أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - القيام بالثورة البروليتارية - الفصل الثالث من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -















المزيد.....



القيام بالثورة البروليتارية - الفصل الثالث من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 21:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


القيام بالثورة البروليتارية

الفصل الثالث من كتاب من كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته "
( الكتاب برمته ترجمة و تقديم شادي الشماوي متوفّر بنسخة بى دي أف بمكتبة الحوار المتمدّن )

مقدّمة المترجم :
إنطوى العدد 15 من " الماوية : نظرية و ممارسة " ( الكتاب 15 ) ، على المقال المطوّل " ضد الأفاكيانية " لآجيث الذى كان زمن كتابة المقال أي فى جويلية 2013 ، الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري - فى غرّة ماي 2014 ، صدر بيان يعلن فيه هذا الحزب الأخير و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) عن وحدتهما التنظيمية فى إطار الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) - ، و أضفنا إليه ردّا جزئيّا أوليّا عليه عُني على وجه الضبط بالإقتصاد السياسي و الجدال حوله ، على أمل أن يجري العمل على ترجمة و نشر ردود أخرى تاليا مثلما عبّر عن ذلك عنوان الكتاب " ضد الأفاكيانية و الردود عليه " .
و تعميقا للمعرفة بصراع الخطّين و محاوره و دفعا لخوض الجدال و الصراع المبدئيين على أسس علميّة صلبة و راسخة ، نضع بين أيدى الرفيقات و الرفاق خاصة و القرّاء عامة كتابا جديدا يشتمل على مقتطفات من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته بما أنّه صاحب الخلاصة الجديدة للشيوعية و المقصود مباشرة بالمصطلح الذى أطلق عليه آجيث " الأفاكيانية " فيكون بوسع الدارس و الناقد ( المتبنّى أو المعارض ) التعويل على هذه المقتطفات ، ضمن مواد أخرى ، كمراجع و مستندات لا غبار عليها . و لن ندّخر جهدا مستقبلا فى مزيد ترجمة مقالات تتّصل بصراع الخطيّن صلب الماويين و غيرها من المقالات التى تساهم فى رفع الوعي النظري و فى إستيعاب علم الشيوعية إستيعابا علميّا بما يخوّل النضال الشيوعي الثوري للتقدّم بالثورة البروليتارية العالمية فى كافة أنحاء العالم و الغاية الأسمى ليست أقلّ من الشيوعية على النطاق العالمي .
و بطبيعة الحال ، كما قلنا فى مقدّمتنا لكتاب " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، يمكن أن يتّخذ هذا الكتاب " مدخلا و دليلا إلى أمّهات أعمال " بوب أفاكيان إلاّ أنّه " لا يجب أن يعوّض الدراسة الجدّية العميقة و الشاملة لعلم الثورة البروليتارية العالمية " و " مؤلفات الماويين و الأحزاب و المنظّمات الماوية قبل وفاة ماو و بعدها وصولا إلى أيامنا هذه عبر العالم بأسره و ما طوّروه بفضل الدراسة و التطبيق العملي للنظرية الثورية و ممارساتهم الثورية للصراع الطبقي لعقود ."
و تجدر الإشارة إلى أنّ كتاب بوب أفاكيان الذى ترجمنا هو كتاب أساسي يعتمده الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية كأحد أهمّ الوثائق المستخدمة فى حملته " بوب أفاكيان فى كلّ مكان بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الفرق الذى يمكن أن ينجم عن ذلك ! لماذا و كيف أنّ هذه الحملة مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة " وهي حملة تندرج ضمن الصراع الإيديولوجي الجماهيري للردّ على الهجوم البرجوازي الرجعي على الشيوعية و للتعريف بوجهة النظر الشيوعية الثوريّة كما إرتآها و طوّرها بوب أفاكيان : الخلاصة الجديدة للشيوعية . و يوليها الحزب الشيوعي الثوري أهمّية قصوى بإعتبارها ركيزة من الركيزتين المركزيّتين على الجبهتين السياسيّة والإيديولوجيّة راهنا و خوض الصراع الطبقي وفق شعار " قتال السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة " و قصد إعداد العقول و تنظيم القوى و مراكمتها من أجل الثورة من خلال بناء حركة ثوريّة شعبيّة محورها و قائدها الحزب الشيوعي الثوري و الخطّ الذى طوّره بوب أفاكيان أي الخلاصة الجديدة للشيوعية . و الركيزة الثانية لهذا النضال على الجبهتين السياسيّة و الإيديولوجية هي جريدة الحزب " الثورة " و دورها المحوري ، بينما يبذل الحزب جهده لقيادة حركتين شعبيّتين أساسيتين هما حركة مناهضة النظام الأبوي / البرطرياركي كحركة نسويّة ثوريّة و حركة مقاومة قمع الدولة و تجريم أجيال من الشباب ، علاوة على التفاعل مع المستجدّات المحلّية و العالمية و العمل النظري و المعالجة العميقة للقضايا النظرية والعمليّة الإستراتيجية منها والتكتيكية للثورة البروليتارية العالمية فى بحوث تصدر فى مجلّة " تمايزات"
www.demarcations-journal.org
و لأجل فهم صحيح ل" حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ...." التى يعدّها المناهضون للخلاصة الجديدة للشيوعية " عبادة فرد " ، أضفنا مقالات ثلاثة للكتاب الأصلي متضمّنة لتعريف بالنشاط السياسي و القيادي لبوب أفاكيان منذ ستّينات القرن العشرين و فهم الحزب الشيوعي الثوري لهذه الحملة و نقدا صاغه بوب أفاكيان ذاته لإنحرافات شخّصها بهذا الشأن .
و لمن يرنو إلى مزيد التعرّف على بوب أفاكيان من وجهة نظر رفاقه فى الحزب الشيوعي الثوري يجد بالملحق الأوّل للكتاب رسالة مفتوحة دبّجها أحد قدامى المناضلين بصدد بوب أفاكيان و أهمّية قيادته ، و هي رسالة سبق و أن ألحقناها بالكتاب 9 الذى أفردناه ل " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " .
و محتويات هذا الكتاب 16 هي :
مقدّمة المترجم :
مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ( إضافة من المترجم ) :

1- النشاط السياسي لبوب أفاكيان و قيادته الثوريّة خلال ستينات القرن العشرين و سبعيناته و تواصلهما اليوم .
2- بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الفرق الذى يمكن أن ينجم عن ذلك !
لماذا و كيف أنّ هذه الحملة مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة .
3- بوب أفاكيان فى كلّ مكان – لا للمقاربة الدينية ، نعم للمقاربة العلمية فقط .

الفصل الأوّل : نظام عالمي قائم على الإستغلال و الإضطهاد .
إضافة إلى الفصل الأوّل : إصلاح أو ثورة : قضايا توجّه ، قضايا أخلاق .

الفصل الثاني : عالم جديد كلّيا و أفضل بكثير .
إضافة إلى الفصل الثاني : خيارات عالميّة ثلاثة .

الفصل الثالث : القيام بالثورة .
إضافة إلى الفصل الثالث : حول إستراتيجيا الثورة .
الفصل الرابع : فهم العالم .
إضافة إلى الفصل الرابع : " قفزة فى الإيمان " و قفزة إلى المعرفة العقلية : نوعان من القفزات مختلفان جدّا ، نوعان من النظرات إلى العالم و منهجان مختلفان راديكاليّا " .

الفصل الخامس : الأخلاق و الثورة و الهدف الشيوعي .
إضافة إلى الفصل الخامس : تجاوز الأفق الضيّق للحقّ البرجوازي .

الفصل السادس : المسؤولية و القيادة الثوريتين .
إضافة إلى الفصل السادس : الإمكانيات الثورية للجماهير ومسؤولية الطليعة .

مراجع مختارة :

الملحق 1 : رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب أفاكيان و أهمّيته.

الملحق 2 : فهارس كتب شادي الشماوي .

=======================================


الفصل الثالث
القيام بالثورة

1- لنمضى إلى ما هو أساسي : نحتاج إلى ثورة . أي شيء آخر هراء ، فى آخر التحليل . و هذا لا يعنى أنّنا لا نتحد مع الناس فى كلّ أصناف النضالات الأقلّ من الثورة . قطعا نحتاج إلى القيام بذلك لكن تقديم أي حلّ آخر لهذه المشاكل و الفظائع الهائلة و الفاحشة ، صراحة سخيف . و نحتاج إلى أن نتخذ موقفا هجوميّا و تعبئة أعداد متنامية من الجماهير لشقّ الطريق عبر هذا القرف و لتقديم ما هو الحلّ حقّا، و للإجابة على المسائل و نعم ، التهم التى يواجهنا بها هذا ، بينما نعمّق قاعدتنا العلمية لنكون قادرين على القيام بهذا . و المسألة هي : لدينا حاجة إلى القيام بهذا و حسب ، بل نحتاج إلى التقدّم ، مطلقين و قائدين و ممكّنين أعدادا متنامية من الجماهير للقيام بهذا . و تحتاج الجماهير إلى من يلهمها ، ليس فقط بفكرة عامة عن الثورة و إنّما بفهم متعمّق و خلفيّة علمية ، فى ما يتصل بلماذا و كيف أنّ الثورة هي حقّا الإجابة على كلّ هذا .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الثاني
" كلّ ما نقوم به يتعلّق بالثورة "
جريدة " الثورة " عدد 114 ، 30 ديسمبر 2007.

2- ليس هناك ما هو أكثر لاواقعية من فكرة إصلاح هذا النظام لجعله نظاما يقترب فى أي مجال من خدمة مصالح الغالبيّة العظمى من الناس و فى النهاية مصالح الإنسانية ككلّ .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الثاني
" كلّ ما نقوم به يتعلّق بالثورة "
جريدة " الثورة " عدد 114 ، 30 ديسمبر 2007.

