أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عماد حياوي المبارك - وصيّة البابا البطران















المزيد.....

وصيّة البابا البطران


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 12:16
المحور: الطب , والعلوم
    


وصية البابا البطران !

أعمل أسبوعياً كمتطوع بمنظمة تعنى بمساعدة اللاجئين قبل حصولهم على الإقامة بمركز لتجميعهم بمدينة (ليرسوم) وسط هولندا.
تموّل المشروع بنوك وشركات كبرى لأهداف دعائية، ويهدف لرعاية اللاجئين الجدد والتخفيف عن كاهلهم نتيجة الضغوط النفسية في ترقب نتائج طلبات إقامتهم، بتوفير وسائل ترفيه وتسلية وممارسة هوايات وغيرها.
هذه فترة حرجة يعيشها اللاجئون بحلوها القليل ومرها الكثير، انتظار ، قلق، إشاعات، تحقيقات، اعتراضات ... وحتى شكاوى ومحاكم، أمور تستغرق أشهراً وأحياناً سنوات ...
هذا الأمر دفع البعض لقضاء وقت الانتظار البطئ بالنوم أو ممارسة هوايات تقتل الوقت كصيد السمك والمشي والتجوال ... أي الدياحة.
× × ×

هنالك عائلة كردية سورية طلبت اللجوء منذ ثلاث سنين ولم تحصل عليه لعدم حوزتهم على وثائق يحرمهم النظام بسورية منها، فتلقوا أمر طرد، إلا أن الأحداث الأخيرة جعلت دائرة الهجرة تتريث لغاية انجلاء الوضع الساخن ببلدهم.
الأب متميز (شعيلة) بالأعمال اليدوية كالتخريم والرسم والنحت وهو أيضاً حلاق ماهر، وكان يتواصل أسبوعياً بانتظام ... حتى أنقطع يوماً، فزرته لأجده منطوي على نفسه بائساً يائساً.
سألته: ليش الاختفاء والنوم باستمرار طيلة النهار والليل ؟
قال: كي أقتل الوقت لأنه سيقتلني !

كان معه حق، فالوقت يمر عليه بطئ جداً يحسبه بالساعات وأحياناً بالدقائق، الأشهر والسنين تمر ... وهو لا يسمح له أن يعمل أو يدرس، أيام عمره هذه لم تدخل في أية حسابات ما لم يحصل على الإقامة، زمانه بحسب ما يقول ... متوقف !
_ زمانك متوقف ؟ سألته وأضفتُ: وكيف يمكن للزمن أن يتوقف !
طلبتُ منه أن (يصحصح) ... لأحدثه عن الوقت وأهميته لدى الأوربيين، وذكرتُ أمراً أراه كلما أعبر النهر بالعبارة، هناك لوحة كبيرة خطوا عليها تحوطات الأمان، وفي أسفلها كتبوا أوقات الدوام، من الساعة السادسة صباحاً حتى الواحدة ليلاً، ثم تحتها وباللون الأحمر وبخط عريض، كتبوا ملحوظة تقول بأنهم يوم 31 ديسمبر يتوقفون في الساعة العاشرة مساءاً ...
كم أنهم يحترمون وقت البشر ليكتبوا ملاحظة نقرأها يومياً على مدار العام عن توقف بضعة ساعات ليوم واحد في السنة، كي نضع ذلك بحساباتنا !
هكذا يبدءون باحترام الوقت والنظام والبشر، كي يبنون مجتمعاً متطوراً حديث ...
كان صاحبنا يدرك بأن الوقت كالسيف وأن أحدهما سيقطع الآخر يوماً، ولأنه قد أستهوته مسألة الوقت، تجرأتُ أن أقص عليه (سالوفة) بالتفصيل الممل لأجل تسليته، كنتُ قد طالعتها بموسوعة المعرفة يوماً فأعجبتني وعلقتْ بذهني ...
× × ×

بعد أن أتاح اكتشاف كروية الأرض لعلم الفلك آفاق جديدة في دراسة حركة الكواكب والنجوم، قام بابا الفاتيكان (كريكوريوس الثالث عشر) المولع بالفلك في أواخر القرن السادس عشر وبالتحديد عام 1582 مع مجموعة من فلكييه من شرفة بقصره، بممارسة هوايته اليومية بمراقبة حركة النجوم بالتلسكوب وتوثيقها على مدار عام كامل.
كانو يقومون بإسقاطها من خلال مرآة على ورقة ويرسموها، فلاحظوا كيف أنها تتغير أماكنها في الفضاء ببطء شديد نتيجةً لدوران الأرض، وهنا اكتشفوا أمراً غاية في الأهمية.

وجدوا بعد عام أن مكان الأرض نسبة للشمس قد تغير قليلاً، بمعنى أن الأرض لا تصل لنفس مكانها بمدارها حول الشمس عند اكتمال السنة التقويمية البالغة 365 يوم وربع، بل أكثر قليلاً.
وهو ما يعني أنها تقطع في سنة تقويمية كاملة مسافةً أكثر من الدورة الكاملة ببضعة درجات ...
إعادة الأرض قليلاً للوراء، وهذا مستحيل، أو تغيير الزمان وتصحيح ما أفسدته هذه الدقائق الملعونة من جديد ليتوافق مع المكان وذلك بالدعوة لاستقطاع جزء من التاريخ وبأثر رجعي، فتعود الأرض لنفس مكانها في عام ولادة السيد المسيح أي سنة (صفر) ميلادية.
شرحوا للعالم كيف أن هنالك دقائق متراكمة في عمر التاريخ وحان وقت (قطافها)، وإلا قالوا بأن كارثة ستأتي وتزحف الفصول وسيطل (الكرسمس) على أوربا بعد 25 ألف عام ... بعز الصيف !
ما العمل ؟ سأل البابا فلكييه وأمرهم بأجراء حسابات دقيقة على الورق ... أنتظر العالم نتائجهم فجاءت مبهرة، وجدوا أن السنة التقويمية أطول بتسع دقائق من السنة الفلكية !
لذا فإن الأرض دارت بمسارها عشر أيام أضافية عما كانت عليه يوم ولادة السيد المسيح، وجرى الحساب كما يلي:
( 1582 سنة منذ المسيح × 9 دقيقة زيادة كل سنة ) = 14238 دقيقة = 10 أيام
وعليه فان التقويم يجب أن يصحح بطرح هذه الأيام العشرة منه.

التحليل العلمي بسيط، لم يحصل أي تغير في سرعة أو حركة الأرض، الفرق جاء من اختلاف زمن أيام السنة التقويمية مع زمن دوران الأرض حول الشمس دورة واحدة، وهكذا استطاعوا أقناع العالم بحذف عشرة أيام من (الروزنامة)، وهذه الأيام التي ليس لها وجود بالتاريخ هي من الخامس لغاية الرابع عشر من أكتوبر عام 1582، باختصار تحول الناس من يوم 4/10/1582 ليوم 15/10/1582 مباشرةً !
إذاً أصبح أكيداً أن مدة السنة التقويمية = 365 يوم + 5 ساعات + 51 دقيقة (وليس 365 يوم و 6 ساعات)
وقال البابا أن علينا الانتباه مستقبلاً لضرورة طرح ثلاث أيام من كل 400 سنة لتصحيح الزمن، ويتم حساب ذلك في سنين التاريخ القادمة التي تنتهي بصفرين لكنها لا تقبل القسمة على 400، وهي سنة 2100 و 2200 و2300 و 3500 ... وهكذا، فنعتبرها سنين غير كبيسة برغم أنها كبيسة (شهر شباطها 28 يوم وسنتها 365 يوم) برغم أنها كبيسة.
وتكون السنة التي تقبل القسمة على 400 سنة كبيسة اعتيادية، أي عام 2400 و 2800 و 3200 ... يكون (فبرايرها 29 يوم وسنتها 366 يوم).
وهكذا يتم تصحيح التاريخ، و لا تتراكم دقائق لاحقاً !
وأظن أن عملية الحساب الآن أصبحت أوضح بمجرد استيعاب المبدأ، فالرجل أراد تضبيط التقويم مع دورات الأرض كي ينطبق زمانها في كل عام مع مكانها نسبة للشمس بالملّي، لا زايد ولا ناقص !

وحذر البابا من إهمال حساباته مستقبلا، وهو محقاً بذلك لأنه يتمنى على أحفاده من بعده أن يحتفلوا بأعياد الميلاد تحت الثلج مثلنا، لا أن يأتي رأس السنة بعد 25 ألف سنة بعز الصيف، وبدل أن بتزلجون على الثلج ... يذهبون للسباحة بالبحر !
و أن يجد (بابا نؤيل) ثلجاً بالكرسمس كي تنساب زلاجته و(تتسرسح) عليه !

حين أكملتُ لصاحبي (حسبة) الملك (البطران) وكيف أن الوقت والزمن مهم لنا جميعاً وأن علية التفاعل والنشاط والحيوية، وجدت (المسكين) ... غاطس بسابع نومة !

عماد حياوي المبارك
نيابة عن الملك كريكوريوس الثالث عشر 1582

× الفكرة من الموضوع والمغزى هو أن نفهم سبب وجود سنة كبيسة كل أربع أعوام، أي محاولة تصحيح الزمن الذي جاء من حسابات وضعها البشر بأن يربطوا بين ظاهرتين فلكيتين لا علاقة زمنية بينهما، دورة الأرض حول نفسها (اليوم) ودورة الأرض حول الشمس(السنة).
× من سيعيش منا لعام 2100، عليه توخي الحذر من أنها ليست كبيسة وشباطها (فبرايرها) أبو 28 يوم !
× أذكر أحياناً في بحثي أعلاه، أن البابا ملكاً والملك بابا، وهو مقصود، لأن البابوات كانوا في القرون الوسطى ذي سلطان أقوى من الملوك أحياناً.

تاريخ التقاويم عبر الزمن:

× تقويم (رومولوس) الإغريقي السنوي ذو العشر أشهر هو الأول بالتاريخ، ثم أضيف له شهرين آخرين (يناير وفبراير) في 700 قبل الميلاد ليصبح 12 شهراً، وكانا يُعتبران آخر شهرين بالسنة.

× جاء يوليوس قيصر وأضاف يوم السنة الكبيسة، الذي اقترحه أصلاً قدماء المصريين، فوضعه في آخر السنة (آخر فبراير).

× اقتراح الفيلسوف (كومتي) بأن يكون طول العام 364 يوم، كي تكون قابلة القسمة على عدد أيام الأسبوع، واليوم (أو اليومين) الفائضة يُحتفل بها كأعياد، وترقم الأسابيع ويؤخذ بها بدل الأشهر ويحمل كل يوم من الأسبوع رقم محدد في السنة، أي:
أول أحد في السنة يكون في يوم رقم 1، وثاني أحد في اليوم 8 ، الثالث 15 ... لغاية الأسبوع رقم 52 يكون الأحد هو اليوم 358، وطبعاً أول سبت باليوم 7 وآخر سبت بالسنة يكون رقم 364 .

× المقترح الفرنسي بعد الثورة بأن تثبت أيام الأشهر وعدد أيامها 30 يوم حتماً، وتسمى بأسماء مناسبات أو ظواهر معينة ...
كالزهور والحصاد والميلاد ... وهكذا،
أما الخمس أيام المتبقية فتعتبر عيد.

× في التقويم المندائي يكون الشهر ثلاثون يوماً، وهناك شهر رقم 13 عدد أيامه خمسة أيام. وهذا التقويم (يزحف أي يتقدم) يوم واحد كل أربع سنين نسبة للتقويم الميلادي، وعليه فعيد البرونايا الذي يأتينا بالربيع، كان قبل ألف عام يأتي في الشتاء، وسينطبق عيد البرونايا بعد 1100 سنة مع عيد الكرسمس !



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طليان
- صغيرة على الحب
- هدم زبناء
- حياة متألقة ووفاة هادئة
- الورث الذي سأتركه
- أغضب ... كما تشاء
- المايسترو
- الرجل الذي يعرف قدر نفسه
- الغزو مستمر
- أبو السَّحِب
- بانكوبان
- خرابة بارتي
- رون وآسو ... والآخرين
- أسماء في الممنوع
- دوامة عمرها مائة عام
- انقلابات لا تنتهِ
- منازلة أم المعارك
- هيتشكوك
- المعادلة المعجزة
- حيتان


المزيد.....




- واتساب أعمال بميزة جديدة!.. تنزيل وتساب أعمال whatsapp busin ...
- اكتشاف مذهل: السرطان قد ينشأ دون حدوث طفرات جينية
- ماذا كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن المقابر الجماعية في مستش ...
- غزة: ماذا نعرف عن المقابر الجماعية عند مجمع ناصر الطبي؟
- حتى يقبل جسمها كلية خنزير.. شاهد ما فعله جراحون لمريضة كلى
- تشكل بحيرات في مناطق دبي تظهرها صور الأقمار الصناعية (صور)
- استطلاع: الأهل يعانون من الإرهاق الشديد والعزلة والوحدة.. ما ...
- الصين تتهم الولايات المتحدة بتشديد العقوبات وفرض حصار تكنولو ...
- Vivo تطلق ساعة مميزة يمكنها الاتصال بالشبكات الخلوية
- فوائد تناول الأسماك الزيتية للصحة


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عماد حياوي المبارك - وصيّة البابا البطران