أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - نظام إستغلال و إضطهاد عالمي - الفصل الأوّل من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -















المزيد.....



نظام إستغلال و إضطهاد عالمي - الفصل الأوّل من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 11:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نظام إستغلال و إضطهاد عالمي
الفصل الأوّل من كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته "


1- لم تكن الولايات المتحدة مثلما نعرفها اليوم لتوجد لولا العبودية .
الشيوعية و ديمقراطية جيفرسون ، 2008.

2- الآن ، طبعا ، لم تكن العبودية العامل الوحيد الذى لعب دورا هاما فى ظهور الولايات المتحدة كقوّة عالميّة يكمن أساس قوّتها الإقتصادية فى قوّتها العسكريّة . و عامل تاريخي كبير فى كلّ هذا كان سرقة الأرض ، على نطاق واسع ، من المكسيك و كذلك من السكّان الأصليين . لكن بالمقابل ، كان الجزء الكبير من تلك الأرض التى تمّ إحتلالها ، لمدّة طويلة من الزمن وصولا إلى الحرب الأهليّة ، كان على نطاق واسع يوظّف فى توسيع نظام العبودية . " تذكّروا آلامو " ، يقال لنا على الدوام . حسنا ، عديد " أبطال " آلامو كانوا من تجّار العبيد و مطاردي العبيد ...و كان توسيع نطاق النظام العبودي من أهمّ أهداف الحرب الشاملة مع المكسيك ، رغم أنّ تلك الحرب قد أدّت أيضا إلى توسّع النظام الرأسمالي المرتكز فى شمالي الولايات المتحدة نحو الغرب .
الشيوعية و ديمقراطية جيفرسون ، 2008.

3- جوهر ما يوجد فى الولايات المتحدة ليس ديمقراطية و إنّما رأسمالية - إمبريالية و هياكل سياسية تعزّز الرأسمالية - الإمبريالية . و ما تنشره الولايات المتحدة عبر العالم ليس الديمقراطية و إنّما الإمبريالية و الهياكل السياسية لتعزيز تلك الإمبريالية .
" الثورة " عدد 43 ، 16 أفريل 2006 .

4- لم تلعب العبوديّة دورا هاما وحسب فى التطوّر التاريخي للولايات المتحدة ، بل إنّ ثروة الولايات المتحدة و قوّتها اليوم تنهض على نظام عالمي من الإستغلال الإمبريالي الذى يطال مئات الملايين ، و فى النهاية ، المليارات من البشر فى ظروف بالكاد هي أفضل من ظروف عيش العبيد . و إن بدا هذا كأنّه إدعاء متطرّف أو بمالغ فيه ، فكّروا فى عشرات الملايين من الأطفال عبر ما يسمّى بالعالم الثالث الذين و هم يافعون جدّا يعملون تقريبا كّل يوم من أيّام السنة – على حدّ ما إعتاد العبيد فى مزارع الجنوب فى الولايات المتحدة قوله " منذ عدم إمكانيّة الرؤية صباحا ، إلى عدم إمكانيّة الرؤية ليلا " – إلى أن يُستهلكوا جسديّا ... هذه ظروف مشابهة جدّا للعبودية بأتمّ معنى الكلمة ... و هذا يشمل الهرسلة الجنسيّة الصريحة للنساء ، و عديد الإهانات الأخرى كذلك . كلّ هذا هو الأساس الذى ينهض عليه النظام الإمبريالي و الإمبريالية تجلس الآن على قمّته .
الشيوعية و ديمقراطية جيفرسون ، 2008.
5- من الشائع أن نسمع هذه الأيّام من موظّفى الحكومة و غيرهم أمّ واحد بالمائة فقط من السكّان يشكّل جيش الولايات المتحدة لكن هذا الواحد بالمائة يقاتل من أجل حرّية التسعة و تسعين بالمائة الباقين . و الحقيقة مع ذلك هي التالية : أوّلا الواحد بالمائة فى الجيش فى الواقع يقاتل من أجل الواحد بالمائة الآخر : الرأسماليّون - الإمبرياليّون الكبار الذين يسيّرون هذه البلاد – الذين يتحكّمون فى الإقتصاد و النظام السياسي و الجيش و وسائل الإعلام و المؤسسات المفاتيح الأخرى – و الذين يهيمنون على أجزاء كبيرة من العالم و يعيثون فيها فسادا متسبّبين فى عذاب أليم لمليارات الناس تماما . إنّها " حرّية " هؤلاء الرأسماليين – الإمبرياليين – حرّيتهم فى الإستغلال و الإضطهاد و النهب – هي التى يقاتل عمليّا هذا الواحد بالمائة فى الجيش من أجلها و أحيانا يموت أفراد منه من أجلها .
جريدة " الثورة " عدد 220 ، 9 سبتمبر 2010.

6- الإمبريالية تعنى إحتكارات و مؤسسات ماليّة ضخمة تتحكّم فى الإقتصادات و الأنظمة السياسية – و حياة الناس – و ليس فى بلد فقط بل عبر العالم قاطبة . الإمبريالية تعنى إضطهاد المستغِلّين الطفيليين لمئات الملايين من الناس و إجبارهم على العيش فى بؤس لا يوصف. و يمكن أن يتسبّب أصحاب رأس المال المالي فى جوع الملايين فقط بالضغط على زرّ حاسوب و بالتالي تحويل كمّيات هائلة من الثروة من مكان إلى آخر. و الإمبريالية تعنى الحرب – الحرب لإخضاع مقاومة المضطهَدين و تمرّدهم و الحرب بين الدول الإمبريالية المتنافسة – إنّها تعنى قدرة قادة هذه الدول على أن يملوا على الإنسانيّة دمارا لا يصدّق و ربّما دمارا شاملا ، بالضغط على زرّ .
الإمبريالية هي الرأمالية فى مرحلة حيث تناقضاتها الأساسيّة قد بلغت مستويات تفجّر هائلة . لكن الإمبريالية تعنى أيضا أنّه ستوجد ثورة – نهوض المضطَهَدين للإطاحة بالمستغِلين و الجلاّدين – و أنّ هذه الثورة ستكون صراعا عالميّا لكنس الوحش العالمي ، الإمبريالية .
" لنا عالم نربحه " .
جريدة " العامل الثوري " عدد 1032 ، 28 نوفمبر 1999
(نشرت المقولة أوّل ما نُشرت فى 1985).

7- يجعل الإمبرياليّون العرّابين يبدون مثل ماري بوبيتس[ ماري بوبيتس بطلة فلم غنائي - المترجم ] .
رصاصات من كتابات و خطابات وحوارات بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، 1985.

8- هناك رواية شبه رسميّة حول تاريخ و " عظمة " أمريكا تقول إنّ عظمة أمريكا هذه تكمن فى حرّية شعبها و ذكائه ، و فوق كلّ شيء فى نظام يشجّع هذه الصفات الإيجابية و يكافئها . الآن ، فى تعارض مع هذه الرواية شبه الرسميّة عن عظمة أمريكا الواقع هو أنّ – للعودة إلى مظهر جوهري لكلّ هذا – العبودية كانت جزءا ضروريّا من أساس " حرّية و إزدهار " الولايات المتحدة الأمريكية . و يدّعون أنّ مزيج الحرّية و الإزدهار لا يزال اليوم و بأشكال ما اليوم أكثر من أي زمن مضى ، هو الميزة الوحيدة و المصير و المهمّة الخاصين للولايات المتحدة و دورها فى العالم . و يقف هذا فى تناقض بكلّ معنى الكلمة مع واقع أنّه لولا العبودية ، لا شيء من هذا – و لا حتى الحرّيات الديمقراطية البرجوازية ، فما بالك بالإزدهار – كان ليكون ممكنا ، ليس فى جنوب الولايات المتحدة و حسب بل فى شمالها أيضا ، فى البلاد ككلّ و فى تطوّرها و ظهورها كقوّة إقتصاديّة و عسكريّة عالمية .
الشيوعية و ديمقراطية جيفرسون ، 2008.

9- إنّهم يتكلّمون على طريقة الأساقفة عن " المسؤوليّة " ... كيف أنّ غيابها يفسد الشباب و الناس عموما فى الولايات المتحدة . و يأكّدون أنّ الناس يجب أن يتولّوا مسؤوليّة الخيارات التى يتخذونها فى حياتهم . لكن لماذا تشمل الخيارات بالنسبة للذين يمثّلهم بينيت (+) على خيارات مثل ما إذا تغلق المصانع فى هذه المنطقة أو تلك و ما إذا يتمّ إستثمار المليارات فى المكسيك أو فى كوريا الجنوبيّة ، أو ما هي أنواع إجراءات التقشّف التى يجب فرضها على البيرو ، أو كيف تخاض الحرب ضد العراق ، أو متى يتمّ عزو الباناما أو هايتي ؟ بينما بالنسبة للناس فى بلد كالولايات المتحدة المنتمين إلى ما يشار إليه عموما ب" الطبقة الوسطى " يمكن أن تكون الخيارات بين القبول بإقتطاع فى الأجر أو خسارة الوظيفة، أو تقرير ما إذا وجب الإنغماس أكثر فى الديون لمساعدة أطفالهم على مواصلة الدراسة . و بالنسبة للملايين فى الغيتو و الأحياء فى الولايات المتحدة ، تشتمل الخيارات على أشياء من قبيل الحصول على منحة بطالة أو التحوّل إلى الجريمة – أو وجوب القتال فى واحدة من تلك الحروب التى تقرّر الطبقة الحاكمة خوضها .
و فى نفس الوقت ، فتاة شابة فى تيلندا – ربّما يكون عمرها 9 أو 10 سنوات – لها " خيار بين الإستعباد فى ظروف عمل سيّئة وخانقة فى مصانع ثياب أو ألعاب للتصدير إلى بلدان مثل الولايات المتحدة ، أو أن تجد نفسها مجبرة على الإلتحاق ببيوت الدعارة لتباع كجنس لرجال الأعمال المسافرين مناليابان و أوروبا و الولايات المتحدة !
إنّه النظام العالمي الرأسمالي – الإمبريالي و علاقاته الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و السياسيّة الإضطهادية هي التى شكّلت مختلف هذه الخيارات لمختلف الطبقات والمجموعات البشريّة .
الوعظ من منابر العظمة ، نحتاج إلى أخلاق لكن ليس إلى أخلاق تقليدية ، 1999.
(+) وليام بينيت منظّر إيديولوجي يميني كبير تولّى مناصبا مرموقة فى إدارات الجمهوريين .

10- أنظروا إلى جميع هؤلاء الأطفال الجميلين الإناث فى العالم . ففضلا عن كافة الفظائع الأخرى التى أشرت إليها ، بمعنى ما يتعرّض له الأطفال فى الأحياء الفقيرة و المدن القصديرية فى بلدان ما يسمى بالعالم الثالث ، و فضلا عن كافة الفظاعات التى تنصبّ على رؤوسهم – العيش عمليّا فى القمامة و خسارة مئات الملايين لإنسانيتهم و كأنّه مصير محتوم أمامهم نعم حتى قبل ولادتهم – هناك فى قمّة هذا بالنسبة للأطفال الإناث المولد ، فظائع كلّ ما ينجرّ ببساطة عن كونهنّ إناث فى عالم يهيمن عليه الذكور . و هذا صحيح ليس فى العالم الثالث فحسب ففى البلدان " المتقدّمة " مثل الولايات المتحدة كذلك وهو أمر تمسك به صراحة الإحصائيّات : يقع إغتصاب الملايين و تعامل الملايين الأخرى بشكل نمطي معاملة دونية و يغرّر بها و يحطّ من مكانتها و غالبا ما تعنّف من قبل من هم من المفروض أن يكونوا أكثر أبتهنّ حميمية ؛ و الطريقة التى يقع بها تخجيلهنّ و تصيّدهنّ و هرسلتهنّ متى بحثن عن ممارسة حقوق التوالد من خلال الإجهاض أو حتى التحكّم فى الولادات ؛ و تضطرّ العديد منهنّ إلى العمل بلادعارة و البرنوغرافيا ؛ و كلّ اللاتى لو لم يكن ذلك مصيرهنّ الخاص ، و حتى لو حقّققن بعض النجاح فى هذا "العالم الجديد " حيث من المفترض ألاّ توجد أيّة عراقيل أمام النساء – تقع محاصرتهنّ من كلّ صوب و نحب و و يقع شتمهنّ فى كلّ لحظة من طرف مجتمع و ثقافة تحطّ من شأن النساء ، فى الشوارع و المدارس و موقع العمل و المنزل يوميّا و بطرق لا تحصى و لا تعدّ .
التناقضات التى لم تحل قوّة محرّكة للثورة ، الجزء الثالث
" الخلاصة الجديدة و قضيّة المرأة : تحرير النساء و الثورة الشيوعية – مزيد القفزات و القطيعة الراديكالية "
" الثورة " عدد 194 ، 7 مارس 2010 .

11- تحدّد الحتمية من يخرج من الغيتو – و الآن ثمّة أسوأ الصيغ المبتذلة القديمة على كلّ مستوى . و هذا يشبه النظر إلى ملايين الناس يوضعون فى مفرمة لحم و عوض التركيز على واقع أنّ الغالبيّة العظمى تقطّع تقطيعا ، يتمّ التركيز على القلّة الذين ينجون و يبقون قطعة واحدة و فى قمّة كلّ ذلك ، يستخدمون ذلك ليقولوا إنّ " مفرمة اللحم " جيّدة !
" لعبة المدينة "- و المدينة ، لا لعب " ،
" الثورة " عدد 144، 5 أكتوبر 2008 .
(نشرت المقولة أوّل ما نُشرت فى 1983 ).
12- إن أردتم الحديث عن من يمتلك من – إن ظللتم تتذكّرون كلّ ما راكمه الرأسماليّون ( و كذلك مالكو العبيد ) من خلال كلّ العمل الذى أنجزه السود فى هذه البلاد و الإمتيازات التى ورثها الناس على ذلك الأساس – لم الإمبريالية الأمريكية ذاتها لم تك لتوجد كما هي اليوم لولا إستغلال السود فى ظلّ هذا النظام . و لا يعنى هذا أنّ إستغلال السود يمثّل الكلّ – لقد وُجد الكثير من الناس الآخرين الذين إستغلّتهم الطبقة الحاكمة فى الولايات المتحدة و عالميّا على حدّ سواء . لكن لم تكن الإمبريالية الأمريكية كما هي اليوم لولا إستغلال السود فى ظلّ العبودية و ثمّ بعد العبودية فى ظلّ نظام المزارعة و فى المصانع و أماكن أخرى فى نوع من الإضطهاد الشبيه بإضطهاد الكاست فى المدن .
" العبوديّة : الأمس و اليوم "
" الثورة " عدد 78 ، 11 فيفري 2007 .
( نشرت المقولة أوّل ما نشرت فى 1997 ) .

13- لا مزيد من الأجيال من شبابنا ، هنا وعبر العالم قاطبة ، الذين إنتهت حياتهم ، الذين قد خُتم قدرهم، الذين حُكم عليهم بالموت السابق لأوانه أو بالحياة فى بؤس و وحشيّة ، الذين حدّد النظام مصيرهم بالإضطهاد و النسيان ، حتى قبل أن يولدوا .
أقول لا مزيد من هذا .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .

14- الآن ، أستطيع ببساطة أن أستمع إلى المجانين الرجعيين يقولون : حسنا ، يا بوب ، أجبنا عن هذا السؤال . إن كان هذا البلد فظيعا جدّا ، لماذا يهاجر إليه الناس من كافة بلدان العالم ؟ لماذا يحاول عدد كبير من الناس دخوله و ليس الخروج منه ؟ " ... لماذا ؟ سأقول لكم لماذا . لأنّكم دمّرتم بقيّة العالم بشكل أسوأ حتى ممّا فعلتموه فى هذا البلد . لقد جعلتم من غير الممكن لعديد الناس أن يعيشوا فى بلدانهم الخاصة كجزء من كسيكم الثروات و القوّة .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
15- لكن ، كما تعلمون ، لا تزال للرأسمالية حاجياتها العالمية و داخل الولايات المتحدة ، لذا تجلب إلى داخلها هذه الموجات من المهاجرين و تستغلّهم و تعيد كتابة التاريخ أو تمحيه و تحوّلهم إلى أعداء بعضهم لبعض . لا تقول لهؤلاء المهاجرين الذين يشاهدون الكثير من السود الذين طردوا من عملهم و هم يتسكّعون فى أركان الشوارع " بالمناسبة ، مرّ أولئك الناس عبر كامل هذه السيرورة قبل بضعة أجيال ؛ و الآن تجدونهم فى موقع مختلف و نحن نأتى بكم حتى نستطيع إستغلالكم لأنّ ديناميكية النظام مضت على هذا النحو و طوّرنا سياسة فى علاقة بذلك . " لا ، لا يقولون لهم ذلك .
" قسم الأسئلة و الأجوبة من الخطابات السبعة لبوب أفاكيان " ، 2006 ،
مقتطف نسخ و نشر فى " الثورة " عدد 78 ، 11 فيفري 2007 .

16- و الآن ، تشاهدون هؤلاء المجانين يقفون مثل أولئك أصحاب مزارع تربية الماشية و كلّ هذا الرهط من القرف و يمكن أن تتصوّروا حروف " دابل يو" هناك فى مزارعهم . و يقولون أشياء من مثل " أنا رجل صنعت نفسي بنفسي . لم يعطيني أيّا كان أيّ شيء . قمت بكلّ شيء بنفسي". نعم ، أنت " رجل صنع نفسه بنفسه " و كلّ الثياب التى ترتديها ، كلّ ما تستعمله صنعه أناس آخرون . و الآلات التى تقود و البندقية التى تملك صنعها أناس آخرون . كلّ ما لديك و ما تستخدمه صنعه أناس آخرون . و بالضبط الآن ، انت تستغلّ المهاجرين المكسيكيين على مزرعتك . و أنت تجلس على أرض تمّت سرقتها من السكّان الأصليين فى المقام الأوّل . لكنّك " رجل صنع نفسه بنفسه " .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .

17- فى المدة الأخيرة ، كنت اطالع مقالا عنوانه " نزع سلاح الصور " حول معرض للفنّ من أجل نزع السلاح ، أقيم فى بدايت ثمانينات القرن العشرين . و لاحظت أن مؤلف هذا المقال يُشير إلى أنّه وفق " قاموس وايستار العالمي الثالث " ، إسم " بيكيني " المطلق على لباس الإستحمام مأتاه مقارنة " تأثيرات إمرأة شبه عارية بتأثيرات القنبلة الذرّية " . و عندما تفكّرون فى هذا ، و تفكرّون فى الوفاة الفظيعة و الدمار و بتر الأعضاء و العذابات الحيّة قبل الوفاة التى تسبّبت فيها القنابل الذرّية التى ألقاها الولايات المتّحدة على اليابان ،و فى ما سينتج عن الأسلحة النوويّة الأقوى بكثير التى يمتلكها هؤلاء الوحوش اليوم ، عندما تفكّرون فى كلّ هذا ، و تفكّرون فى أسباب إطلاق إسم البيكيني بعد ذلك ، و ما هو نوع النظرة إلى البناء التى يروّج لها هذا – هل تحتاجون إلى أي دليل آخر عن مدى مرض هذا النظام و مدى مرض الثقافة السائدة التى يُنتجها و يروّجها ؟
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
18- لم يكن السود ، الشباب منهم ، بسراويلهم المعلّقة إلى الأسفل حول ركبهم وقبّعاتهم إلى الوراء و هم يختالون ، و الكثير من ذلك يعجبنى ، لم يكونوا هم الذين تحصّلوا على شغل أخرجهم من الغيتو . و الذين تعجّ بهم السجون و الذين يشكّلون عصابات لم يكونوا أولئك الذن تحصّلوا على شغل و إنتقلوا من هناك . لم يكونوا أولئك الذين عندما ذهب السود يبحثون عن شغل ، نقلوهم من مكان لآخر عبر العقود وعاملوهم بميز و طلبوا الشرطة لتهرسلهم و تجعل من الصعب جدّا عليهم الحصول على شغل و الحفاظ عليه فى ظلّ هذه الظروف .
لا شيء من هذا فعلته الجماهير التى إختار بيل كوسبي بشكل رخيص جدّا أن يهاجمها على هذا النحو . تلك كانت ظروف ناجمة عن ديناميكية المراكمة الرأسمالية ببعدها العالمي و كذلك فى البلاد و عن سياسات واعية لسياسيي الطبقة الحاكمة فى إنسجام مع هذا .
" المحافظة و الأصولية المسيحيّة و الليبرالية و الأبويّة ...بيل كوسبي و بيل كلينتون ... ليس كلّه " صحيح" بل كلّه خاطئ ! " ، مقتطف من :
سبعة خطابات لبوب أفاكيان .

19- تتحكّم البرجوازية ( الطبقة الرأسمالية ) فى نظام تجبر فيه الحاج الناس – السير و الديناميكيّة الجوهريين لذلك النظام الرأسمالي – على التنافس بآلاف الطرق ، و هذا النظام أيضا بآلاف الطرق يشجّع و يجازى الأنانيّة و البقاء على قيد الحياة و إن أمكن الإزدهار على حساب الآخرين . " الناجي " ! فكّروا فى موضوع ذلك البرنامج التلفزي و ما يروّج له . فى الولايات المتحدة خاصّة ، يتخذ كلّ هذا شكل منتهى الفرديّة و إلى جانب ذلك ، إحتفال منفّر ب " الفائزين " و تشويها لسمعة " الخاسرين " – لا أحد فى حاة إلى الخاسر أمّا الفائز فتغدق عليه الغنائم . فى كلّ ركن من أركان المجتمع يجرى التشجيع على هذه القيم و هذه النظرة للعالم – خدمة للنظام الرأسمالي – و يتمّ نشرها على نطاق واسع فى وسائل الإعلام و الثقافة عامة التى تتحكّم فيها و تهيمن عليها نفس الطبقة البرجوازية الحاكمة . و إن لم يكن ذلك كافيا ، يتمّ دعم سير هذا النظام ، بعد كلّ شيء ، من قبل السلطة العسكرية للدولة ،مجسّدة حكم الطبقة الرأسمالية عينها ، و فارضة و معيدة فرض سير هذا النظام و كيف تحثّ و بعديد الوسائل تفرض بالقوّة على الناس على أنّ يفكّروا فقط ، أو غالبا و قبل كلّ شيء آخر ، فى النفس و فى الصراع المستمرّ لكسب الإمتيازات على حساب الآخرين .
و ثمّ ، مع سريان كلّ هذا ، البرجوازية و المنظّرون و الفلاسفة السياسيون ( مثلما هم ) و كذلك المعلّقون و شتّى النقّاد وغيرهم من " صانعي الآراء " الذين يعبّرون عن نظرة البرجوازيّة ، ينشرون بلا هوادة " الكشف اللامع " أنّه فى هذا ، غالبيّة الناس أنانيين ! و هذا ليس كلّ شيء : إنّهم يدّعون بلا توقّف أنّ هذا طابع إنساني أو " طبيعة إنسانية " عالميّة و غير قابلة لتغيّر – ما يجعل ذلك أصلا النظام الممكن الوحيد هو ذات النظام الذى يفرز هذه " الطبيعة الإنسانية " و يأبّدها !
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الأوّل
" الثورة و الدولة " ، " الثورة " 2011.

20- مثال قد ذكرته قبلا ... هو مسألة " الحقّ فى الأكل " . أو لماذا ، فى الواقع ، فى ظلّ هذا النظام ، لا وجود ل " الحقّ فى الأكل " . الآن ، يمكن أن ينادي الناس ب " الحقّ الأكل " ، لكن لا وجود لمثل هذا الحقّ مع سير هذا النظام . ليس بوسعهم عمليّا تطبيق ذلك كحقّ نظرا لديناميكيّة الرأسمالية و الطريقة التى بها تخلق البطالة ، مثلما رأينا ذلك محسّما بشكل جدّ دراماتيكي فى الآونة الأخيرة . إنّها تخلق تفقيرا كبيرا و نحافظ عليه . ( إلى درجة معيّنة ، حتى بينما هناك فقر مهمّ فى البلدان الإمبريالية ، وهو إلى درجة معيّنة ملتوى و مقنّع بمدى الطفيليّة هناك ؛ الإمبريالية " تغذّى " أقصى إستغلال للناس فى ما يسمّى بالعالم الثالث بوجه خاص ، و بعض " الغنائم " من هذا " التغلغل " بطرق مهمّة للفئة الوسطى خصوصا . لكن إن نظرتم إلى العالم ككلّ ، فإنّ الرأسماليّة تخلق تفقيرا هائلا و تحافظ عليه ).
العديد و العديد من الناس ليس بوسعهم أن يجدوا ما يكفيهم للأكل و ليس بوسعهم أن يأكلوا بطريقة تسمح لهم بأن يكونوا فى صحّة جيّدة – و عموما ليس بوسعهم أن يحافظوا على الظروف التى تجعلهم فى صحّة جيّدة .لذا حتى بالنظر إلى شيء أساسي مثل " حقّ الأكل " – ليس بوسع الناس أن يحصلوا على ذلك الحقّ فى ظلّ الرأسمالية . إن أعلنتم ذلك كحقّ ، و إن عمل الناس على هذا الأساس و ببساطة شرعوا فى الذهاب إلى حيث يُباع الغذاء كسلعة ويصرّحون " لدينا حقّ أكثر جوهريّة من حقّهم فى توزيع الأشياء كسلع و فى مراكمة رأس المال – لدينا حقّ الأكل " – و إن شرعوا فى أخذ الطعام ، عندئذ تعلمون ما الذى سيحصل ، و ما حصل كلّما فعل الناس هذا : اللصوص أطلقوا عليهم النار فى الشوارع " .
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الأوّل
" الثورة " عدد 218 ، 28 نوفمبر 2010 .

21- يمكن أن تفكّروا فى هذا بمعنى السياسة و الدولة : إذا لم يكن لديكم ليس قوانين وحسب بل جهاز قمع دولة بقوات مسلّحة ، و شرطة و محاكم و سجون و بيروقراطيّات و تسيير إداري - إذا لم يكن لديكم ذلك ، كيف ستحافظون على العلاقات الإجتماعية الأساسية التى تتناسب مع ذلك ؟ كيف ستحافظون على هيمنة الرجال على النساء ، و هيمنة بعض القوميّأت أو " الأعراق " على الأخرى ، إذا لم يكن لديكم بناء فوقي لفرض ذلك ، أو إذا لم يكن البناء الفوقي - السياسة و الإيديولوجيا و الثقافة التى تروّج و الأخلاق التى تروّج فى صفوف الناس - لا يتناسب مع هذه العلاقات الإجتماعية و جوهريّا العلاقات الإقتصادية ؟ مرّة أخرى ، لن تقدروا على الحفاظ على النظام و إستقرار النظام و سيره .
هذا هو السبب الأساسي لمذا نظام من هذا النوع لا يمكن أن يُصلح . و هذا يعود إلى نقطة فى خطاب الثورة حول الأنظمة و كيف أنّ لها بعض الديناميكية و " القوانين " . ليس بوسعكم مجرّد لعب أيّة ورقة تريدون فى لعبة ورق أو تساقط لعبة الدومينو فى أي وقت و أي مكان تشاؤون ، لأنّ الأمر برمّته سيغدو منحلاّ . و ليس بوسعكم الحصول على أيّة ظاهرة هامة و علاقات تعاون إقتصاديّة فى نظام يسير وفق ديناميكية الإنتاج و التبادل السلعي فيه قوّة العمل نفسها ، القدرة على العمل ، سلعة .
سيتحدّث الكثير من الإشتراكيين الديمقراطيين الإصلاحيين بهذه الكلمات : " لتكن لدينا ديمقراطية حقيقيّة فى البناء الفوقي " ( عادة لا يستعملون كلمات مثل " البناء الفوقي " ، لكن هذا هو جوهر ما يعنونه ) و ثمّ سيقولون : " على ذلك الأساس لنجعل الإقتصاد " ديمقراطيّا " " . ما الذى سيحصل لو حاولتم تطبيق " عمليّة دمرقرطة " القاعدة الإقتصاديّة ؟ ستظلّ تلك القاعدة الإقتصاديّة تسير على أساس و ستظلّ مدفوعة بفوضى الإنتاج و التبادل السلعي و فيه مرّة أخرى ، قوّة العمل هي أيضا سلعة – فى الواقع ، أكثر السلع أساسية فى العلاقات الرأسمالية و المجتمع الرأسمالي –و سرعان ما ستسقط " عمليّة دمقرطة " الإقتصاد سقوطا كاملا لأنّ ديناميكيّة الإنتاج و التبادل السلعي ستعنى أنّ البعض سيكون أفضل من الآخرين و أنّ البعض سيتغلّبونعلى الآخرين – إضافة إلى وجود المجال العالمي برمّته حيث كلّ هذا سيكون مستمرّا .
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الأوّل
" الثورة " عدد 218 ، 28 نوفمبر 2010 .

22- فى عالم يتميّز بإنقسامات طبقية ولامساواة إجتماعية عميقين ، الحديث عن " الديمقراطية " دون الحديث عن الطبيعة الطبقية لهذه الديمقراطية ، بلا معنى وأسوأ. طالما أنّ المجتمع منقسم إلى طبقات ، لن توجد " ديمقراطية للجميع " : ستحكم طبقة أو أخرى وستدافع عن وتروّج لهذا النوع من الديمقراطية الذى يخدم مصالحها و أهدافها. المسألة هي : ما هي الطبقة التى ستحكم وإذا ما كان حكمها ونظام ديمقراطيتها، سيخدم تواصل أو فى النهاية القضاء على الإنقسامات الطبقية و علاقات الإستغلال والإضطهاد و اللامساواة المتناسبة معه .
مقولة مثلما وردت فى القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري - الولايات المتحدة الأمريكية ،2008.
(نشرت المقولة أوّل ما نشرت فى 2004 ).

23- عندما يكون إحتكار السلطة السياسية – و بطريقة ركّزة إحتكار " شرعية " القوّة المسلّحة - بأيدى مجموعة فى المجتمع و هذه المجموعة تقصى الآخرين من هذا الإحتكار للسلطة و القوّة عندئذ هذه دكتاتورية المجموعة – أو الطبقة – الحاكمة بغضّ النظر عن ما إذا كانت أو لم تكن تلك المجموعة تسمح للذين تقصيهم من السلطة و الذين فى الواقع هي تحكمهم ، بالمشاركة فى إنتخابات ليصوّتوا لممثّلين مختلفين للطبقة الحاكمة ،مثلما يحصل فى الولايات المتحدة و فى عدد من البلدان الأخرى . إنّ الحكم السياسي فى الولايات المتحدة بقطع النظر عن وجود أو عدم وجود طغيان مفضوح أو مقنّع ، هو وكان دائما دكتاتوريّة برجوازية ، دكتاتورية الطبقة الرأسمالية الحاكمة ( أو ، فى التاريخ الحديث للولايات المتحدة ، قبل الهزيمة وإلغاء نظام العبوديّة من خلال الحرب الأهليّة ، ما وُجد كان دكتاتورية الطبقات الحاكمة ، مالكو العبيد و كذلك الطبقة الرأسمالية ، أو البرجوازية ).
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية – الجزء الأوّل
" تجاوز الأفق الضيّق للحقّ البرجوازي "
" الثورة " عدد 106 ، 28 أكتوبر 2007 .
24- دور الشرطة ليس خدمة الناس و حمايتهم . إنّه خدمة النظام الذى يحكم الناس و حمايته . فرض علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، و ظروف الفقر و البؤس و الخزي الذى دفع إليها هذا النظام الناس وهو مصمّم على إبقائهم فيها . إنّ القانون و النظام اللذان تطبقهما الشرطة مع كلّ العنف و القتل هما القانون و النظام اللذان يفرضان كلّ هذا الإضطهاد و الجنون .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .

25- يا له من عالم ! يا له من نظام و يا لها من طبقة حاكمة حيث يسمح " لشباب فكر خلق الأرض " ومعتلّى العقل من الرجعيين الآخرين أن يأن يأثّروا تأثيرا كبيرا فى ما يدرّس فى المعاهد الحكوميّة – و على ما يبدو لا سلطة سياسيّة أعلى ( للطبقة الحاكمة ) تنوى أو تقدر على قطع خطوة أوالتصريح و العمل بصورة حاسمة للتأثير فى أن هذا لا يمكن أن يسمح به و لن يسمح به ، و أنّه ببساطة غير مسموح به لمجانين خطرين مثل هؤلاء أن يتمّ تشجيعهم كسياسة عامة و للناس الذين يشجّعون هكذا جنون على أن يحتلّوا مواقع مأثّرة فى أجهزة أخذ القرار .

و كلّ هذا يوفّر مع ذلك مثالا عميقا آخر عن كون هذه الطبقة الحاكمة موضوعيّا فقدت أيّ حقّ فى الحكم و فى تحديد توجه المجتمع – و فى التأثير كبير التأثير فى مسار العالم و مصير الإنسانيّة ككلّ .

" بعض الملاحظات حول ثقافة الحروب : كتب التدريس و الأفلام و التراجيديّات الشكسبيريّة المتصنّعة و الأكاذيب المحضة "
" الثورة " عدد 198 ، 11 أفريل 2010 .

26- مثلما قلت فى عديد المناسبات : يتعيّن أن لا يسمح لهؤلاء الرجعيين أن يستعملوا حتى نعت " المحافظين " لوصف أنفسهم . يتعيّن أن نقول : " محافظون أبدا ، هؤلاء الناس نازيّون " .
الحرب الأهليّة القادمة و إعادة الإستقطاب من أجل الثورة فى العصر الراهن ،
" الثورة " عدد 2 ، 15 ماي 2005.

27- و فى أعظم البلدان الممكنة هذا ، رغم القرار الحديث للمحكمة العليا التى نقضت أخيرا قانون اللواط فى التكساس الذى يجعل من إقامة شخصين من نفس الجنس علاقة جنسيّة مع بعضهما جريمة - رغم قرار المحكمة العليا بنقض ذلك ، يظلّ واقعا أنّ أولئك الذين لا يتماشي توجّههم الجنسي مع علاقات الهيمنة بين الذكر و الأنثى أو الذين بشكل أو آخر لا تنطبق عليهم الصور النمطيّة لما يفترض أن يكونه الرجل و تكونه المرأة فى هذا المجتمع - يتمّ إضطهادهم و التمييز ضدّهم بقساوة و يتعرّضون عادة لهجمات خبيثة و عنيفة .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .

28- ما نراه فى نزاع هنا هو الجهاد من جهة و ماك العالمية / ماك الحرب من جهة أخرى و هو نزاع بين شريحة ولّي عهدها تاريخيا ضمن الإنسانية المستعمَرة و المضطهَدة ضد الشريحة الحاكمة التى ولي عهدها تاريخيا ضمن النظام الإمبريالي . و هذان القطبان الرجعيان يعزّزان بعضهما البعض ، حتى و هما يتعارضان . و إذا وقفت إلى جانب أي منهما ، فإنك ستنتهى إلى تعزيزهما معا . و فى حين أنّ هذه صيغة مهمّة جدّا و حيويّة فى فهم الكثير من الديناميكية التى تحرّك الأشياء فى العالم فى هذه المرحلة ، فى نفس الوقت ، يجب أننكون واضحين حوا أي من " هذين النموذجين الذين عفا عليهما الزمن " قد ألحق أكبر الضرر و يمثّل أكبر تهديد للإنسانيّة : إنّه الطبقة الحاكمة للنظام الإمبريالي التى عفا عليه الزمن تاريخيّا ، و بوجه خاص إمبرياليّو الولايات المتحدة .
التقدّم بطريقة أخرى
" الثورة " عدد 86 ، 29 أفريل 2007 .

29- هذا النظام و أولئك الذين يتحكّمون فيه غير قادرين على إنجاز تطوّر إقتصادي لتلبية حاجيات الناس الآن بينما يوازنون ذلك مع حاجيات الأجيال المستقبليّة و متطلّبات صيانة البيئة . لا يعيرون أي إنتباه للتنوّع الثريّ للأرض وأنواع الكائنات التى تعيش عليها و للكنوز التى ينطوى عليها ذلك بإستثناء أينما و متى إستطاعوا أن يحوّلوا ذلك إلى أرباح لهم ... هؤلاء الناس لا يستحقّوا أن نحملهم مسؤوليّة العناية بالأرض .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .

30- و مثلما نعلم ، لديهم دائما أعذار . من يحكمون بهذه الطريقة يجب أن تكون لديهم الكثير من التبريرات . الطبقة الحاكمة و مدّاحوها فى هذه البلاد يقولون : " كان علينا القيام بأشياء معيّنة – تنظيم إنقلاب و وضع بينوتشى فى السلطة فى الشيلي ، والقيام بالشيء نفسه فى غواتيمالا و أندونيسيا و إيران و أماكن أخرى – بسبب الشرّ الأكبر ، كما ترون " . " كنّا نحارب الشرّ الأكبر " هي جملة يعيدونها كالقرص المشروخ . و اليوم الشرّ الأكبر هو الأصولية الإسلامية أو " الإسلام الفاشي " . و فى السابق كان أشكالا أخرى من " الكليانيّة " – و طبعا الشيوعية بوجه خاص .

حسنا ، تاركين جانبا للحظة التشويهات و الإفتراءات المتّصلة بالشيوعية و الحركة الثورية و تجربة الدول الإشتراكية عمليّا ، لتنفحّص هذه الحجّة . حسنا إذن و ماذا عن الفليبين ؟ لقد غزوتم الفليبين فى نهاية القرن التاسع عشر ،و تنكّرم لوعودكم لشعب الفليبين الذى كان يقاتل فى سبيل الإستقلال ، وخضتم حربا عدوانيّة لإختلال الفليبين و نظّمتم مجزرة فى حقّ الشعب الفليبيني راح ضحيّتها مئات الآلاف و قمتم بفظائع لا توصف فى الأثناء – و ليس فحسب قتل الناس بل التجوّل بأجزاء من أجساد الذين قتلتم و كلّ ما إلى ذلك ممّا يميّز قواتكم المسلّحة . أين كان الإتحاد السوفياتي حينها ؟ أين كانت جمهورية الصين الشعبيّة لما قمتم بذلك ؟ لم يوجدا بعدُ حتى .

أو لنمضى أكثر إلى الوراء . ماذا عن الإبادة الجماعيّة للسكّان الأصليين ( الشعوب الأصليّة على هذه القارة ) ؟ ماذا عن إستعباد الأفارقة بالملايين و الملايين و جميع إنعكاسات ذلك ؟ خمّنوا ماذا ؟ كارل ماركس لم يولد بعدُ لمّا شرعوا فى القيام بذلك .

إجابتكم بأنّكم قمتم بتلك الأشياء ردّا على الشرّ الأكبر ليست سوى تغطية على الحقيقة الجوهريّة : لا أودّ أن أستعمل كلمة شرّ ( خاصة لدلالتها أو " صداها " الديني ) لكن إن كان لها أي معنى فالشرّ أنتم . أنتم و نظامكم تجسّدون فى العالم المعاصر الفظائع التى عرفتها الإنسانية و السبب الجوهري لما تعرفه الإنسانية من فظائع. و قد كرّستم هذا لقرون الآن – لقد كرّستموه منذ نشأة هذه البلاد ( و فى فترة الإستعمار و الغزو الأوروبي الذى أدّى إلى قيام هذه البلاد ).
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية – الجزء الأوّل
" الثورة " عدد 112، 16 ديسمبر 2007 .

31- إن كنت تستطيع تصوّر عالم دون أمريكا – دون كلّ ما تقف وراءه أمريكا و كل ما تفعله فى العالم – عندئذ تكون بعد قد قطعت أشواطا كبيرة و شرعت فى الحصول على لمحة عن عالم جديد تماما . إذا كنت تستطيع تصوّر عالم دون إمبريالية و دون إستغلال و إضطهاد – و كلّ الفلسفة التى تعقلنه – عالم دون تقسيم إلى طبقات أو حتى إلى أمم مختلفة و دون الأفكار التى تسنده الضيقة الأفق و الأنانية و التى عفا عليها الزمن ؛ إذا كنت تستطيع تصوّر كلّ هذا ، عندئذ سيكون لديك أساس للأممية البروليتارية . و حين تكون قد رفعت آفاقك إلى كلّ هذا ، كيف يمكنك ألاّ تشعر بضرورة المشاركة النشيطة فى النضال العالمي التاريخي فى سبيل تحقيق ذلك ؛ لماذا سترغب فى خفض الآفاق لأجل أي شيء آخر ؟
" الثورة " عدد 169 ، 28 جوان 2009 .
( نشرت المقولة أوّل ما نشرت فى 1985).













إضافة إلى الفصل الأوّل
======================================
إصلاح أم ثورة
مسألة توجّه ، مسألة أخلاق
" الثورة " عدد 32 ، 29 جانفي 2006 .
ملاحظة الناشر : فيما يلى مقتطف من خطاب ألقاه بوب أفاكيان أمام مجموعة من أعضاء الحزب و مسانديه فى 2005 .
حين تنهضون ضد البون الشاسع الموجود عادة و حتى عامة بين ظروف الجماهير الشعبية و عذاباتها من جهة ، و ما أنتم قادرون على فعله بهذا الشأن فى أيّة نقطة - حين تنهضون ضد ذلك بصفة متكرّرة ، يشعر كلّ فرد بإندفاع معيّن يعبّر عن نفسه بمعنى أخلاقي : كيف يمكنكم الوقوف لمشاهدة ذلك و عدم القيام بشيء بصدد ما يحدث للجماهير الشعبية ؟ و مثلما قلت فى عدّة مناسبات ، أكنّ إحتراما كبيرا للذين يفعلون أشياء مثل التطوّع للعمل مع الأطبّاء بلا حدود. لكن الواقع هو أنّه بينما يقومون بما يقومون به ، و حتى مع ما يقدّمونه من خدمات جيّدة ، يقع إحتياحه و يبتلعه تسونامي العذاب ( كإستعارة و أحيانا بمعنى حرفيّ ) الذى تتسبّب فيه قوى موضوعيّة أكبر .
لمّا كنت أصغر سنّا ، كنت أفكّر فى أنّ أصبح طبيعا أو محاميا ، ليس لجمع المال و ركوب سبقا لعبة الغولف و إنّما لأنّى كنت أعلم أنّ هناك العديد من الناس الذين يحتاجون إلى عناية طبّية جيّدة و ضحايا لما يسمّى بالنظام القانوني و الذين يمكن أن يستخدموا محامي دفاع يكون حقّا محاميا و مقاتلا من أجلهم. لكن عند نقطة معيّنة توصّلت إلى فهم أنّه بينما سأكون أساعد بضعة أناس ، و حتى إن كرّست نفسي إلى ذلك قلبا و قالبا ، فإنّ أعدادا أكبر بكثير من الناس سيجدون أنفسهم فى موقع الحاجة إلى هذه الخدمات - أبعد بكثير من ما أستطيع أنا و آخرين القيام به لمساعدتهم – و سيظلّ ببساطة يأبّد إلى ما لا نهاية ، و ستسوء أكثر الأمور. و لمّا تفهمون هذا ، لا يمكن أن تنظروا إلى أنفسكم فى المرآة و لا تفعلوا شيئا أقلّ ممّا قهمتموه ، لتكونوا صرحاء و تمضون فى إتّباع مبادئكم الخاصة .
لذا ، نعم ، هناك بُعدٌ أخلاقي هنا. كيف يمكنكم الجلوس جانبا و مشاهدة الناس يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية ضدّها ، ليس فى ما يسمّى بالعالم الثالث و حسب ، بل بالضبط فى الشوارع القريبة منكم ؟ كيف يمكن أن " تقبعوا جانبا " ؟ كيف يمكن أن لا تحاولوا فى الحال القيام بشيء بهذا الشأن ؟ لكن الأخلاق إنعكاس فى النهاية لنظرات طبقيّة . إنّها إنعكاس لفهمكم للواقع ، ما يتخذ بمعى نهائي و جوهري تعبيرا طبقيّا فى المجتمع الطبقي . و هناك أخلاق تتناسب ليس مع الإصلاحيّة و مجرّد البحث عن تلطيف ظروف عيش الجماهير الشعبيّة و عذاباتها – ليس مجرّد معالجة بعض ، و فقط بعض ، مظاهر ذلك العذاب - و إنّما إجتثاث و تحطيم أسباب ذلك العذاب . و تتناسب هذه الأخلاق مع فهم ثوريّ ، فهم أنّه ليس بوسعنا إلغاء عذاب الجماهير ، و فى الواقع ستزداد سوءا ، طالما ظلّ هذا النظام الرأسمالي - الإمبريالي قائما .
وهذا لا يعنى أنّه من غير المهمّ أننعالج إنتهاكات خاصّة أو أنّ مقاومة الجماهير لأشكال معيّنة من الإضطهاد ليست ذات أهمّية . لا أبدا . النقطة الأساسية التى شدّد عليها ماركس صحيحة بعمق : إن لم تقاتل الجماهير و تقاوم إضطهادها ، حتى بأقلّ من الثورة ، ستسحق و تتقلّص إلى جماهير محطّمة و ستكون غير قادرة على النهوض من أجل أي شيء أرقى . لكن ، و كمسألة توجّه أساسي ينبغى أن نستوعب بصلابة حقيقة أنّه بالرغم من أفضل الجهود وأكثرها بطولة وتضحية بالذات، من غير الممكن ، فى إطار هذا النظام ، حتى أن نخفّف حقّا ، فما بالك بأ نلغي ، العذابات و أسباب عذابات الجماهير الشعبية . و يجب أن تنبع أخلاقنا من ذلك .
دعوني أعقد مقارنة . لنقل إنّكم عدتم إلى عدّة قرون سابقة ، من قبيل ما جاء فى " كونتيكات يانكي فى مجلس الملك أرثور ". لنقل فى هذه الحال إنّكم عدتم إلى زمن الأوبئة التى إجتاحت أوروبا و أصابت أعدادا هائلة من سكّانها . و أكثر ما يعرفه الناس حينها هو محاولة عزل الضحايا لمدّة أربعين يوما و البقاء بعيدين عن المصابين بالوباء . عندئذ ، مشاهدين كافة هؤلاء الناس يموتون جرّاء الوباء ، إن كنتم بشرا طيّبى القلب لعلّكم ستأخذون مناشفا مبلّلة وتضعونها على جبين الذين يموتون ، أو تتخذون خطوات أخرى لمحاولة التقليص من درجة عذابهم . و ربّما قد تقومون بما فى وسعكم لمنع المرض من الإستشراء . لكن لنقل إنّكم كأشخاص من الزمن الحاضر ، تعرفون أن الوباء يمكن عمليّا معالجته بسهولة تماما ، بالمضادات الحيويّة ، إن أُعطيت فى أوانها . و بمزيد توسيع المقارنة و تعميقها ، لنتصوّر أنّه بشكل ما وُجدت مضادات حيويّة فى ذلك الزمن – طبعا فى الواقع لم توجد المضادات الحيويّة و لم يتطوّر الفهم العلمي ليُنتج مضادات حيويّة إلى وقت أكثر حداثة ، لكن لنقل إنّه بشل ما وجدا أيضا المضادات الحيويّة حينها : و لنضع ضمن السيناريو الذى ننسج يعض الناس الآخرين الذين عادوا هو أيضا إلى ذلك الزمن و حملوا معهم كمّية هائلة خبّؤوها من المضادات الحيوية تستطيع أن تمنع وفاة الملايين التى تسبّب فيها الوباء قبل عدّة قرون . غير أنّ هؤلاء المسافرين الآخرين فى الزمن كانوا يحتكرون ملكيّة هذه المضادات الحيويّة و نظّموا و موّلوا قوّة عسكريّة من قطّأع الطرق لحراسة هذه المضادات الحيويّة المخبّاة و كانوا يرفضون توزيع أي من هذه المضادات الحيوية إن لم يحقّقوا أرباحا بواسطتها ، بتحديد سعر لا تستطيع غالبية الناس توفيره .
الآن ، و قد عرفنا كلّ هذا ، وفق أية طريقة سنقدّم أفضل خدمة للناس : مواصلة وضع المناشف على جبين المصابين بإرتفاع الحراراة أن تنظيم صفوف الناس فى عاصفة هوجاء حيث بقع كنز المضادات الحيويّة و إفتكاكها وتوزيعها على الناس ؟
و هذا هو، إعتمادا على المقارنة ، الإختلاف الجوهري بين الإصلاح و الثورة . وتنبع أخلاقنا من فهمنا لهذا . نعم ، من العسير جدّا رؤية الجماهير تتعذّب و غير قادرة على وضع حدّ لهذا العذاب ، فى الوقت المناسب ؛ و نعم ، ينبغى أن ننظّم الجماهير لتقاتل هذا الإضطهاد و الطرق التى يتسبّب بها هذا النظام فى عذابهم ؛ لكن إن فهمنا حقّا أين توجد " المضادات الحيويّة " و من يكنزها و يحتركرها و يحوّلها إلى أداة للربح ، إلى رأسمال و ما الذى يمنع الجماهير الشعبية من بلوغ هذه المضادات الحيوية ، عندئذ مسؤوليّتنا هي قيادة الجماهير لتنهض و تفتكّ هذه الأشياء و توزّعها فيما بينها.
ودغوني أشدّد مجدّدا : يمكن أن تعجبنى و فعلا تعجبنى أخلاق الذين يرغبون فى التخفيف من العذابات ( ولا يرون أبعد من ذلك ) لا يتعيّن بأي شكل أن نزدري هؤلاء الناس – الذين يقومون بأشياء مثل وضع الماء فى الصحراء للمهاجرين الذين يعبرون قادمين من المكسيك – يتعيّن أن نقدّرهم و أن نتوحّدمعهم – لكن ذلك لا يوفّر الحلّ الجوهري لذلك المشكل الخاص من عذاب هؤلاء المهاجرين و ما يدفعهم إلى مغادرة مواطنهم فى المصاف الأوّل ، و ليس بوسعه أن يُلغي كافة الطرق الأخرى التى يتمّ من خلالها عبر العالم إضطهاد الجماهير الشعبية و التسبّب لها فى العذابات . أو من جديد ، فى حين أكنّ الإعجاب للذين يتطوّعون لأشياء مثل أطبّاء بلا حدود ، فإنّهم إن قالوا "هذا منتهى ما يمكن لأي شخص أن يفعله ، لا يمكن فعل أي شيء آخر " ، سيترتّب علينا أن نخوض معهم بمبدئيّة صراعا حادا جدّا حتى بينما نتوحّد معهم و نعجب بروحهم لأنّه موضوعيّا ليس صحيحا أنّ هذا كلّ ما يمكن فعله ، أو يتعيّن فعله – و من الضار للجماهير الشعبية أن نقول لها إنّ هذا هو كلّ ما يمكن فعله .
جوهريّا و إستراتيجيّا ، من الضروري إختيار أين سيوجّه ثقل جهدكم و أساسه : إلى قتال التأثيرات و المظاهر أم التوّجه رأسا إلى السبب و إجتثاثه و التخلّص منه ؟ و لهذا تصبحون ثوريين – عندما تدركون أنّه عليكم أن تبحثوا عن الحلّ الكامل لهذا ، و إلاّ فإنّ العذاب سيستمرّ ، و سيصبح أسوء . هذا أمر من الأمورالأساسيّة التى تدفع الناس نحو الثورة ، حتى قبل أن يفهموا علميّا كلّ تعقيد ما تعنيه الثورة و ما يتطلّبه ذلك . و مع تحوّلهم إلى شيوعيين و نظرتكم بصفة متصاعدة إلى العالم قاطبة ،و ليس فحسب إلى جزء منه العالم الذى توجدون فيه مباشرة ، ترون أنّ العالم بأسره يحتاج إلى التغيير ، أن كلّ الإضطهاد و الإستغلال يجب أن يقع إجتثاثه فى كلّ مكان حتى يكفّ عن الوجود فى أي مكان .
لذا علينا أن نضطلع بمهمّة تحرير تلك المضادات الحيويّة ، و لا ننحرف إلى التفكير فى أنّ أحسن و أرقى ما يمكن أننقوم به هو محاولة تخفيف البؤس وتلطيف مظاهره ، عوض المضيّ إلى السبب و تقديم علاج حقيقي و دائم . مسألة الإصلاح مقابل الثورة ليست مفهوما بسيطا من " بضاعتنا " مقابل " بضاعة " غيرنا – إنّها مسألة ما يتطلّبه حقّا القضاء على العذاب الفظيع الذى تتعرّض له الغالبية العظمى من الإنسانيّة يوما بعد يوم و نوع العالم الممكن .
و لسنا ثوريين لأنّ ذلك " رائج " – بالضبط الآن فى الواقع ليس هذا رائجا جدّا أبدا . قبلا فى ستيّنات القرن العشرين ، ضمن قطاعات معيّنة من الناس ، السود و غيرهم ، أن تكون ثوريّا كان " مهنة شرعيّة" . " ماذا تفعل ؟ أنا طبيب . ماذا تفعل ؟ أنا لاعب كرة سلّة . ماذا تفعل ؟ أنا ثوريّ . مهنة شرعيّة . كنت أتحدّث مع رفيق من القدماء عن هذا و أشار إلى أنّه بمعنى ما ،كان أيسر فى تلك الأيّام أن يصبح المرء ثوريّا لأنّه كان هناك الكثير من الإستحسان من قطاعات هامة من المجتمع لأنّ يكون المرء ثوريّا .و الآن بالذات لا تحصلون على الكثير من " الإستحسان الإجتماعي " لأنّك ثوريّ و خاصة شيوعي ثوري . [ ضحك ٍ] " ما الأمر ، هل جننت ؟! " [ ضحك] . من هذا تنالون الكثير كما تعلمون . أو تحصلون على حجج نظريّة أكثر تطوّرا حول لماذا الأمر لا أمل منه أو هو فكرة سيّئة أو كارثة أو كابوس . حسنا ، لا نقوم بهذا لأنّنا نبحث عن الإستحسان الإجتماعي . من الجيّد بمعنى ما لو نحصل على ذلك – بمعنى أنّه يعكس عناصر إيجابيّة فى المجتمع ، بمعنى كيف ينظر الناس إلى مسألة التغيير الراديكالي – إلاّ أنّنا لا نقوم بما نقوم به من أجل الحصول على " الإستحسان الإجتماعي " و لا نعوّل على مثل هذا " الإستحسان الإجتماعي " فى ما نقوم به . إن لم يوجد " الإستحسان الإجتماعي " ، يجب أن نوجده – ليس بهدف أن " يستحسن " الناس ما نقوم به ، بمعنى ما أضيق أو شخصيّ ، لكن لأنّنا نحتاج إلى تغيير فهم الناس للواقع و بالتالي طريقة تفاعلهم بمعنى تغيير الواقع .
و إذن هذه مسألة توجّه جوهريّ ، لكن هذا التوجّه ليس مجرّد : الثورة أصحّ . " الإصلاح يبدو نوعا ما تفاهة ، الثورة أصحّ " [ ضحك ] لا ، ليس هذا لبّ الموضوع . من الصحيح تماما المشاركة فى أطبّاء بلا حدود . بيد أنّ ما هو جوهريّ هو أنّ الثورة تتناسب مع الواقع ، تتناسب مع ما نحتاج أن نعالجه من تناقضات تطرّقنا لها مرارا فى هذا الخطاب- التناقض الجوهري للرأسمالية و التناقضات الأخرى المرتبطة بها ، و كلّ تأثيرات ذلك فى العالم – لمعالجة هذه التناقضات معالجة تخدم مصالح الجماهير الشعبية . لهذا نحن ثوريّون – و نوع من الثوريين – شيوعيين ثوريين . و ذلك لأنّ هذا هو النوع الوحيد من الثورة الذى يمكن أن يقوم باللازم ، بما يصرخ مطالبا القيام به . لذا ما نقوم به ينبغى أن ينطلق من هذا ، بمعنى توجّهنا الجوهريّ .
-------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الولايات المتحدة الأمريكية : تحليل لأوهام الديمقراطية
- مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان... - فصل مضاف إلى كتا ...
- إسرائيل ، غزّة ، العراق و الإمبريالية : المشكل الحقيقي والمص ...
- مقدّمة كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته - / ال ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- إعادة صياغة برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللين ...
- حول - القوّة المحرّكة للفوضى - و ديناميكية التغيير ...النضال ...
- نظرة على الخلافات بين الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – ال ...
- هل يجب أن نجرّم المهاجرين أم يجب أن نساندهم ؟
- هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي المجرم يحطّم كوكبن ...
- مقدّمة كتاب : مقال - ضد الأفاكيانية - و الردود عليه / الماوي ...
- خلافات عميقة بين الحزبين الماويين الأفغاني و الإيراني - الفص ...
- النساء فى مواجهة النظام الأبوي الذى ولّى عهده : الرأسمالية – ...
- 8 مارس 2014 : لنناقش هذه المقولات لبوب أفاكيان رئيس الحزب ال ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ منهم عم ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ من هم ع ...
- مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و ...
- مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و ...
- أساليب التفكير و أساليب العمل - الفصل 22 من - مقتطفات من أقو ...


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - نظام إستغلال و إضطهاد عالمي - الفصل الأوّل من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -