للقمع تدقّ إسفينا فى الوحدة القتالية للجماهير و تؤدّى حتما إلى طريق الإستسلام". لذا فى المرحلة الحالية خلال أية حركة جماهيرية سيتعيّن تنظيم حركة مقاومة نشيطة. لقد صار برنامج المقاومة النشيطة ضرورة مطلقة أمام أية حركة جماهيرية. و دون هذا البرنامج ، تنظيم أية حركة جماهيرية اليوم يعنى إغراق الجماهير فى اليأس .و نتيجة للمقاومة السلبية لسنة 1959، لم يكن من الممكن تنظيم أية مسيرة شعبية حول مطلب التغذية فى كلكوتا فى السنوات 1960-1961. و سيحرز هذا التنظيم للمقاومة النشيطة ثقة جديدة فى أذهان الجماهير و سيفرز موجة من النضال.
ماذا نعنى بالمقاومة النشيطة ؟
أوّلا ، الحفاظ على الكوادر. و من أجل الحفاظ على الكوادر من الضروري توفير مخابي مناسبة و نظام إتصالات. ثانيا، تدريب الناس العاديين على تقنيات المقاومة،مثل الإنبطاح أمام إطلاق النار، أو الإختفاء وراء حاجز قوي و تشكيل حواجز أخرى إلخ ثالثا ، بذل الجهد للردّ على كل هجوم بمساعدة مجموعات الكوادر النشيطة،ما وصفه الرفيق ماو ب " ردّ واحدة بواحدة ". و فى مرحلة البداية ، حسب هجماتهم ، علينا أن نردّ على بعض الهجمات فقط. لكن حتى إذا ما تحقّق لنا بعض النجاح فى حالة ما ، فإنّ الدعاية المكثّفة ستخلق حماسا جديدا فى صفوف الجماهير. و نضالات المقاومة النشيطة هذه ممكنة فى المدن و فى الريف، فى كلّ مكان.وهذه الحقيقة أثبتتها حركة مقاومة السود فى أمريكا.
5- لا وجود لفكرة واضحة قطعية وسط الحزب بشأن التنظيم السرّي . لا تنشأ منظّمة سرّية فقط إذا بقي بعض القادة فى السرّية. بالعكس ، يواجه هؤلاء القادة خطر العزلة عن صفوف الحزب. إذا كان قادة الحزب فى السرّية و عملوا كقادة للتنظيمات الجماهيرية المفتوحة ، سيقع إيقافهم حتما.لهذا على القيادة السرّية أن تواصل عمل بناء حزب سرّي. و ليس صحيحا أنّ مهمّة بناء حزب سرّي هي مهمّة فقط القادة السرّيين، على كلّ عضو فى الحزب أن يعمل من أجل التنظيم السرّي و من خلال هؤلاء القادة الحزبيين الجدد سيقع تركيز العلاقات مع الجماهير. حينها فقط سيستطيع القادة السرّيون العمل كقادة. و عليه فى هذه المرحلة ، النداء الأساسي أمام الحزب هو أنّه على كلّ عضو فى الحزب أن يشكّل مجموعة حزبية ناشطة. و سيتوجّب على هذه المجموعات الناشطة أن تنشر السياسة الثورية. و ستكون مهمّة تشكيل مجموعات ناشطة المهمّة الأساسية لكافة أعضاء الحزب على الجبهات جميعها.كم من الوقت سيستغرق و بأية سرعة يمكن رفع هؤلاء الناشطين إلى عضوية الحزب سيتحدّد بعدد الناشطين الجدد الذين يجمعهم هؤلاء الناشطين. حينها فقط يمكن أن نحصل على عدد كبير من كوادر الحزب غير المعروفين من الشرطة و ستضمحلّ كافة صعوبات القادة السرّيين فى الحفاظ على العلاقات بصفوف الحزب.
لقد أشرنا هنا إلى بعض الأفكار التحريفية فى صلبنا ،بشأن مسائل سياسية و تنظيمية و المنظمات الجماهيرية إلخ. و اليوم سيكون على أعضاء الحزب أن يفكّروا من جديد فى كلّ حركة جماهيرية ، فى أسلوب حركتنا ، فى طريقة تفكيرنا التنظيمية- بكلمات أخرى ، فى تقريبا كلّ مجال من مجالات حياتنا عشّشت التحريفية . و طالما لم نستطع أن نقتلعها من الجذور ، لا يمكن للحزب الثوري الجديد أن يبنى ، و الإمكانيات الثورية للهند ستُعرقل . لن يغفر لنا التاريخ.
==================
2- لننجز الثورة الديمقراطية الشعبية بالقتال ضد التحريفية
(شارو مازومدار ، 1965)

بما أنّ التفكير التحريفي قد عشّش فى الحزب الهندي لمدّة طويلة ، لم نستطع أن نبني حزبا ثوريّا حقّا. و أوّل مهمّة تواجهنا اليوم هي مهمّة بناء حزب ثوري حقّا و نحن نقاتل بلا مساومة التحريفية :
1- من الأفكار التحريفية الأولى ، النظر إلى كريشاب سبها ( منظّمة فلاحين) و النقابات كمجال نشاط وحيد للحزب. غالبا ما يخلط رفاق الحزب بين العمل فى منظّمة الفلاحين و فى النقابات و العمل السياسي للحزب, لا يدركون أنّ المهام السياسية للحزب . لا يمكن أن تنجز عبر منظّمة الفلاحين و النقابات و إنّما يجب أن نذكّر فى نفس الوقت أنّ النقابات و منظمة الفلاحين هي سلاح من الأسلحة التى تخدم هدفنا. هذا من ناحية و من ناحية أخرى ، إعتبار النضال فى منظمة الفلاحين و النقابات نشاط وحيد للحزب لا يمكن أن يعني إلاّ إغراق الحزب فى مجرّد الإقتصادوية. لا يمكن للثورة البروليتارية أن تنجح دون نضال لا مساومة فيه ضد الإقتصادوية. هذا هو الدرس الذى علّمنا إيّاه الرفيق لينين.
2- إعتقد بعض الرفاق و لا زالوا يعتقدون اليوم أنّ مهمّتنا السياسية تنتهى بإطلاق بعض التحرّكات على أساس مطلبي، و يعدّون إنتصارا وحيدا عبر هذه التحركات على أنّه إنتصار سياسي للحزب. و لا يقف الأمر عند هذا الحدّ ، فهؤلاء الرفاق يبحثون عن تحديد مسؤولية إنجاز المهام السياسية للحزب فى إطار هذه التحركات لا غير. لكنّنا نحن ،الماركسيون الحقيقيون نعرف أنّ النهوض بالمسؤولية السياسية للحزب تعنى أنّ الهدف النهائيلكلّ الدعاية ، لكلّ التحرّكات و كلّ منظّمات الحزب هو التركيز الصلب للسلطة السياسية للبروليتاريا. يجب أن نتذكّر على الدوام أنّه إّا جرى التخلّى عن كلمات " إفتكاك السلطة السياسية " لن يبقى الحزب حزبا ثوريّا. و رغم أنّه سيظلّ حزبا ثوريّا فى الإسم فإنّه تاليا سيتحوّل فعلا إلى حزب إصلاحي برجوازي.
و حين نتحدّث عن إفتكاك السلطة السياسية ، يقصد البعض المركز. يعتقدون أنّه بالتوسيع التدريجي لحدود التحركات ، سيكون هدفنا الوحيد هو إفتكاك السلطة مركزيّا.و هذا التفكير ليس فقط خاطئا ، إنّه أيضا يدمّر التفكير الثوري الصحيح داخل الحزب و يقلّصه إلى حزب إصلاحي. فى مؤتمر النقابات العالمي سنة 1953، أكّد القائد الصيني المحنّك و المتمكن ، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، بصلابة أنّ فى قادم الأيّام تكيتيك و إستراتيجيا الثورة غير المنتهية فى آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية ، ستتبع خطى الصين. بكلمات أخرى ، ستكون إستراتيجيا و تكتيك هذه النضالات إفتكاك السلطة على نطاق واسع. و لم يكن فقط الرفيق و عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، و إنّما أيضا الرفيق لينين ، أشار إلى إفتكاك السلطة على نطاق واسع فى كتاباته.و فوق كلّ شيئ ، قدّمت الطبقة العاملة فى روسيا دليلا ملموسا على إستنتاج لينين عندما أبقت مدينة كرونشتاد تحت سيطرتهم لمدّة أيّام ثلاثة. و فى عصر الإشتراكية ، كلذ عناصر إفتكاك السلطة على نطاق واسع حاضرة ضمن عملنا.
و مثال حيّ لكون هذا ممكن هو تمرّد ناغا. و الشرط الأساسي لإفتكاك السلطة على نطاق واسع هو الأسلحة بأيدى القوى الثورية. و التفكير فى إفتكاك السلطة دون أسلحة ليس إلاّ أضغاث أحلام . لحزبنا تاريخ طويل من النضالات . و قد وفّرنا القيادة لحركات الفلاحين و العمّال فى الريف الممتدّ لشمال البنغال. و بطبيعة الحال، علينا أن نعالج و نحلّل حركات الماضي و أن نستخلص دروسا منها و علينا أن نمضي قدما فى اللحظة الثورية الجديدة...
تحليل الأحداث و التجارب الملموسة لحرك تبهاغا فى سنة 1946و 1947:
كان الفلاحون المشاركون فى هذه الحركة حوالي الستّة ملايين. و يجب أن نذكّر بأنّ حركة الفلاحين بأسرها مثلت لحظة ذهبيّة. فى أوج جماهيرية الحركة ، فى شدّة هذه المشاعر ، فى التعبير عن الحقد الطبقي ، كانت هذه الحركة أرقى مرحلة من مراحل الصراع الطبقي . و للمساعدة على فهم هذه المرحلة، سأذكر بعضة أمثلة معبّرة عن تلك الحركة,
يوم الحدث :
كنت يومها أعمل فى السرّية لمصلحة الحركة. وقد شاهدت شخصيّا موجة الحركة الثورية. فقد رأيت كيف أنّ ملاحظة صغيرة وحيدة جعلت إنسانا يركض على الأقدام كالمجنون من بُعد عشرة أميال. هذه من جهة و من جهة ثانية، رأيت كذلك واقفة إلى جانب الزوج عروس جديدة شابة مسلمة تعرّضت لهجوم وحشي شيطاني من قبل العدوّ الطبقي . و لقد سمعت الدعوة المحزنة لذلك الرجل غير الحامل للسلاح : يا رفيق ألا تستطيعون الأخذ بالثأر؟ و فى اللحظة الوالية ، رأيت الحقد الشديد للمستغَلّ ضد المستغِلّ؛ و رأيت المشهد الفظيع لقتل رجل حي بدم بارد بلي عنقه. أيّها الرفاق ، إنّ الحوادث المشار إليها أعلاه تتطلّب منّا شيئا من التحليل.
أوّلا، ما هو السبب التاريخي الذى أدّى إلى أن إستطاع هذا الشكل الجماهيري للحركة فى تلك الأيّام أن يخلق حقدا شديدا ضد العدوّ الطبقي؟
ثانيا، من جديد ما هي الأسباب التى أفضت بتلك الحركة الواسعة إلى الفشل؟
بداية ، شعار إفتكاك السلطة السياسية هو الذى أوجد الشكل الجماهيري لحركة تلك الأيّام، أوجد الحقد الشديد ضد العدوّ الطبقي. و من الجهة المقابلة، هذا الشعار هو الذى جعل العدو الطبقي ينهض بدوره الطبقي. و كتعبير عن هذا نجد الإغتصاب الوحشي للمرأة الشابة الفلاحة و الهجوم العنيف الوحشي لسحق الحركة.
و من جهة أخرى ، لم يتردّد الفلاحون فى مهاجمة العدوّ الطبقي.و هذا يثير سؤال : لماذا لم يتمكّنوا من إفتكاك السلطة بعد كلّ هذا؟ لم يتمكّنوا من ذلك لسبب وحيد فحسب هو أنّ الناس المقاتلين فى تلك الأيّام كانوا ينظرون إلى المركز من أجل الحصول على السلاح؛ ثمّ فقدنا الثقة فى الطريق الذى أشار إليه لينين.حينها تردّدنا فى القبول بالتصريح الجريئ للينين لإنجاز الثورة بجمع الأسلحة محلّيا و إفتكاك السلطة على نطاق واسع. و بالنتيجة لم يستطع الفلاحون العُزّل أن يقفوا أو يقاوموا الأسلحة . و حتى الذين قاتلوا متحدّين الموت كان عليهم فى النهاية أن يتراجعوا. و الدرس الذى ينبغى إستخلاصه من أخطاء تلك الأيّام هو أنّ مسؤولية جمع الأسلحة تقع على عاتق التنظيم المحلّى و ليس على عاتق المركز. لذا مسألة تجميع الأسلحة يجب أن توضع أمام كلّ مجموعة ناشطو من الآن فصاعدا." الداو" و الخناجر و العصي، كلّ هذه أسلحة و بمساعدتها فى الوقت المناسب سيتعيّن الحصول على الأسلحة النارية. و الأحداث المذكورة أعلاه مظهر للتفكير التحريفي فى جانبه النظري. و الآن ، من الناحية النظرية ، يجب أن تكشف هذه الأخطاء التى كانت تعرقل سبيل القيادة الصحيحة للحركات الواسعة لتلك الأيّام ، و ذلك بغية أن لا تتمكّن من أن تعشّش فى الحزب الثوري. و للقضاء على كافة هذه الأخطاء فى الحزب ، سيكون على الحزب اليوم أن يركّز قيادته للمنظّمات الجماهيرية. لذا فإنّ مراجعة تاريخ الحزب لفترة طويلة ستكشف أنّه نتيجة للتفكير التحريفي الخاص بقادة النقابات و منظمات الفلاحين كممثّلة حقيقية للشعب ، يتحوّل الحزب إلى حزب ثلّة من الأشخاص. و بسبب هذا التفكير ، صارت النشاطات السياسية للحزب هامدة ،و صارت البروليتاريا أيضا محرومة من قيادة ثورية حقّا. و باتت كلّ التحركات منحصرة فى إطار التحركات المطلبية. و بالنتيجة ، أضحى أعضاء الحزب متحمّسين لإنتصار وحيد وقانطين بفعل هزيمة وحيدة. ثانيا، نتيجة المبالغة فى أهمّية هذا التنظيم ، نشأ نوع آخر من المحلّية.
أيّها الرفاق ، فكّروا فى أنّ الحزب سيتعرّض لخسارة جدّية إذا تمّ نقل أي رفيق من منطقته و إعتبر ذلك خسارة لقيادة الشخصية. ومن هذه المحلّية يتطوّر نوع آخر من الإنتهازية. يعتقد الرفاق أنّ منطقتهم هي الأكثر ثورية ؛ و بالطبع لا يجب القيام بأي شيء هنا حتى لا يحدث إضطهاد بوليسي. بسبب هذه النظرة لا يحلّلون الوضع السياسي للبلاد بأسرها. و من ثمّة يتطوّر فكر إصدار الأوامر و يتضرّر العمل التنظيمي و الدعاية اليومية. و عندئذ إذا وجد نداء للنضال ، يؤكّدون انّهم لن يقوموا بأي عمل بسيط و يقترفون المغامراتية. و بالطبع تثار مسألة ما هي الوسائل المساعدة على التخلّص من هذه الإنحرافات؟ ما هي التوجيهات الماركسية التى تتحوّل إلى مهام أساسية لبناء حزب ثوري؟
أوّلا، كافة أعمال تنظيم المستقبل يجب القيام بها كأعمال مكمّلة للحزب.بكلمات أخرى ن ينبغى أن تستعمل المنظّمات الجماهيرية الأخرى كجزء من خدمة هدف أساسي للحزب.و لهذا ، طبعا يجب تركيز قيادة حزبية للمنظّمات. و ثانيا، فورا ومن الآن ، كلّ جهود الحزب ينبغى أن توجّه إلى إنتداب كوادر جديدة و تدريب مجموعات لا تحصى من الناشطين المرتبطين بهم. و يجب أن نذكّر بأنّ فى المرحلة القادمة من الصراعات ، سيكون من اللازم تربية الجماهير عبر الآلة غير القانونية. و من الآن فصاعدا يتعيّن على كلّ عضو فى الحزب أن يتعوّد على النشاط غير القانوني. و لأجل التعوّد على ذلك ، مهمّة من المهام الجوهرية لأية مجموعة ناشطة هي تعليق ملصقات غير قانونية . و عبر هذه السيرورة وحدها سيكون هؤلاء قادرين على النشاط كلبّ جريء فى قيادة النضالات زمن الصراعات.و إلاّ ستقلّص الثورة إلى أضغاث أحلام برجوازية صغيرة.
ثالثا، عبر هذه المنظّمات الناشطة ، سيتمكّن الحزب من تركيز قيادته للمنظّمات الجماهيرية. و عليه من الآن فصاعدا ، ينبغى أن نساعد أعضاء المجموعات الناشطة حتى تتمكّن من أن تنقد بلا خوف قادة المنظّمات الجماهيرية و عملهم.
رابعا، يتعيّن نقاش المنظّمات الجماهيرية و تقرير ما يجب فعله ، داخل الحزب قبل تطبيقه فى المنظمات الجماهيرية . و نقاش قرارات الحزب لا تسمّى المركزية الديمقراطية. هذا التفكير لا يتوافق مع الماركسية. و من كلّ هذا التفكير ينبغى إستخلاص أنّ برنامج الحزب سيتمّ تبنّيه من الأسفل. لكن إن جرى تبنّيه من المستوى الأدنى ، عندئذ تكون الطريقة الماركسية غير مطبّقة؛ فى كلّ هذه النشاطات هناك بطريق الحتم إنحرافات برجوازية. إنّ الحقيقة الماركسية عن المركزية الديمقراطية هي أنّ التوجيهات الحزبية المتأتّية من القيادة الأعلى يجب تطبيقها ذلك أنّ أعلى قيادات الحزب هي من الذين ركّزوا أنفيهم بصلابة كماركسيين عبر فترة طويلة من التحرّكات و النقاشات النظرية. نملك حقّ نقد قرارات الحزب، لكن عندما يتمّ أخذ قرار ، إذا ما نقده أحدهم دون تطبيقه، أو يعرقل العمل ، أو يتردّد فى تطبيقه، سيكون مسؤولا عن تجاوز جدّي للإنضباط الحزبي.
و بفعل هذه الفكرة عن الديمقراطية الحزبية بإعتبارها نادى نقاش، فإنّ باب الجوسسة داخل الحزب يفتح على مصراعيه بطبيعة الحال ، تصبح القيادة الثورية للحزب عندئذ فاسدة و تحرم الطبقة العاملة من قيادة ثورية صحيحة. و هذا اللون من التفكير البرجوازي الصغير داخل الحزب يقود الحزب إلى حافة التحطّم.و هذا مظهر من مظاهر التفكير البرجوازي الصغير صلب الحزب. إنّ حياتهم المرفهة و موقف النقد غير المنضبط يحوّل الحزب إلى مجرّد نادي للنقاش. و يصبح هذا التفكير معرقلا لطريق بناء حزب البروليتاريا قويّا كالصلب.
خامسا ، تؤدّى لهم حياة البرجوازية الصغيرة غير المنضبطة إلى نقد غير منضبط ، أي لا يريدون إستعمال النقد فى حدود المنظّمة. و للتخلّص من هذا الإنحراف ينبغى أن نظلّ واعين لوجهة النظر الماركسية بشأن النقد. و مميّزات النقد الماركسي هي :
1- يجب القيام بالنقد ضمن التنظيم الحزبي أي فى إجتماعات الحزب.
2- يجب أن كون النقد بنّاءا أي يكون هدف النقد التقدّم بالحزب من وجهة نظر المبادئ والتنظيم و يجب دائما أن نكون يقظين لوجود نقد غير مبدئي فى صفوف الحزب.

أيّها الرفاق نفى المرحلة الثورية الراهنة ، لننجح الثورة الديمقراطية الشعبية بالنضال بلا مساومة ضد التحريفية. عاشت الثورة.

==============================
3- ما هو مصدر التمرّد الثوري العفوي فى الهند؟
( شارو مازومدار، 1965)
أيّها الرفاق،
حدث أمران فى العالم فى عهد ما بعد الحرب العالمية الثانية. فمن جهة ،تعرّت بالمكشوف هزيمة ما يسمّى بالقوى الفاشية أمام الشعب ، و من جهة أخرى ، خلق نظام دولة العالم الإشتراكي بقيادة الرفيق ستالين ، ثقة لدى الشعوب. و كنتيجة، شاهدنا نهوضا ثوريّا عفويّا عبر العالم قاطبة. و فوق كلّ شيء ، أدّى نجاح الثورة الصينية لسنة 1949 فضلا عن الحرب ذاتها،إلى موجة ثورية عالية وسط هذا النهوض العفوي ، ما لم يستطع الحزب الشيوعي الهندي تقييمه تقييما صحيحا أصلا. و نتيجة ذلك حدث التغيّر الثوري فى كامل آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية بفعل هذه الثورة الكبرى وهو أمر لم نلاحظه نحن. و هكذا أخفقنا فى فهم دلالة هذا الشعار الثوري الجريئ ، و النداء المدوّى ل 650 مليون ثوري : " أنظروا شرعنا فى السير على طريق الإشتراكية . و حتى الإمبريالية الأمريكية أخفقت فى إيقاف الحركة الهائلة لتيّارنا الثوري الذى لا يمكن مقاومته ".
لكن الشعوب المقاتلة لم تخطأ . و إنتشرت الشرارة الثورية إلى الفيتنام و كوبا. و كلّ بلد من بلدان امريكا اللاتينية . و إستجاب شعب الهند إلى هذا النداء. و رأينا تغبير هذا فى الثورة الديمقراطية العفوية لسنة 1949التى تستّرنا عنها فى محاولة حصرها ضمن الحدود الضيقة للثورة الإشتراكية. و لا يقف الأمر عند هذا الحدّ إذ وجدت محاولة لإنكار دلالة كامل الثورة الصينية بتوجيه نقد مفتوح لمنبع هذه الحركة العفوية ، الثورة الصينية الكبرى و قائدها العظيم الرفيق ماو تسى تونغ. وفوق كلّ شيء ، لاحقا، بفعل إنكار هذه الثورة الصينية ، رفع شعار داخل الحزب أنّ الثورة ستتحقّق ليس عبر الطريق الصيني بل فقط عبر طريق هندي حقيقي. و من هذا بالذات وُلدت تحريفية اليوم. بسبب الإنعزالية اليسارية لتلك الأيّام لم نقدر على قيادة تلك الحركة على الطريق الصحيح.
لكن لا، أيها الرفاق!
لم يستنفذ تيّار الحركة الثورية لسنة 1949 زخمه لأنّ الإمبريالية لم تستطع أن تمحو الثورة الصينية و الراية الحمراء لأمل مدينة بيكين. و قد شاهدنا كذلك الحركة النازلة تتحوّل إلى تيّار قوي فى 1951 ، أثناء حرب كوريا. ما نراه هو إزدهار تام لهذا فى إجتماعات و مسيرات عفوية ، فى الإحتفال بالهجوم المضاد المقام فى وحدة بين الصين و كوريا. إنّه الشكل الموضوعي لهذا هو الذى شاهدناه فى الإنتصار العظيم للحزب الشيوعي فى إنتخابات 1951.
و ما شاهدناه هو الشكل المقاتل لهذا و المتجسّد فى البناء العفوي للحواجز من قبل الجماهير المناضلة فى 1953-1954. لم نستطع فهم ذلك. لكن البرجوازية إستطاعت فهم ذلك ، و إستطاعت أن تعرف كيف تقاتل الجماهير، وإستطات أن تعرف مسارالقتال. لقد أدركت أنّ هذه الثورة العظيمة لم يعد من الممكن تجاهلها ، و من أجل خداع الشعب و حتى لا يفضى النضال إلى دولة إشتراكية ، وجّهته ضد الثورة الصينية العظيمة. لهذا شاركت فى بنتش شيل ، فى ندوة باندونغ.
و كذلك أدركت افمبريالية المنهارة أنّه لم يعد من الممكن أن تواصل العمل بالطريقة القديمة فإتخذت شكلا جديدا ، و أدخلت طريقة جديدة من الإستغلال بتقديم الرشاوى بالدولارات. و جاء الإستعمار الجديد.عندما كانت الإمبريالية و كلّ رجعيي العامل يتجمّعون لإيجاد مخرج ، لينقذوا أنفسهم، كانت السياسة التحريفية للخائن خروتشاف سنة 1956 قد ظهرت أمامهم مع بصيص من الأمل الجديد. ووجدت حكومة الهند الرجعية طريقة لنشر أوهام حول طريق خروتشاف الرأسمالي المستقلّ ، و لو أنّها تعرف انها غير ممكنة و محض خيال . لهذا دخلت الحكومة الرجعية للبرجوازية الهندية فى تحالف سرّي مع الإمبريالية الأمريكية فى 1958.
ولهذا فى 1959، شنّت هجوما على الديمقراطية ،من جهة ، بتعليق العمل بالدستور فى كيرالا و كذلك شرعت نمن جهة أخرى، فى حملة تشويه ضد منبع الحركة العفوية ، جمهورية الصين الشعبية العظيمة. ووفّرت ملاذا لعميل الإمبريالية من التيبت، الدالاي لاما. و لكن حين رغم هذا طفق الشعب عفويّا يسلك طريق النضال ،دون تأخير قتلت البرجوازية 80 شخصا. و هكذا إنتهت آخر إمكانية للإنتقال السلمي إلى الإشتراكية.
لكن لا أيها الرفاق!
حتى حينها لم يقف الشعب مكتوف الأيدي أمام قوّة الحكومة. و إنتشر إضراب 1960 عبر الهند جميعها على نطاق جماهيري لآنّ ضوء الثورة الصينية المتضمّن لقوّة مئات المرات ، آلاف المرّات أعتى من هذه القوّة يدلّهم على الطريق. لهذا ، أيّها الرفاق ، حتى دون حزب شيوعي ، أخذ الشعب يسلك طريق النضال. و عندما كان مقاتلو الشعب لهذا النضال العفوي ، وقد هزموا بفعل السلاح ، يفكّرون فى نضال أصعب حتى ، لم يستطع شعار الحكومة البديلة لسنة 1962 أن يبعث حماسا ثوريّا فيهم. لأنّهم أرادوا أن يردّوا على مسألة : " ماذا سيحصل إن تكرّر ما حدث فى كيرالا فى البنغال ؟ لم نستطع أن نقدّم إجابة صحيحة عن هذا السؤال. لم نستطع أن نقدّم الشعار الصحيح و الجريئ حينها : " فى حال تكرار ما حدث فى كيرالا فى البنغال ، الكفاح المسلح هو الذى سيكون الطريق الوحيد للإطاحة بالحكومة.
لكن البرجوازية لم نقترف أي خطإ فى ملاحظة صورة الجاهير المناضلة. لهذا فى 1962 ، إعترى الحكومة الهندية الرعب فهاجت مصدر نضال الجماهير المقاتلة ، هاجمت الديمقراطية الصينية العظيمة.و حدث أمران دفعا البرجوازية إلى حفر قبرها بيدها. أوّلا، بسبب هزيمة القوى المسلّحة البرجوازية ، صار مكشوفة نقاط ضعف الحكومة وواضحة وضوح الشمس فى كبد السماء أمام الجماهير المقاتلة التى وجدت ضوءا جديدا فى هذا النضال . ثانيا بسبب الإنسحاب الإيحادي الجانب للفيالق الصينية من المناطق الهندية ، فإنّ التأثيرالمسموم للقومية الفاسدة لم يقدر أن يطال الفلاحين. صارت البرجوازية فى رعب فسجنت الشيوعيين.إلاّ أن ذلك لموقف النضال العفوي. و توقّف العمل فى بونباي. بدأ " الدوم دوم دواي". و لإيجاد مخرج من هذا الوضع الفظيع بالنسبة لها ، أطلقت البرجوازية سراح الشيوعيين و حاولت أن تستغلّ نزاعاتهم الداخلية. بيد انّ الرسالة الشهيرة لدنج ، كلب الإمبريالية، أحبطت آمالهم. و تشكّل حزب ثوري جديد ، و أطيح بخروتشاف من السلطة، و تلقّت التحريفية العالمية ضربة موجعة. و الأساس الذى عوّلت عليه البرجوازية عند شروعها فى هجومها ضد الصين ، أخذ يهتزّ فى الفيتنام. و لاحظت البرجوازية الخطر ووجدت ظهرها إلى الحائط، غير قادرة على القيام بأي تراجع. فهاجمت و سجنت ألفي شيوعي. غير أنّ الجماهير المقاتلة أصدرت حكمها فى كيرالا فشاهدت الحكومة إندلاع حركة عفوية مزّقت القناع الأخير للديمقراطية. لا ، الحركة العفوية لا يمكن منعها حتى بسجن مئات و آلاف الشيوعيين و اللجوء إلى آلاف طرق القمع نظرا لأنّ الثورة الصينية لا يمكن تحطيمها. ليس بوسع أيّة ريح إعصارية أن تطفئ ضوء تلك الثورة. و تعرف البرجوازية الهستيرية ذلك ما جعلها تشرع فى الهذيان بشأن نقاط ضعفها الخاصة. إنّها ترتجف ، تتصوّر تنظيما يتشكّل صلب الجيش . لقد بدأت ترى أشباح تلنغانا.
نعم أيها الرافق، علينا اليوم أن نتحدّث بشجاعة وبصوت جريء أمام الناس عن أنّ طريقنا هو طريق إفتكاك السلطة على أوسع نطاق ممكن. يجب أن نجعل البرجوازية ترتعد بأن نوجّه أقوى ضرباتنا لنقاط ضعفها. علينا أن نتحدّث أمام الشعب بصوت جريئ : " أنظروا ، كيف كانت الصين فقيرة و متخلّفة ، و فى 16 سنة فى إطار الهيكلة الإشتراكية ، جعلت إقتصادها قويّا و صلبا. هذا من ناحية و من ناحية أخرى، علينا أن نفضح هذه الحكومة الخائنة التى حوّلت الهند ، فى 17 سنة ، إلى حقل إستغلال إمبريالي. لقد حوّلت شعب الهند بأسره إلى أمّة من المتسوّلين لدى الأجانب.
أيها الرفاق،
لنجعل كافة الشعب الكادح يعدّ بصورة متحدة للكفاح المسلّح ضد هذه الحكومة فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة ، على أساس برنامج الثورة الزراعية. و كذلك لنرسي قواعد الهند الديمقراطية الجديدة الشعبية ببناء مناطق ريفية محرّرة عبر تمرّدات الفلاحين. و معا جنبا إلى جنب لنصرخ :
عاشت وحدة العمّال و الفلاحين و الجماهير الكادحة !
عاش الكفاح المسلّح الوشيك فى الهند !

4 - لنستغلّ الفرصة
(شارو مازومدار، 1966)

خلال السنتين الماضيتين ، أوجدت النضالات العفوية لشباب و طلبة البرجوازية الصغيرة رجّة فى الهند بأسرها. و رغم أنّه فى البداية كان المطلب الأساسي هو الغذاء ، تدريجيّا صار المطلب الأساسي هو الإطاحة بحكومة المؤتمر. لقد قال الرئيس ماو : " الطلبة و الشباب من البرجوازية الصغيرة جزء من الشعب و فى النهاية الحتمية لنضالهم ، سيبلغ نضال العمّال و الفلاّحين موجة عالية ". و بالكاد إنتهى نضال الطلبة و الشباب ، إنطلق نضال الفلاحين فى بيهار حيث يحصد مئات الفلاحين الحقول و يحملون معهم المحاصيل. و هم يصادرون مخازن الحبوب التابعة للملاكين العقاريين. و يتجه هذا النضال إلى الإنتشار فى قادم الأيّام إلى غرب البنغال وولايات أخرى. و تلجأ الحكومة إلى القمع العنيف لسحق المحرّضين من الفلاحين.
لقد قال الرئيس ماو : " حيث يوجد إضطهاد ، توجد مقاومة ". و نحن نشاهد مقاومة عفوية فى نضالات الطلبة و الشباب . و يقاوم فلاحو بيهار عفويّا . و يصرّح الناطقون الرسميّون مرارا و تكرارا بأنّهم سيلجؤون إلى المزيد من السياسات القمعية للمحافظة على السلم و النظام. و من هنا أضحت مسؤولية البناء الواعي للنضالات المقاومة على عاتق الطبقة العاملة الثورية و حزبها.
إنّها حقبة حركة المقاومة النشيطة التى ستفتح المجال أمام منبع الذكاء الثوري للجماهير الثورية. إنّها ستنشر تيّار الثورة عبر الصين كافة. و فى هذه الحقبة قيادة العمل النقابي القانوني او حركة منظمات الفلاحين لا يمكنها أن تكون المهمّة الأساسية أمام الكوادر الثورية. النقابات أو حركة منظّمة الفلاحين ( كيسان سبها) لا يمكن أن تكون القوّة الإضافية الأساسية فى هذه الحقبة من التياّر الثوري. لن يكون من الصحيح أن نستخلص من هذا أنّ النقابات أو منظّمات الفلاحين عفا عليها الزمن لأنّ النقابات و منظمات الفلاحين هي بالأساس منظمات تبنى وحدة بين الكوادر الماركسية - اللينينية و جماهير الطبقة العاملة و الفلاحين. و ستتعزّز هذه الوحدة فقط حين تتقدّم الكوادر الماركسية - اللينينية فى عمل بناء الحزب الثوري فى صفوف جماهير الطبقة العاملة و الفلاحين بتكتيكات حركة مقاوكة ثورية. سيكون على الطبقة العاملة الثورية والكوادر الماركسية- اللينينية أن تكون فى مقدّمة نضالات الفلاحين لتوفّر قيادة نشيطة لهذه النضالات عبر المقاومة أو النضالات " الأنصارية ". لقد تبنّت الحكومة الهندية الرجعية تكتيك قتل الجماهير؛ إنّهم يقتلونها عبر التجويع و بالرصاص. لقد قال الرئيس ماو : " هذه هي طبيعتهم الطبقية. يشنّون الهجوم على الشعب مخاطرين حتى بأنّ يُهزموا ". و هناك بعض القادة الذين فى مواجهة هذه الجرائم دون تمييز، خانوا و يبحثون عن الحماية . قال عنهم الرئيس ماو : " إنهم جبناء و لا يستحقون أن يكونوا قادة ثوريين ". وهناك مجموعة أخرى من الناس الذين واجهوا بجرأة الموت. حاولوا الثأر لكلّ جريمة – هم وحدهم الثوريون وهم الذين يمكن أن ينيروا الطريق للجماهير.
على ما يبدو ، يمكن أن تظهر الحكومة على أنّها قوية لأنّها تمسك بأيديها الغذاء و السلاح. ليس للشعب الغذاء ، وهو أعزل. إلاّ أن ّالوحدة و الروح المصمّمة لهذه الجماهير العزلاء هي التى تحطّم كلّ غرور الرجعية و تجعل الثورة تنجح.
قال الرئيس ماو :" القوّة الرجعية هي عمليّا نمور من ورق ". فى الوقت الحالي ، مهمّتنا المركزية ستتمحور حول هذه الشعارات الأساسية الثلاث.
أوّلا ، وحدة العمّال و الفلاحين. و هذه الوحدة لا تعنى انّ العمّال و جماهير البرجوازية الصغيرة ستوفّر فقط مساندة أدبية لحركة الفلاحين. فهذا الشعار يعنى تحقيق أنّ الفلاحين هو القوّة الأساسية للثورة فى بلد شبه مستعمر شبه إقطاعي مثل الهند ، و لا يمكن لوحدة العمّال و الفلاحين أن تنمو إلاّ على أساس الصراع الطبقي. بصدد مسألة إفتكاك سلطة الدولة ، قال الرئيس ماو تسى تونغ : " إنّها المنطقة المحرّرة فى الريف هي التطبيق العملي لوحدة العمّال و الفلاحين". و من ثمّة ، إنّها لمسؤولية العمّال و خاصة جماهير البرجوازية الصغيرة أن يطوّروا حركة الفلاحين من أجل بناء مناطق محرّرة. و قد توجه الرئيس ماو للطلبة البرجوازيين الصغار بشأن الحركة قائلا إنّ مدى ثوريتهم تتحدّد فقط بمدى مساهمتهم فى هذه الحركة. إنّ الذين لن يشاركوا فى هذه الحركة يتعرّضون لخطر التحوّل إلى رجعيين.
ثانيا ، حركة المقاومة الثورية ، الكفاح المسلّح. لقد أعلنت الحكومة الرجعية الهندية الحرب على كلّ النضالات من مطالب الجماهير. و داخل الهند ، نمّت أرضية الإستغلال الإمبريالي و الإقطاعي و فى سياستها الخارجية ،حوّلت الهند إلى قاعدة رجعية متعاونة مع الإمبريالية الأمريكية و التحريفيين المعاصرين. بات الشعب فى الهند متمرّدا ضد الوضع الذى لا يطاق. و فى هذه الحال ،حركة المقاومة الثورية و النضالك المسلّح الأنصاري للحزب الثوري الماركسي- اللينيني ضد الرجعية و حركة المقاومة السلبية للحزب التحريفي ينبغى أن يصبحا الجزب الجوهري لسياسات الحزب. و على كلّ عضو فى الحزب و كلّ كادر ثوري أن يستوعب تكتيك النضال هذا. عليهم أن يتعلّموا ممارسته و أن يعوّدوا عليه الروح الثورية للجماهير عبر الدعاية فى صفوفها. و يرتهن نجاح النضال بمدى تمكّننا من نشر سياسة الكفاح المسلّح فى صلب الشعب عبر الدعاية له.
ثالثا، بناء حزب ثوري. فى هذا الوضع الثوري فى الهند اليوم ، تنظيمنا الحزبي غير قادر على تقديم القيادة. دون أن نكون راسخين فى النظرية ، واضحين فى السياسة و دون قاعدة جماهيرية فيما يخصّ التنظيم ، من المستحيل توفير قيادة فى هذا الوضع الثوري اليوم.
1- نظريّا :
يجب أن نذكّر بأنّ قيادة الحزب لأوّل دولة إشتراكية فى العالم ، الإتحاد السوفياتي ، قد إفتكتها الطغمة التحريفية. و بالنتيجة أثرت التحريفية على كافة الأحزاب الشيوعية لمختلف بلدان العالم . و فى بلادنا كذلك وقد لمسنا هذا التأثير التحريفي ، هناك حاجة لتشكيل حزب مستقلّ. و نتيجة لذلك تشكّل حزب مستقلّ فى المؤتمر السابع. و لا يعنى تشكيله أنذ النضال ضد التحريفية قد إنتهى.
تحدّث التحريفية عن النضال ضد الإمبريالية و الإقطاعية و القوى الرجعية لكنها عمليّا تسلك طريق التعاون مع هذه القوى. و الماركسية- اللينينية تعارض بصلابة هذه القوى، و تنتقم لكلّ هجمة من هجماتها و تستنهض الجماهير عبر النضال طويل الأمد الذى هو وحده قادر على تحطيم هذه القوى الرجعية.
باتت الأفكار القديمة واضحة فى :
أ-عدم القبول بقيادة الحزب الشيوعي الصيني العظيم ضد التحريفيين عالميّا.
ب- عدم القبول بالقوى المتطوّرة الجديدة.
ت- عدم توعية الطبقة العاملة بهذا الإنجاز الجديد.
ث- عدم دعم نضال الفلاحين ،وهم الحليق الأساسي للطبقة العاملة.
2- سياسيا :
يجب إعتبار الثورة الديمقراطية الشعبية مهمّة الوقت الراهن. قال الرئيس ماو :" لا تتخلّى أية قوّة متداعية عن سلطتها بسهولة: تنبع الحرّية فقط من فوّهة البندقية". لذا الأساسي فى سياستنا سيكون الكفاح المسلّح لإفتكاك السلطة. لقد شرع الناس العاديون فى هذا الكفاح المسلّح عفويّا. و سيكون الهدف الجوهري لسياستنا التركيز الواعي لهذا النضال المسلّح على أساس جماهيري . و النقاط المركزية الثلاث هي :
أ- وحدة العمّال و الفلاحين فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة .
ب- التركيز الواعي للنضال المسلّح على أساس قاعدة جماهيرية .
ت- التركيز الصلب لقيادة الحزب الشيوعي. و من اللازم عدم التخلّى عن أي من هذه المهام الثلاث. و هذه السياسة ينبغى نشرها على أوسع نطاق صلب الجماهير.
3- تنظيميّا :
ينبغى توسيع القاعدة الجماهيرية للحزب. فى السنوات القليلة الماضية ، رأينا آلاف الكوادر المناضلة تلتحق بنشاط المنظّمة خلال مختلف التحرّكات و النضالات و تحاول أن تقود النضالات ، لكن عندما تنتهى التحركات ، تصبح من جديد غير ناشطة. و اليوم فى مرحلة النهوض الثوري ، يتقدّم أناس من عديد المناطق المتخلّفة على طريق النضالات و عبر هذه النضالات تلتحق عديد الكوادر المناضلة الشابة بعمل التنظيم. و لئن إستطعنا تربية هذه الكوادر على نظريتنا و سياساتها الثورية ، يمكن للحزب أن يمتلك قاعدة جماهيرية. و علينا أن نبدأ فى العمل بجرأة على تجميع هذه الكوادر و تكوين مجموعات سرّية معها. و ستمارس هذه الكوادر – المجموعات الدعاية السياسية و ستعمل كوحدات كفاح مسلّح. ترتهن القوّة الضاربة للحزب بمدى تمكّنها من تشكيل هذه المجموعات بأعداد متنامية ضمن العمّال و الفلاحين. مع من نشكّل المجموعات و الإجراءات التتنظيمية الجزئية ، مثل المخابئ و مستودعات الأسلحة إلخ يجب بالتأكيد إبقاؤها سرّية. لكن نظرياتنا و سياساتنا و شعار تكوين حزب لا يجب أبدا أن تبقى سرّية. فى رمحلة الكفاح المسلّح يتعيّن على كلّ وحدة أن تساهم فى الكفاح المسلّح و أن تقود ذاتها بذاتها.
الإنتخابات العامة على الأبواب. و خلالها سيهتمّ الغاضبون بالسياسة و سيستمعون إلى السياسيين. و قبل الإنتخابات سيحاول كلّ حزب أن ينشر سياسته فى صفوف الشعب. و ينبغى أن نستغلّ فرصة هذه الإنتخابات لنقوم بالدعاية لسياساتنا.
لن يخدعنا الشعار الخاطئ لحكومة ديمقراطية من غير أعضاء حزب المؤتمر . علينا أن نبلّغ بشجاعة سياستنا للثورة الديمقراطية الشعبية إلى الجماهير ، أي ، سياسة وحدة العمّال و الفلاحين فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة ،و الكفاح المسلّح و تركيز قيادة الحزب. إنّ جرى إستغلال هذا الوضع إستغلالا جيدا لن يكون ممكنا لأي قائد يساري أن يعارضنا . علينا أن نستغلّ تمام الإستغلال هذه الفرصة.

5- مهامنا فى الوضع الراهن
( شارو مازومدار ، 28 جانفي 1966)

لقد أوقفت حكومة المؤتمر زهاء الألف شيوعي خلال الشهر الماضي و غالبية القيادة المركزية و الجهوية تقبع اليوم فى السجن. و قد أعلن غتزاريلال نندا بأنّه لن يقبل بحكم صناديق الإقتراع ( و لم يفعل) و أخذ يطلق سخافات حول الأنصاريين.
و قد إنطلق الهجوم على الديمقراطية بسبب الأزمة الداخلية و العالمية للرأسمالية. فقد صارت الحكومة الهندية تدريجيّا الشريك السياسي الرئيسي فى توسّع الهيمنة العالمية للإمبريالية الأمريكية. و الهدف الرئيسي للإمبريالية الأمريكية هو جعل الهند القاعدة الرجعية الرئيسية فى جنوب شرق آسيا. و البرجوازية الهندية غير قادرة على إيجاد أي سبيل كان لمعالجة الأزمة الداخلية.
تخلق الأزمة الغذائية المستمرّة و الأسعار المتزايدة الإرتفاع عقبات أمام المخطّط الخماسي و بالنتيجة ، لا وجود لحلول أخرى للبرجوازية الهندية للخروج من الأزمة إلاّ إستيراد المزيد و المزيد من الرأسمال الإمبريالي الأنجلو أمريكي.
لم تقدر البرجوازية الهندية على إيجاد وسيلة أخرى ، بإستثناء القضاء على الديمقراطية ، نظرا للأوامر الأمريكية و متطلّبات أزمها هي الداخلية. لقد وجدت أوامر إمبريالية وراء هذه الإيقافات ، بما أنّ رئيس الشرطة الأمريكية ماك براين كان فى دلهي أثناء إيقاف الشيوعيين، و حدثت الإيقافات فى كلّ مكان فقط بعد النقاشات معه.
القضاء على الديمقراطية لا يمكن أن يوفّر حلّ لهذه الأزمة و ستكون البرجوازية الهندية كذلك غير قادرة على حلّها. فبقدر ما سترتهن الحكومة للإمبريالية بقدر ما ستفشل فى إيجاد حلّ لأزمتها الداخلية. و كلّ يوم يمضى يفاقم من غضب الشعب و يجعل التناقض داخل البرجوازية يحتدّ.
يستلزم الرأسمال الإمبريالي إيقاف الشيوعيين كنوطئة للإستثمارات وهو كذلك يريد حلاّ مؤقتا للنقص الغذائي. و لمعالجة هذا النقص الغذائي، ضرورية هي إجراءات إيقاف المضاربة فى المواد الغذائية ، و لذلك ثمة حاجة للتحكّم فى المسار. فى بلد إقتصاده متخلّف مثل الهند ، يواجه هذا التحكّم على الدوام معارضة من قطاع واسع من السكّان. و التناقض صلب البرجزازية ليس رئيسيّا نزاعا بين الرأسماليين الإحتكاريين و البرجوازية الوطنية. إنّه جوهريّا نزاع بين التجار و الصناعيين الإحتكاريين.
فى بلد إقتصاده متخلف ، التجارة الغذائية و التجارة فى الحبوب ذات الضرورة الحيوية، حتمي لخلق رأسمال ، و التحكّم يخلق حاجزا أمام توفير هذا الرأسمال ، و بالنتيجة ، يتخذ التناقض الداخلي شكل أزمة داخلية.
و الهند بلد شاسع. و ليس ممكنا قيادة 450 مليون نسمة بإتباع سياسة قمعية. ليس ممكنا لأي بلد إمبريالي أن ينهض بمثل هذه المسؤولية. تشهد الإمبريالية الأمريكية إهتزازات بحفاظها على إلتزاماتها مع البلدان التى وعدتها بالمساعدة.
و حاليّا ، تتطوّر أزمة صناعية فى الولايات المتحدة. و يمكن رؤية هذا حتى فى تصريح الرئيس جونسون فوفقه عدد العاطلين عن العمل يرتفع فى البلاد . حسب البلاغ الرسمي ، أربعة ملايين شخص عاطلين تماما ،و 35 مليون عاطلين جزئيّا ،و فى المصانع أيضا ، تتواصل البطالة الجزئية. و الحكومة الهندية ستخفق إذن فى إيقاف الغضب الدائم التفاقم لدي الشعب. و هذا الهجوم على الديمقراطية حتما سيحوّل العضب الشعبي إلى نضالات. و المؤشرات على أشكال نضال الغد متوفّرة لدى حركة لغة مادراس.
و العصر القادم ليس هكذا عصر النضالات الكبرى فقط لكن أيضا عصر إنتصارات عظيمة. و عليه ينبغى على الحزب الشيوعي أن ينهض بمسؤولية قيادة النضالات الثورية للشعب فى العصر القادم ، و سنكون قادرين على النهوض بهذه المهمّة على أفضل وجه فحسب عندما يكون بوسعنا بناء تنظيم الحزب كتنظيم ثوري. ما هي القاعدة الرئيسية لبناء التنظيم الثوري؟
قال الرفيق ستالين :" القاعدة الرئيسية لبناء التنظيم الثوري هو الكادر الثوري" . و من هو الكادر الثوري؟ و الكادر الثوري هو الذى يستطيع تحليل الوضع بمبادرته الخاصّة و يستطيع أن يرسم سياسة مناسبة . لا يترقّب مساعدة من أحد.
وشعاراتنا التنظيمية الآن هي :
1-على كلّ عضو فى الحزب أن يشكّل على الأقلّ مجموعة من خمسة مناضلين. و يربّي كوادر هذه المجموعة المناضلة تربية سياسية.
2- على كلّ عضو من الحزب أن يسهر على أن لا يكون أي رفيق عرضة للشرطة.
3- يجب أن يوجد مكان سرّي لإجتماعات كلّ مجموعة مناضلة. و إن كان الأمر ضروريّا إعداد مخابئ للحفاظ على واحد أو إثنين من المجموعة فى السرّية .
4- على كلّ مجموعة مناضلة أن تحدّد شخصا ليتولّى مهام الإتصال.
5- يجب إعداد مكان لإخفاء الوثائق السرّية.
6- يجب أن يصبح عضو المجموعة المناضلة عضوا فى الحزب منذ أن يصبح ملمّا بالتربية و العمل السياسيين.
7- بعد التحوّل إلى عضو فى الحزب ، على المجموعة المناضلة أن تقطع معه كلّ الإتصالات.
ينبغى أن نتمسّك بصلابة بهذا الأسلوب التنظيمي . و هذا التنظيم هو ذاته الذى سيضطلع فى المستقبل بمهام التنظيم الثوري.
و ما مضمون التربية السياسية ؟
القاعدة الرئيسية للثورة فى الهند هي الثورة الزراعية ؟ و الشعار الرئيسي لحملة الدعاية السياسية سيكون إذن " إنجاح الثورة الزراعية". فيقدر ما نتمكّن من نشر برنامج الثورة الزراعية فى صفوف العمّال و البرجوازية الصغيرة و تربيتهم ، بقدر ما سيكونون قد تربّوا تربية سياسية. و ينبغى على كلّ مجموعة مناضلة أن تناقش التحليل الطبقي فى صفوف الفلاحين ، و أن تقوم بالدعاية لبرنامج الثورة الزراعية.
عاشت الثورة.

6- لنقاتل التحريفية للتقدّم بنضال الفلاحين
شارو مازومدار ، 1966
فى الفترة الموالية للإنتخابات ، تأكّد لنا أن مقاربتنا لنشاطات الحزب ( الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) ذاتها صحيحة. فقد وجّه لنا المكتب السياسي أمرا ب " النضال دفاعا عن الوزارات عدا تلك التابعة لحزب المؤتمر ضد الرجعية " . و من هذا يفهم أنّ المهمّة الأساسية للماركسيين ليست تشديد الصراع الطبقي بل الدفاع عن مجلس الوزراء ؟ لذا نظّم إجتماع لأعضاء الحزب لتركيز الإقتصادوية بصلابة صلب الطبقة العاملة.
و بالضبط بعد ذلك ، جرى إمضاء إتفاق هدنة فى الصناعة بمبادرة من مجلس الوزراء. طُلب من العمال ألاّ يلجؤوا إلى الإضرابات الإحتجاجية ، هل من تعبير أكثر صفاقة عن التعاون الطبقي؟ و بعد إعطاء الأعراف الحق التام فى الإستغلال ، يطالب العمّال بأن لا يخوضوا أية نضالات . ثمّ إلتحق الحزب الشيوعي بالحكومة التى أرسيت نتيجة حركة جماهيرية قوية؛ لقد تمّ إختيار طريق التعاون الطبقي.
لقد توقّع القادة الصينيون منذ زمن طويل أنّ الذين ظلّوا محايدين فى الجدال العالمي سيلتحقون بسرعة بطريق الإنتهازية. و الآن يقول القادة الصينيون إنّ هؤلاء المدافعين عن الحياد هم فى الواقع تحريفيون و سرعان ما سيلتحقون بالصفّ الرجعي. و فى بلدنا تثبت التجربة مدى صحّة هذا. فقد شاهدنا خيانة الطبقة العاملة. و إلى هذا يضاف إعلان قيادة الحزب الشيوعي ، هاركي ريشنا كونار. فى البداية وعد بأنه سيقع تقسيم جميع الأراضي المصادرة على الفلاحين الذين لا يملكون أرضا ؟ ثمّ وقع تقليص كمية الأرض التى سيقع تقسيمها. و فى النهاية أعلم بأنّ الإتفاقية القائمة لن تتغيّر فى هذه السنة. المساحة عن مداخيل الأرض وضعت بأيدى موظفي إصلاح الأراضي الصغرى.جرى تعريف الفلاحين على طريق تسليم العرائض و قيل لهم فوق ذلك إنّ إفتكاك الأرض بالقوّة لن يكون مسموحا به.
إنّ هاركريشنا بابو ليس فقط عضوا من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ، بل هو كذلك الأمين العام لنقابة كريشاك سبها. غرب البنغال. و إستجابة لنداء كريشاب سبها و بقيادته ، خاض الفلاحون نضالا لإستعادة أرض مصادرة و بينامي سنة 1959. و لمصلحة الملاكين العقاريين لجأت الحكومة إلى القمع و أصدرت قرارات بالطرد و مع ذلك لم يتخلّ الفلاحون عن إمتلاك الأرض فى عديد الحالات و تمسّكوا بها بالإعتماد على قوّة وحدة القرية . هل ظلّ قائد كريشاك سبها يساند حركتهم بعد أن صار وزيرا ؟ لا. معنى ما قاله هو أنّ الأرض المصادرة ستوزّع من جديد . من سيحصل عليها؟
بهذا الصدد موظّفو إصلاح الأراضي الصغرى سيبحث فى وجهة نظر كريشاك سبها لكن كيف سيتمّ التعامل مع وجهة النظر هذه؟ لم يقدّم هاركريشنا بابو ضمانا بهذا المضمار. و إذا رفض موظفو إصلاح الأراضي الصغري وجهة نظر كريشاك سبها ، لن يسمح للفلاحين مهما كانت الظروف بإحتلال الأرض بالقوّة. و سرعان ما أوضح هاركريشنا بابو موقفه من هذه النقطة. فما هو هذا الموقف ؟ أليس بصدد العمل كتوفيق بين قرارات الحكومة و الإقطاعيين. حتى أتباع حزب المؤتمر ما كانوا لتجرؤوا على الدفاع عن الطبقات الإقطاعية بمثل هذه الصفاقة.
و من هنا ، القبول بتعليمات قادة الحزب سيعنى عن عمى القبول بإستغلال الطبقات الإقطاعية و بحكمها. لذا مسؤولية الشيوعيين هي فضح دور التعون الطبقي الرجعي لهذه القيادة ، أمام أعضاء الحزب و الشعب ، و التشبّث بمبدأ تشديد الصراع الطبقي و المضي قدما. لنفترض أن يقبل الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا إقتراح هاركريشنا بابو و يقدّموا عرائضا. ما الذى سيحصل حينها ؟ بعض الأراضي المصادرة لا شكّ فى أنّها بور ، لكن غالبيتها أراضي خصبة. و هناك فلاحون يمتلكون مثل هذه الأراضي. و اليوم يتمتعون بالأرض بموجب شهادات الملكية . وهم يقدّمون تقسيما للإقطاعيين حينما تقع إعادة عملية التوزيع ، ستنشب بالضرورة نزاعات ضمن الفلاحين الفقراء و الفلاحين الذين لا يملكون أرضا. و مستفيدين من هذا ، سيركّز الفلاحون الأغنياء قيادتهم على حركة الفلاحين بأسرها. و نظرا لأنّ للفلاح الغني فرصا للمراوغة كذلك هو شريك التأثير الإقطاعي. و بالتالى هاركيشنا بابو لا يحاول فقط يخذل طريق النضال اليوم ، و إنّما يحاول أيضا إتخاذ خطوات حتى لا يستطيع صراع الفلاحين أن يصبح نضاليّا فى المستقبل أيضا. و مع ذلك تبنّينا برنامج الثورة الديمقراطية الشعبية و مهمتها هي إنجاز إصلاح زراعي لفائدة الفلاحين. و الإصلاح الزراعي لمصلحة الفلاحين ممكن فحسب حينما نكون قادرين على وضع حدّ لسيطرة الطبقات الإقطاعية على المناطق الريفية. و للقيام بذلك ، علينا أن نفتكّ الأرض من الطبقات الإقطاعية و توزيعها على من لا يملكون أرضا و على الفلاحين الفقراء. و لن نقدر أبدا على إنجاز هذا إذا ما حصرت حركتنا نفسها فى إطار الإقتصادوية. فى كلّ مجال وجدت حركة مصادرة للأراضي ، و بيّنت لنا تجربتنا أنّ الفلاح الذى يحصل على ملكية الأرض المصادرة و شهادة ملكية مضمونة يكفّ عن النشاط فى حركة الفلاحين. ما السبب ؟ فى سنة تغيّرت طبقة الفلاحين الفقراء فصارت فلاحين متوسطين. و من ثمّة لم تعد المطالب الإقتصادية للفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا مطالبهم. و بالتالى فإنّ الإقتصادوية ستتسبّب فى إنقسام فى وحدة قتال الفلاحين و ستحبط الفلاحين الذين لا يملكون أرضا و الفلاحين الفقراء.
يحكم المدافعون عن الإقتصادوية على كلّ حركة بكمّية المال أو الأرض التى يحصل عليها الفلاح و مدى إتساعها. سواء نمى الوعي القتالي للفلاحين أم لم ينم ، ليس أبدا معيارا لديهم و هكذا لا يقومون بأيّة مجهود لرفع الوعي الطبقي للفلاحين. و مع ذلك ، نعلم أنّه لا يمكن خوض أي صراع دون تقديم تضحيات. لقد علّمنا الرئيس ماو أنّه حيثما يوجد صراع ، توجد تضحية. فى المرحلة الأولى من النضال، العدوّ أقوى من الجماهير. لذلك سيكون النضال نضالا طويل الأمد. و بما أنّ الجماهير قوّة تقدّمية ، فإنّ قوتها ستنمو يوما بعد يوم لكن النضال الثوري لا يمكن أن ينجح إلاّ بإستنهاض الجماهير لتقدّم التضحيات. و إنطلاقا من هذه النظرة الثورية الأساسية ، تفضى الإقتصادوية إلى تبنّى وجهة النظر البرجوازية. و هذا ما يحاول قادة الحزب بلوغه من خلال هذه النشاطات. و إلقاء نظرة على كافة نضالات الفلاحين الماضية ستبيّن أن قادة الحزب قد فرضوا تبرعات على الفلاحين من أعلى. ومع ذلك، كان من مسؤولية قيادة الحزب أن تركّز القيادة المناضلة للطبقة العاملة للحركة الفلاحية.
لم يقوموا بذلك قبلا و لا يقومون به الآن. و اليوم يقترحون التعويل على القوانين التقدّمية فإنّ البيروقراطية هي التى تتولّى تطبيقها و بالتالى لن يحصل الفلاحون على أية شيء. لذا ، مضى قادتنا مشوارا طويلا بعيدا عن الطريق الثوري. الثورة الزراعية هي مهمّة هذه اللحظة بالذات؛ لا ينبغى ترك المهمّة دون إنجاز، و إن تركناها لن يحصل شيء حسن للفلاحين. لكن قبل إنجاز الثورة الزراعية ،من الضروري تحطيم سلطة الدولة. و النضال من أجل الثورة الزراعية دون تحطيم سلطة الدولة يعنى التحريفية الصريحة.و من هنا تحطيم سلطة الدولة هو المهمّة الأولى و الرئيسية لحركة الفلاحين . و إن لم يتمّ القيام بهذا على نطاق البلاد كافة ، على أساس الدولة برمتها ، هل سيظلّ الفلاحون صامتون ؟ لا . لقد علّمتنا الماركسية- اللينينية – فكر ماو تسى تونغ أنّه إن أمكن إستنهاض الفلاحين سياسيّا فى أية منطقة فينبغى علينا المضي قدما فى مهمّة تحطيم سلطة الدولة فى تلك المنطقة. هذا ما يعرف بمناطق الفلاحين المحرّرة. إنّ النضال من أجل بناء هذه المناطق المحرّرة هو المهمّة الملحّة لحركة الفلاحين اليوم ، هو مهمّة اليوم.
ما هي المنطقة المحرّرة؟
نطلق على منطقة أنها منطقة فلاحية محرّرة حينما نكون قد إستطعنا فيها أن نطيح بالأعداء الطبقيين. و لبناء المنطقة المحرّرة نحتاج إلى القوّة المسلّحة للفلاحين و عندما نتحدث عن القوة المسلّحة للفلاحين فى ذهننا الأسلحة التى يصنعها الفلاحون. و هكذا نريد أيضا أسلحة. سواء تقدّم الفلاحون ليطيحوا بسلطة الإقطاعيين أم لا هو القاعدة التى على أساسها نحكم على مدى إستنهاضهم سياسيّا.
من أين يحصل الفلاحون على البنادق ؟
للأعداء بنادق و هم يعيشون فى القرية. يجب إفتكاك الأسلحة منهم بالقوّة. لن يسلّموا أسلحتهم لنا طوعا. و بالتالى علينا إفتكاك الأسلحة منهم بالقوّة . ينبغى تدريب المناضلين الفلاحين على كافة التكتيكات ، إبتداءا من إضرام النار فى منازل العدوّ الطبقي. و إضافة إلى ذلك ، علينا أن نضمن بنادقا من القوات المسلحة التابعة للحكومة بمهاجمتها بصفة مفاجئة. والمنطقة التى نستطيع فيها تنظيم حملة تجميع البنادق، يجب أن تتحوّل إلى منطقة محرّرة. لذا لأنجاز هذه المهمّة ، من الضروري أن ننشر على نطاق واسع ضمن الفلاحين سياسة بناء كفاح مسلّح.و فضلا عن ذلك، من الضروري أن ننظّم مجموعات مناضلة صغيرة سرّية لتنجز حملة تجميع البنادق. و فى نفس الوقت، مع نشر سياسة الكفاح المسلّح سيُحاول أعضاء من هذه المجموعات أن يكرّسوا بنجاح برنامج تجميع الأسلحة. و مجرّد تجميع الأسلحة لا يغيّر من طبيعة النضال- و البنادق المجمعة ينبغى إستعمالها و فقط حينها ستتطوّر القدرة الإبداعية للفلاحين و سيشهد النضال تغيّرا نوعيّا. و لا يمكن أن يقوم بهذا إلاّ الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا أيضا ، الحليف الصلب للطبقة العاملة.و الفلاحون المتوسطون هم أيضا حليف إلاّ أن وعيهم القتالي ليس بشدّة وعي الفلاحين الفقراء و الفلاحين الذين لا يملكون أرضا.لذلك لا يمكنهم أن يساهموا فى النضال منذ إنطلاقته ، يحتاجون إلى بعض الوقت. و من هنا تأتى جوهرية التحليل الطبقي كمهمّة على الحزب الشيوعي تولّيها.القائد العظيم للصين ، الرئيس ماو تسى تونغ نهض بهذه المهمّة أوّلا و إستطاع أن يشير دون خطإ إلى طريق النضال الثوري. و عليه منطلق عملنا التنظيمي هو تركيز قيادة الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا لحركات الفلاحين. و فى سيرورة تنظيم حركة الفلاحين على أساس سياسة الكفاح المسلّح يمكن تركيز قيادة الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا لأنّهم الأكثر ثورية ضمن طبقات الفلاحين. و لن تساعد فى هذه المهمّة منظّمة مستقلّة للعمّال الفلاحيين. بالأحرى ، تشجّع مثل هذه المنظمة على تيّار الحركة النقابية القائم على الإقتصادوية و تقوّى النزاعات صلب الفلاحين. وحدة الطبقات المتحالفة لم تتعزّز ليس قبل كلّ شيء لأنّ فى نظامنا الفلاحي إستغلال الطبقات الإقطاعية.
و تطرح مسألة أخرى فى هذا الإطار بالذات ألا وهي التسوية مع الملاكين الصغار. ماذا يجب أن تكون نظرة الشيوعيين بهذا الصدد؟ فيما يتصل بالتسويات ، علينا ان نأخذ بعين الإعتبار من نساند. فلا يمكننا أن نساند أية طبقة أخرى ضدّهم. فى حركة الفلاحين ( فى الهند) وجد الشيوعيون أنفسهم دائما مدفوعين إلى التخلّص من مصالح الفقراء و الفلاحين الذين لا يملكون أرضا لصاح البرجوازية الصغيرة. وهذا يضعف التصميم القتالي للفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا. و بالنظر إلى الفلاحين المتوسّطين و الأغنياء كذلك يجب أن تكون لنا نظرة مختلفة. إذا إعتبرنا الفلاحين الأغنياء فلاحين متوسطين ، سيصيب الإحباط الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا . و من جديد ، إذا تمّ إعتبار الفلاحين المتوسطين فلاحين أغنياء سيتقلّص الحماس القتالي للفلاحين المتوسطين. و من ثمة على الشيوعيين أن يتعلّموا القيام بالتحليل الطبقي للفلاحين فى كلّ منطقة وفق تعاليم ماو تسى تونغ.
و مجدّدا ، قد إندلع التمرّد فى صفوف الفلاحين فى الهند. و هم بصورة متكرّرة يبحثون عن قيادة الحزب الشيوعي. لم نقل لهم إنّ سياسة الكفاح المسلّح و حملة تجميع البنادق تمثّل الطريق الوحيد. إنّه طريق الطبقة العاملة ، طريق التحرير ، طريق تركيز مجتمع متحرّر من الإستغلال. فى كلّ ولاية من ولايات الهند ، اليوم ، يوجد الفلاحون فى حالة تمرّد ،و على الشيوعيين أن يبيّنوا لهم الطريق. و هذا الطريق هو طريق سياسة الكفاح المسلّح و حملة تجميع الأسلحة. و علينا أن نرفع راية طريق التحرير الوحيد هذا.
لقد أعلنت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الحرب على كافة أوجه الأنانية و ذهنية المجموعة و التحريفية ، و التذيّل للبرجوازية و مدح الإيديولوجيا البرجوازية ؛ و قد بلغ تـأثير تلك الثورة الهند أيضا. و كان نداء تلك الثورة " إستعدوا لتقديم جميع أنواع التضحيات ، و التخلّص من الحواجز على الطريق ، الواحد تلو الآخر، سننتصر".
مهما كان مظهر الإمبريالية فظيعا ،وكانت المساعدة خادعة والتحريفية بشعة، فإنّ أيّام القوى الرجعية معدودة، و ضوء شروق الماركسية- اللينينية – فكر ماو تسى تونغ سيقضى على كلّ الظلمات.
و يطرح سؤال : ألا حاجة للنضال الجماهيري للفلاحين من أجل المطالب الجزئية فى هذه المرحلة ؟ بالتأكيد ثمّة حاجة و ستوجد فى المستقبل أيضا. لأنّ الهند بلد ممتدّ الأطراف و الفلاحون كذلك منقسمون إلى عدّة طبقات ، لن يكون الوعي السياسي على ذات المستوى فى كلّ المناطق و ضمن كافة الطبقات. و ستوجد دوما فرصة و إمكانية حركة جماهيرية للفلاحين على أساس مطالب جزئية و على الشيوعيين أن يستغلّوا تمام الإستغلال تلك الفرص.
ما هو التكتيك الذى ينبغى أن نتبنّاه فى قيادة تحركات من أجل مطالب جزئية و ما هو هدفها ؟
النقطة الأساسية لتكتيكنا هي ما إذا كانت طبقة الفلاحين الواسعة قد إلتحقت بالتحركات أم لا . و هدفنا الموضوعي ينبغى أن يكون رفع الوعي الطبقي للفلاحين – إن كانوا يتقدّمون على طريق النضال المسلّح الواسع النطاق. يتعيّن أن تجعل التحركات من أجل مطالب جزئية الصراع الطبقي يمتدّ و يتوسّع. و يتعيّن أن يرتفع الوعي السياسي لأوسع الجماهير. كما ينبغى إستنهاض جماهير الفلاحين العريضة لتقديم التضحيات ، و ينبغى توسيع النضال إلى مناطق جديدة . ويمكن للتحركات المطلبية أن تتخذ أي شكل لكن على الشيوعيين دائما أن يروّجوا لضرورة الأشكال الأرقى للنضال ضمن جماهير الفلاحين. و لا يتعيّن فى أي ظرف كان على الشيوعيين أن يسعوا إلى تمرير النضال المقبول من طرف الفلاحين على أنّه الأفضل. فى الواقع ، على الشيوعيين دائما أن يقوموا بالدعاية ضمن الفلاحين لصالح السياسة الثورية أي سياسة الكفاح المسلّح و حملة تجميع البنادق. و رغم هذه الدعاية ، من الممكن أن يقرّر الفلاحون التوجّه للوفود الجماهيرية و علينا قيادة هذه التحركات. فى زمن الإرهاب الأبيض ، فعالية هكذا وفود جماهيرية لا يجب بأي حال الإستخفاف بها لأنّها ستجلب بصورة متصاعدة الفلاحين إلى النضال. لا يجب مطلقا إدانة التحركات من أجل مطالب جزئية لكن من الجريمة أن نقود هذه التحركات على طريقة الإقتصادوية. و زيادة على ذلك ، جريمة إدعاء أنّ التحركات الخاصة بالمطالب الإقتصادية ستتخذ أوتوماتيكيّا شكل الصراع السياسي ، لأنّ هذا يعنى عبادة العفوية. مثل هذه الحركات يمكن أن تبيّن الطريق للجماهير و أن تساعد على تطوير وضوح الرؤية و أن تلهم تقديم التضحيات. و فى كلّ مرحلة من مراحل الصراع هناك مهمّة واحدة فقط. و إن لم يتمّ إنجاز هذه المهمّة ، لن يبلغ الصراع مرحلة أعلى. فى هذه المرحلة ، المهمّة الخاصة هي سياسة الكفاح المسلّح و حملة تجميع البنادق. مهما أمكن فعله دون إنجاز هذه المهمّة ، لن يبلغ الصراع مرحلة أعلى. سيتداعى الصراع و سيتداعى التنظيم و لن تنمو . و بالمثل هناك فقط طريق واحد للثورة الهندية ، الطريق الذى بيّنه لينين – بناء القوى المسلّحة الشعبية و الجمهورية. لقد قال لينين فى 1905 إنّ هاتين المهمّتين يجب إنجازهما حيث أمكن ، حتى و إن لم تكن قابلة للإنجاز فى روسيا كلّها. لقد أثرى الرئيس ماو هذا الطريق الذى أشار إليه لينين.
لقد علمنا تكتيك حرب الشعب و تحصّلت الصين على التحرير بفضل هذا الطريق. و اليوم يتبع هذا الطريق فى الفيتنام و تيلاندا و مالايا و الفليبين و برما و أندونيسيا و اليمن و ليوبولدفيل و الكنغو، و فى بلدان شتّى من أفريقيا و أمريكا اللاتينية. و وقع تبنّى هذا الطريق فى الهند أيضا ، طريق بناء قوى مسلّحة شعبية و حكم جبهة التحرير القائم فى مناطق ناغا و ميزو و كشمير. و الطبقة العاملة مدعوّة و يجب أن يقال لها إنّه عليها أن تقود الثورة الديمقراطية الهندية و على الطبقة العاملة أن تنجز هذه المهمّة بتوفير قيادة نضال أكثر حلفائها صلابة ، الفلاحين . و من مسؤولية الطبقة العاملة أن تنظّم حركة الفلاحين و تنهض بها إلى مرحلة الكفاح المسلّح. و سيكون على طليعة الطبقة العاملة أن تتجه إلى القرى لتساهم فى الكفاح المسلّح. هذه هي المهمّة الأساسية للطبقة العاملة " تجميع الأسلحة و تشييد قواعد نضال مسلّح فى المناطق الريفية"- هذا ما يسمّى سياسة الطبقة العاملة ، سياسة إفتكاك السلطة. ينبغى أن نستنهض الطبقة العاملة على قاعدة هذه السياسة. نظّموا كلّ العمّال فى نقابات – هذا الشعار لا يرفع الوعي السياسي للطبقة العاملة. و هذا بالتأكيد لا يعنى أنّه علينا أن نجعل العمّال الثوريين الحزبيين ينغمسون فى النشاطات النقابية - سيكون من واجبهم إنجاز دعاية سياسية ضمن الطبقة العاملة أي نشر سياسة الكفاح المسلّح و حملة تجميع البنادق و بناء التنظيم الحزبي.
و فى صفوف البرجوازية الصغيرة مهمتنا الأساسية هي الدعاية السياسية و نشر مغزى نضال الفلاحين. بمعنى أنّه على كلّ جبهة مسؤولية الحزب هي شرح أهمّية نضال الفلاحين و الدعوة إلى المشاركة فى هذا النضال. بقدر ما ننهض بهذه المهمّة بقدر ما نبلغ مرحلة القيادة الواعية للثورة الديمقراطية. و معارضة هذا الطريق الأساسي الماركسي-اللينيني للحزب لا تتأتى فقط من التحريفيين الذين يتبعون طريق التعاون الطبقي الصريح.
[ أثناء الثورة الروسية ]، توصلت الأحزاب البرجوازية إلى السلطة ووجدت السلطة بأيدي سوفياتات العمّال و الفلاحين و الجنود كذلك. و جراء هذه السلطة المزدوجة ، غدت قيادة الطبقة العاملة فعالة ، وفقط حين أعطت الأحزاب البرجوازية الصغيرة فى السوفياتات السلطة للبرجوازية،صار ممكنا للطبقة العاملة أن تحقق ثورة أكتوبر.
فى الهند ، لا يحلّلون الأوضاع الموضوعية.إنّهم لا يستخلصون دروسا من النضالات المخاضة فى الهند. و السبب الرئيسي لنجاح الثورة الروسية هو التطبيق الصحيح لتكتيك الجبهة المتحدة . مسألة تكيتيك الجبهة المتحدة مهمّ كذلك فى الهند. لكن تكتيكات الثورة الديمقراطية فى الهند ستكون مختلفة فى الشكل. فى الهند أيضا ، فى ناغا و ميزر و كشمير و مناطق أخرى ، تخاض نضالات فى ظلّ قيادة برجوازية صغيرة. فى الثورة الديمقراطية بالتالى على الطبقة العاملة أن تتقدّم بتشكيل جبهة متحدة معهم. و ستندلع النضالات فى عديد المناطق الجديدة الأخرى بقيادة البرجوازية أو الأحزاب البرجوازية الصغيرة. و ستدخل الطبقة العاملة أيضا فى تحالفات معها و القاعدة الأساسية لهذا التحالف ستكون النضال المناهض للإمبريالية و حقّ تقرير المصير. و بالضرورة تقرّ الطبقة العاملة بهذا الحقّ ، إلى جانب حقّ الإنفصال.
و رغم أنّ الذين يحلمون بالثورة فى الهند على طريق ثورة أكتوبر ثوريون ، فإنّهم غير قادرين على توفير قيادة جريئة جراء نظرتهم الإيمانية لا يدركون مغزى نضالات الفلاحين و بالتالى يصبحون عن وعي دعاة الإقتصادوية فى صلب الطبقة العاملة. إنّهم غير قادرين على إستيعاب تجارب شعوب آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية. و قسم منهم يتحوّل إلى مناصر لتشى غيفارا و يخفق فى التشديد على مهمّة تنظيم الفلاحين، القوّة الأساسية للثورة الديمقراطية فى الهند. لذا علينا أن نولي إهتماما خاصا لهم و نساعدهم تدريجيّا على تربية أنفسهم. مهما كانت الظروف ، لا يترتّب علينا أن نكون غير متسامحين حيالهم. و فضلا عن ذلك ، توجد بيننا مجموعة من الرفاق الثوريين الذين يقبلون بالحزب الشيوعي الصيني و فكر ماو تسى تونغ العظيم و كذلك يقبلون ذلك كطريق وحيد ، غير أنّهم ينظرون إلى كتاب " كيف تكون شيوعيّا جيّدا " كوسيلة وحيدة للتكوين الذاتيو بالتالى يسقطون فى إنحراف جدّي.
الطريق الماركسي الوحيد للتكوين الذاتي الذى يعلمنا إيّاه لينين و الرئيس ماو هو طريق الصراع الطبقي. و فقط فى أتون الصراع الطبقي بوسع الشيوعي أن يتحوّل إلى ذهب خالص. الصراع الطبقي هو المدرسة الحقيقية للشيوعيين و تجربة الصراع الطبقي يجب التثبّت منها على ضوء الماركسية - اللينينية – فكر ماو تسى تونغ و الدروس التى يجب إستخلاصها. و من هنا النقطة الأساسية للتربية الحزبية هي تطبيق تعاليم الماركسية- اللينينية فى الصراع الطبقي.، متوصّلين لمبادئ عامّة على قاعدة تلك التجربة و معيدين للجماهير المبادئ المستخلصة من التجربة. هذا ما يسمّى " من الشعب إلى الشعب" . هذه هي النقطة الأساسية للتربية الحزبية. هؤلاء الرفاق الثوريين غير قادرين على إدراك هذه الحقيقة الجوهرية للتربية الحزبية. و من ثمّة يقترفون إنحرافات مثالية حيال التربية الحزبية. لقد علّمنا الرئيس ماو أنّه لا يمكن أن توجد تربية حزبية بمنآى عن الممارسة. بكلماته هو " الممارسة تعلّم". التكوين الذاتي ممكن فقط فى إطار سيرورة تغيير الظروف القائمة عبر الممارسة الثورية.
يا ثوّار العالم إتحدوا !
عاشت الوحدة الثورية للعمّال و الفلاحين !
عاش الرئيس ماو تسى تونغ !
=============================
7- المهمّة المركزية اليوم هي النضال من أجل بناء الحزب الثوري الحقيقي عبر النضال بلا مساومة ضد التحريفية .
شارو مازومدار ، 1966
عقب مدّة سجن طويلة ، إثر مؤتمر الحزب ، عقد قادة الحزب لأوّل مرّة إجتماعا عاما للجنة المركزية بكامل أعضائها. و تبنّت القيادة المركزية للحزب التى تشكّلت عبر الصراع ضد التحريفية قرارا إيديولوجيا و صرّحت بفجاجة بأنّ كافة النقد الموجه ضد الحكومة الهندية من قبل الحزب الشيوعي الصيني العظيم خاطئ. و فى نفس الوقت ، أكّدت فى التصريح أن نقد القيادة التحريفية السوفياتية لا ينبغى أن يكون علنيّا الآن و إلاّ فإن ثقة الناس فى الإشتراكية ستتراجع . أي لا ينبغى إسقاط قناع محاولة القيادة السوفياتية بالتعاون مع الإمبريالية الأمريكية أن تركّز الهيمنة الإمبريالية على العالم.
قائد الثورة الصينية العظيمة ، الحزب الشيوعي الصيني ،و على رأسه الرفيق ماو تسى تونغ يقود الآن البروليتاريا و نضالات ثورية عبر العالم.بعد لينين ، تبوّأ اليوم الرفيق ماو تسى تونغ مكانة القيادة العالمية. و هكذا لا يمكن إنجاز النضال ضد التحريفية بمعارضة الحزب الشيوعي الصيني و الرفيق ماو تسى تونغ . لا يمكن الحفاظ على نقاوة الماركسية - اللينينية. و بمعارضة الحزب الصيني ، قد تخلى قادة الحزب الهندي عن الطريق الثوري للماركسية- اللينينية. إنهم يحاولون تجاوز التحريفية بوضعها فى قالب جدبد. و يجب على أعضاء الحزب أن يفهموا فهما واضحا اليوم أن فى الصراع ضد التحريفية ، قيادة هذا الحزب ليست أبدا رفيقتنا فى السلاح ،و ليست حتى شريكة.
تسعى القيادة التحريفية السوفياتية بالتعاون مع الإمبريالية الأمريكية اليوم إلى الهيمنة على العالم. إنهم يعملون كأعداء لكلّ حركة تحرّر اليوم. إنهم يسعون لتركيز القيادة التحريفية بشقّ صفوف الأحزاب الثورية و هم يعملون بصفاقة كعملاء للإمبريالية الأمريكية.إنّهم الآن أعداء نضالات التحرّر الشعبية فى كلّ بلد، أعداء النضالات الثورية ، أعداء الصين الثورية ، و حتى أعداء الشعب السوفياتي . لذا لا يمكن لأي نضال ضد الإمبريالية الأمريكية أن يخاض دون خوض نضال مفتوح ضد هذه القيادة التحريفية السوفياتية. من المستحيل قيادة النضال المناهض للإمبريالية إذا لم ندرك أنّ القيادة التحريفية السوفياتية ليست شريكا فى النضال المناهض للإمبريالية. و قيادة الحزب ، بعيدا عن إتباع هذا الطريق بالأحرى تسعى لإقناع الناس عبر كتابات شتى بأنّ القيادة السوفياتية رغم بعض الأخطاء ، هي الطريق الإشتراكي. أي إنّهم يحاولون التوفيق بطريقة خبيثة بين كون القيادة السوفياتية تحوّل الدولة الإشتراكية السوفياتية إلى دولة رأسمالية تدريجيّا و كون التعاون السوفياتي الأمريكي ذاته ناجم عن ذلك.
و من ثمّة ، فى التحليل السياسي و التنظيمي للهند خلال السنتين الفارطتين ، لم تقع الإشارة إلى التدخّل الإمبريالي ، لا سيما الإمبريالي الأمريكي، رغم أنّه من جونسون إلى همفري، كافة ممثلي الإمبريالية الأمريكية صرّحوا مرارا و تكرارا بأنّهم سيستعملون الهند كقاعدة ضد الصين. مثل هذه المسألة الهامّة لم تلاحظها اللجنة المركزية أبدا. و التقرير السياسي و التنظيمي لم ينبس ببنت شفة ولم يحذّر أعضاء الحزب من الهجوم المضاد الإمبريالي. بالعكس ، إثر قراءة التقرير برمّته يبدو أنّه لم يحدث تغير خاص فى الوضع؛ و أنّ فى بعض الأحيان القاسية قد نمت و يمكن النضال ضدّها بتحركات عادية. إلتزمت قيادة الحزب الصمت المطبق بصدد المظهر الجديد للنضالات طوال السنتين الفارطتين. – التعبير عن العنف الثوري فى مواجهة العنف المعادي للثورة - وهو تيار حركات جماهيرية صاعدة. لقد طرحوا مسائل الحركة الجماهيرية على نحو يجعل من الإستنتاج البسيط المستخلص منه هو أنّ هدفنا الأساسي خلال الإنتخابات القادمة سيكون تركيز حكومة ديمقراطية من غير أعضاء حزب المؤتمر. و لا فى موقع من تقريرهم جرت الإشارة إلى أنّ هذه الإنتخابات تحصل لتخفي الإستغلال و الحكم غير المباشر للإمبريالية. تريد الحكومة الرجعية الهندية من وراء هذه الإنتخابات أن تنشر الأوهام البرلمانية و خلف ذلك ، بتوصيات من الإمبريالية ، تريد أن تجعل من بلدنا قاعدة مناهضة للثورة فى جنوب شرق آسيا و تريد أن تصدّ مقاومة الشعب بهجمات عنيفة على القطاعات الثورية من الجماهير.
لقد علمتنا تجربة أندونيسيا كيف تصبح الإمبريالية المتداعية اليوم عميقة. كان من مسؤولية قيادة الحزب أن تعدّ أعضاء الحزب لمواجهة هذا الوضع و للدفاع بوضوح عن أنّ الطريق الوحيد هو العنف الثوري و تنظيم الحزب برمّته على ذلك الأساس. و قيادة الحزب الهندي لم تقم بهذا العمل ، بل جعلت كذلك من أي حديث عن المقاومة الثورية غير قانوني داخل الحزب.
أقام قادة الحزب نكير المغامراتية كلّما سمعت حديثا عن " المقاومة الثورية " و " الكفاح المسلّح " لكن فى نفس الوقت يستعملون بلا تفرقة كلمات " الضغط " و " الإحتجاج " و" خطوات متواصل " إلخ بيد أنّه كلّما وجد أي حديث عن مقاومة القمع الذى ينجم حتما عن التكتيكات النضالية ، يعتبرونه مغامراتية. و شعار " الإضراب العام المستمرّ عبر البلاد كافة " ليس يوى شعار برجوازي صغير يساري متطرّف. و من جهة ، هذا الشعار يساري متطرّف و من جهة أخرى ، بعلاقة بالمسألة السياسية ، هناك رغبة يائسة لصياغة وحدة فى الحقل الإنتخابي ما يعنى العمل كذيل للبرجوازية.
و ترفض قيادة الحزب أن تتولّى مسؤولية الثورة الديمقراطية فى الهند و نتيجة لذلك تلجأ إلى تكيتيك خبيث للتحريفية المعاصرة، أي طريق الثورية فى الكلام و التذيّل للبرجوازية فى الأفعال. و عليه لا يمكن للحزب الثوري أن ينشأ إلاّ من خلال تحطيم نظام الحزب الحالي و إطار عمله الديمقراطي. و إدامة ما يسمّى ب" الإطار الشكلي " أو " البرلماني " لهذا الحزب يعنى جعل الماركسيين- اللينينيين غير ذى فعالية كما يعنى التعاون مع القيادة التحريفية.
و من هنا ، من قيادة الحزب إلى العمال العاديين كلّ الذين يؤمنون بالماركسية – اللينينية يجب أن يقدّموا لأعضاء الحزب الرؤى الثورية الماركسية- اللينينية. عندئذ فقط يمكن أن نشرع فى العمل على بناء حزب ثوري. لقد إضطرّت الحكومة الهندية للتراجع فى وجه الإنفجار الجماهيري عبر البلاد. و بالنتيجة قد توسّع مجال الحركة الديمقراطية فى الفترة السابقة للإنتخابات. و فى هذه الفترة تعمل الحكومة على تنظيم القوى المضادة للثورة. و سيكون على القوى الثورية أيضا أن تستغلّ تمام الإستغلال هذا الجوّ الديمقراطي الظاهري.و التكتيك النضالي الذى تبنّته الجماهير أثناء التحركات الحديثة لم يكن إلاّ نضالا " أنصاريّا " فى بداياته. فيجب على القوى الثورية أن تقود بشكل منظّم هذه النضالات" الأنصارية " و قبل أن يبدأ الهجوم الكبير المعادي للثورة ، ينبغى أن يتدرّب جيّدا أعضاء الحزب على تكتيكات هذه النضالات من خلال النظرية و التطبيق العملي.
و معنى المجموعات الحزبية الناشطة اليوم هو أنّها ستكون " وحدات قتال ". و مهمّتها الأساسية ستكون حملة الدعاية السياسية و توجيه ضربات للقوى المعادية للثورة. و علينا أن نتذكّر على الدوام تعاليم ماو تسى تونغ. " لا يتمّ الهجوم لمجرّد الهجوم ، الهجوم يتمّ للسحق فقط " .
و الذين تتعيّن مهاجمتهم هم أساسا:1- ممثلو آلة الدولة مثل الشرطة و الضبّاط العسكريين. 2- البيروقراطية البغيضة . 3 - الأعداء الطبقيين.
و هدف هذه الهجمات ينبغى أن يكون كذلك جمع الأسلحة. فى المرحلة الحالية يمكن شنّ هذه الهجمات فى كلّ مكان ن فى المدن و فى الأرياف . و يجب أن نعير إنتباها خاصا لمناطق الفلاحين.
وفى المرحلة الموالية للإنتخابات ، عندما سيتخذ الهجوم المعادي للثورة طابعا كثيفا ، ينبغى أن تكون قاعدتنا قد تركّزت فى مناطق الفلاحين. لذا حالا الآن ، علينا أن نضع بوضوح أمام تنظيمنا هذه النظرة بأنّه مع تطوّر معنى المسؤولية ضمن الطبقة العاملة و الكوادر الثورية البرجوازية الصغيرة ، عليهم أن يتوجّهوا إلى القرى حالاّ. و فى مرحلة الهجوم المعادي للثورة ، سيكون تكتيكنا الأساسي تكتيك الصين العظيمة ، تكتيك محاصرة المدن إنطلاقا من القرى.
و يرتهن مدى سرعة التصدّى للهجوم المعادي للثورة بأقرب وقت يمكننا فيه بناء القوات المسلّحة الشعبية. و من الصحيح أنّ فى البداية يمكن أن نحقّق بعض النجاح ، إلاّ انّه حيال هجوم كثيف معادي للثورة ، سيكون علينا أن نتصدى للحفاظ على الذات فحسب . و خلال هذا الصراع العسير الطويل الأمد، سينمو الجيش الثوري الشعبي - الجيش الذى يلهمه الوعي السياسي و يتصلّب عوده من خلال الحملات السياسية للتحركات و المواجهات. دون هذا النوع من الجيش ، لن يكون من الممكن جعل الثورة تنتصر، لن يكون من الممكن حماية مصالح الجماهير.
أيها الرفاق، عوض الجري وراء التحركات العفوية ، يجب تطوير النضالات الأنصارية على نحو منظّم اليوم. لم يبق لنا و لا حتى ستّة أشهر . إن لم نقدر على الشروع فى هذا النضال فى غضون هذه الفترة ، علينا أن نواجه المهمّة الصعبة للتنظيم و نحن نواجه الهجمات الإمبريالية .

8- حان وقت بناء حزب ثوري
شارو مازومدار ، 1967
لقد تبنّت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي) خطّا سياسيا معاديا للثورة فى الأساس و معاديا لفكر ماو تسى تونغ و للماركسية-اللينينية و قائم على إيديولوجيا التعاون الطبقي و التحريفية.
فى إجتماعها بمادوراي ، أصدرت اللجنة المركزية تصريحا لصالح التحوّل السلمي إلى الإشتراكية و إختارت طريق التقدّم بالبلاد عبر الديمقراطية البرلمانية.
رغم إحتدام الجدال الإيديولوجي العالمي ، فى الواقع ، قد نبذت كلّيا الموقف الإيديولوجي للحزب الشيوعي الصيني العظيم و فكر ماو تسى تونغ. و بينما ظلّت صامتة عن إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، إستبعدت على طول الخطّ فرضية آخر كتابات الرفيق ستالين ، " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي" و عارضت فى نفس الوقت خطّ الحزب الشيوعي الصيني العظيم بتصريحها العلني بأنّ الإتحاد السوفياتي لا يزال عضوا فى الكتلة الإشتراكية. و مفاد هذا هو تقديم الدعم السياسي للتحريفية السوفياتية حول موضوع الفيتنام على النطاق العالمي و إصباغ صبغة الدور التقدّمي على " الإعانة " الإقتصادية السوفياتية و العلاقات التجارية و الترحيب بها. و فيما يتصل بنضالات الفلاحين ، تبنّت اللجنة المركزية دون أي تردّد الخطّ السياسي المنشفي و إنتهت إلى معارضة نضال الفلاحين.
بالطبع ، جعل إجتماع اللجنة المركزية فى مادوراي الحزب ينحطّ إلى مستوى حزب تحريفي برجوازي. و من ثمّة ، لا يظلّ أمام الماركسيين- اللينينيين الحقيقيين خيار سوى معارضة هذه السياسة. و الآن و قد وقعت المصادقة على قرار مادوراي ، من البديهي أنّ اللجنة المركزية ليست لجنة ثورية. و بالتالى من الواجب الثوري لكلّ ماركسي- لينيني أن يعلن الحرب على هذه اللجنة المركزية. و الغاية الأخيرة من التشدّق المزهوّ الذى سقط فيه كامل تقرير اللجنة المركزية ليس إلاّ خداع للقسم الثوري من الحزب و أكثر من ذلك ، العمل سرّا كعملاء لفائدة الإمبريالية الأمريكية و التحريفية السوفياتية و القوى الرجعية الهندية.
و الهدف الوحيد للماركسيين-اللينينيين من وراء كافة النقاشات الإيديولوجية هو كيفية تطبيق الإيديولوجيا على الأوضاع الموضوعية الموجودة فى بلدانهم الخاصّة. و صراع مجرّد حول المسائل الإيديولوجية فى حدّ ذاته ليس له دلالة ثورية لأنّ حقيقته موضوع إختبار عبر تطبيقه فى الإطار الخاص. لقد ناقشت اللجنة المركزية المسائل الإيديولوجية العالمية كمفاهيم مجرّدة و ما قامت به عمليّا فى هذا المضمار قاد فى الواقع إلى تصريحها العلني بأنّ التحريفية من النوع السوفياتي هي الطريق الوحيد بالنسبة للهند من ثمة معارضتها للحزب الشيوعي الصيني العظيم . و تكشف نظرتها البرجوازية عن نفسها فى موقفه فيما يتصل بذخيرة الأسلحة النووية . لم يشرح الطابع الحقيقي للإحتكار النووي المزدوج بين أمريكا و روسيا لكنها أطلقت ما يشبه النقد لهذا بهذه اللهجة:" لماذا لم يُعلم الإتحاد السوفياتي الصين بسرّ العلم النووي؟ ". يستعمل السلاح النووي اليوم كأكثر الأسلحة الجديدة ففى القتال من أجل السلطة فى المجال العالمي. و فى ظلّ مثل هذه الظروف ، يتحوّل التعاون بين أمريكا و روسيا بالفعل إلى تعاون من أجل الهيمنة العالمية. و هذه الحقيقة البسيطة جرى إهالة التراب عليها بكثير من التزوير الحقير لقد تجاهلت اللجنة المركزية حدثا مثل تبادل الأسرار النووية بين أمريكا و روسيا و من هناك ، الإستنتاج المنطقي الذى يجب إستخلاصه لم يستخلص. و السبب الوحيد هو أنّها تعتبر الصراع الإيديولوجي العالمي صراعا على مصالح قومية يحدث بين البلدان البرجوازية و هكذا تخفق فى فهم دلالته الحقيقية . أي ترفض رؤية أنّ الصراع هو ، فى الحقيقة ، صراع للحفاظ على نقاوة الماركسية - اللينينية ، صراع بين الإيديولوجيا الثورية و الإيديولوجيا المعادية للثورة.
برفض الإشارة إلى الطابع الرجعي للحكومة الهندية و بالإشارة إلى أنّ " حزب المؤتمر لا يزال يتمتّع بتأثير سياسي معتبر فى صفوف الشعب " ، تحاول تبييض وجه الحكومة الهندية الرجعية أمام الشعب. و بالسكوت عن تمرّد الجماهير عبر البلاد رفضت أن تقود هذه التحركات الجماهيرية و بسياستها فى مواصلة حكومات الجبهة المتحدة بصفة غير مباشرة ساندت كلّ خطوة إتخذت لقمع التحرّكات الجماهيرية و برّرت هذه النشاطات المعادية للشعب. دون أدنى محاولة لتحليل الطابع الطبقي لمختلف المشاركين فى حكومات الجبهة المتحدة ، قد وجهت بلا تردّد تعليمات لكسب هذه الأحزاب البرلمانية لصالح برنامج الحزب الشيوعي عبر الإقناع. إن لم تكن هذه أفكار غاندية جافة ، ما عساها تكون؟ كلمات و جمل مثل طبقة و مصلحة طبقية و صراع طبقي و ما إلى ذلك ، لا مكان لها فى تحليل اللجنة المركزية. و هذا يعنى أنّه بإستبعاد النظرة الماركسية و بإدراج سطحي لبعض الكلمات الماركسية ، قد نبذت اللجنة المركزية بالفعل الإيديولوجيا الماركسية - اللينينية برمّتها.
و بحياكة أكذوبة حزب المؤتمر لا يزال يتمتّع بقاعدة جماهيرية ، سعت اللجنة المركزية للمبالغة فى قوّة القوى الرجعية الهندية. إنّها تغطّى الواقع الذى لا يمكن دحضه ، أنّ الأزمة الإقتصادية للحكومة تفاقم و تتحوّل إلى أزمة سياسية من خلال التمرّدات الجماهيرية و هكذا تستخفّ بقوّة الشعب. عندما يتكشّف ضعف حكومة المؤتمر الرجعية بوضوح حتى إلى الإنسان العادي ، تحاول اللجنة المركزية جهدها لجعل الناس سالمين بتعظيم قوّة الحكومة خارج كلّ المعايير.و هذه المحاججة الوقحة لصالح الحكومة الرجعية سيجعل حتى المؤتمر يخجل. حتى حين كانت الإمبريالية الأمريكية و التحريفية السوفياتية ، رغم تقديمهما كلّ المساندات الممكنة ، تخفق فى إستعادة ثقة الشعب فى الحكومة ، تتقدّم اللجنة المركزية كالعميل المخلص للدفاع عن هذه الحكومة الرجعية الهندية. فتسعى لتبيّن أنّها لا تعترف بقيادة أي حزب آخر. على الدوام كانت البرجوازية تقول إنّ الأحزاب الشيوعية تتبع خطّ الحزب السوفياتي. و تحاول اللجنة المركزية أن تتصدّى لهذه الدعاية البرجوازية بالتصريح بأنّها لا تقبل بأيّة توجيهات أو تحاليل من حزب آخر.
نحن الشيوعيون نعتقد فى إيديولوجيا علمية وحيدة ، هي الماركسية- اللينينية – فكر ماو تسى تونغ . إذا إعترفنا بحقيقة العلم ، ينبغى بالضرورة أن نعترف بسلطة الذين طوّروها. و الذين يتمنّون أن يكونوا ماركسيين دون أن يكونوا من أتباع لينين كنسوا إلى مزبلة التاريخ. فكر ماو تسى تونغ هو اليوم أرقى تجلّى للماركسية - اللينينية و الذين يعارضون هذه السلطة الماركسية العالمية محكوم عليهم بالإلتجاء إلى عناق الإمبريالية.
الهند بلد شبه مستعمر شبه إقطاعي. و القوّة الأساسية التى يمكن أن تغيّر الوضع المستعمًر لهذا البلد هي الفلاحين و نضالهم المعادي للإقطاعية. لا يمكن تصوّر أية تغيير فى هذه البلاد دون ثورة زراعية. و الثورة الزراعية هي التى تثبت أنّها الطريق الوحيد بإتجاه تحرير هذه البلاد.
لم تلزم اللجنة المركزية الصمت فحسب بشأن الثورة الزراعية و إنّما صمّمت على معارضة النضالات الثورية للفلاحين حيث إلتجؤوا إلى هذه النضالات . أية درجة من الحقد الشديد على الثوريين المناضلين الفلاحين فى نكسلباري ، أي إبتهاج للنجاح المؤقت للقمع البوليسي لحكومة الجبهة المتحدة الرجعية، وجدا تعبيرهما فى كلمات الناطق بإسم اللجنة المركزية ! كما يليق بالعملاء الأمناء للبرجوازية ، يشدّدون على شرط مسبّق : يجب أن يحصلوا على ضمان النجاح قبل أن يتكرموا ليقدّموا مساندتهم للنضال. و اليوم مهمّتنا جميعا و مهمّة كلّ ماركسي- لينيني هي يزيح اللجنة المركزية من الجبهة الثورية. هذا وحده بإمكانه أن يطلق العنان للتحركات و يعبّد الطريق للإنتصار النهائي. بعيدة عن أن تكون مساهمة فى النضال ، هذه اللجنة المركزية التحريفية الرجعية عدوّ لكلّ أنواع النضالات المناهضة للإمبريالية و للإستعمار. فقط بقطع كافة العلاقات مع هذه اللجنة المركزية و إيديولوجيتها الشيطانية ، يمكن أن ينمو حزب ثوري و يتطوّر.و تحطيم هذه الإيديولوجيا البرجوازية هو الضمان الوحيد لنموّ الإيديولوجيا الثورية. دون إجتثاث هذه الإيديولوجيا الرجعية ليس بوسع الثورة الهندية أن تتقدّم و لو خطوة واحدة. لذا خضوع الشيوعيين الحقيقيين فى الحزب لهذا المركز السياسي لا يمكن أن يعني سوى القبول بالسلطة البرجوازية. و بالتالى الشرط الأوّلى الذى بغيابه يستحيل أن ينمو حزب ثوري ، هو تحدّى مركزية هذه اللجنة المركزية . و المهمّة الأولى لبناء حزب ثوري هو نشر و بثّ الإيديولوجيا الثورية ، أي نشر و بثّ فكر ماو تسى تونغ.
الطريق الوحيد للثورة الديمقراطية الشعبية هو بناء قواعد ثورية فى المناطق الريفية خلال الثورة الزراعية فى ظلّ القيادة البروليتارية و بالتالى محاصرة المراكز المدينية بتوسيع هذه القواعد الثورية ؛ وتنظيم قوى التحرير الشعبية من ضمن القوى الأنصارية للفلاحين و قيادة الثورة نحو الإنتصار بإفتكاك المدن، أي ، تكريس تكتيك حرب الشعب كما صاغه الرئيس ماو. هذا هو الخطّ الماركسي- اللينيني الصحيح الوحيد لتحرير الهند. و حملة حيوية لفائدة هذا الخطّ يجب شنّها ليس فقط ضمن أعضاء الحزب و المتعاطفين معه و لكن أيضا ضمن القطاعات الواسعة من الجماهير. و هكذا فحسب يمكن للنضالات الثورية و الحزب الثوري أن ينموا و يتطوّرا. فقط بنشر هذا الخطّ الجماهيري بإمكاننا أن نجعل الناس واعين بأن الوثائق الرجعية البرجوازية للجنة المركزية وثائق فارغة المحتوى و نتجاوز تأثير القيادة الرجعية لنضال الجماهير. يعلّمنا الرئيس ماو أنّ ننشر بلا هوادة هذا الخطّ الجماهيري على كافة الجبهات. لهذه التعاليم دلالة خاصّة بالنسبة للهند. وجود عدد كبير من العمّال الثوريين فى الحزب حقيقة، لكن حقيقة أيضا أنّ الحزب لفترة طويلة من الزمن قد طبع إلى الجذور بالتحريفية و الأشكال البرجوازية للنشاط. و بالنتيجة ، لا تزال توجد ضمن العمّال الثوريين فى الحزب عادات تحريفية قديمة تنعكس فى التيار الإقتصادوي فى كلّ مجال ،وفى طريقة العمل المميّز للإقتصادوية. و التجربة فى منطقتنا قد بيّنت كيف أنّه ،بالرغم من قبولهم الإيديولوجيا الثورية ، فإنّ المنظمين القدامى فى الحزب على جبهة الفلاحين أو نقابات العمّال يتردّدون فى نشره فى صفوف الجماهير و كيف أنّه فى مواجهة النضال الثوري ، يتملّكهم الرعب و يضيّعون كلّ الثقة فى الجماهير و فى عديد الأحيان حتى يختارون طريق المعارضة المفتوحة. و هذا لا يتخذ فى كلّ الحالات شكل معارضة مفتوحة بل هو ينعكس فى نقص فى الثقة فى قوّة الشعب و مبالغة فى قوّة العدوّ. و التأثيرات الضارّة لأعمال مثل هؤلاء العمال فى الحزب يمكن فعليّا تجاوزه شرط أن ننظّم حملة مستمرّة من أجل خطّ جماهيري ضمن قطاع واسع من الجماهير المناضلة حول هؤلاء العمال فى الحزب. فى هذه الحالات هؤلاء العمّال الذين يمتلكون داخلهم إندفاعا ثوريا حقيقيا يمكن أن يتجاوزوا ضعفهم.
يجب أن نواجه مثل هذا الوضع فى كلّ مكان لأنّ أعضاء الحزب يحافظون على عديد الأفكار التحريفة بما أنّهم لطالما تعوّدواعلى طريقة العمل التحريفية. لا يمكن أن يتجاوزوها فى يوم أو يومين : فقط ممارسة ثورية مستمرّة بإمكانها أن تسمح لهم بالقيام بذلك. و الحملة من أجل الخطّ الجماهيري لحزبنا ستجلب إلى الحزب كوادرا ثورية جديدة من ضمن الجماهير الثورية العريضة خارج الحزب. و هؤلاء الكوادر بوعيهم الثوري الحيوي سيروّجون للبقاء على الحالة الراهنة داخل الحزب و تحقن طاقة ثورية ديناميكية. و فقط عبر نضالات طويلة الأمد و قاسية يمكن للثورة الهندية أن تبلغ نهايتها المظفّرة ، بما أنّ هذا البلد الشاسع القوي بخمس مائة مليون نسمة قاعدة قوية للقوى الإمبريالية و قوام التحريفية السوفياتية. و لهذا بالإنجاز المظفّر للثورة فى الهند فإنّ يوم حساب الإمبريالية و كذلك التحريفية السوفياتية يقترب بسرعة. و هكذا ليس من الغريب أو غير الطبيعي أن يسرعوا إلى معارضة الثورة فى الهند ، قلعة الرجعية العالمية. فى هذا الوضع ، التفكير فى إنتصار سهل ليس سوى نظرة آملة . و مع ذلك ، إنتصارنا أكيد ، بما أنّ هذا البلد يمتدّ على منطقة شاسعة و سكّانه يعدّون خمس مائة مليون نسمة. لذا كلّ قوّة الإمبرياليين و التحريفيين ستخفق فى وضع حدّ لتيّار الثورة فى هذه البلاد.
لكن الثورة لا يمكنها أبدا أن تنجح دون حزب ثوري- حزب له جذور راسخة فى فكر الرئيس ماو تسى تونغ، حزب متكوّن من ملايين شباب العمّال و الفلاحين و الطبقة الوسطى يُلهمه المثل الأعلى للتضحية بالذات، حزب يضمن الحقّ الديمقراطي التام داخله للنقد و النقد الذاتي و أعضاؤه بحرّية و عن طواعية يحافظون على إنضباطه ، حزب يسمح لأعضائه بالنشاط ليس فقط فى ظلّ الأوامر من الأعلى بل بالحكم على كلّ توجيه بحرّية تامة و حتى بتحدّى التوجيهات الخاطئة فى مصلحة الثورة ، حزب يضمن تقسيم العمل الطوعي على كلّ الأفراد الذين يولون أهمّية لكافة الأعمال المرتّبة من أعلى إلى أدنى؛ حزب يكرّس أعضاؤه الأفكار الماركسية - اللينينية فى حياتهم الخاصّة و ، بممارسة المثل العليا هم ذاتهم ، يلهمون الجماهير لتقدّم تضحيات بالذات أكبر و تتخذ مبادرات أكبر فى النشاطات الثورية؛ حزب لا ييأس أعضاؤه بتاتا فى ظلّ أية ظروف و لا يخيفهم أي موقف حرج لكن بصرامة يتقدّمون لتجاوزه. وحده حزب من هذا الطراز يمكن أن يبني جبهة متحدة من أناس من مختلف الطبقات، لهم نظرات مختلفة فى هذه البلاد. وحده حزب ثوري من هذا الطراز يمكن أن يقود الثورة الهندية إلى الظفر.
إنّ المثل الأعلى الذى يرفعه الرئيس ماو عاليا أمام كافة الماركسيين- اللينينيين ينحو نحو التحقّق. حينها فقط يمكن أن نوجد هند ديمقراطية جديدة و هذه الهند الديمقراطية الجديدة ستتقدّم حينها بتصميم نحو الإشتراكية.

9 - الثورة الديمقراطية الشعبية الهندية
شارو مازومدار ، جوان 1968
سيؤدّى إنتصار الثورة الديمقراطية الشعبية فى هذه البلاد التى تعدّ خمس مائة مليون نسمة إلى الإنهيار الحتمي للعالم الإمبريالي و التحريفية. و يمكن للثورة الديمقراطية الشعبية فى هذه البلاد أن تنتصر فقط فى تعارض مع كلّ القوى الإمبريالية فى العالم. و بورة خاصّة ، علينا أن نواجه الإمبريالية الأمريكية ، رأس حربة الإمبريالية العالمية. لم تتبنّى الإمبريالية الأمريكية المظاهر العدوانية لألمانيا و إيطاليا و اليابان ما قبل الحرب العالمية الثانية ، لكنّها طوّرتها أكثر إلى حدّ كبير. وقد وسّعت نشاطاتها العدوانية إلى كافة أنحاء الكوكب و ضمّت الهند إلى نيرها الإستعماري الجديد.
إنّ الشعب الفيتنامي فى مقدّمة النضال ضد هذه الإمبريالية العدوانية ، النضال المحتدم فى بلدان آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية. و ستحطّم الثورة الهندية المظفّرة هذا الغول الإمبريالي.
ينبغى إنجاز الثورة الديمقراطية الشعبية فى هذه البلاد و المضي بها إلى نهاية مظفّرة بالمعارضة النشيطة للإتحاد السوفياتي-المنقلب على ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى. و ذلك لأنّ القادة الحاليين للدولة و الحزب و الجيش السوفياتيين قد تبنّوا خطّا تحريفيّا و أرسوا دكتاتورية برجوازية فى بلدهم.فى تحالف مع الإمبرياليين الأمريكان وسّعوا إستغلالهم و ركّزوا هيمنتهم على عديد بلدان آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية. و فى الهند ، صار القادة السوفيات أهمّ الباعة المتجولين للإمبريالية الأمريكية رغم التلويح بإسم لينين العظيم. و بمساعدة المطيعين ( زمرة دانج و الزمرة التحريفية الجديدة ) المعتادين أنفسهم، يحوّل القادة السوفيات الهند إلى حقل لإستغلالهم غير المحدود وهم يخدعون الجماهير المناضلة، و هكذا يثبتون أنّهم كلاب الإمبريالية الأمريكية و أصدقاء رجعيي الهند. و إنتصار الثورة الهندية لن يقبر فقط التحريفية السوفياتية و عملاءها على أرض الهند ، بل كذلك سيضمن موتها عبر العالم قاطبة.
لا يمكن قيادة الثورة الديمقراطية الشعبية فى بلادنا إلى نهاية مظفّرة إلاّ على أساس فكر ماو تسى تونغ. و مدى إستيعاب المرء لفكر ماو تسى تونغ و تطبيقه إيّاه سيحدّد ما إذا كان المرء ثوريّا أم لا. و فضلا عن ذلك، مدى توسّع التمرّد الثوري سيرتبط بمدى تمكّننا بشكل واسع من بثّا ونشر فكر ماو تسى تونغ صلب الفلاحين و العمّال. ذلك أنّ فكر ماو تسى تونغ ليس ماركسية – لينينية عصرنا فحسب با إنّ الرئيس ماو قد طوّر الماركسية – اللينينية ذاتها إلى مرحلة جديدة تماما. لهذا صار العصر الحالي عصر فكر الرئيس ماو.
ينبغى أن توجّه الثورة الديمقراطية الجديدة فى الهند ضد البرجوازية البيروقراطية و الكمبرادورية فى البلاد و ضد الإستغلال الإقطاعي فى المناطق الريفية الواسعة. و نظرا لأنّ أربع مائة مليون شخص من أصل خمس مائة مليون يعيشون فى المناطق الريفية و لأنّ حتى اليوم ، يستمرّ الإستغلال الإقطاعي كأهمّ شكل من أشكال الإستغلال الذى يخضعون له ، فإنّ التناقض بين الفلاحين و الملاكين العقاريين فى الريف يظلّ على اليوم التناقض الأساسي. و هذا التناقض لا يمكن حلّه غلاّ فى الريف من خلال تركيز مناطق محرّرة من قبل القوات المسلّحة للفلاحين بقيادة الطبقة العاملة. هذه هي المهمّة الأكبر و الأهمّ التى تواجهنا اليوم لأنّ الهند حاليّا تمرّ عبر فترة من التمرّد الثوري و عبر طريق أشار إليه الرئيس ماو و يقبل به عدد متزايد من الفلاحين و الجماهير الثورية.
يجب أن توجّه ثورتنا ضد حكومة المؤتمر الذى يمثّل البرجوازية البيروقراطية و الكمبرادورية و التى أرعبها التمرّد الجماهيري لما بعد الحرب و إتفقت مع الإمبرياليين بمساعدة السادة الإقطاعيين . إنّ قادة ما يسمّى بالحزب الشيوعي الهندي يتعاونون بنشاط مع القوى الرجعية سواء بإسم القيام بمساومات و بخيانة مفتوحة. لقد باتوا عارا على الراية الحمراء التى سقتها دماء أبطال كايور، و مقاتلى بونبرا و فايولور و الأبطال الذين لا يعرفون الخوف فى تلنغانا و مئات شهداء البنغال و مناطق أخرى من البلاد.
واليوم، تحوّلت كافة الأحزاب السياسية فى الهند إلى شركاء نشيطين للإمبريالية الأمريكية و التحريفية السوفياتية و رجعيي الهند ، و أضحوا أعداء الثورة. لهذا لا يمكن للثورة الديمقراطية الجديدة فى الهند أن تنتصر إلاّ فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة و إتباع فكر الرئيس ماو.
لتنظيم هذه الثورة الديمقراطية الجديدة و قيادتها إلى الإنتصار ، نحتاج إلى حزب الطبقة العاملة ، حزب شيوعي ، تكون إيديولوجيته و سياساته قائمة على الماركسية - اللينينية و تطوّرها الأرقى – فكر ماو تسى تونغ. لكن كيف يمكن بناء مثل هذا الحزب؟
هل ربّما بوسعنا أن نجمّع معا مختلف ما يسمّى بالماركسيين الذين يتبنّون فكر ماو تسى تونغ و تمرّدوا ضد قيادة حزبهم و يصرّحون بأنّه تمّ بناء حزب ماوي ؟ بالتأكيد لا. لأنّ مجرّد رفع راية التمرّد ليست كافية لبناء حزب ماوي. يجب على هؤلاء الرفاق المتمرّدين أن يطبّقوا عمليّا فكر الرئيس ماو و يجب بالتالى أن يدرّبوا الكوادر العمالية و الفلاحية. حينها فقط يمكن أن نعلن أّنا حققنا تقدّما فى بناء حزب ماوي حقيقي.
بلا شكّ ستوجد ضمن هكذا حزب كوادر سياسية قديمة. إلاّ أنّه سيتشكّل فى الأساس من شباب الطبقة العاملة و الفلاحين و الطبقة المتوسّطة الشغيلة الذين لا يقبلون فحسب فكر الرئيس ماو تسى تونغ فى الكلام فحسب بل كذلك يكرّسونه فى حياتهم الخاصّة و ينشرونه و يبثوّنه فى صفوف أوسع الجماهير و يشيدون قواعدا للكفاح المسلّح فى الريف. لن يكون هكذا حزب ثوريّا وحسب بل سيمثّل فى نفس الوقت القوى المسلّحة الشعبية و سلطة الدولة الشعبية . و يجب على كلّ عضو من أعضائه أن يشارك فى النضالات فى المجالات العسكرية و السياسية و الإقتصادية و الثقافية. و علينا فورا أن نضطلع بمهمّة بناء هذا الحزب.
يمكن أن لا يكون بمستطاعنا الآن بالضبط بناء هذا الحزب على أساس عبر الهند بأسرها لكن هذا لا يجب أن يحبطنا. ينبغى أن نشرع فى عملنا حيثما يمكننا أن نبني مثل هذا الحزب مهما كان صغر المنطقة. يجب أن نبدّد مخاوف أن نكون أقلّية و أن نتقدّم بثقة لا تتزعزع فى فكر ماو تسى تونغ.مهمّتنا ليست بالمرّة يسيرة و إنّما هي فى منتهى العسر. سيفرز نضالنا حماسا جديدا فى أذهان جميع مقاتلي العالم. حينها فقط نتمكّن بنجاح من مساعدة مقاتلى الفيتنام. وحده مثل هذا الحزب بمستطاعه أن يقود بنجاح النضال المسلّح و يبني أوسع جبهة متحدة- السلاحان اللذان بواسطتهما يمكن للثورة أن تتوّج بالظفر.
و الذين يعتقدون أنّ مهمّتنا الجوهرية هي أن نجلب إلينا الغالبية العظمى لأعضاء ما تسمّى بالأحزاب الماركسية و أنّه يمكن بناء حزب ثوري على هذا النحو ، عن وعي أو عن غير وعي يفكّرون فى تشكيل حزب آخر لخوض الإنتخابات لا غير. لقد نسوا أنّ أعضاء هذه الأحزاب المسماة ماركسية ، مهما كانت الصفات الثورية التى يمكن أنّها ظلّت تتحلّى بها ، إعتادت على ممارسة تحريفية جلية و نتيجة هذه الممارسة ، قد خسرت صفاتها الثورية. عليها أن تشهد سيرورة ممارسة جديدة لتصبح ثورية من جديد. لهذا السبب لا يمكن بناء حزب ثوري بالتعويل على عناصر الحزب القديم. يجب بناء الحزب الجديد بشباب ثوري جديد من الطبقة العاملة و الفلاحين و الطبقة الوسطى وبتعليمهم فكر ماو تسى تونغ و من خلال الممارسة الثورية.
الشرط الأوّل لبناء حزب ثوري هو تنظيم الكفاح المسلّح فى الريف. و إلى أن يتمّ مسك هذه المهمّة مسكا صلبا ، يعتبر الحديث عن الثورة مجرّد قبول بالثورة فى الكلام فحسب. ومثلما قال الرئيس ماو ، هم بالتالى ثوريون فى الكلام . لكن الحزب الذى سنبنى سيكون حزب ثوريين فى الأقوال و الأفعال. و إلاّ سيتحوّل إلى نادي نقاش ، مثل إجتماع بوردوان.
ماذا حصل فى بوردوا ؟
غدت الطغمة الحاكمة التحريفية العدوّ رقم واحد لحركات التحرّر الوطني فى عديد البلدان وهي تعمل علنا لأجل تحطيم الثورات الوطنية ، و مع ذلك ، إندفع الحاضرون فى جدال ساخن فى بوردوان حول مدى إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي. إنّ الإندفاع فى جدال حول إعادة تركيز الرأسمالية فى بلد حيث قد وقع بعدُ تحطيم دكتاتورية البروليتاريا و تركيز الدكتاتورية البرجوازية تضليل للشعب و تفجير لجسر النضال ضد العدوّ الرئيسي. فما حدث فى بوردوان قد أثلج صدر التحريفيين عبر العالم ، و سجّل نجاح المؤامرة التحريفية. لم يقطع و لا شخص واحد حضر الإجتماع مع هؤلاء الخونة التحريفيين.
و هكذا إذا عوّلنا على القوة الثورية داخل الحزب لن نقدر أبدا على بناء حزب ثوري . علينا أن نركّز و نشدّد على مئات آلاف الشباب خارج الحزب . و حينها فقط نبنى حزبا ثوريّا حقيقيا و نقيم قواعدا ثورية للكفاح المسلّح.
أيها الرفاق! تقع على عاتقنا مسؤولية كبرى. فقد حوّل كافة رجعيي العالم بلدنا إلى قاعدة لهم و هم يستخدمونها كمركز لتحطيم نضال التحرّر فى جنوب شرق آسيا. إنّهم يحاولن إستعمال الهند كقاعدة لهم تمدّهم طعمة مدافع عدوانهم ضد الشعب الصيني العظيم. هذا بالضبط ما تآمر عليه المرد كوسيغين و تيتو و شيستير بويلاس بمعيّة أنديرا غاندي فى نيودلهي حديثا و إذن القيام بالثورة فى بلادنا مسؤولية عالمية كبرى. لهذا بالذات تبعث الشرارة الصغيرة لنكسلباري الفرح و الحماس فى الشعوب المناضلة لجميع جنوب شرق آسيا، و لدي قادة الحزب الشيوعي الصيني العظيم – قادة الثورة العالمية و لدي الشعوب الثورية فى العالم قاطبة.
تقع على عاتقنا أجسم مسؤولية مقدّسة و علينا مطلقا واجب النهوض بها. لا ريب فى أنّ هذا سيتطلّب منّا تضحيات جسام، بيد أنّ من هو الثوري الذى يخشى أبدا تقديم التضحيات؟
يعلّمنا الرئيس ماو تسى تونغ أنّه علينا أن نتجرّأ على القتال و أن نتجرّا على الإنتصار. وهو لا يزال بيننا . يجب أن ننتصر!
عاش الرئيس او تسى تونغ !
عاش ، عاش الرئيس ماو تسى تونغ !
عاشت الثورة الديمقراطية الجديدة الهندية !
==========================================
10- الجبهة المتحدة و الحزب الثوري
شارو مازومدار، جويلية 1968

إنّ الحزب الذى لا يقود كفاحا مسلّحا ليس من حقّه الحديث عن الجبهة المتحدة ذلك أنّ مثل هذا الحزب ببساطة غير قادر على بناء جبهة متحدة على أساس سياسة مستقلّة صارمة. و عليه ، من الحتمي أن يجد نفسه فى المؤخّرة.
لا يمكن بناء جبهة متحدة ناجحة إلاّ بقيادة ناجحة لنضال مسلّح . و الشيء الرئيسي بالنسبة للجبهة المتحدة أنّها جبهة متحدة للطبقة العاملة و الفلاحين. فقط جبهة من هذا القبيل يمكن أن توحّد الطبقات الوسطى و يمكن أن توحّد ، حتى و لو مؤقتا ، كلّ من يمكن التوحّد معهم. ووحده حزب ثوري يقدر على إنجاز هذه المهمّة . و فى المرحلة الحالية ثمّة فى الهند كثير من اللغط حول ما يسمّى بالجبهة المتحدة. وهذه الجبهة المتحدة ، مع ذلك ، ليست أكثر من مجرّد تجمّع بعض الأحزاب الرجعية الهادفة لكسب القوّة و إفتكاك الحقائب الوزارية. و تحاول هذه الأحزاب المسمّاة يسارية أيضا التوحّد مثلما فعلت عرب البنغال و كيرالا ، بذات الهدف. و اليسارية التى جمعتهم معا قد طبّقت فى أعمال الحكومات التى شكلوها. و ماذا كانت النتيجة ؟ فى كيرالا إستطاع حزب المؤتمر أن يضمن غالبية الحزب الواحد فى الإنتخابات البلدية ، بينما فى غرب البنغال حتى جان سانغ إستطاع أن ينمّى قوته. وقد كشف حكم الجبهة المتحدة طوال تسعة أشهر فى غرب البنغال بما فيه الكفاية من الوضوح أنّ كافة الأحزاب اليسارية قد توحّدت ضد العمّال و الفلاّحين و تولّوا هم ذاتهم تضليل الطبقة الوسطى. و بما أنّه لم يعد من الممكن لحزب المؤتمر القيام بذلك ، تقدّمت الأحزاب المسمّاة يسارية لتحمل هذا العبء حتى تضمن تمكّن القوى الرجعية من مواصلة المسك بالسلطة دون صعوبات. و بتفانى تام تولى قادة اليسار الشيوعي هذه المهمّة. لهذا لشافان الآن أفكار ثانية حول الشيوعيين اليساريين. و هذا ما يثبته بوضوح أنّ ديناش سينغ [ عضو الحكومة المركزية ] هرول إلى كلكوتا بالضبط بعد بداية إجتماع بردوان و طلب جيوتي باسو و عقد لقاء سرّيا معه. بكلمات أخرى ، وجّه حكّام المؤتمر الرجعي تعاليما لجيوتى باسو و جماعته ليحدثوا إعصارا حول كأس شاي ، و إن لزم الأمر نتجنّب إنشقاقا. ما حدث فى بريدوان كان مجرّد رقصة قردة ، بقيادة جوقة سادة حزب المؤتمر.ألم نر كيف طبّق نظام الجبهة المتحدة غرب البنغال السياسة الغذائية المصاغة من قبل حزب المؤتمر؟ و لكن عندما حان تطبيق عمل المشين وجدنا أنّه دون أن يرتجف لهم جفن ، هاجم الذين شكّلوا حكومة الجبهة المتحدة الثوريين و وضعوا كامل عبء الجريمة على كاهل سري برافولا غوش. يمكن للمرء أن يسأل لو أنّه كعضو فى الحكومة ، سري برافولاغوش ، كان له حق الدفاع أو مزيد خدمة مصالح طبقة معيّنة، من الذى منع سري هاركريشنا كونار من الدفاع و مزيد خدمة مصالح الفلاحين الفقراء ؟ السبب بديهي : مصالح الفلاحين الفقراء تذهب ضد المصالح الطبقية التى يمثّلها سري هاركريشنا كونار و زمرته. و هذا يبيّن أنّ أي حزب برلماني من الجبهة المتحدة عدوّ للعمّال و الفلاحين المضطهَدين. و هذا يفسّر لماذا لم ينشأ أبدا أي نزاع حقيقي فى صفوف الجبهة المتحدة طوال حكمها. لقد تشكّلت الجبهة المتحدة بالذات على أساس هذه العداوة الطبقية تجاه الطبقة العاملة و الفلاحين. فى بيهار و أندرابراداش و راسجتان و مادراس ، حيث تشكّلت جبهات متحدة على أساس تعاوني بين الطبقات الإقطاعية و الأحزاب الرجعية، ليس من الصعب جدّا فهم الطابع الطبقي لهذه الجبهات. إلتحاق شيوعي أو إثنان من النوع اليساري أو اليميني بحكومة الجبهات المتحدة لم يفعل سوى كشف طابعهم الطبقي. لكن من الضروري أن ننظر عن كثب للجبهات المتحدة المتشكّلة غرب البنغال و كيرالا خاصّة. حدث ذلك لأنّ الشيوعيين اليساريين يمثّلون أكبر حزب برلماني فى الولايتين. و قد أبرز ذلك بوضوح أنّ الحزب الشيوعي اليساري فى حدّ ذاته ليس جديرا بأن يسمّى شيوعي. إنّه مجرّد كلب سباق لدى الرجعية الأجنبية و الهندية و التحريفيين السوفيات. و بإسم الرجعية الهندية و الأجنبية قدم ديناس سينغ و حذّر جيوتي باسو من أنّ لا يفضح طبيعتهم الرجعية كثيرا فى إجتماع بوردوان. و هكذا نجحت المؤامرة التحريفية العالمية فى ذلك الإجتماع و يهنّئ تحريفيو العالم أنفسهم لكونهم إستطاعوا و إن مؤقّتا على الأقلّ ، أن يفعلوا شيئا يخدع الجماهير الثورية فى الهند.و بعد هذا هم متأكّدون من شنّ هجوم شامل ضد القسم الثوري من الحزب سيتسرّبون إليه و يبثّون عملاءهم فى صفوف الثوريين لتخريب برنامج عمل الثورة الديمقراطية الجديدة فى لحظة مناسبة و لتقليص تقدير القطاع الثوري للشعب. إنّه التكتيك الذى إحترقته التحريفية العالمية من خلال ممارسة طويلة الأمد. لذا على كلّ ثوري اليوم أن يدرس مقال الرئيس ماو تسى تونغ " ضد الليبرالية " و أن يستخلص دروسا منه. لقد علّمتنا الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى انّ خوض صراع الخطين داخل الحزب مهمّة واجب النهوض بها. و التغاضي عن هذه المهمّة سيعنى حتما أن ثمار عملنا سيقطفها أعداء الثورة.
عندما يريد حزب ثوري أن يبني جبهة متحدة ، يجب أوّلا أن يحلّل الطبقات فى البلاد . و كما نعلم جميعا، ثورتنا ثورة ديمقراطية جديدة ذلك أنّ الثورة الديمقراطية فى بلادنا لم تكتمل. و البرجوازية غير قادرة على المضيّ بهذه الثورة إلى النهاية. فى بلد أو بلدين صغيرين و فى ظلّ ظروف خاصّة يمكن للثورة الديمقراطية أن تحرز مؤقتا إنتصارا فى ظلّ قيادة البرجوازية الصغيرة مثلما حصل فى كوبا فى ظلّ فيدال كاسترو. و لكن حتى هناك من غير الممكن اليوم إنجاز المهمّة الأساسية للثورة الديمقراطية أي إفتكاك كافة السلطة من الطبقات الإقطاعية و تطوير الرأسمالية تطويرا تاما على قاعدة تأميم الأراضي جميعها.و رغم كلّ كلامه الثوري الفارغ و المتكرّر ، لا يهتمّ كاسترو بالتدخّل فى علاقات الأرض. ما فرض عليه الإبقاء على بلاده بإستمرار فى تبعيّة و تحت تحكّم قوّة عظمى. هذا هو الدرس الأساسي للثورة الجزائرية أيضا. و التفكير فى القيام بثورة ناجحة فى ظلّ قيادة البرجوازية الصغيرة فى بلد ساشع مثل الهند محض أحلام يقظة.
هنا يمكن للثورة الديمقراطية أن تنتصر كثورة ديمقراطية جديدة . وما هي ثورة الديمقراطية الجديدة ؟ إنّها الثورة التى ليس بمستطاعها أن تحقّق الإنتصار إلاّ بقيادة الطبقة العاملة فى تحالف مع الجماهير العريضة للفلاحين و بخوض الكفاح المسلّح ضد الرجعيين الأجانب و المحلّيين. من هم حلفاء الطبقة العاملة فى هذه الثورة ؟ فى الأساس ، هي جموع الفلاحين ، أي الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا و الجماهير العريضة للفلاحين المتوسطين. و فئة من الفلاحين الأغنياء يمكن كذلك أن تشارك فى النضال فى مرحلة معيّنة. و فضلا عن هؤلاء ، الطبقة المتوسّطة الشغيلة ستكون أيضا إلى جانب الطبقة العاملة. و هذه الطبقات الثلاث هي القوّة الأساسية للثورة . و ضمنها يمثّل الفلاحون الغالبية العظمى و لهذا تعتمد الثورة عليهم هم أساسا.و سيرتبط مآل ثورتنا بمدى تمكّنها من كسب هذه الطبقة إلى جانب الثورة. و هكذا على الطبقة العاملة كقائدة و الطبقة الوسطى كطبقة ثورية أن تتوحّد مع الفلاحين . و هذه الوحدة بالذات هي التى نسمّيها الجبهة المتحدة.
يمكن بناء الجبهة المتحدة فقط من خلال نضال مسلّح بقيادة حزب ثوري. وفقط مثل هذا الحزب يمكن أن يوحّد تمرّد مختلف القوميات. و إنتصار النضالات القومية التى تقودها الآن شتى العناصر البرجوازية الصغيرة يرتبط بمدى تطوّر هذه النضالات إلى صراعات طبقية.
و سيرتهن إنتصارها النهائي بمدى قدرة الصراعات الطبقية على توحيد هذه النضالات القومية. و على الحزب الثوري بصرامة و دقّة أن يعلن أنّه علينا أن نتحد بصرامة مع هذه النضالات القومية ،ضد العدوّ المشترك و أنّ أي قومية لها و سيكون لها الحق التام فى الحرّية و الإستقلال. و بوسع حزب ثوري يتحد بلا رجعة مع النضالات القومية للناغاس و الميزوسي و آخرين على قاعدة هذا المبدأ. و الشرط الأولى لتشكيل مثل هذه الجبهة المتحدة ، مع ذلك ، هو أنّه على القوميات أن تخوض نضالا مسلّحا.و يعتقد العديد من الناس أنّ الحزب الشيوعي يجب أن يقود مختلف النضالات القومية و أنّ الثورة الديمقراطية الجديدة يمكن أن تنجز من خلال هذه النضالات القومية. هذه فكرة خاطئة. ينبغى على الشيوعيين أن يكونوا قادة النضالات القومية لكن مهمّة الشيوعيين هي تطوير الصراع الطبقي و ليس النضالات القومية. و من أجل منع إندلاع الصراع الطبقي ، ينبغى أن يعلن الشيوعيون أنّ لكلّ قومية حقّ تقرير المصير بما فى ذلك حقّ الإنفصال. و مثل هذا الإعلان سيطمئن القوميات أنّه بالتوحّد لن تسقط فى براثن زمرة مستغلّين جدد. فقط حين يشعرون بهذا ، سيساهمون فى الصراع الطبقي.
و نحن الشيوعيون ليس بوسعنا أبدا أن نصبح قادة النضالات القومية حتى إن حاولنا. و بمحاولة أن نكون القادة لا نفعل سوى تقليص أنفسنا إلى مجرّد أذيال للبرجوازية الصغيرة لمختلف القوميات. لكن بعد أن نعلن موقفنا من القوميات ، سنجد أنّه مع تقدّمنا كقادة للصراعات الطبقية ، فإنّ طبيعة النضالات القومية المختلفة ذاتها ستشرع فى التغيّر. وغداة الإنتصار، سيتحوّل النضال القومي فى النهاية إلى صراع طبقي.
=================
11- " لنقاطع الإنتخابات " : المغزى العالمي لهذا الشعار
( شارو مازومدار ، ديسمبر 1968)
فى 1937، تآمر الفاشيون الأمان و الإيطاليون و اليابانيون ، الفيالق الثلاثة المتقدّمة للإمبريالية العالمية، بغرض إعادة تقسيم العالم، و ظهر الفاشيون الألمان و الإيطاليون فى إسبانيا ليساندوا بنشاط الجنرال فرانكو بينما دعمت الطبقة العاملة العالمية الجبهة المتحدة الإسبانية ، و تشكّلت الفيالق الأممية من أنا من مختلف البلدان. لكن للأسف توصّل فرانكو إلى سحق المقاومة المسنودة من طرف الفيالق الأممية و إلى فرض فاشيته فى إسبانيا.
و فى الفترة نفسها بالضبط ، حرّر الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس ماو منطقة صغيرة ، يانان ، إستنهضها لقتال العسكراتية اليابانية. و قام بأكثر من ذلك حتى إذ سحق المؤامرات العسكراتية اليابانية و شرع فى إنشاء منطقة محرّرة بتعبئة الفلاحين الفقراء فى المناطق التى إحتلّها اليابانيون. و لم تتصدّى جيدا المناطق المحرّرة للقوى المهاجمة اليابانية ،بيد أنّها وجهت ضربات شديدة للإمبريالية اليابانية.
فى تلك الفترة ، كان على الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس ماو أن يقاتل ليس فحسب الإمبريالية اليابانية و إنّما أيضا أن يقاوم الحكومة الرجعية لكومنتانغ تشان كاي تشاك.
و أتت فيما بعد الحرب العالمية الثانية. و إنهارت مستعمرات القوى الإمبريالية القديمة إنهيار القصور من الورق. وشاهدت الشعوب المستعمَرة بأمّ عينها إلى أيّة درجة كانت القوى الإمبريالية المعتبرة قوية تلوذ بالفرار أمام العدوان الياباني مثل الكلاب التى تلقّت الضرب.
و قد داست الفاشية الألمانية بحذائها كافة القوى الإمبريالية لجميع أوروبا ( بإستثناء بريطانيا العظمى) بفضل تقنيتها و قوّتها العسكرية الأرقى. وقد تبيّن أنّ القوى الإمبريالية القديمة غير قادرة على مواجهة الهجوم الفاشي. و الموارد جميعها و الثورة الصناعية برمتها فى أوروبا بين أيديهم، الشنّ الفاشيون الألمان المنتشين بالسلطة حربا عدوانية ضد الإتحاد السوفياتي ، البلد الوحيد فى تلك الفترة حيث كانت الطبقة العاملة تمسك بالسلطة.
و إستعاد الحزب الشيوعي السوفياتي بقيادة ستالين العظيم أنفاسه بسرعة ، إثر الصدمة الأولى التى أحدثها هذا الهجوم المفاجئ و الغادر و إسنهض الشعب السوفياتي بأسره ، طابعا إيّاه بالإرادة المقدّسة للدفاع عن الوطن و تسفيه أحلام كلّ الزمر الفاشية الألمانية.
و ضمنت الهزيمة التى لحقت بالفاشية الألمانية خلال معركة ستالينغراد إنتصار الإتحاد السوفياتي فى ظلّ قيادة ستالين.
و قد ألهم مثال الحزب الشيوعي الصيني العظيم شعوب العالم حيثما كانت تضطهدها الفاشية ،و تمرّدت حاملة السلاح لتدحر الفاشية و أرست قواعدا ريفية لقتاله. و هكذا تمّ إلحاق الهزيمة بالفاشية على النطاق العالمي.
و إثر الحرب ، بينما حاولت الإمبرياليات القديمة أن تركّز من جديد إستغلالها و هيمنتها ، إندلع غضب شعوب العالم المستعمَرَة التى نهضت ووعت قوّتها كالنار فى الهشيم و إنتشرت شرارات الكفاح المسلّح عبر المستعمرات و أشباه المستعمرات.
و فى الوقت الذى كان فيه الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس ماو يتقدّم نحو إنتصارات حيوية ، ظهرت فى الصين حركة تلنغانا ، ظهرت فى الهند حركة تلنغانا حيث بقيادة الشيوعيين الثوريين ، تشكلت حركة أنصارية من الفلاحين،و إنتفض مئات آلاف الفلاحين بروح مقاومة ثورية و حرّرت المئات من القرى.
و قد أثبت إنتصار الثورة الصينية العظيمة و تركيز جمهورية الصين الشعبية فى 1949 بوضوح كبير منتهى قوّة حرب الشعب.و قد أقام الحزب الشيوعي الصيني المعتمد على الماركسية - اللينينية – فكر ماو تسى تونغ تحالفا بين العمال و الفلاحين و الشرائح الكادحة الأخرى على أساس صلب و قاد الشعب الصيني إلى الإنتصار عبر طريق طويل من الكفاح المسلّح. و أشعل هذا الإنتصار النار فى قلوب شعوب المناطق المستعمَرَة و أخذ النضال المسلّح يتطوّر بصلابة فى كافة مستعمرات جنوب شرق آسيا.
و يدلّ إنتصار الثورة الصينية بجلاء الطريق التى ينبغى أن تتبعها شعوب المستعمرات و أشباه المستعمرات لكسب الظفر. و هكذا بدأ عهد الإنهيار التام للإمبريالية العالمية. و مع إقتراب هذه الأخيرة من الإنهيار التام ، طفقت القيادات التحريفية للأحزاب الشيوعية فى العالم تخون النضالات الشعبية.
و عند وفاة ستالين ، إستولت زمرة التحريفيين السوفيات المرتدّين على قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي و أخذت زمرة مرتدّى التحريفية العالمية فى العمل بشكل منسّق لإنقاذ الإمبريالية العالمية من الإنهيار.
وفى الهند ، كان الخونة المرتدّون اللابسين قناع الشيوعية ،مرعوبين حدّ الموت جراء إنتصار الثورة الصينية و ببساطة تخلّوا عن النضال فى تلنغانا ليسلكوا طريق البرلمانية.
و عقب المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي ، زرعت زمرة المرتدّين التحريفيين السوفيات بتحالف مع الإمبريالية الأمريكية الإنشقاق و الإضطراب فى صفوف شعوب المستعمرات و أشباه المستعمرات أينما وُجد نضال مسلّح.
لقد قال الرئيس ماو إنّ الإمبريالية العالمية كانت تشبه المنزل القائم على أساس واحد ، الإمبريالية الأمريكية ، على نحو يجعل من تحطيم الإمبريالية الأمريكية يحطّم الإمبريالية العالمية. لقد مدّت زمرة المرتدّ خروتشاف يدها للتعاون مع الإمبريالية الأمريكية. و لهذا أيضا حذّرنا الرئيس ما وفى 1957 مصرّحا أنّه فى هذا العهد من النضالات الثورية الجارية ، التحريفية هي الخطر الرئيسي.
و أفرز النضال المناهض للتحريفية على النطاق العالمي الذى أطلقه الرئيس ماو، سنة 1962 موجة جديدة من الحماس فى صفوف الماركسيين – اللينينيين فى العالم بأسره. و أخذت الأحزاب الشيوعية لكلّ البلدان تشهد غليانا و بدايات تمرّد ضد القيادات التحريفية لمختلف الأحزاب و طفق الثوريون الماركسيون- اللينينيون يرصّون صفوفهمو دخل الصراع المناهض للإمبريالية مرحلة جديدة و أرقى. وهم يتبوّؤون مكانتهم الطليعية فى النضال المناهض للإمبريالية ،وجّه المقاتلون الأبطال فى فتنام ضربات للإمبريالية الأمريكية ، الأساس الوحيد للإمبريالية العالمية. و صار واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء أنّ أيّام الإمبريالية أضحت معدودة. و أي تردّد ، مهما كان صغيرا، فى الإعتراف بصلوحية فكر ماو تسى تونغ بإعتباره ماركسية- لينينية عصرنا ، لا يمكن إلاّ أن يضعف النضال المناهض للإمبريالية . لأنّ ذلك يعنى التقليل من حدّة السلاح الذى ينبغى أن نقاتل به التحريفية.
يعلّمنا الرئيس ماو أنّه لا يمكننا التقدّم خطوة واحدة فى هجومنا ضد الإمبريالية إذا لم نوجه الضربات للتحريفية. و فى الوقت الراهن ، بينما تتجه الإمبريالية إلى الإنهيار التام ، إتخذ النضال الثوري فى كلّ بلد شكل الكفاح المسلّح، فإنّ التحريفية السوفياتية ، وهي غير قادرة على الحفاظ على قناعها الإشتراكي، إضطرت إلى إتباع التكتيكات الإمبريالية و دخلت الثورة العالمية فى مرحلة جديدة و أرقى ، وتمضى الإشتراكية حتما نحو الإنتصار.
فى مثل هذه المرحلة التاريخية ، إتباع طريق البرلمانية يعنى وضع حدّ لمسار تقدّم الثورة العالمية إلى الأمام.و اليوم لا يستطيع الماركسيون- اللينينيون إختيار الطريق البرلماني. و هذا صحيح ليس فحسب بالنسبة للبلدان المستعمَرة و شبه المستعمرَة و غنّما أيضا للبلدان الرأسمالية. فى هذا المرحلة التاريخية الجديدة من الثورة العالمية حيث تمّ تحقيق الإنتصار فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين ، المهمّة الرئيسية التى يترتّب على الماركسيين- اللينينيين فى العالم النهوض بها كما يجب هي إرساء قواعد فى الريف ، على أسس صلبة ،ووحدة العمال و الفلاحين و الشرائح الكادحة الأخرى عبر النضال المسلّح.
و هكذا شعارات " لنقاطع الإنتخابات " و لنركّز قواعد فى الريف و لنوجد مناطق نضال مسلّح " التى يرفعها الثوريون الماركسيون- اللينينيون ، تظلّ صالحة للمرحلة كافة. بالإنخراط فى الطريق البرلماني يجعل الثوريون فى العالم بأسره دين دم يتراكم شيئا فشيئا. لقد حان وقت خلاص دين الدم. إنّ مئات آلاف الشهداء الذين سقطوا يوجهون صرخة للثوريين : " إضربوا بقوّة الإمبريالية المتداعية و أكنسوها من على وجه الأرض" !
حان زمن إعادة بناء العالم على نحو جديد !
إنتصارنا فى هذه المعركة إنتصار أكيد !
=======================================================
شارو مازومدار : تقرير عن السياسة و التنظيم تبنّاه المؤتمر – ماي 1970
12- لننبذ الوسطية و نفضحها و نسحقها

فى الوضع العالمي الراهن ، تبرز ظاهرتان هامتان فمن جهة ثمّة العدوان الإمبريالي الأمريكي ضد كمبوديا . لقد تخلّص الإمبرياليون الأمريكان من كافة الأقنعة و غزوا مباشرة كمبوديا. إنّه منطق الهتلرية ، منطق كافة المعتدين . ليس لديهم وقت يخسرونه ، لا يستطيعون الحديث عن السلام. من الآن فصاعدا سيهاجمون البلد تلو البلد. و هكذا تبدأ الحرب العالمية الثالثة. و منجهة ثانية ، أنشأت الجبهة المتحدة الثورية لشعوب الفتنام و كمبوديا و لاووس بقيادة الصين لقتال الغزاة الأمريكان . لقد تمّ كسب وحدة شعوب الهند الصينية الثلاثة. إنّ لحدث جلل فى تاريخ العالم ذلك أنّ هذه الوحدة لم توجد عندما هاجمت الفرق الهتلرية السودات. و قد سبقت الحرب العالمية من قبل ميونيخ بخيانة عظمى .
لكن اليوم ، أخذت تتشكّل جبهة متحدة للشعوب الثورية بقيادة الصين ما يدشّن بداية عظيمة لهزيمة الإمبريالية و بداية عظيمة لإنتصار شعوب العالم.
و الظاهرة ذاتها توجد أيضا فى الهند حيث تستعدّ الطبقات الحاكمة الرجعية فى الهند بجنون للعب الدور الذى تنتظره منها الإستراتيجيا الشاملة للإمبريالية الأمريكية و الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية. وهم يتآمرون ويعدّون مخطّات كبيرة إجرامية ضد الصين.غير أنّ ظهور الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي- اللينيني) يغيّر المعطيات الداخلية فى الهند.و قد بات النضال المسلّح الثوري للفلاحين بقيادة الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي-اللينيني) قوّة محرّكة للتاريخ.
ينبغى أن نأخذ بعين الإعتبار ليس فقط هجوم الطبقات الحاكمة بل أيضا الهجوم المضاد للشعب الثوري. و من هنا مهامنا المركزية هي :
بناء الحزب و جعله ينصهر صلب الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا. و تتناسب سيرورة بناء الحزب مع تطوّر الصراع الطبقي المسلّح ، فدون صراع طبقي مسلّح ، لا يستطيع الحزب أن يتطوّر و لا يستطيع أن ينصهر صلب الجماهير.
إنّ صراع الخطّين موجود هنا داخل الحزب و سيستمرّ فى الوجود. ينبغى أن نعارض الخطّ الخاطئ و نتخلّص منه. و علينا ان نكون حذرين إزاء الوسطية.
الوسطية شكل من أشكال التحريفية بل أسوأ أشكالها. فى الماضي، هزمت العناصر الثورية العناصر التحريفية فى عدّة مناسبات ، لكن الوسطية قطفت ثمار الإنتصار و دفعت الحزب على الطريق التحريفي. و ينبغى أن ننبذ الوسطية.
بصدد مقاطعة الإنتخابات ، كان ناجي ريدي يقول :
" نعم، نقبل بها ، لكن فى حدود بعض المناطق و لفترات معيّنة. سنشارك فى الإنتخابات حيث لا وجود لنضال [ مسلّح ] " هذا هو خطّ ريدي ، إنّه خطّ الوسطية. لقد ناضلنا ضد هذا الخطّ و طردنا ناجي ريدي من تنظيمنا .
و بشأن الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية ، يقول البعض: " القادة السوفيات تحريفيون. لكن كيف يمكن أن يكونوا إمبرياليين؟ أين هو التطوّر الرأسمالي الإحتكاري ؟ "
هؤلاء الناس وسطيّون. و قد قاتلناهم و طردناهم من حزبنا. و عندئذ أثار الوسطيون مسائل النقابات و " حزب ذو قاعدة عمّالية " ، بينما ينبغى أن تتطوّر المواجهات المسلّحة بالإعتماد على الفلاحين. و قد قاتلنا آسيست سان و جماعته بشأن هذه المسائل و طردناهم من الحزب.
لا ينبغى أن نميّز بين الخطّ الصحيح و الخطّ الخاطئ فحسب، لكن ينبغى كذلك أن نكشف الموقف الوسطي و نفجّره.
إنّ الهجوم الوسطي يتأتّى من داخل الحزب . و بشأن مسألة إستعمال الأسلحة النارية و الإرتباط بالمثقفين البرجوازيين الصغار و بمعارك سحق العدوّ ، يواجه الحزب هجومات الوسطية. و يجب أن ندرك أنّ معركة سحق العدوّ هي فى آن الشكل الأرقى لصراع الطبقات و نقطة إنطلاق حرب الأنصار. و بهذا المضمار هناك إنحرافان:
1- يقبل بعض الرفاق فكرة أنّ سحق العدوّ هي نقطة إنطلاق حرب الأنصار لكن لا يقبلون بأنّها أرقى أشكال الصراع الطبقي.
2- يوجد رفاق كانوا يخوضون الصراع الطبقي – الصراع من أجل إفتكاك أراضي الملاكين العقاريين و أملاكهم – لكنهم لو يخوضوا معركة سحق العدوّ. و بالتالى تفسخت هذه الكوادر ، خسرتهم الثورة. لم ير هؤلاء الرفاق أن سحق العدوّ هي نقطة إنطلاق حرب الأنصار. و الصراع الطبقي سيعالج جميع هذه المشاكل – مشكل بناء مناطق محرّرة و مشكل بناء الجيش الشعبي.

لقد حاولنا تطوير الجيش مئات المرّات لكن دون صراع طبقي ، و أخفقنا. دون صراع طبقي ، دون معركة سحق العدوّ ، لن نتمكن من إطلاق العنان لمبادرة جماهير الفلاحين الفقراء و لن نتمكّن من رفع الوعي السياسي للمقاتلين السياسيين ، و لن يظهر الإنسان الجديد، و لن يوجد جيش شعبي. فقط بخوض غمار الصراع الطبقي لمعركة الإبادة سيوجد إنسان جديد، إنسان جديد يتحدّى الموت و يتحرّر من كلّ روح الأنانية. و بهذه الروح من تحدّى الموت سيتوجه إلى العدوّ و يفتكّ سلاحه و يثأر للشهداء و يتشكّل الجيش الشعبي. و التوجه إلى العدوّ ضروري للحصول على وعي تام بالذات و هذا لن نحصل عليه إلاّ بدماء الشهداء الذى يلهم الإنسان الجديد النابع من المقاتلين و يوجده و يملؤه بالحقد الطبقي و يدفعه نحو العدوّ و ليفتكّ سلاحه وهو لا يحمل سلاحا.

لقد سكبنا الكثير من دمنا فى سريكاكولام و كذلك أسلنا الكثير من دم العدوّ الطبقي لكنّ هذا العدوّ لا زال موجودا هناك.و دون طرده من المنطقة ، دون وعي جديد ، لن تنشأ ثقة جديدة. و حينئذ يصبح من غير الممكن التوجه إلى العدوّ و إفتكاك السلاح منه.

و وحده الصراع الطبقي بإمكانه أن يعالج مشكل بناء الجيش الشعبي هذا.
سحق العدوّ كسلاح بين أيدينا يشكّل أكبر خطر بالنسبة للرجعيين و التحريفيين فى العالم قاطبة. لذلك سعى قادة التحريفية العالمية إلى الإتصال بمختلف المجموعات التى قدّمت تحيات نوعا ما منافقة للرئيس ماو تسى تونغ و للحزب الشيوعي الصيني لكي يعارضوا سحق العدوّ الطبقي.و نحن نرفض الإتحاد مع هذه المجموعات لأنّها تعارض سحق العدوّ الطبقي و الصراع الطبقي وهي بالتالى عدوة للشعب.

لماذا نحن ضد إستعمال الأسلحة النارية منذ هذه اللحظة؟ أليس حلمنا أن يرفع الفلاحون الفقراء و الفلاحون الذين لا يملكون أرضا البنادق على أكتافهم و يتقدّمون؟ و مع ذلك ن إستعمال الأسلحة النارية فى هذه المرحلة ، بعيدا عن أن يطلق العنان لمبادرة جماهير الفلاحين لسحق العدوّ الطبقي ، فإنّه يكبح جماحها.

لئن شرع المقاتلون الأنصاريون فى المعركة بأسلحة بيضاء ، فإنّ عامة الفلاحين الذين لا يملكون أرضا سيلتحقون بالمعارك عاريي الأيدي و يشاركون فى معركة السحق. فالفلاّح الذى لا يملك أرضا عموما ، الذى سحقته قرون من الإضطهاد سيرى النور و سيثأر بنفسه من العدوّ الطبقي. ستتحرّر مبادرته. وهكذا تلتحق جماهير الفلاحين بالأنصاريين ، و لن يعرف حماسهم الثوري أيّة حدود و ستعمّ موجة قوية من الإنتفاضات الشعبية البلاد .

و حين تكون مبادرة جماهير الفلاحين قد تحرّرت ، ساحقة العدوّ الطبقي دون سلاح أو بأسلحة تقليدية و حين يقع تركيز السلطة الثورية للفلاحين ، ستمسك جماهير الفلاحين بالبندقية و ستواجه العالم. سيكون الفلاح الحامل للبندقية ضمانا لتواصل السلطة الثورية للفلاحين.

أيّها الرفاق ، بلغ عذاب الفلاحين نقطة اللارجعة. و إذا عرفنا كيف نبيّن لهم الطريق ، لا وجود فى الهند لمكان حيث لا يمكنهم المرور إلى الحركة. هناك إمكانية تمرّد هائل فى الهند إن عملنا على ذلك بصورة واعية.

يمكن لحرب الأنصار أن تخاض فى شكل معركة سحق فى كلّ قرية فى الهند. و هكذا ننطلق فى النضال المسلّح فى أكبر عدد ممكن من المناطق. يجب أن لا نبحث عن مركزته. لننشره فى كافة أنحاء البلاد. إنّه مبدأ ينبغى إتباعه. و المبدأ الآخر هو التالى : لنخض معركة سحق العدوّ الطبقي.

كلّ التحريفيين ، كلّ المجموعات التى تتكلّم بإسم الرئيس ماو تهاجمنا بشأن هذه النقطة تحديدا ، نقطة معركة سحق العدوّ. و من هنا ، فإنّ الرفاق الذين يعارضون هذه المعركة لا مكان لهم بيننا. لن ندعهم فى مكانهم داخل الحزب.

من الممكن أن نشاهد كيف أنّ الصراع الطبقي الثوري المسلّح للفلاحين يستنهض الطبقات الأخرى.
أنظروا إلى كلكوتا.

تبرز النضالات الثورية لشباب كلكوتا بفضل تأثير النضال المسلّح للفلاحين. و الطبقة العاملة ، ليس فحصب فى كلكوتا، لكن أيضا فى مدن أخرى من الهند. يحدث هذا بالضرورة. و من ثمّة سيتغيّر الوضع فى المدن تغييرا تاما.

أيها الرفاق، لنطوّر النضال المسلّح للفلاحين كالإعصار فى الهند كافة بعد النهاية المظفّرة لمؤتمرنا. سيوجد تمرّد عفوي للجماهير سينشأ عن نضال النصاريين و ينزل كالإنهيار الثلجي ، كالصاعقة. من الأكيد أنّ الجيش الأحمر يمكن أن يوجد ليس فحسب فى سريكاكولام ، لكن أيضا فى البنجاب و فى أوتار براداش و بيهار و البنغال الغربية.

بهذه الفيالق من جيش التحرير ، سيسير فلاحو الهند إلى الأمام نحو التحرّر التام. و ثلاثة عوامل تضمن إنتصار الثورة . أوّلا ، تأجلت الثورة منذ عشرين سنة و لم تعد تحتمل التأجيل. و ثانيا ، تحدث الثورة فى مرحلة الإنهيار التام للإمبريالية و الإنتصار العالمي لإشتراكية ، مرحلة فكر ماو تسى تونغ. و ثالثا، إستطعنا عقد هذا المؤتمر رغم شدّة القمع.

أيها الرفاق ، إلى الأمام ! بالتأكيد ستكون السبعينات عقد التحرير.



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستعمار من جديد بإسم التطبيع وراء إعادة إرساء العلاقات الد ...
- مقدّمة كتاب - قيادات شيوعية ، رموز ماوية - ( العدد 17 من - ا ...
- عشر سنوات من قيادة الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) لحرب الشع ...
- الشيوعيّة أم القومية ؟
- المسؤولية و القيادة الثوريتين - الفصل السادس من كتاب من كتاب ...
- الأخلاق و الثورة و الهدف الشيوعي -الفصل الخامس من كتاب من كت ...
- فهم العالم من وجهة نظر علم الشيوعية
- القيام بالثورة البروليتارية - الفصل الثالث من كتاب - الأساسي ...
- الشيوعية عالم جديد تماما و أفضل بكثير - الفصل الثاني من كتاب ...
- نظام إستغلال و إضطهاد عالمي - الفصل الأوّل من كتاب - الأساسي ...
- من الولايات المتحدة الأمريكية : تحليل لأوهام الديمقراطية
- مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان... - فصل مضاف إلى كتا ...
- إسرائيل ، غزّة ، العراق و الإمبريالية : المشكل الحقيقي والمص ...
- مقدّمة كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته - / ال ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- إعادة صياغة برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللين ...
- حول - القوّة المحرّكة للفوضى - و ديناميكية التغيير ...النضال ...
- نظرة على الخلافات بين الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – ال ...
- هل يجب أن نجرّم المهاجرين أم يجب أن نساندهم ؟


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - شارو مازومدار أحد رموز الماوية و قائد إنطلاقة حرب الشعب فى الهند - الفصل الرابع من كتاب - قيادات شيوعية ، رموز ماوية -