3- من المهمّ أوّلا أن نبيّن بالمعنى الأساسي ما نعينيه حين نقول إنّ الهدف هو الثورة ، و بوجه خاص الثورة الشيوعية . الثورة ليست نوعا من التغيير فى الأسلوب و لا هي تغيير فى منحى التفكير و لا هي مجرّد تغيير فى بعض العلاقات صلب المجتمع الذى يبقى جوهريّا هو نفسه . الثورة تعنى لا أقلّ من إلحاق الهزيمة بالدولة الإضطهادية القائمة و الخادمة للنظام الرأسمالي – الإمبريالية و تفكيكها – و خاصّة مؤسساتها للعنف و القمع المنظّمين ، و منها القوات المسلّحة و الشرطة و المحاكم و السجون و السلط البيروقراطية و الإدارية – و تعويض هذه المؤسسات الرجعية التى تركّز القهر و العنف الرجعيين ، بأجهزة سلطة سياسية ثوريّة و مؤسسات و هياكل حكم ثوريّة يرسى أساسها من خلال سيرورة كاملة من بناء الحركة من أجل الثورة ، ثمّ إنجاز إفتكاك السلطة عندما تنضج الظروف – و فى بلد مثل الولايات المتحدة سيتطلّب ذلك تغييرا نوعيّا فى الوضع الموضوعي منتجا أزمة عميقة فى المجتمع و ظهور شعب ثوريّ يعدّ بالملايين و الملايين تكون لديه قيادة شيوعية ثورية طليعية و هو واعي بالحاجة إلى التغيير الثوري و مصمّم على القتال من أجله .
و مثلما شدّدت على ذلك قبلا فى هذا الخطاب ، فإنّ إفتكاك السلطة و التغيير الراديكالي فى المؤسسات المهيمنة فى المجتمع ، حين تنضج الظروف ، يجعل من الممكن المزيد من التغيير الراديكالي عبر المجتمع – فى الإقتصاد و فى العلاقات الإقتصادية و العلاقات الإجتماعية و السياسية و الإيديولوجية و الثقافة السائدين فى المجتمع . و الهدف النهائي لهذه الثورة هو الشيوعية ما يعنى و يتطلّب إلغاء كلّ علاقات الإستغلال و الإضطهاد و كلّ النزاعات لالعدائية المدمّرة فى صفوف البشر ، عبر العالم . و على ضوء هذا الفهم ، إفتكاك السلطة فى بلد معيّن أمر حاسم و حيوي ويفتح الباب لمزيد من التغييرات الراديكالية و إلى تعزيز النضال الثوري عبر العالم و مزيد التقدّم به ؛ لكن فى نفس الوقت ، رغم أنّ هذا حاسم وحيوي ، فإنّه ليس سوى الخطوة الأولى – أو القفزة الكبرى الأولى – فى النضال الشامل الذى ينبغى أن يستمرّ بإتجاه الهدف النهائي لهذه الثورة : عالم شيوعي جديد راديكاليّا .
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الثاني
" بناء الحركة من أجل الثورة " ، الثورة 2011.

4- من أهمّ المواقف فى بيان حزبنا ( الشيوعية : بداية مرحلة جديدة ) هو الإستشهاد بماركس : " عندما تدرك العلاقة الداخلية ، فإن الإعتقاد النظري للضرورة الدائمة للظروف القائمة يتوقف قبل أن ينهار عمليا " المرّة تلو الأخرى نواجه واقع أنّ الناس لا يمكنهم النظر أبعد من الحالة التى توجد عليها الأشياء الآن ...
و جزء كبير من تغيير الناس هو ، نعم، وعي و قيم مختلفة لكن أيضا رؤية الناس لتداعى فهمهم الخاص ل " الضرورة المستمرّة للظروف القائمة " و إمكانية شيء مختلف تماما . و هذا مرتبط مجدّدا بكيفيّة حديثنا إلى الناس : نحن نبنى حركة من أجل الثورة – و لسنا بصدد سؤالهم : " هل سيكون القيام بالثورة فكرة جيّدة ؟ " و بعدئذ سيقدّمون كافة أسباب عدم حصولها أو لمذاا ليس بمستطاعنا القيام بذلك .
وهذا يحدّد طابع و ظروف ما سيلى . لا ، لا نتجاهل هذه المسائل – نتحدّث عنها مع الناس لكن بقول " نعم ، هذه هي نقاط و قد فكّرنا فيها ولنا أجوبة يمكن أن نخوض فيها – لكن نحن نبنى حركة من أجل الثورة و هذا ما ستبدو عليه الثورة ، و ها هو كيف أنّ كلّ ما نقوم به يساهم فى هذه الثورة . "

لا " ضرورة مستمرّة " لأن تكون الأشياء على ما هي عليه ، يمكن إيجاد عالم مختلف و أفضا راديكتايّا من خلال الثورة
" الثورة " عدد 198 ، 11 أفريل 2010.

5- إذن هذا ما إكتشفه ماركس : لدينا إنتاج إجتماعي إلى درجة عالية لكنّه تملكه ملكية خاصة جدّا طبقة صغيرة الحجم تسمّى طبقة الرأسماليين . و فى هذا التناقض يكمن أساس الإطاحة بالنظام عندما تصبح الطبقة التى تنجز الإنتاج الإجتماعي واعية بهذا التناقض و جميع تبعاته ، و تنهض و توحّد حلفاءها ، يقودها فى ذلك حزب طليعي يحلب إليها وعي القيام بذلك و فى آخر المطاف تطيح بالنظام و تحلّ هذا التناقض من خلال سيرورة معقّدة و مديدة حيث خطوة خطوة تمشرك ملكية ما يقع إنتاجه إجتماعيّا و توزّعه بصفة متنامية وفق حاجيات الناس و ليس وفق ما تفرضه مراكمة الرأسمال الخاص .
الدكتاتورية و الديمقراطية ، و الإنتقال الإشتراكي إلى الشيوعية ،
جريدة " العامل الثوري " عدد 1252 ، 19 سبتمبر 2004.

6- إذا إرتأيتم الثورة على أن يوما ما سيُصبح العالم بشكل ما مختلفا راديكاليّا وعندها سنقوم بشيء ما لتغييره راديكاليّا... فإنّ ذلك ، لا ، لن يحدث – لكن هذا ليس ما نقوم به . يجب أن نرفع أنظارنا يقودنا صراحة فهم أنّ العالم لا يجب أن يكون على ما هو عليه ، و نحن نبنى حركة من أجل الثورة .
لا " ضرورة مستمرّة " لأن تكون الأشياء على ما هي عليه ، يمكن إيجاد عالم مختلف و أفضا راديكتايّا من خلال الثورة
" الثورة " عدد 198 ، 11 أفريل 2010.

7- نحتاج إلى أن نقدّم إلى الناس معنى حيويّا حقّا عن ما نعنيه ب " التسريع بينما ننتظر " ظهور وضع ثوري . و هذا مرتبط بمسألة ما نقوم به لبناء حركة من أجل الثورة و جعل الناس يعلمون ما نعتقد أنّ الثورة ستبدو عليه .
لا " ضرورة مستمرّة " لأن تكون الأشياء على ما هي عليه ، يمكن إيجاد عالم مختلف و أفضا راديكتايّا من خلال الثورة
" الثورة " عدد 198 ، 11 أفريل 2010.

8- مصالح الإمبرياليين و أهدافهم ومخطّطاتهم الكبرى ليست مصالحنا نحن – ليست مصالح الغالبية العظمى من الناس فى الولايات المتحدة و لا هي مصالح الغالبية الساحقة من الناس فى العالم ككلّ . و الصعوبات التى أوقع الإمبرياليون أنفسهم فيها فى سغيهم واء هذه المصالح يدب النظر إليها و الردّ عليها ليس من وجهة نظر الإمبرياليين و مصالحهم و إنّما من وجهة نظر الغالبية العظمى للإنسانية و حاجة الإنسانية الأساسية و الملحّة لعالم مختلف و أفضل ، لطريقة أخرى .
التقدّم بطريقة أخرى
" الثورة " عدد 83 ، 25 مارس 2007.

9- لقد كتب حزبنا مطوّلا عن كيف أنّ المجال العالمي حاسم و عن مسألة كيف نرى بطريقة صحيحة العوامل الداخلية و الخارجية فى عصر الإمبريالية هذا – عن العلاقة بين سيرورة الثورة فى بلد معيّن و سيرورة التقدّم من عصر البرجوازية إلى عصر الشيوعية على النطاق العالمي و كيف أنّ التناقض و الصراع صلب بلدان معيّنة مندمج فى السيرورة العامة و محدّد أوليّا بحركتها و تطوّرها الخاصين ... وهذا لا يعنى طبعا أن نحاول القيام بالثورة بغضّ النظر عن الظروف فى مختلف أنحاء العالم أو الظروف داخل بلدان معيّنة ، بل يعنى أنّه حتى عند مقاربة ذلك ، ننطلق من وجهة نظر المجال العالمي على أنّه الأكثر حيويّة و على أنّ المصالح العامة الأسمى للبروليتاريا العالمية . و هذا ليس مجرّد فكرة جيّدة . إنّه يقوم على أساس ماديّ أرساه النظام الإمبريالي .
التقدّم بالحركة الثوريّة العالمية : قضايا توجّه إستراتيجي
( المقولة نشرت أوّل ما نشرت فى 1984).

