أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - هل أنّ الشاعرَ موسيقارٌ؟















المزيد.....


هل أنّ الشاعرَ موسيقارٌ؟


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 03:36
المحور: الادب والفن
    


بُعث عميد الأدب العربي (طه حسين) إلى فرنسا للدراسة والحصول على شهادتي الليسانس والدكتوراه في الأدب الفرنسي وعلم النفس والتاريخ الحديث.
ولأنه كفيف البصر، فكان بحاجة لأحداً يقرأ له خلال فترة دراسته بمدينة (مونبيليه)، فكانت الآنسة (سوزان بريسو)* لترافقه وتغدو الذراع والعين له، ليتزوجها ويعيشا معاً 56 عاماً حتى وفاته وهو يردد... العالم أقرب لي طالما أنتِ قريبة مني.

في تلك الأيام وبينما كانت تقرأ له بعض الأشعار باللغة الفرنسية الجميلة، لغة الحب المعروفة بشفافيتها وعذوبتها، توقفت لوهلة...
ـ أيمكنني أن أسألك يا طه، هل تعرفون أنتم العرب أيضاً الشعر، وهل بلـُغة العرب شعراً تجيدون نظمه ؟
تزاحمت الكلمات بفكره وفمه، فكيف يمكن أن يُجيبها، وعُمر الشعر الذي وصلنا في لغته العربية ألفي عام !

https://www.youtube.com/watch?v=2CNV9MA7jE0
فيلم قاهر الظلام ـ محمود ياسين ـ بولند فوليو
عن حياة الأديب العربي طه حسين.

من هذه المقدمة البسيطة، ومن أجل تراثنا الشعري الثر الذي يجهله العالم وهو يستحق التفاخر به أمام اللغات الأخرى وآدابها، أبدأ بكتابة هذا المقال اعتزازاً بالشعر العربي، دواوينه وكنوزه وفحوله، وللتضامن مع قوانينه وقيوده المهددة بالضياع.

الشعر بجميع لغات العالم هو نتاج عالي الجودة للعقل البشري، يتحكم ببنائه عاملي القافية والوزن، لكن ما يُميز الشعر العربي أيضاً، أن الوزن يقع تحت شروط وقواعد صارمة، يحددها ويصنفها إلى ستة عشر بحرٍ ... علم (العَروض).

فكمَا أن معيار الكلام هو النحو، فإن معيار الشعر العربي هي عَروضه، والشاعر حتى وأن كان موهوباً ويكتب الشعر بحسه ووجدانه، لكن إلمامه بقواعد ونظريات وتطبيقات وفنون الشعر، تجعله يتوسع ويستخدم كافة بحوره، مثلما الموسيقار حين يستخدم كافة الأوتار (الطبقات) لتأليف مادته الموسيقية.
وكما يجب أن تتوافر في أبسط (بيت سكن) عوامل لقيامه، أبواب وشبابيك وسلم ... الخ، فإن (بيت الشعر) في القصيدة العربية يخضع هو الآخر لشروطٍ من أجل قيامه.

ومن وجهة نظر القصيدة العربية العمودية، فأن من لا يتمكن من (عَروض) الشعر(أي ميزان الشعر وموسيقاه) ليس بشاعر قصيدة عربية، وكلماته ليست شعراً بل نثراً مسجى وموزون، وأن أي عمل لا يلمُّ بكافة قواعد الشعر العربي ومقوماته الصارمة أو أنه لا يلتزم بها، يعتبر شكل من أشكال (الهروب) أو بكلمة أجمل (التحرر) من تلك القيود.
وهذا الرأي تتمسك به المدرسة التي تقول بأن ... (لا حرية في الشعر العربي).


تتشابه طريقتي تشكيل القطعة الموسيقية وتشكيل المؤلف الشعري للقصيدة العربية (العمودية) من حيث تقسيم الجمل الصوتية لمقاطع طويلة أو قصيرة متتالية تُسمى (التفاعيل).
ويجب أن يخضع البناء الشعري العربي على هذه التفاعيل لنحصل على الموسيقى الشعرية، ولأن عَروض الشعر وبحوره هي ضرباً من الموسيقى (كالمقامات) ففي حالة التخلي أو الخروج عنها، تصبح القصيدة كالمقطوعة الموسيقية الركيكة أو الناقصة.
ويظهر التزامن الصوتي واضحاً لنا عند تحليل القصيدة ودراستها فنجدها تتبع نسق ووزن واحد لا تخرج عنه، وهي خاصية يتميز بها الشعر العربي ـ حسب علمي ـ دون سواه.

لكتابة المقطع الشعري، يجب فك وإعادة كتابة كل كلمة في البيت الشعري، فيكون التنوين نوناً والتشديد يكتب كحرفين متتاليين وكل نُطق لحرف يُكتب كما هو، فمثلاً أسم الإشارة (هذا) يكتب (هاذا) وحركة حرف القافية تكتب كحرف مستقل، كما تُحذف بعض الحروف التي لا تُنطق مثل لام (أل) التعريفية بالحروف الشمسية...

الشعر يُلهم قائله حينما يتفاعل ويتحمس ويعيش بإحساسه حالة إنسانية معينة... حزن، حب، فراق، فقدان، فرح، اشتياق... فيتقوقع داخل كيانه بانتظار وَحياً قد يزوره خلال مدة تطول شهوراً أو تقصر للحظات ليكون القريض ارتجالا، فيولد الشعر كمن أنثى تضع وليداً من رحمها بعد مخاضٍ عسير.

وكما أن للقصيدة العربية قوانينها، فلها فحُولها أيضاً، وهم من التزموا بشروط إنشاء قصائدهم، نعم ... يمكن للبعض (التحرر) من التفعيلة بكتابة النص الأدبي، لكنه لم يُعَدُّ يكتب الشعر بالمفهوم الذي يتقبله الأدب العربي ذي التاريخ المجيد.
الشاعر العربي القادر على بناء القصيدة العمودية بشكلها المحكم، هو فنان ويستحق بحق أن يعتبر موسيقاراً ولا يقل عنه شأناً.
× × ×

هناك في العراق الصابئة المندائيون، ولهم شعراء معاصرون متمكنون من كتابة القصيدة العربية، وهُم الذين ألمّوا بقواعد ومفردات ومعاني اللغة العربية وتراكيب جملها، وهم غير من بإمكانه كتابة بعض الأبيات كهواية أو قام بإنتاج جيد لكنه شحيح، وبالتالي فهذا ليس احترافاً.

تريكو صكر، عبد الرزاق عبد الواحد، لميعة عباس عمارة، همام عبد الغني وضياء تريكو صكر، كوكبة نفتخر بها، جميعهم من آل مران.

× لنتمتع بالحنين والحب لبغداد، وهذه المقطوعة الموسيقية الجميلة للشاعرة (لميعة عباس عمارة)...
بغداد ، تائهة ٌ أنا حيرى من بعد صدركِ لم أجدْ صدرا
حتى بأحلامي أدوّرُ لا أرى بيتاً لأهلي فيكِ أو قبرا
لا أمسي، لا تاريخَ لي فأنا ممحوّة ٌ من عالمي قسرا
لا جارَ لي كلّ ُ البيوتِ خلتْ مَن ماتَ مقتولاً، ومَنْ فرّا
والشعرُ، حتى الشعرُ ينكرني إني أُجاهدُ: لا أرى شعرا
بغدادُ يا أمي أجيبي دمعتي كيف الأمومة ُ بُدّلتْ غدرا؟

× ولـ (عبد الرزاق عبد الواحد) حب واشتياق لبغداد...
دَمـعٌ لِبَغـداد، دَمـعٌ بالمَلاييـن ِ مَن لي بِبَغـداد أبكيهـا وتَبكينـي ؟
مَن لي ببغداد، روحي بَعدَها يَبِسَتْ وَصَوَّحَتْ بَعدَهـا أبْهـى سَناديني
عُدْ بي إلَيها فَقيرٌ بَعدَهـا وَجَعـي فَقيرَة ٌأحرُفي خُـرْسٌ دَواوينـي
قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِذَتـي وَعَشَّشَ الحُزنُ حتى فـي رَوازينـي
والشِّعرُ بغداد، والأوجـاعُ أجمَعُهـا فانظُرْ بأيِّ سِهام ِالمَوتِ تَرمينـي!

× ومن شعر الراحل (تريكو صكر) حيث يتفنن باستخدام نفس القافية بثلاث معانٍ بمكانين...
كمْ تاه في جهلهِ غُمرٌ وما شعرا فالجاهلُ القبحَ في الحسن البديعِ يرى
والعقلُ يحسُبُه حظاً أتى عرضاً فكل فَهْمٍ مِنَ الحظِّ السعيد يَرى
والحِذقُ يوهمه أن العلى حُلمٌ فأبدع الحِذْقِ في النوم العميق يَرى
لا يعلم المرء ان قلّتْ تجاربه ماذا بدنياهُ من امر الزمان جَرى
ولا يُميّز ماءً آسناً كَدِراً من ماءِ عين من العذبِ القَراح جَرى
اِذا حَرى فرَسٌ يشتاقُ موردهُ فهل الى مَورد العِلمِ الجهول جَرى ؟

ومع الشاعر المبدع (همام عبد الغني) في رثاء الأديبة الراحلة ناجية المراني، قصيدته الرائعة (قارورة الطيب)...
من ذا أعزي ومن أبكي ومن أتصل فالجرح فينا جميعا ليس يندملُ
أهلوك في كل فج صاح صائحهم وهالهم أن يروا التاريخ يرتحل
وهالهم أن شمسا جل خالقها غابت وخيّم ليل وانقضى أجل
من ذا رأى الشمس تخبو وهي ساطعة أو الحياة بما تحويه تختزل
أو البحار وما فيها وما اختزنت تموت ظمأى ومنها الماء ينهمل

والشاعر الشاب (ضياء تريكو صكر) ومطلع قصيدته (بغداد)...
صلـّي بصمتٍ واحفظي أســــراري واســقي كؤؤسَ نديمِهـا أشـــعـاري
الشــمسُ يا بغــدادُ تشــرقُ شـَـوقـَنا وعلى نخـــــيلكِ عَـفـَّــرَت أقـداري
والحبُّ، ســــيّدتي، صبابةُ عـاشــــقٍ لا تنفــــعُ الهيمـــانَ بي أعــــذاري
بغــــــدادُ.. قد نهشَ اللظى قيثارتي كـوني لقســــــــوةِ غـربتي قيثـاري
ولتعزفي لحنَ الوفـــــا في خاطري نغـَـــــماً بأوردتـي، وذي أوتــــاري


قد لا يتفق الكثيرون معي في الرأي، دفاعاً عن أعمال أدبية كبيرة من (الشعر الحر)، أنا لا أختلف معهم في رُقي تلك النتاجات وجودتها، وليس في مقالي أي انتقاصاً لمؤلفيها، لكنها أعمالاً لا تتعدَ كونها عبارة عن مقاطع أو نصوص أدبية، لا يمكنها ـ كي ننصف شعراء القصيدة العمودية وموسيقاريها ـ أن ترتقي لمنزلة الشعر العربي العمودي.

عماد حياوي المبارك

× سوزان بريسو :
لم تكن مهمة سهلة عليها أن تصحب رجلًا كفيفًا غريبًا ببلادها لتوصله إلى أرقى مراتب العلم في بلاد النور والثقافة باريس، ولكن الفرنسية (سوزان بريسو) أتمت المهمة كزوجه لعميد الأدب العربي طه حسين على خير ما كان، واصطحبته خلال 56 عامًا وحتى وفاته عام 1973.
زوجة طه حسين إلتقته غي 12 مايو عام 1915 في مدينة «مونبيليه» الفرنسية، ومع مرور الأيام اعتادت أن تزوره لتقرأ له بعضًا من الأدب الفرنسي، وعنها قال عميد الأدب العربي: «كانت صديقتي، وأستاذ لي على يدها تعلمت الفرنسية، وفقهت ما أستطيع أن أفقهه من أدبها، وتعلمت اللاتينية، واستطعت أن أجتاز فيها امتحان الليسانس، ومعها درست اليونانية، واستطعنا أن نقرأ معًا بعض آثار أفلاطون».
وقد تزوجا 9 أغسطس عام 1917 وعاد إلى بلاده بأرفع الشهادات، مثل: درجة الليسانس عام 1917 والدكتوراه عام 1918 ودبلوم الدراسة العليا في التاريخ القديم، ودراسة اللاتينية واليونانية التي نالها عام 1919 إلى جانب اللغة الفرنسية.
زوجة الأديب المصري جاءت إلى القاهرة لتكون بجانب طه حسين عام 1919 ورافقتها ابنتهما الأولى أمينة ابنة الـ16 شهرًا، ثم أنجبت منه طفلاً آخرًا أسمياه مؤنس.
وقد بقيت سوزان في مصر حتى بعد رحيل زوجها، ولم تغادر البلاد مطلقاً حتى توفيت عام 1989 عن عمر يناهز 94 عامًا.




قصيدة (من لي ببغداد؟) لعبد الرزاق عبد الواحد... كاملة

دَمـعٌ لِبَغـداد .. دَمـعٌ بالمَلاييـن ِ
........................ مَن لي بِبَغـداد أبكيهـا وتَبكينـي ؟
مَن لي ببغداد ؟.. روحي بَعدَها يَبِسَتْ
........................ وَصَوَّحَتْ بَعدَهـا أبْهـى سَنادينـي
عُدْ بي إلَيها.. فَقيرٌ بَعدَهـا وَجَعـي
........................ فَقيرَة ٌأحرُفي .. خُـرْسٌ دَواوينـي
قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِذَتـي
........................ وَعَشَّشَ الحُزنُ حتى فـي رَوازينـي
والشِّعرُ بغداد ، والأوجـاعُ أجمَعُهـا
........................ فانظُرْ بأيِّ سِهام ِالمَوتِ تَرمينـي ؟!
عُدْ بي إلى الكَرخ..أهلي كلُّهُم ذ ُبحُوا
........................ فيها.. سَأزحَفُ مَقطوع َالشَّراييـن ِ
حتى أمُرَّ على الجسرَين..أركضُ في
........................ صَوبِ الرَّصافَةِ ما بَيـنَ الدَّرابيـن ِ
أصيحُ : أهلي...وأهلي كلُّهُم جُثَـثٌ
........................ مُبَعثَـرٌ لَحمُهـا بيـنَ السَّكاكيـن ِ
خُذني إليهِم ... إلى أدمى مَقابرِهِـم
........................ لِلأعظَميَّـةِ.. يا مَـوتَ الرَّياحيـن
ِوَقِفْ على سورِها،واصرَخْ بألفِ فَم ٍ
........................ يا رَبَّة َالسُّور.. يا أ ُمَّ المَساجيـن ِ
كَم فيكِ مِن قَمَـرٍ غالُـوا أهِلَّتَـهُ ؟
........................ كَم نَجمَةٍ فيكِ تَبكي الآنَ في الطِّينِ؟
وَجُزْ إلى الفَضل ِ..لِلصَّدريَّةِ النُّحِرَتْ
........................ لِحارَةِ العَدل ِ ...يا سُوحَ القرابيـن ِ
كَم مَسجِدٍ فيكِ .. كَـم دارٍ مُهَدَّمَـةٍ
........................ وَكَم ذ َبيح ٍ عليها غَيـرِ مَدفُـونِ؟
تَناهَشَتْ لحمَهُ الغربانُ ، واحتَرَبَـتْ
........................ غَرثى الكِـلابِ عليـهِ والجَراذيـن ِ
يا أ ُمَّ هارون مـا مَـرَّتْ مصيبَتُنـا
........................ بِـأ ُمَّـةٍ قَبلَنـا يـا أ ُمَّ هـارون ِ!
********
أجري دموعا ًوَكِبْـري لا يُجارينـي
........................ كيفَ البُكا يا أخا سَبْع ٍوَسَبعيـن ِ؟!
وأنـتَ تَعـرفُ أنَّ الدَّمـعَ تَذرفُـهُ
........................ دَمعُ المُروءَةِ لا دَمـعَ المَساكيـن ِ!
دَمعٌ لِفَلُّوجَـةِ الأبطال.. مـا حَمَلَـتْ
........................ مَدينَة ٌمِـن صِفـاتٍ ، أو عَناويـن ِ
لِلكِبرياءِ..لأفعـال ِالـرِّجـال ِبِـهـا
........................ إلى الرَّمـادي .. هَنيئـا ًلِلمَياميـنِ!
وَمَرحَـبـا ًبِجِـبـاه ٍ لا تُفارِقُـهـا
........................ مَطالِعُ الشَّمس ِفـي أيِّ الأحاييـن ِ
لـم تَـألُ تَجـأرُ دَبَّاباتُهُـم هَلَعـا ً
........................ في أرضِها وهيَ وَطْفاءُ الدَّواويـن ِ
ما حَرَّكوا شَعرَة ًمِن شَيبِ نَخوَتِهـا
........................ إلا وَدارَتْ عَلَيهِـم كالطَّواحـيـن !
أولاءِ مَفخَـرَة ُالأنبـارِ .. هَيْبَتُهـا
........................ وَسادَة ُ الكَون ِفـي كـلِّ المَياديـن ِ
واللهِ لَو كلُّ أمريكا تَجيـشُ لَمـا اهـ
........................ ـتَزَّتْ أصابِعهُـم فـوقَ الفَناجيـنِ!
*******
يا دَمعُ واهمِـلْ بِسامَـرَّاء نَسألُهـا
........................ عن أهل ِأطوار.. عن شُمِّ العَرانيـن ِ
لأربَع ٍ أتخَمُوا الغازينَ مِـن دَمِهِـم
........................ يا مَن رأى طاعِنا ًيُسقى بِمَطعـونِ!
يا أ ُختَ تَلَّعفَـرَ القامَـتْ قيامَتُهـا
........................ وأ ُوقِـدَتْ حولَهـا كـلُّ الكَوانيـن ِ
تَقولُ بَرليـن فـي أيَّـام ِسَطوَتِهـا
........................ دارُوا عَلَيهـا كمـا دارُوا بِبرليـن ِ
تَناهَبُوهـا وكانَـتْ قَريَـة ًفَـغَـدَتْ
........................ غُولا ًيُقاتِـلُ فـي أنيـابِ تِنِّيـن ِ!
وَقِفْ على نَينَوى.. أ ُسطورَة ٌبِفَمـي
........................ تَبقـى حُروفُـكِ يـا أ ٌمَّ البَراكيـن ِ
يا أ ُختَ آشور..تَبقى مِـن مَجَرَّتِـهِ
........................ مَهابَة ٌمنكِ حتـى اليَـوم تَسبينـي
تَبقـى بَوارِقُـه ُ، تَبقـى فَيالِـقُـه ُ
........................ تَبقـى بَيارِقُـهُ زُهْـرَ التَّـلاويـن ِ
خَفَّاقَة ًفـي حَنايـا وارِثـي دَمِـه ِ
........................ يُحلِّقُـونَ بهـا مثـلَ الشَّواهيـن ِ
بِها ، وَكِبْرُ العراقيِّيـن فـي دَمِهِـم
........................ تَداوَلُوا أربَعـا ًجَيـشَ الشَّياطيـن ِ
فَرَكَّعُـوه ُعلـى أعتـابِ بَلدَتِـهـم
........................ وَرَكَّعُـوا مَعَـهُ كـلَّ الصَّهاييـن ِ!
يا باسِقـاتِ ديالـى..أيُّ مَجـزَرَة ٍ
........................ جَذَّتْ عروقَكِ يا زُهْـرَ البَساتيـن ِ؟
في كلِّ يَوم ٍ لَهُم في أرضِكِ الطُّعِنَـتْ
........................ بالغَدرِ خِطَّة ُ أمْن ٍ غَيـرِ مأمـون ِ
تَجيشُ أرتالُهُم فوقَ الـدّروع ِبِهـا
........................ فَتَترُكُ السُّوحَ مَـلأى بالمَطاعيـن ِ
وأنتِ صامِـدَة ٌتَستَصرِخيـنَ لَهُـم
........................ مَوجَ الدِّماءِ على مَـوج ِالثَّعابيـن ِ
وكلَّمـا غَرِقـوا قامَـتْ قيامَتُـهُـم
........................ فَأعلَنُوا خطَّـة ً أ ُخرى بِقانـون ِ!
× × ×
يا أطهَرَ الأرض.. يا قدِّيسَـة َالطِّيـن ِ
........................ يا كَربَلا.. يا رياضَ الحُورِ والعِيـن ِ
يا مَرقَدَ السَّيِّدِ المَعصوم.. يـا ألَقـا ً
........................ مِن الشَّهادَةِ يَحمـي كـلَّ مِسكيـن ِ
مُدِّي ظِلالَكِ لِلإنسـان ِفـي وَطَنـي
........................ وَحَيثُمـا ارتَعَشَـتْ أقدامُـهُ كُونـي
كُوني ثَباتَا ً لـهُ فـي لَيـل ِمِحنَتِـهِ
........................ حتى يوَحِّـدَ بيـنَ العقـل ِوالدِّيـن ِ
حتى يَكونَ ضَميرا ًناصِعا ً ، وَيَـدا ً
........................ تَمتَـدُّ لِلخَيـرِ لا تَمتـدُّ لِـلـدُّون ِ
مَحروسَة ٌبالحُسَين ِالأرضُ في وَطني
........................ وأهلُها فـي مَـلاذٍ منـهُ مَيمـون ِ
ما دامَ في كَربَلا صَوتٌ يَصيحُ بِهـا
........................ إنَّ الحُسيـنَ وَلِــيٌّ لِلمَساكـيـن
يا جُرحَ بَغداد .. تَدري أنَّنـي تَعِـبٌ
........................ وأنتَ نَصلٌ بِقلبـي جِـدُّ مَسنُـون ِ
عُدْ بي إليها ، وَحَدِّثْ عن مروءَتِهـا
........................ ولا تُحاولْ على الأوجـاع ِتَطمينـي
خُذ ْني إلى كـلِّ دارٍ هُدِّمَـتْ ، وَدَم ٍ
........................ فيها جَـرى ، وَفَـم ٍحـرٍّ يُنادينـي
يَصيحُ بي أيُّها الباكي علـى دَمِنـا
........................ أوصِلْ صَداكَ إلى هـذي المَلاييـن ِ
وقُلْ لَها لَمْلِمـي قَتـلاكِ واتَّحِـدي
........................ على دِماكِ اتِّحادَ السِّيـن ِوالشِّيـن ِ
مِن يَوم ِكانَ العِراقُ الحُـرُّ يَغمُرُهُـم
........................ حُبَّا ً إلى أن أتى مَوجُ الشَّعانيـن ِ!


(بغــــدادُ) القصيدة كاملة للشاعر ضياء تريكو ...

صلـّي بصمتٍ واحفظي أســــراري واســقي كؤؤسَ نديمِهـا أشـــعـاري
الشــمسُ يا بغــدادُ تشــرقُ شـَـوقـَنا وعلى نخـــــيلكِ عَـفـَّــرَت أقـداري
والحبُّ، ســــيّدتي، صبابةُ عـاشــــقٍ لا تنفــــعُ الهيمـــانَ بي أعــــذاري
بغــــــدادُ.. قد نهشَ اللظى قيثارتي كـوني لقســــــــوةِ غـربتي قيثـاري
ولتعزفي لحنَ الوفـــــا في خاطري نغـَـــــماً بأوردتـي، وذي أوتــــاري
وغضيضُكِ المجـــدولُ مِن أترابـِـهِ يشــفي جراحي في شـــديدِ عِذاري
بغــــدادُ.. قد ودّعْـتُ قـُبْحَ حُـــزانةٍ ورميتهـــا، جَـمَـراتها وجـِمــــاري
وكرهتُ ألوانَ الســــياســــــةِ كلـّها وحمـــــــامتي لوَّنتهــــــا بوقــاري
والبيضُ تعلو في الســـــما حـُريّــةً قـدْ رفرفتْ بجناحِــها أطيــــــــاري
الجـــــدُّ لوني والعـَطـــــــاءُ منابتي عـِـــلمٌ وإبـــــداعٌ وذي أفكــــــاري
أصْـلُ السياسـةِ مُومِسٌ والأجـْرُ حِقــــــــــــدُ رجــــالـِها ودَسَـــــائِسُ الأوكــارِ
وبدوا فـَوارسَ مجـدِها... ورفاقهــا يبنى البُـنـَا والمـَـدحُ في جيــــَّــــارِ
كمْ مِنْ "جُحا" إن علقوا آهـــــــاتهم لا تعتبوا.... إن قالَ ذا مِســـــماري
وســـألتُ، ليتكِ تغســلي أحـقــَـادنا، هل في الخطـايا حكمةُ الأشــــرارِ ؟
بغــــدادُ.... تلكَ طفولتي وصـبابتي فقصدتـها كطــــوافِ كعْـــبةِ داري
صلي بصمتٍ واذكري أيَّـامَ كــــــا نَ السَّــــرْوُ قـَدّي، سـِــدْرها إيثاري
إن كان عطــرَ نســـائِنا صفصافـُكم فالليلُ فيكم ســــــــلوةُ السـُّـــــــمَّـارِ
قد شــــاركـتنا في الصِحـابِ براءَةٌ وتنــاثرت في عـــتبةِ الأنهــــــــــارِ
أنِـسَ الأنيسُ عـلى صَفا تِـريـَـاقــَةٍ، ومياهُهــَــــا مِنْ دجـــلةَ الإســـــكـَارِ
إن تســـأليني مَـن أنا، فالكـَـــرْخُ با تَ ملامحـي.... ورصـافةٌ أســباري


القصيدة كاملة لهمام عبد الغني في رثاء الخالة الراحلة ناجية المراني ...
من ذا اعزي ومن ابكي ومن اتصل فالجرح فينا جميعا ليس يندمل
اهلوك في كل فج صاح صائحهم وهالهم ان يروا التاريخ يرتحل
وهالهم ان شمسا جل خالقها غابت وخيم ليل وانقضئ اجل
من ذا رائ الشمس تخبو وهي ساطعة او الحياة بما تحويه تختزل
او البحار وما فيها وما اختزنت تموت ظمائ ومنها الماء ينهمل
ومن رائ نخلة الكنطار يحرمها من ماء دجلة سفاحون ماعقلوا
وكيف ماتت زهور الروض صادية من بعد ماجفت عنها الماء والبلل
ومن رائ باسقات النخل باكية ارخت ضفائرها الخضراء تبتهل
لان باسقة من بينها رحلت غريبة وتلاشئ ظلها الخظل
تبكي العراق وقد عاشت نوائبه وراح يمسحه التجهيل والدجل
مرجانة العصر ياارقئ نفائسنا ويا اجل عطاء ماله مثل
اعطيت مااستطعت فكرا ناضجا ونقي وحكمة قل ان ينتابها الزلل
نورت ليل العامريات في زمن كان الذي يتحدئ الجهل يعتقل
لكن حكمتك السمحاء عارفة طريقها وهي تدري كيف تنتقل
فالعلم رايتها والخير غايتها والصدق شمعتها والحب والعمل
افنيت عمرك ايثارا وتضحية وعفة ورؤئ ماشابها خلل
وهبت كل اماني العمر راضية ما مسك الياس يوما او سرئ ملل
ولاضعفت امام المغريات وقد اغرت سواك فضاعوا بئس ما فعلوا
بنت الفراتين لاباسا ولاجزعا لكن بي وجعا يغلي ويشتعل
تشتت الشمل حتئ صار واحدنا يسامر النجم والخلان قد رحلوا
وراحت الغربة الرعناء تسحقنا سحق الرماد وتذرونا فمتثل
لاننا لم نعد قوما لهم وطن لهم تراث لهم حق لهم أصل
نمشي ملائكة نلقي السلام على من لايسالمنا يجتاحنا الوجل
لكننا اسد لو داس عن خطا ذيل ابن عم له من بيننا رجل
نملا الارض تهديدا وقعقعة وضجة وتساوي العقل والخبل
قارورة الطيب ياظلا نلوذ به اذا ظمئنا وان ضاقت بنا السبل
انبيك ان الرحيل المر وحدنا وشد لحمتنا فقدانك الجلل
نامي قريرة عين فالثرئ عظمت قدراوان غاب عنك النخل والاثل
قد كنت رمزا وصرت اليوم خالدة فنعم خاتمة يشتاقها بطل

عذراً للأخطاء الطباعية التي قد تتواجد هنا أو هناك



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميريغو فسبوتسي
- أول مَن نطقَ (أحبكِ)... مجنون!
- مورفي... مورفي
- كارتير... بوري
- قوم الآنسة (بك كي)
- قضية أمن دولة!
- مجرد كلام قادسية الذبان
- صرخة الحبانية
- شمسنا الغالية
- دعوة سياحية
- غضب سانت هيلنز
- هل تخلع (أنتركتيكا) ثوبها الأبيض؟
- سيفن فل يُشهرْ
- جرذ... جرذين... جرذان
- عقول من تراب
- طوكيو تحت الصدمة
- وصيّة البابا البطران
- طليان
- صغيرة على الحب
- هدم زبناء


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد حياوي المبارك - هل أنّ الشاعرَ موسيقارٌ؟