10 – ليس بوسعنا أن نكون بسيطي الذهن ، إن كنّا عمليّا نقوم بما يجب القيام به ، لا سيما إن كنّا سنقوم بنوع الثورة الواجب القيام به . ينبغى أنننظر إلى ما يقع بناؤه فى هذا المجتمع منذ مدّة الآن . و سيساعدنا النظر إلى ذلك على أنّه شبيه بهرم ...و إن نظرنا إلى هذا الشيء الشبيه بالهرم ، فى أعلى هذا الهرم تقبع الطبقة الحاكمة و شتى ممثّليها السياسيين وهو ما يمكن ( حتى و إن كان ذلك مغالى فى تبسيطه نوعا ما ) أن ننظر إليه على أنّه الديمقراطيون من جهة والجمهوريون من جهة أخرى . و لعقود الآن كان هؤلاء الناس المتجمّعين حول بوش و ما كان يفعله صنف من الناس الذين يمثلونهم و يعدّ شيئا سليما فى المجتمع – يمكن أن نسمّيه بنية تحتيّة برمّتها – هيكل برمّته وسط المجتمع ذاته يمكن أن يحرّك هذا المجتمع بطريقة مغايرة تماما بإتجاه نوع فاشي عندما تبلغ الأمور حدّها .
أنظروا إلى هذا الشيء الأصولي الديني برمّته الذى لديهم . هذا جهد لبناء متعمّد لقاعدة شعبية ، الملايين و الملايين و الملايين من الناس الذين تُرعبهم فكرة تفكير – و هذا أمر جدّي – الناس الذين ليس بوسعهم التعاطى مع كلّ " تعقيدات " المجتمع المعاصر ، الذين يرغبون فى مجرّد إجابات مطلقة على تعقيدات المجتمع ...
هذا من جهة و من جهة أخرى ، هناك الديمقراطيون فى قمّة هذا الهرم ( ما يسمّى " يسار " ). من هم الذين يحاولون مناشدتهم – ليس لأنّ الديمقراطيين يمثّلون مصالحهم وإنّما من هم الذين يحاول الديمقراطيّون مناشدتهم فلى الأساس ، من الجهة الأخرى من الهرم ، إن شئتم ؟ كلّ الذين يقفون مع أنواع الأشياء التقدّمية ، كلّ المضطهَدين فى هذا المجتمع . بالنسبة للديمقراطيين ،جزء كبير من دورهم هو إبقاء كافة هؤلاء سجناء البرجوازية و الفكر السائد و السيرورة الإنتخابيّة ... و لإعادتهم إلى إطاره حينما ينجرفون بعيدت عنه – أو يقطعون معه ...
و هذا بذاته له دلالته و لكنّه أيضا يبيّن إمكانيات إيجابية بمعنى الثورة . لا أقول إنّنا على عتبة الثورة الآن بالضبط ، و إنّما فقط ننظر فى الطريق و فى الإمكانيّات و من الأشياء التى تؤدّى إلى وضع ثوري هو أن يشعر الملايين و الملايين من الناس أنّ الأمر صار غير مقبول . و يريدون أن يرشدهمبعض القادة فى قمّة المجتمع فى القيام بشيء ما بهذا الصدد ، إلاّ أنّ هؤلاء القادة ليسوا فى موقع لقيادتهم و لا يرغبون فى قيادتهم لفعل ذلك – لذا لمن سيتجهون ؟ إلى الذين ينوون و يصمّمون على القيام بذلك و المضيّ به إلى مكان ما . لذا هذا وضع يزخر بالخطر الكبير و الوضع نفسه – أو الوجه الآخر من التناقض – يشتمل على قدر كبير من الإمكانيّات الإيجابية للنضال الآن و من أجل الثورة مع تطوّر الأحداث .
الحرب الأهليّة القادمة و إعادة الإستقطاب من أجل الثورة فى الحقبة الراهنة ، 2005 ، ص 1- 4.

11- هؤلاء السياسيين اليمينيين ( المجتمعين عموما فى الحزب الجمهوري ) يمكن أن يستنهضوا و سيستنهضون و عمليّا يستنهضون أساسا هذه القاعدة الإجتماعية الفاشيّة ... و مع ذلك ، من الجهة الأخرى ، فئات الطبقة الحاكمة التى يمثّلها عموما الحزب الديمقراطي متردّدة جدّا و بالفعل تقاوم تلك التعبئة ... إنّهم قاعدة الناس ذوى الأصوات و الدعم فى مجال السياسة البرجوازية الذين يبحث الديمقراطيون عن كسبهم . و هذا الجانب ( الحزب الديمقراطي ) من الطبقة الحاكمة لا يرغب بوجه عام فى – و بالفعل ينفر من – دعوة هذه القاعدة إلى الشوارع و تجييشها سواء للتصدى للقوى المنافسة ضمن الطبقة الحاكمة و قاعدتها الإجتماعية أو عامة للصراع من أجل برامج يدّعى الحزب الديمقراطي نفسه أنّه يمثّلها و عمليّا إلى قدر ما يبحث عن تطبيقها ...
و للتوسّع فى النقطة الأساسية هنا ، من الهام الإقرار بالتالي ذكره : فى إطار النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يحدّد جوهريّا إطار و حدود السياسة " الرسمية " و " المقبولة " ، الفاشيّة – يعنى ، فرض شكلا من الدكتاتورية التى تنهض علنا على العنف و الإرهاب للحفاظ على الحكم و متطلّبات النظام الرأسمالي- الإمبريالي – هي حلّ ممكن للتناقضات التى يواجهها هذا النظام – حلّ يمكن عند نقطة معيّنة ، أن يتناسب تقريبا مع الحاجيات المحرّكة لهذا النظام و لطبقته الحاكمة – بينما الثورة و الإشتراكية الحقيقية و هدفها النهائي الشيوعية عبر العالم ، حلّ ممكن آخر لهذه التناقضات لكنّه هذا الحلّ لن يكون على الأرجح قطعا مقبولا بالنسبة للطبقة الحاكمة الرأسمالية – الإمبريالية و لا متناسقا مع مستلزمات هذا النظام !
التناقضات التى لم تحل قوّة محرّكة للثورة ، الجزء الأوّل
" مرّة أخرى حول الحرب الأهليّة القادمة ... و إعادة الإستقطاب من أجل الثورة " ،
" الثورة " عدد 185 ، 13 ديسمبر 2009 .

12- إن حاولتم أن تجعلوا من الديمقراطيين ما ليسوا عليه و لن يكونوه ، ستنتهون إلى أن تكونوا أشبه بما عليه الديمقراطيون فعلا .
" الوهم القاتل للنوّاس المتحرّر "
" الثورة " عدد 20 ، 20 أكتوبر 2005 .

13- كلّ شخص يفكر لمدّة عشر ثواني فى القيام بالثورة فى بلد كالولايات المتحدة يعرف أنّ هذه مهمّة مهيبة بالنظر إلى كامل تاريخ العدوان و القمع الذى كتبته الطبقة الحاكمة الإمبريالية بدماء الآخرين . و صراحة ، غالبيّة الذين واجهوا هذا تخلّوا عن الأمر . و لست أبالغ . لكن هناك حاجة إلى عدم التخلّى – فالجماهير عبر العالم و نعم داخل الولايات المتحدة ذاتها تحتاج إلى الثورة . لذا يجب ألاّ نتخلّى عنها و علينا أن نخترق هذا التناقض . و ليس بوسعنا أن نقوم بذلك دون الجماهير الشعبية . لا يمكن القيام بذلك إلى أن يُوجد وضع ثوري و شعب ثوري . بيد أنّه عندما يظهر مثل هذا الوضع ، عندما تغدو الجماهير الشعبية فى حراك تخوض نضالا مصمّما و تطالب بعالم جديد و مغاير ، لا ينبغى أن نتركها لرحمة هذه الطبقة الحاكمة . و من هنا ، هذا التحدّى ، بداهة ، كبير .
الصعود إلى القمم و التحليق دون شبكة سلامة
جريدة " العامل الثوري " عدد 1210 ، 17 أوت 2003.
14- عندما ينفجر المجتمع بأكمله فى تمرّد و إضطراب ، عندما تحدث التغيّرات الدرامية و تمضى الأشياء بسرعة سياسيّا ، حينها ما كان مقبولا ما تأقلم الناس معه – ربّما ليس مرّة واحدة وإنّما عدّة مرّات – يصبح غير مقبول . يشهد الناس الغاضبون على وضعهم و الذين يسعون ببساطة إلى إختراقه ، لمّا تظهر إمكانية أنّه ليس عليهم ببساطة القيام بذلك ، عندئذ يشهدون تغيّرات فى تفكيرهم وأعمالهم بسرعة كبيرة – وليس فى خطّ مستقيم تجاه الثورة ، لكن كذلك بسرعة – و يصيرون منفتحين أكثر فأكثر على فكرة الثورة . لطالما تأقلم الكثير من الناس مع ما يجرى فى هذا المجتمع و هم يعرفون أنّه مقرف و لمّا يرون عمليّا فرصة الإطاحة به ، سيفعل الكثر منهم ذلك بسرعة .
رصاصات من كتابات و خطابات وحوارات بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، 1985.
(نُشرت المقولة أوّل ما نُشرت فى 1980).
15 – فى الولايات المتحدة هناك ، عديد القوميّات المختلفة ، و عامل من العوامل المفاتيح فى القيام بالثورة فى هذا البلد سيكون تطوير النضال ، بما فى ذلك البيض ، ليساهموا فى إجتثاث تاريخ برمّته من إضطهاد السود و البورتوركيين و الشيكانو و الأمريكيين الأصليين و الآسيويين و ما إلى ذلك . لن تقوموا أبدا بالثورة فى هذا البلد دون أن يكون ذلك مركزيّا و محوريّا . لكن لن تقوموا بالثورة أبدا دون طليعة تركّز نفسها على مقاربة علمية لهذه المسائل – و لكل مسألة من المسائل الحيوية الأخرى – طليعة يساهم فيها كلّ شخص و يصارع الآخرين على أساس الإجتهاد لإستيعاب تلك المقاربة العلمية ، و على ذلك الأساس يتمّ القتال من أجل ما يتطلّبه القيام بالثورة و تغيير المجتمع و العالم ، و وضع نهاية للإضطهاد كلّه .
من إيكي إلى ماو و بعده " مسيرتى من الفكر الأمريكي السائد إلى شيوعي ثوري ، سيرة ذاتية لبوب أفاكيان ، 2005

16- نداء إلى الذين همّشهم النظام :
هنا أتوجّه بالحديث ليس إلى السجناء فقط بل كذلك غلى يعيشون حياة على خطّ اليأس ، سواء عثروا أو لم يعثروا على عمل ، إلى الذين لا عمل لهم أو حتى لا سكن لهم ، إلى الذين يعاملهم النظام و فارضيه على أنّهم كنفايات إنسانية .
إرفعوا أنظاركم إلى أعلى من الخزي و الجنون ، من الوحل و اليأس ، أعلى من المعركة الفردية للبقاء على قيد الحياة ولأن " تكونوا أشخاص ذوى أهمّية " بالمعنى الذى يستعمله الإمبرياليون - من القذرين والمجرمين الأكثر وحشية ممّا تصوّره الميثولوجيا أو شهدته السجون . كونوا جزءا من منقذى الإنسانية: حفّاري قبر هذا النظام و حاملى المجتمع الشيوعي المستقبلي .
هذا ليس مجرّد حديث أو محاولة لنظم الشعر هنا : هناك مهام ضخمة يجب إنجازها و نضالات كبرى لخوضها ، و نعم تضحيات كبرى تقدّم لتحقيق كلّ هذا . لكن هناك عالم ننقذه – و نربحه – و فى هذه السيرورة ، الذين إعتبرهم لا شيء يمكن أن يشكّلوا شيئا عظيما . إنّهم يمثّلون خزّان قوّ’ كبرى يجب أن تصبح قوّ’ ناشطة من أجل الثورة البروليتارية .
الثورة عدد 183 ، 15 نوفمبر 2009 .
(نشرت المقولة أوّل ما نُشرت سنة 1984).
17- يقول الناس : " تقصد أن تقول لى إنّ هؤلاء الشباب الذين يتسكّعون و يبيعون المخدّرات و يتقاتلون و الغارقين فى كافة أنواع الأمور الأخرى ، يمكن أن يغدوا حجر زاوية سلطة هذه الدولة الثورية فى المستقبل ؟ " أجل – لكن ليس على الحال التى هم عليها الآن و ليس دون صراع . لم يكونوا عادة يبيعون المخدّرات و يتقاتلون و هكذا - و لا يجب أن يكونوا ضمن كلّ ذلك فى المستقبل . إسألوا أنفسكم: كيف حصل المرور من أطفال سيمتهم الجمال إلى ما يفترض أنّهم " وحوش لا يرجى صلاحها " فى بضع سنوات ؟ السبب هو النظام و ما يفعله بالناس – و ليس " الطبيعةالإنسانية التى لا تتغيّر و التى ليست قابلة للتغيّر ".
لا " ضرورة مستمرّة " لأن تكون الأشياء على ما هي عليه ، يمكن إيجاد عالم مختلف و أفضا راديكتايّا من خلال الثورة
" الثورة " عدد 198 ، 11 أفريل 2010.

18- حتى مع تغييرات حقيقية جدّا فى وضع السود ، كجزء من التغيرات الأكبر فى المجتمع ( و العالم ) عامة – بما فى ذلك نموّ " الطبقة الوسطى " ضمن السود ، و تنامى عدد خرّيجي المعاهد و المشتغلين فى أعمال ذات أجر أعلى و رفعة إجتماعية ، مع مسك البعض بمواقع نفوذ فى الهياكل السياسية الحاكمة حتى إلى مدى " رئيس أسود " الآن – وضع السود و خاصّة وضع الملايين و الملايين الذين يتخبّطون فى ظروف إضطهاد و قمع كبيرين فى غيتو المدن الداخلية ، يظلّ يمثّل تناقضا حادّا و عميقا جدّا بالنسبة للنظام الإمبريالي الأمريكي ككلّ و بالنسبة للطبقة الحاكمة – وهو شيء يحمل إمكانية الإنفجار تماما خارج نطاق السيطرة .
التناقضات التى لم تحل قوّة محرّكة للثورة ، الجزء الأوّل
" الثورة " عدد 187 ، 27 ديسمبر 2009 .

19 – لن توجد حركة ثوريّة أبدا فى هذا البلد لا تطلق تماما و تعبّر عن ما هو تارة معبّر عنه صراحة و طورا بأشكال جزئية ، و أحيانا بأشكال خاطئة غير أنّه رغبة عميقة و عميقة جدّا فى التخلّص من هذه القرون المديدة من إضطهاد السود . لن توجد أبدا ثورة فى هذا البلد و لا يمكن أن توجد لا تجعل من ذلك أساسا مفتاحا فى كلّ ما يشمله ذلك .
" قسم الأسئلة و الأجوبة من الخطابات السبعة لبوب أفاكيان " ، 2006 ،
مقتطف نسخ ليُنشر فى " الثورة " عدد 144 ، 5 أكتوبر 2008 .

20- لا شيء مقدّس بالنسبة لنا بشأن الولايات المتحدة الأمريكية مثلما هي متشكّلة الآن ، أو بشأن حدود الولايات المتحدة مثلما هي متشكّلة الآن . بالعكس تماما .
" الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007 .
( المقولة نشرت أوّل ما نُشرت سنة 1982 ).
21- من الصعب تصوّر إمكانية حدوث ثورة فى الولايات المتحدة تتداخل عند نقطة معيّنة و بطرق متنوّعة بصورة هامة مع ، و تتفاعل و تأثّر و تتأثّر بالنضالات الثورية التى تخوضها الشعوب فى البلدان المجاورة – لا سيما فى أمريكا الوسطى .
رصاصات من كتابات و خطابات وحوارات بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، 1985.
( المقولة نشرت أوّل ما نشرت سنة 1984).

22- ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة . ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانية و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهض به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية .
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007 .

23- و هناك أيضا أهمّية نقل ولاء- تكسبه الثورة و الشيوعية – قطاع من الأنتلجنسيا ( و إن كان اليوم قطاعا صغيرا ). لقد سمعنا من بعض الناس الذين إنجذبوا إلى البرامج التى أنجزنا على المركّبات الجامعيّة أنّهم أتوا – وهم عادة الطلبة الأصغر سنّا - للبحث عن أفكار كُبرى و قد خاب أملهم جراء ما وجدوا أنفسهم فيه ، بمعنى الثقافة السائدة و صداها فى تلك الجامعات . كامل دوران الأفكار الكبرى و الصراع الفكري و الثقافي و الشيوعية تصارع ضمن ذلك بطريقة حيويّة و منعشة – تكون نعم ، جريئة تماما و عقلانية بصورة فائقة – مطبّقة المبادئ التى تحدّثت عنها قبلا بمعنى النظر على أساس علمي إلى إدماج ما يمكن إدماجه بينما فى بعض المظاهر تتغيّر بأفكار و مفاهيم و رؤى أخرى حتى من المثاليّة : و كلّ هذا فى منتهى الأهمّية إذ له قدرة على جذب شباب من صفوف الأنتلجنسيا و كذلك أناس من صفوف الأنتلجنسيا على نحو أوسع و كسبهم إلى الثورة الشيوعية . و حتّى بالنسبة إلى قسم صغير من الأنتلجنسيا أن تتحمّس عمليّا الآن للنظرة الشيوعية و الثورة التى نتقدّم بها شيء غاية فى الأهمّية . علينا أن نثابر لإنجاز إختراقات فى ذلك .
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الثاني
" بناء الحركة من أجل الثورة " ، " الثورة " 2011.

24- يجب نشر التمرّد الراديكالي و التحرّري حقيقة – فى تعارض مع " إعادة ترسيخ " الطفيلية و الإحتفال الرجعي بها – ضمن الشباب فى ظروف اليوم ، تمرّد منه تظهر بقوّة الحاجة إلى التحرّك صوب إلغاء التناقض بين المدن / الضواحي و العدائية بينهما ، فى إطار تغيير المجتمع ، و العالم عامة و إلغاء اللامساواة و الإنقسامات العميقة – معارضين و متجاوزين و متخطّين الطفيلية التى هي جزء لا يتجزّأ و ضروري لسير الإمبريالية و ديناميكيها ، و قد بلغ مثل هذه القمم غير المسبوقة فى " الإمبراطورية الأمريكية الحديثة " . بإختصار ، نحتاج فى ظروف اليوم إلى ثقافة مضادة تساهم فى وهي جزء من متنامي من بناء حركة من أجل الثورة – فى تعارض مع ثقافة معادية للثورة . نحتاج إلى ثقافة معارضة راديكالية لجوهر كلّ ما هو خاطئ فى هذا المجتمع و النظام ،و عديد المظاهر المختلفة كذلك ؛ نحتاج إلى بحث نشيط من أجل عالم أفضل راديكاليّا ، ضمنه تكون الثورة و الشيوعية قطب جذب قويّ و نامي بإستمرار .
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الثاني
" بناء الحركة من أجل الثورة " ، " الثورة " 2011 .

25- و نحتاج أيضا إلى أن نعي الإمكانيّة الإيجابية – " الهدّامة للنظام " بطرق ذات دلالة – لتأكيد " هويّة " المثليين الجنسيين و حقوقهم ، حتى مع التناقضات الحقيقية جدّا فى هذا المضمار بما فى ذلك النزعات الضيّقة ل " الهويّة السياسية " و كذلك التأثيرات المحافظة المرتبطة بالزواج التقليدي و بالمناسبة ، حملة السماح بالمشاركة فى الجيش الأمريكي للمثليين علنا . و حتى مع كلّ هذا ،فى مظهره الرئيسي ، لهذا و يمكن أن يكون له إلى درجة كبيرة تأثير إيجابي جدّا " هدّاما للنظام " . هذا تناقض فى المجتمع عامةّ " خارج الخلوة ". و يمكن أن أن يجبر على العودة إلى الخلوة و السرّية إضافة إلى ليس فقط تأكيد أقوى لضرب من الحركة الفاشيّة التى تدعمها و تشجّعها قوى الطبقة الحاكمة الشديدة ابأس فى هذه الفترة ، لكن بإفتراض عملي لشكل فاشيّ من الدكتاتورية البرجوازية . لكن النضال ضد إضطهاد المثليين لن يقع قمعه بسهولة . و يتعيّن علينا أننفهم إمكانيّات هذا أيضا و الحاجة إلى الإرتباط إرتباطا صحيحا به و إلى تشجيع مزيد تطوير إمكانياته الإيجابية و مساهمته فى الحركة من أجل الثورة.
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الثاني
" بناء الحركة من أجل الثورة " ، "الثورة " 2011.

26- لن تنشئوا قوّة ثورية و حركة ثوريّة ضمن الجماهير الأساسية على النطاق الضروري و الممكنة التحقيق ، دون تطوير صراع سياسي و مقاومة سياسية واسعة النطاق – ونعم ، تطوير تيّار ثوري و شيوعي – فى صفوف فئات الطبقة الوسطى . فى غياب ذلك ستقول لك الجماهير الأساسية – و ستكون على حقّ – " لن نمضي إلى أي مكان ، ستتمّ محاصرتنا و سيعارضنا الجميع و ببساطة سيتمّ سحقنا بخبث مرّة أخرى " . و من ناحية أخرى ، لا يمكنكم أن تعلّقوا تطوّر قوّة ثوريّة وحركة ثوريّة فى صفوف الجماهير الأساسية و فى المجتمع عامّة على تطوّرات ضمن حتى الفئة التقدّمية من الطبقة الوسطى أو ضمن الطبقة الوسطى بصفة أعمّ . هذا ليس أساسا ليس من أين يتمّ الخروج . لذا علينا فهم جدلية السيرورة بصيغة صحيحة .

التقدّم بطريقة أخرى
" الثورة " عدد 96 ، 28 جويلية 2007.
27 – لن نقوم بالثورة بمحاولة أن نفرض بالقوّة على الواقع نموذج كيف أنّه من " المفترض " أن يحصل تغيير إشتراكي ... و لهذا علاقة بفصل الحركة الشيوعية عن الحركة العمّالية و تداعيات ذلك عامة و خاصّة بمعنى الثورة فى مثل هذا البلد...
هناك واقع أنّ ما نحن بصدده لا يجب أن يكون ثورة بروليتارية بمعنى إرتكازه على الطبقة البروليتارية و مصالحها الأكثر جوهريّة و الأوسع : التقدّم بالمجتمع الإنساني نحو الشيوعية و تحرير الإنسانية جمعاء . لكنّها ثورة لنيقوم بها البروليتاريون حقّا لوحدهم – أولئك الذين أشار إليهم لينين على أنّهم الفئات الأسفل و الأعمق من الطبقة العاملة – و بالتأكيد لن تقوم بها وفق نوع من النمطيّة " الكلاسيكية " " الطبقة العاملة " . و فى الواقع ، غالبيّة القوى التى على ألرجح ستقاتل بنشاط من أجل إفتكاك السلطة – و حتى الذين سيشاركون بنشاط إلى درجة كبيرة فى العمل الثوري قبل ظهور ظروف خوض نضال من أجل إفتكاك السلطة – ستكون على الأرجح أساسا غير يروليتارية بالمعنى الدقيق للكلمة ...
قوّة الثورة الأكثر رسوخا ستضمّ فئات " أسفل و أعمق " من البروليتاريا لأستعمال كلمات لينين و هذا أكيد . و ستضمّ عديد المهاجرين . وهناك دور خاص نحتاج إلى مزيد إكتشافه ألا وهو الشباب من المهاجرين . لكن ستكون كذلك و لعلّها ستكون بشكل واسع جماهير أساسية خاصة من سكّان المدن الداخلية - و العديد منهم ليسوا بصفة دقيقة جزءا من طبقة البروليتاريا – الذين سيشكّلون هذه القوّة الأكثر رسوخا . و هكذا يشدّد مرّة أخرى على لماذا علينا أن نملك مقاربة علميّة حيويّة و منهج علميّ حيويّ فى علاقة بتغيير الواقع .
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الثاني
" بناء الحركة من أجل الثورة " ، " الثورة " 2011.

28- صحيح أنّه ليس بوسعنا بمجرّد إرادتنا أو حتى بمجرّد نشاطاتنا ذاتها ، أن نغيّر الظروف الموضوعية بمعنى نوعيّ – إلى وضع ثوريّ . لا يمكن أن يحدث بمجرّد فعلنا فيه أو تفاعلنا مع الظروف الموضوعية من خلال مبادراتنا الواعية . هذا من جهة ... و من الجهة الأخرى ... لا أحد بإمكانه أن يتكهّن بالضبط بما يمكن أن تفرزه مبادرة الثورة ، فى التفاعل مع الوضع الموضوعي فى زمن معطى – و يعزى ذلك فى جزء منه لأنّ لا أحد يمكنه أن يتنبّا بكافة الأشياء التى ستكون مختلف القوى فى العالم بصدد القيام بها . ليس بإمكان فهم أي شخص أن يشمل كلّ ذلك فى زمن معطى . بمستطاعنا أن نتعرّف على تيّارات و أنماط لكن هناك دور الصدفة و أيضا دور السببيّة . و هناك واقع أنّه رغم أنّ التغيّرات فى ما هو موضوعي بالنسبة إلينا لن تأتي تامّة ، أو لعلّها لن تأتي حتى أساسا بموجب " فعلنا فى " الأوضاع الموضوعية ( بالمعنى نوعا ما المباشر ، واحد – لواحد ) ، مع ذلك فإنّ " فعلنا فيها " يمكن أن توجد بعض التغيّرات فى إطار معيّن للأوضاع الموضوعية و فى ظرف مع لو كجزء من " خليط " ، إلى جانب عديد العناصر الأخرى ، بما فيها قوى أخرى تأثّر فى الوضع الموضوعي من وجهة نظرها الخاصّة – يمكن لهذا ، فى ظلّ ظروف معيّنة أن يكون جزءا من تجمّع العوامل التى تفرز تغييرا نوعيّا . و من جديد ، من المهمّ التشديد على أنّ لا أحد يمكن أن يعرف بالضبط كيف سيعتمل كلّ ذلك .
الثورة لا تنجز ب " الصيغ الجاهزة " أو بالعمل وفق مفاهيم و تصوّرات مسبّقة جامدة – إنّها سيرورة أكثر حيويّة و ثراء و تعقيدا من ذلك . لكن من الميزات الأساسية للتحريفية ( الشيوعية المزيّفة التى عوّضت توجّها ثوريّا بتوجّه تدريجي و فى النهاية إصلاحي ) أن تقرّ و تصرّح بأنّه إلى أن تتدخّل بعض القوى لتغيّر مجرى الأحداث – نوعا من العالم الخارجي - ، لا يمكن أن يحدث تغيير هام فى الأوضاع الموضوعية و أقصى ما يمكننا فعله فى كلّ لحظة هو القبول بالإطار المعطى و العمل ضمنه ، بدلا من ( مثلما قد صغنا بطريقة صحيحة ) الإجتهاد بإستمرار ضد حدود الإطار الموضوعي و البحث عن تغيير الظروف الموضوعية إلى أقصى درجة ممكنة فى أي زمن معطى ، منتبهين دائما لإمكانية إلتقاء أشياء مختلفة ما يُوجد ( أو يجعل من الممكن أن توجد ) قطيعة و قفزة نوعيّين عمليين فى الوضع الموضوعي ...لذا إن كنتم تنظرون إلى الأشياء بطريقة خطّية و حسب عندئذ لن تشاهدوا سوى الإمكانيّات التى تقع أمامكم مباشرة – لديكم نوعا من الغمّامات . و من الناحية الأخرى ، إن توخّيتم مقاربة صحيحة ، مادية جدلية ، تقرّون بأنّ عديد الأشياء يمكن أن تحدث وهي غير متوقّعة و ينبغى أن تنتبهوا بإستمرار إلى تلك الإمكانية بينما تعملون بالدوام على إستقامة واحدة على تغيير الضرورة إلى حرّية . و من هنا ، مجدّدا ، هذه نقطة توجّه أساسي .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الثاني
" الثورة " عدد 113 ، 23 ديسمبر 2007 .

29 – ما قيل إلى الآن بخصوص " اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة " وثيق الإرتباط بالنقطة التالية التى أودّ أن أتطرّق لها وهي هل أنّ نقطة " المظلّة " [ مظلّة الطيّار- المترجم ] : تركّز الأمور فى وقت إفتكاك السلطة ثمّ " إنفتاحها " من جديد بعد توطيد السلطة .
هذا مبدأ متّصل بكيفيّة سير ثورة و له ايضا تطبيق أكثر خصوصيّة على بلد كهذا ، و هذا البلد على وجه الخصوص . مهما كان الطريق إلى السلطة فى بلد معيّن ...عندما يمكن الإستيلاء على السلطة السياسيّة عبر البلاد بأسرها ، تصبح الأمور " مضغوطة " سياسيّا . و الكثير من النزعات و التيّارات السياسية المتنوّعة المعارضة للسلطة القائمة إمّا تغدو مشلولة سياسيّا و / أو تغدو مضغوطة نحو و حول لبّ واحد يُجسّد عمليّا وسيلة إختراق ما نحتاج أن نخترقه تلبية للحاجيات المباشرة و الملحّة لأوسع الجماهير الشعبية التى تطالب بتغيير راديكالي . و يجرى هذا بصورة خاصّة و على نحو مركّز عندما تكون الحاجة إلى ذلك الإختراق من أجل الإفتكاك العملي للسلطة ليس مجرّد نوع من الهدف الإستراتيجي البعيد المدى و الإعتبار بل يضحى مطروحا بشكل مباشر ؛ عندما إلى ذلك و كجزء منه تمسى برامج أخرى تبحث عن التغيير الإجتماعي مشلولة فى محازلات تكريسها – تصطدم بحدودها ما يسبّب على نطاق واسع لفظ الجماهير لها و تركها للإلتحاق بالبرنامج الذى يمثّل عمليّا وسيلة الإختراق .
تنزع الأمور إلى أن تكون مضغوطة عند تلك النقطة بما يشبه غلق المظلّة . و من الأشياء التى لم تفهم بما فيه الكفاية – و أدّت إلى أخطاء لعدم فهمها فهما صحيحا و عدم التعاطي معها تعاطيا صحيحا – واقع أنّه فى حين أنّ هذا مكوّن جدّ حقيقي و هام و ضروري بالمعنى العالم ، للتمكّن العملي من الحصول على إصطفاف يجعل من الممكن المضيّ نحو الثورة ، فإنّ هذا شيء يولد عند نقطة تمركز الوضع الثوري لكنّه ليس شيئا سيستمر على المنوال نفسه إثر تجاوز تلك النقطة ، بغضّ النظر عن كيف ستقع معالجة الوضع – ليس إن فشلت المحاولة الثورية أو هُزمت فحسب ، لكن حتّى إن نجحت و أفرزت إرساء سلطة دولة جديدة مختلفة راديكاليّا – حتى حينها بعد تجاوز ذلك الوضع و مع تقدّم الأشياء فى المجتمع الجديد ، فإنّ " المظلّة " "ستنفتح " و " تتوسّع " ...
و عليه ، هنا ، إثر تعزيز السلطة ، " المظلّة تنفتح " . بكلمات أخرى ، كلّ تنوّع البرامج و وجهات النظر و النزعات السياسيّة إلخ ، كلّ هذه الأشياء تأكّد و تعيدتأكيد نفسها . و إن مضيتم على أساس فرضيّة أنّه إعتبارا لكون الناس قد توحّدوا معكم فى تلك اللحظة الخاصة لمّا كان بوسع برنامجكم لوحده أن يُحدث الإختراق – إن جعلتم ذلك مماثلا لمفهوم أنّهم جميعا سيمشون وراءكم فى صفّ متلاز و فى إنسجام معكم فى كلّ لحظة على طول الطريق المؤدّى إلى الشيوعية – فإنّكم سترتكبون أخطاءا جدّية . هذه نقطة هامة بالمعنى العام للثورة و بديهيّا ستكون لها تبعات خاصّة و هامة فى بلد كالولايات المتحدة. و بديهيّا يرتبط هذا باللبّ الصلب مع الكثير من المرونة .
أسس الثورة الشيوعية و أهدافها و مناهجها
" الثورة " عدد 47 ، 21 ماي 2006 .

30- بعض المبادئ لبناء حركة ثوريّة :
فى كلّ لحظة ، يجب أن نبحث عن المركز المفتاح للتناقضات الإجتماعية و المناهج و الأشكال التى يمكن أن ترفع الوعي السياسي للجماهير و كذلك قدرتها القتاليّة و التنظيمية فى خوض المقاومة السياسيّة لجرائم هذا النظام ؛ ما سيقدّم بصفة متنامية ضرورة و إمكانية عالم مختلف راديكاليّا عن الذى يعيش فيه أعداد متفاقمة من الناس ؛ و ما يمكن أن يعزّز فهم الجماهير المتقدّمة ذات الوعي الثوري خاصة و تصميمها على تبنّى أهدافنا الإستراتيجية ليس كمجرّد أهداف بعيدة و مجرّدة فى الأساس و إنّما كأهداف ينبغى النضال فى سبيلها عمليّا و البناء بإتجاه تحقيقها .
و يجب أن يكون الهدف و التوجّه هو إنجازعمل يمكن ، إلى جانب تطوّر الوضع الموضوعي ، أن يغيّر الأرضيّة السياسيّة كي توضع شرعيّة النظام القائم و حقّ الطبقة الحاكمة و قدرتها على الحكم موضع السؤال ، بمعنى دقيق و نشيط ، عبر المجتمع ؛ كي تصبح مقاومة هذا النظام و بشكل متنامي واسعة النطاق و عميقة و مصمّمة ؛ كي يتوطّد بشكل كبير " قطب " القوّة الطليعيةّ المنظّمة للشيوعية الثوريّة ؛ و كي تستطيع هذه القوّة المتقدّمة فى الوقت الحاسم أن تقود نضال الملايين و عشرات الملايين للقيام بالثورة .
" الثورة " عدد 202 ، 30 ماي 2010 .

31- نسمع من الجماهير الشعبيّة – و قد لاحظت هذا فى تقارير حديثة – موقفا أو تعبيرا عن مشاعر مفادها التالي : " أعلم أنّنا نحتاج إلى ثورة " أو " أعلم أنّ الثورة هي التى يجب أن تحدث فى لحظة ما " لكن " ماذا نفعل الآن ، ماذا نفعل فى إنتظار ذلك ؟ "
و الإجابة ؟ نقوم بالثورة . قتال السلطة و تغيير الناس ،من أجل الثورة . إعداد العقول و تنظيم القوى فى إنتظار وقت ظهور وضع ثوريّ و شعب ثوريّ بالملايين و الملايين . العمل بنشاط و بوعي لتقريب هذا الوقت و لإيصال الأمور إلى حيث نكون فى أفضل موقع للتحرّك تحرّكا حاسما حين ينضج الوضع . كرّسوا حياتكم و طاقاتكم و جرأتكم و إبداعكم للمواجهة و القتال لتخطّى العراقيل و جعل هذا يتحقّق و لكسب المزيد و المزيد للقيام بالشيء نفسه .
تأملات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى .
" الثورة " عدد 175 ، 6 سبتمبر 2009 .
32 – ما يعنيه " إثراء " ما العمل ؟ " هو الفضح الحاد و العلمي للنظام و تسليط الضوء على دوافع و أسباب الإضطهاد الذى تعاني منه شتى فئات الشعب و الفظائع التى تكرهها الجماهير الشعبية ؛ مبيّنين بطريقة حيويّة كيف أنّ كلّ هذا متجذّر فى و مصدره النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يأبّد و يفرض هذا يوميّا و بأبعاد رهيبة ؛ مبيّنين عبر تطبيق المنهج المادي الجدلي العلمي كيف أنّ قطاعات مختلفة من الناس تنزع إلى التفاعل مع مختلف الأحداث فى المجتمع و العالم ، و كيف يرتبط هذا بموقفهم فى علاقات الإنتاج و العلاقات الإجتماعية العامة ؛ مقدّمين و عارضين أمام الجميع توجّهنا و قناعاتنا الشيوعية و الثوريّة و مناضلين بجرأة من أجلها ؛ و مستنهضين الناس ،نعم ، للتصدّى للإضطهاد لكن للقيام بذلك على قاعدة و بتوجّه و هدف بناء حركة من أجل الثورة ،و بإتجاه هدف كنس النظام الرأسمالي- الإمبريالي ، منشئين نظاما جديدا ، إشتراكيّا و مواصلين التقدّم اليد فى اليد مع الذين يناضلون عبر العالم ، بإتجاه الهدف النهائي للشيوعية ؛ واضعين أمام الجماهير الشعبية ليس أهداف الثورة و الإستراتيجيا الأساسية للقيام بالثورة مثلما يتجسّد ذلك فى خطّ الحزب وسياساته فقط ، بل أيضا مشاكل القيام بالثورة ،مشركين أعداد متنامية من الجماهير فى الخوض فى هذه التناقضات فى طريق الثورة الشيوعية و فى المساعدة على معالجتها .
التناقضات التى لم تحل قوّة محرّكة للثورة ، الجزء الأوّل
" الثورة " عدد 188 ، 10 جانفي 2010 .

33 – متناولين كلّ هذا من خلال تطبيق التوجّه و المقاربة الأساسيين اللتين حاجج لينين من أجلهما فى " ما العمل ؟ " – و مزيد " إثرائه " بالأشكال التى أشرت إليها هنا – هو دور الجريدة الشيوعية فى بناء الحركة الثوريّة . يجب على جريدة حزبنا ، " الثورة " ، أن تستمرّ فى شحذ قدرتها على النهوض بهذا الدور ، و فى نفس الوقت ، على الرفاق و الرفيقات فى الحزب – و أعداد نامية من الذين ليسوا فى أيّ زمن معطى بعدُ ضمن الحزب بمعنى أساسي لكنّهم أنصار أو مساندين لأهداف الحزب ونشاطاته – أن يوظّفوا بمهارة الجريدة بهذا النوع من التوجّه ... و هذا ( لنذكر مجدّدا كلمات لينين ) " أفضل جزء من الإعداد – حتى و إن كان بمعنى ما إعدادا غير مباشر – للنضال المستقبلي من أجل السلطة ... أن يوظّفوا بمهارة الجريد بهذه الطريقة فى الظروف المعطاة فى بلدان كالولايات المتحدة و هذه أهمّ وسيلة للتعجيل بينما ننتظر.
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ،الجزء الثاني
" الثورة " عدد 113، 23 ديسمبر 2007 .

34 – إن أردتم أن تتعرّفوا على عالم جديد و تعملوا بإتجاهه – و أن أردتم أن تقفوا و تتصدّوا لما يُفعل بالناس – تقصدون هذا المكان . تقصدون هذا الحزب و تستوعبون جريدة هذا الحزب و تمسكون بها و تنضمّون إلى قيادة هذا الحزب و ما يتقدّم به .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الثاني
" الثورة " عدد 116 ، 20 جانفي 2008 .

35- عندما نعرض هذا على الناس و نعمل على بناء ثقافة تقدير [ بوب أفاكيان – المترجم ] و الترويج لأعماله و نشرها فى صفوف الشعب ، لا نقوم بذلك من أجل بناء عبادة شخص بمعنى ديني . نقوم بذلك على هذا النحور بغاية تمكين الناس من التفاعل مع الفهم الأكثر تقدّما لدينا لأين يحتاج المجتمع و تحتاج الإنسانية أن تمضي ، و يمكن أن تمضى ، و صلة مجمل هذا العمل و المنهج و المقاربة بذلك و لماذا هي مهمّة فى علاقة بذلك – لماذا فى الواقع من الضروري للجماهير الشعبية أن تتفاعل مع هذا فى علاقة ب – و فى خدمة و للتقدّم نحو – ذلك و ليس أي شيء آخر . حتى المظهر الذى هوثانوي و ليس بلا أهمّية – مظهر شخص بوب أفاكيان – مهمّ فقط فى إطار و على أساس كونه قيادي شيوعي ثوري ، قائد حزب شيوعي طليعي قادر على قيادة الناس صوب هدف الثورة و فى النهاية الشيوعية – حزب عليه أن يواصل تطوير قدرته على القيام بذلك ، لكن لديه بعدُ قاعدة أساسية لقيادة الناس فعليّا نحو ذلك الهدف . هذا هو جوهر المسألة برمّتها .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الثاني
" الثورة " عدد 115 ، 13 جانفي 2008 .

36 – مفهوم أنّ " طبيعة الإنسان لا تتغيّر " خاطئ تماما و فكرة أنّ الناس بطبيعتهم أنانيين ليست سوى حشو آخر فى الكلام . مثلما أشار ماركس و إنجلز فى بيان الحزب الشيوعي ،هذا لا يضاهي إلاّ قول إنّه مع هيمنة نمط الإنتاج البرجوازي ، يكون التفكير و طرق النشاط المهيمنة منسجمة مع إملاءات نمط الإنتاج البرجوازي . وكما يضع ذلك أيضا ذلك البيان ، فإنّ الأفكار السائدة فى أي عصر هي دائما أفكار الطبقة الحاكمة – و هذه الأفكار منتشرة و تأثّر ليس فقط فى الطبقة الحاكمة نفسها لكن أيضا فى القطاعات الأخرى من السكّان بما فى ذلك الطبقة ( أو الطبقات ) الأكثر إستغلالا و إضطهادا وحشيّا من قبل الطبقة الحاكمة . بيد أنّه مثلما احدّثت عن ذلك سابقا ، من عصر إلى عصر فى تاريخ الإنسانيّة و حتى ضمن حدود عصر الحكم الرأسمالي ، عندما يُوجد نهوض للنضالات الجماهيرية يعرف الناس تغيّرات كُبرى فى طرق تفكيرهم و فى علاقتهم ببعضهم البعض . و بمعنى أساسي ، هذا مؤقّت و جزئيّ و لا يمكن إلآّ أن يكون مؤقّتا و جزئيّا طالما أنّه ليست هناك ثورة ناجحة و تغيّر نوعي راديكاليّ للمجتمع ككلّ . و مع ذلك ، خاصة فى ظروف النهوض الإجتماعي الكبير و النضال ضد الوضع القائم ، يمرّ الناس بتغيرات كبرى فى طرق تفكيرهم و علاقاتهم ببعضهم البعض . لو لم يكن ذلك كذلك ، لا يمكن أبدا القيام بالثورات و لا يمكن أبدا تغيير العلاقات الإجتماعية بفعل أناس يأثرون فيها بوعي . إلاّ أنّه ، عند النظر إلى تاريخ البشر و مجتمعهم ، نلفى أنّ هذا قد حصل مرارا – التغيّرات الراديكالية فى المجتمع ككلّ حصلت بصفة متكرّرة – و هذا سيحدث من جديد ، بطريقة أعظم و أكثر راديكاليّة بكثير مع الثورة الشيوعية .
لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير العقل و تغيير العالم راديكاليّا ، 2008.



إضافة إلى الفصل الثالث
================================================
فيما يلى بيان هام كُتب إنطلاقا من المبادئ الإستراتيجية المفاتيح التى صاغتها منشورات الحزب الشيوعي الثوري – و بصورة خاصّة إنطلاقا من أعمال بوب أفاكيان . لهذه الأسباب ضمّن هذا البيان هنا و قد نُشر فى " الثورة " عدد 226 بتاريخ 6 مارس 2001 ، وهو متوفّر على الأنترنت بموقع http://www.revcom.us
---------------------------------
بصدد إستراتيجيا الثورة
بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( فيفري 2011 )
فى ظلّ هذا النظام الرأسمالي ، كثيرون هم في هذا المجتمع و عددا كبيرا من البشر مضطرّون إلى تحمّل مصاعب كبرى و معاناة و إستغلال و لامساواة و عنف ، بينما تهدّد الحروب و التدمير الجاري للبيئة الطبيعية مستقبل الإنسانية ذاته . لقد قدّم حزبنا فى " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة لشمال أمريكا ( مشروع مقترح )" رؤية ملهمة و إجراءات ملموسة لبناء مجتمع جديد ، مجتمع إشتراكي غايته الأسمى عالم شيوعي حيث يتحرّر الناس في كلّ مكان من كوكبنا من علاقات الإستغلال و الإضطهاد و النزاعات العدائية الهدّامة و يصبحون من المعتنين بكوكب الأرض بيد أنّه لتحويل هذه الإمكانية إلى واقع نحتاج إلى ثورة .
يؤكّد العديد من الناس أنّه " لا يمكن أن تقع ثورة في هذه البلاد فالسلطة القائمة قوية للغاية و الشعب منغمس كثيرا و غارق إلى حدّ كبير فى مسايرة الأمور وحجم القوى الثورية صغير للغاية " . هذا خطأ – الثورة ممكنة فعلا .
بالطبع ليس بوسع الثورة أن تحدث في الظروف و بالشعب الراهنين . لكن الثورة يمكن أن تحدث مع تغيّر في الظروف و تغيّر فى وعي الشعب و تنظيمه بفعل التطوّرات في العالم و بفضل نشاط الثوريين ... مع توصّل الشعب إلى رؤية أنّ الأمور لا يجب أن تكون على ما هي عليه... مع توصله إلى إدراك لماذا الأشياء على هذه الحال و كيف يمكن لها أن تكون مغايرة جذريّا ... و مع إلهامه و تنظيمه للإلتحاق بالحركة الثورية و مراكمة القوى .
لن تحدث ثورة بالنشاط نشاطا غير معقول - محاولة الإطاحة بهذا النظام القويّ بينما لا توجد بعدُ قاعدة لذلك- أو بمجرّد إنتظار " اليوم المناسب " يوم تصبح الثورة بمفعول سحريّ نوعا ما ممكنة . فالثورة تتطلّب عملا مستمرّا في بنائها و إنطلاقا من فهم جدّي و علمي لما يقتضيه عمليّا بلوغ نقطة الثورة و كيف تتوفّر فرصة حقيقية للإنتصار.
كي تكون الثورة ثورة حقيقية ينبغى أن توجد : أزمة ثورية و شعب ثوري ، يعدّ الملايين بقيادة حزب ثوري عالي التنظيم و الإنضباط و يتمتّع ببعد النظر . بوضوح ، هذا غير متوفّر واقعيّا الآن . لذا ، كيف يمكن لهذا أن يوجد ؟ و ما هي الخطّة الإستراتيجية لتحقيق ذلك؟
تكمن إمكانية أزمة ثورية في صميم طبيعة النظام الرأسمالي ذاته - بتقلّباته الإقتصادية المتكرّرة و بطالته و فقره و لامساواته العميقة و تمييزه العنصري و إنحطاطه و عنفه و تعذيبه و حروبه و تسيّبه الهدّام . كلّ هذا يتسبّب فى عذابات هائلة . و أحيانا يؤدّى إلى أزمة على مستوى معيّن أو آخر- و رجّات و إنهيارات مفاجأة في " السير العادي" للمجتمع يدفع العديد من الناس إلى التساؤل و مقاومة ما كانوا إعتادوا الرضوخ له . ليس بوسع أي كان أن يتنبّأ مسبّقا و على وجه الضبط ما الذي سيستجدّ في هذه الأوضاع - درجة تعمّق هذه الأزمة ، و طرق ومدى رفعها تحدّيات أمام النظام ككلّ ، و درجة و كيفية دفعها إلى الإضطراب و التمرّد في صفوف الناس الذين عادة ما يكونون أسيري هذا النظام أو عادة ما يشعرون بأنّه لا قدرة لديهم على الوقوف ضدّ عمل هذا النظام . لكن هناك نقطتان هامتان هما :
1- مثل هذه " الإنقطاعات " فى " السير العادي " للأمور حتى و إن لم تتطوّر تماما إلى أزمة جوهرية بالنسبة للنظام ككلّ ، تنشأ أوضاع فيها يبحث عدد أكبر فأكبر من الناس عن أجوبة و يصبحوا أكثر تقبّلا للتغيير الجذري . و العمل من أجل بناء حركة ثورية ينبغي أن يتمّ بإستمرار في كافة الأوقات إلاّ أنّه في هذه الأوضاع من الإنقطاعات الحادّة فى " السير العادي" هناك إمكانية أوفر و إحتمال أكبر للتقدّم . و يجب الإعتراف بهذا تمام الإعتراف و البناء على هذا الأساس إلى أبعد الحدود الممكنة حتى تحصل خلال هذه الأوضاع قفزات فى بناء الحركة و تنظيم قوى الثورة ، مشيّدين على هذا النحو قاعدة أقوى إنطلاقا منها نعمل من أجل مزيد التقدّم الأعمق .
2- و في أوضاع معيّنة ، قد تقع أحداث كبرى ، أو تغيرات كبرى في المجتمع و العالم و يمكن أن تتكثّف فتهزّ النظام و أسسه هزّا ... ويمكن أن تحصل إنهيارات عميقة و تتوسّع لتشمل صفوف الهياكل و المؤسسات الحاكمة... و يمكن فضح علاقات الإضطهاد الفظّة بشدّة ... و يمكن أن تتعمّق النزاعات بين القوى السائدة بحيث لن تتمكّن من معالجتها بسهولة و يغدو أصعب بكثير بالنسبة لها أن تمسك الأمور بقبضة واحدة و أن تسحق الشعب . فى وضع من هذا القبيل ، يضع الكثير من الناس موضع السؤال جدّيا و مباشرة " شرعية " النظام القائم و حقّ و قدرة القوى الحاكمة فى الإستمرار فى الحكم و يتلهّف الملايين من الناس لتغيير جذري لا يمكن أن تحدثه سوى الثورة .
نحتاج إلى تعلّم المزيد و سنفعل ، المزيد بشأن كيف يمكن للنضال الثوري أن ينتصر عندما تنشأ هكذا ظروف ، لكن الرؤية و المقاربة الإستراتيجية الأساسيتين قد وقع تطويرهما من أجل إلحاق الهزيمة بالقوى المضطهِدة و مؤسسات هذا النظام و تفكيكها فعليّا - و إنشاء مؤسسات جديدة لنظام جديد ثوري- حينما تتوفّر أزمة ثورية و شعب ثوري .( و هذه الرؤية و المقاربة الأساسيين جرى تقديمهما فى " بصدد إمكانية الثورة " – وهي أيضا مدرجة ضمن كرّاس " الثورة و الشيوعية : أساس و توجّه إستراتيجي " من منشورات حزبنا ) .
لكن إمكانيات الثورة لن تنضج حقّا إلاّ إذا كان الذين يقرّون بالحاجة إلى ثورة يعدّون الأرضية لذلك سياسيّا و إيديولوجيّا من الآن : يعملون قصد التأثير على تفكير الناس فى إتجاه ثوري و تنظيمهم في النضال ضد هذا النظام و كسب أعداد متزايدة للمساهمة بنشاط في بناء حركة ثورية . هذا هو الشغل الشاغل لحزبنا و ما نقصده بقول إنّنا " نسرّع بينما ننتظر" التغييرات التي تجعل الثورة ممكنة . هذا هو مفتاح إختراق الوضع حيث ليست توجد بعدُ الظروف و القوى اللازمة للقيام بالثورة ، بيد أنّ هذه الظروف و هذه القوى لن تولد أبدا بمجرّد إنتظار ظهورها .
طوال الطريق ، فى كلّ من " الأوقات العادية " و لا سيما فى أوقات إحتداد الإنقطاعات فى " السير العادي " ، من الضروري العمل بلا هوادة لمراكمة القوى - لإعداد الأذهان و تنظيم الناس بأعداد متنامية - من أجل الثورة فى صفوف الملايين و الملايين الذين يعيشون جهنّم كلّ يوم فى أقسى أشكالها فى ظلّ هذا النظام ؛ لكن أيضا فى صفوف عديد الآخرين الذين يمكن ألاّ يشعروا ، على أساس الحياة اليومية ، بالثقل الساحق لهذا النظام الإضطهادي لكنهم في ذُلّ و محتقرون و مغتربون و غالبا ناقمون على ما يفعله بهم هذا النظام و على العلاقات التي يشجّعها بين الناس و يعزّزها و أيضا على العنف الذي يجسّده .
كيف ننجز هذا العمل؟
مقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة : هذا شطر كبير من الإجابة . يحتاج الناس إلى المقاومة و بالفعل نراهم يقاومون العديد من طرق إستغلال البشر و البيئة و إحتقارهم و تدميرهم و حتى تحطيمهم من قبل هذا النظام . غير انّه لجعل تلك المقاومة أشدّ – و مزيد المضي بها قدما نحو القضاء على كلّ هذا – يحتاج الناس إلى تعلّم أنّ المشكل الجوهري هو النظام الرأسمالي و أنّ الحلّ هو التخلّص منه و إيجاد نظام جديد ، إشتراكي هدفه الأسمى هو عالم شيوعي . ومقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة جزء مفتاح فى مقاربتنا الإستراتيجية يوفّر لحزبنا طريقة للتوحّد مع و قيادة الناس بإتجاه تغيير أنفسهم و هم يساهمون في النضال في سبيل تغيير العالم ... لرفع رؤوسهم و توسيع نظرتهم بغية التعرّف على نوع العالم الممكن ، و مصالحهم الحقيقية و من هم أصدقاؤهم الحقيقيون و أعداؤهم الحقيقيون ، و هم ينهضون ضد هذا النظام ... ليتبنّوا نظرة ثورية و قيم و أخلاق ثورية مع إلتحاقهم بآخرين في مقاومة جرائم هذا النظام و بناء أساس للنضال الثوري الشامل لكنس هذا النظام نهائيّا و إيجاد طريقة جديدة لتنظيم المجتمع ، طريقة جديدة كلّيا للحياة ... و التحوّل إلى محرّري الإنسانية .
كي يحدث كلّ هذا و كي تتمكّن الثورة من الحصول على فرصة حقيقية للإنتصار ، القيادة أمر أساسي . و هذه القيادة متوفّرة غير أنّ الكثير من العمل ينتظرنا :
دعم حزبنا و تعزيزه كقيادة شاملة لهذه الثورة : بقدر ما تنتشر وجهة النظر و الإستراتيجيا الثوريتين لحزبنا ، بقدر ما تكسب تأثيرا عبر المجتمع ... وبقدر ما يتوصّل الناس إلى فهم غاية حزبنا و القبول بها و الإنضمام إلى صفوفه على ذلك الأساس ... بقدر ما يبلغ " تأثير" الحزب كلّ ركن من أركان البلاد ... و بقدر ما تنمو قوّته التنظيمية و قدرته على الصمود و قيادة الشعب في السير إلى الأمام في مواجهة قمع الحكومة الهادف إلى سحق المقاومة و وأد الثورة ، بقدر ما يتمّ الإعداد للثورة و إمكانية الإنتصار تكون أكثر مواتاة .
التعلّم من رئيس حزبنا ، بوب آفاكيان ، و نشر معرفة و تأثير قيادته ذات الرؤية الثاقبة ، و الدفاع عن هذا القائد النادر و الثمين و حمايته : لقد كرّس بوب آفاكيان حياته منذ الستينات لقضية الثورة و الشيوعية. وهو يقدّم القيادة العملية للحزب و الحركة الثورية ، درس بعمق و لخّص التجربة التاريخية العالمية للثورة الشيوعية و البلدان الإشتراكية التي نشأت عنها – المكاسب العظيمة و كذلك الأخطاء الجدّية - و درس عديد مجالات التجربة و المعرفة الأساسيتين . لقد تقدّم بعلم الشيوعية و أنجز إختراقات حيوية في النظرية و المنهج و إستراتيجيا الثورة و الهدف النهائي للشيوعية عبر العالم . و من الحيوي لأعداد متنامية من الناس معرفة خطاباته و كتاباته و دراستها ... و الدفاع عنه و حمايته ... و المسك بالقيادة التي يقدّمها و التي تفتح دروبا جديدة للثورة .
ترويج جريدة حزبنا ، الثورة ، بأكثر قوّة و شمولية : و لهذا دور محوري في إنجاز إستراتيجيتنا. و من خلال نشر أعمال بوب آفاكيان ، و عبر عديد المقالات و الحوارات الصحفية و الرسائل و الصور و غيرها من الأشياء ، " الثورة " تمكّن الناس من الفهم الحقيقي و العمل على تغيير العالم جذريّا ... تقدّم للناس صورة حيّة و تحليلا علميّا لما يحدث في العالم و لماذا ... و تفضح الطبيعة الحقيقية لهذا النظام و تبيّن كيف أنّ أحداثا كبرى في المجتمع و العالم تمثّل تعبيرا مركّزا عن التناقضات الأساسية لهذا النظام الإضطهادي و المتعفّن ... و تبرز حيويّة الحاجة إلى الثورة و إمكانيتها و الحاجة إلى مجتمع و عالم جديدين كلّيا ... ترفع من قدرات الأعداد المتزايدة من الناس ، فى كافة أنحاء هذه البلاد ، على النشاط سياسيّا بشكل موحّد ، و للصراع و المساعدة على إيجاد حلول لمشاكل حركتنا ، على أساس وعي ثوري متنامى ... إنّها الأداة المفتاح فى تطوير شبكة سياسية منظّمة في صفوف الأكثر إضطهادا و الفئات الأخرى من الناس ، الذين يمكن أن يكون لهم التأثير المتنامي على المسرح السياسي و المجتمع ( و العالم ) ككلّ ، بانين قوى الثورة و مأثّرين حتّى في أعداد أوسع من الناس ...إنّها توفّر أساسا و وسيلة لنشر " تأثير " الحركة الثورية و بناء قواعد لهذه الحركة - في الأحياء حيث يعمل الناس و يدرسون فى المعاهد و حيث يتجمّعون - و بخاصة حيث يقاومون هذا النظام و يتمرّدون عليه .
كلّ هذا يمكن أن يسلّح الحركة الثورية ، و الحزب في موقع القلب منها ، لمواجهة الحواجز الحقيقية جدّا في طريقها و تخطّيها ... و التقدّم و النموّ ، عبر النشاط الجاري و عبر سلسلة قفزات حيوية في أوقات الإنقطاعات و الإنكسارات الفجئية ل" السير العادي "... و إعداد الأرضية و مراكمة القوى من أجل الثورة – و توفير فرصة حقيقية للإنتصار . كيف يمكن التقدّم بالآلاف و توجيههم و تنظيمهم و تدريبهم على نحو ثوري ، بينما ندخل في تواصل مع الملايين و نأثّر فيهم ، حتى قبل وجود وضع ثوري ... ثمّ حينما يوجد وضع ثوري ، بإمكان هذه الآلاف أن تمثّل حجر الزاوية و القوّة المركزية فى كسب الملايين للثورة و تنظيمهم في النضال لإنجاز الثورة .
إلى الذين يتوقون إلى و يحلمون بعالم مغاير تماما ، عالم خال من الجنون والآلام التي يتسبّب فيهم هذا النظام يوميّا ... إلى الذين تجرؤوا على الأمل بإمكانية هكذا عالم – و حتى إلى الذين إلى الآن يرغبون في رؤيته لكنّهم قبلوا بأنّ هذا لن يحدث أبدا ... نقول إنّ هناك مكان ودور ، حاجة و وسيلة للآلاف الآن وفى النهاية للملايين ليساهموا في بناء هذه الحركة من أجل الثورة بشتّى الطرق المختلفة ، الكبيرة منها و الصغيرة - بالأفكار و بالمساهمة العملية ، بالدعم و بالأسئلة و النقد . نقول لهم إنضمّوا إلى حزبنا ، تزوّدوا بالمزيد من المعلومات عن هذه الحركة و كونوا جزءا منها و أنتم تتعلّمون ناشطين في وحدة مع آخرين في هذه البلاد ، و عبر العالم ، وغايتكم تحقيق الهدف الباعث على التحدّي الكبير والملهم و التحرّري - ونعم الممكن - ألا وهو هدف تحرير الإنسانية جمعاء عبر الثورة و التقدّم صوب العالم الشيوعي ، الخالي من الإستغلال و الإضطهاد .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية عالم جديد تماما و أفضل بكثير - الفصل الثاني من كتاب ...
- نظام إستغلال و إضطهاد عالمي - الفصل الأوّل من كتاب - الأساسي ...
- من الولايات المتحدة الأمريكية : تحليل لأوهام الديمقراطية
- مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان... - فصل مضاف إلى كتا ...
- إسرائيل ، غزّة ، العراق و الإمبريالية : المشكل الحقيقي والمص ...
- مقدّمة كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته - / ال ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- إعادة صياغة برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللين ...
- حول - القوّة المحرّكة للفوضى - و ديناميكية التغيير ...النضال ...
- نظرة على الخلافات بين الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – ال ...
- هل يجب أن نجرّم المهاجرين أم يجب أن نساندهم ؟
- هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي المجرم يحطّم كوكبن ...
- مقدّمة كتاب : مقال - ضد الأفاكيانية - و الردود عليه / الماوي ...
- خلافات عميقة بين الحزبين الماويين الأفغاني و الإيراني - الفص ...
- النساء فى مواجهة النظام الأبوي الذى ولّى عهده : الرأسمالية – ...
- 8 مارس 2014 : لنناقش هذه المقولات لبوب أفاكيان رئيس الحزب ال ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ منهم عم ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ من هم ع ...
- مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - القيام بالثورة البروليتارية - الفصل الثالث من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -