أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد حياوي المبارك - أول مَن نطقَ (أحبكِ)... مجنون!















المزيد.....

أول مَن نطقَ (أحبكِ)... مجنون!


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 17:01
المحور: سيرة ذاتية
    



أصل كلمة حُب في اللغة العربية ـ تُرجعه بعض المصادر ـ لأول شخص قد أستخدم الكلمة وهو (قيس بن الملوح)، فقصة عشقه الصادقة لمفتونته (ليلى العامرية) وقريضه الرائع فيها قد أثر حتى في الأدب الفارسي والتركي ووصل كذلك للأدب الهندي.
عن الحب والهيام وحتى عن الموت يأخذنا هذا المقال في بعض المحطات من حياة مجنون ليلى كما نشرتها بعض المواقع، (أنقلها) بتصرف...

فهذا الشاعر المجنون العاشق المُحب المغرم لحد الجنون...
هو قيس بن الملوح من بني عامر، يُسميه العرب... (الناطق الرسمي باسم الحب).
وهذه بعض أسطر من قصيدته الطويلة بحب بنت العم، ليلى العامرية...

وَدِدْتُ على طيبِ الحياةِ لو انّهُ
يُزادُ لليلى عُمْرُها مِن حَياتِيا
ألا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني
على شَجَني، وابْكِينَ مِثْلَ بُكائِيا
يقولونَ ليلى بالعِراقِ مَريضَةٌ
فيا ليتني كنتُ الطَّبيبَ المُداوِيا
تَمُرُّ الليالي والشّهورُ، ولا أرى
غَرامي لها يَزدادُ إلاّ تَمادِيا
ويقول في نفس القصيدة بأنه أحب ليلى مذ كان في سن السابعة، وكان حينذاك بإمكانه أن يكتب شعراً، لكنه لم يكن يُفصح بذلك للناس كي لا يكذّبوه، فيتجنب كشف حبه الباكر وعشقه لليلى منذ صغره، فيستطرد...
عشقتك ياليلى وأنت صغيرة
وأنا أبن سبع مابلغت الثمانيا

ويُعتقد أن بعض الشعراء المغمورين العذولين الذي عاصروه، هم من أنشد شعراً ونسبوه إليه كي ينتشر شعرهم ويتداوله الناس، إلا أنه لم يكن بالمستوى والشفافية التي يقرضها (قيس) من أعماقه...
ولما سمع أبيها بأشعاره و(أشعار غيره) التي يتداولها العرب بحق أبنته، حرّمَ عليه رؤيتها أو الاقتراب من مضاربه كي يضع حداً لكل (اللغط) حول مصدر الأشعار،
ثم أستعجل تزويجها ليرتاح من (عار) لم يكن ليعلم بأنه سيكون من أرقى ما قالته العرب في الحب...

وهكذا عاش قيس بقية حياتة مطروداً من مضارب بني عامر وكان وحيداً يسكن الصحراء مجنوناً هائما في حبه لها.
قصة أحد اللقاءات بين قيس وليلى ...
يُقال أنه ولما هاج به الشوق ذات ليلٍ، خرج لديار ليلى مثل ذئبٍ يتبع عطر قرينته، يلهج باسمها ويتهدج بآخر ما قاله فيها من الشعر، يتلو صلاةً كمن يقصد الفجر قبل أوانه، وأخذ يطوف حول خبائها حتى دفع خرقة الكوّة (الخيمة) وهمس لها بكلام ارتعشت يداها وسمع في جسدها غرغرة زجاجةٍ تمنح ماءها، فكأنه كان لها الإناء تسكب فيه الحب فيشرب ويُطفئ ظمأه، وكلما قال لها زيدي... تزيد، فسألته عن هذه المتعةً التي يغتر بها العاشق وتاجاً تتيه به الملوك قائلة...
ـ ما تقول في هذا الذي يجعل الليل يطول؟
فقال لها: إنه ... الحب.

وكان أول عاشقٍ يستخدم هذه الكلمة، وقيل أنه أول من اخترعها، وذهبت في لغة العرب دالةً على وصف ما لا يوصف من خوالج النفس، ولم يدركوا كلمةً بعدها على هذا القدر من الجمال.
أما ليلى فإنها بعد أن سمعت الكلمة ظلت ترددها حتى أغمي عليها، ويروى أن اسمها امتزج بهذه الكلمة وبليل المحبين الذي يطول فتتأجج فيه شهوة العشاق ويتفجر جنونهم، وقيل إنه ليل لا نهاية له فذهبت ليلى مثالاً للحب، حتى أكثر مما ذهب بقيس.
× × ×

عندما أخذه والده إلى (الكعبة) على أمل أن يشفى من حب ليلى...

روي أنه عندما أخذه والده إلى الكعبة بنصيحةٍ من الناس لعل الله يشفيه من حب ليلى ، فطلب منه والده أن يتعلق بأستار الكعبة ويدعو الله الفرج، وقف قيس في نهدةٍ صارخاً في البيت وأهله...
اللهم زدني لليلى (حباً) وبها كلفاً ولا تنسِني ذكرها أبداً ولا تشغلني عنها .
فبوغت أبوه، والتفتت إليه الجموع مستغربةً مستنفرةً، فمثل هكذا دعاء لم يعهدوه ولم يسمعوا بمثله في ظل البيت الحرام، فاستكبره جمهور رأى فيه بوحاً لا يليق واستهتاراً لا يُسكت عنه، فشخصوا حول قيسٍ وتناهبوه، وهو يردد الدعاء ذاته لا يغير فيه حرف، وصار أبوه يذود عنه مسترحماً معتذراً متعذراً بجنونٍ ألمّ بولده لفرط العشق، لكن الجموع ما كانوت لتستمعو لأبيه حتى أوشكوا عليه.
وفيما هو محمول يخرجونه من الحرم، دمه يسيل فيغسل الطريق، كان يردد بصوتٍ لا يكاد يُسمع، يخاطب فيه ربه...
ـ ها أنت سمعت... ها أنت رأيت!

ولما رجع قيس إلى قومه، شاع ما فعله في البيت، فوصل الخبر إلى ليلى، وشاقها أن تجتمع به، فأرسلت تدعوه، فطار إليها يريد أن يصدق وعندما دخل عليها لتؤكد له ما قالته العرب بأنه أول من ذكر كلمة (الحب) عند الكعبة ؟؟؟
× × ×

أما عن قصة وفاته ...

يقول الرواة أن شيخا من بني مُرّة هو آخر من التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبُعده عن الناس، فيقول ذلك الشيخ بأنه ذهب يبحث عنه، فقالوا أصدقاء (لقيس)...
ـ اذا رأيته فإدنْ منه ولا تجعله يشعر أنك تهابه فانك أن فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر، ولو فعل ذلك فاجلس صارفاً بصرك عنه فإذا سكن فأنشده شعرا غزلاً من شعر (قيس بن ذريح) حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره ...

يقول الشيخ: أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثاً عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالساً يخط على الرمل بأصبعه، وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس، فأعرضت عنه حتى سكن، وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه...
ألا يا غراب البين ويحك نبنـــي بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر بشيء علمته فلا طرت الا والجناح كسير

يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه:
لقد أحسن والله ذلك الشاعر، لكني قلت شعرا أحسن منه، ثم أنشد...

كأن القلب ليلة قيل يفدى بليلى العامرية أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح

ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلاً: بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أخرى لقيس بن ذريح...
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا حذارا لما قد كان أو هو كائن
وما كنت أخشى أن تكون منيتي بكفيك إلا أن من حان حائن
ثم يقول ذلك الشيخ: أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه: والله لقد أحسن ولكني أيضاً قلت شعرا أحسن منه، فأنشد...

وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانــح

وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربهم غزالة تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظره، ويواصل ذلك الشيخ قصته قائلاً...
فى اليوم التالي عدتُ إلى نفس المكان على أمل أن ألتقية فوجدتُ امرأة تعودت أن تضع الطعام له بنفس المكان يومياً، وانقضى ذلك اليوم دون أن يأتي (قيس)، ثم مضت ثلاثة أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى...
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء وجد في وادي كثير الحجارة وهو ميت وقد نقش بأصابعه على الرمل بيتي شعر في ذكر ليلى...

وسد أحجار المهامة والقفر ومات جريح القلب مندمل الصدر
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم ما يلقى المحب من الهجر

يقال بأنه بعد انتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب، لم تبقَ فتاة إلا وخرجت حاسرة الرأس صارخة عليه تندبه، وأجتمع الفتيان يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته (ليلى العامرية) حيث حضروا مُعزين.
وكان أبو ليلى أشد القوم جزعاُ وبكاء عليه وهو يقول: ما علمنا أن الأمر يبلغ كل هذا، لكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثة.

عماد حياوي المبارك

قصيدته الرائعة في ليلى والحب

تَذَكَّرْتُ ليلى والسّنينَ الخَوالِيا
وأيّامَ لا نَخْشى على اللّهوِ ناهِيا

ويومٍ كَظَلِّ الرُّمْحِ، قَصَّرْتُ ظِلَّهُ
بلَيْلى، فَلَهَّاني، وما كنتُ لاهِيا

لاحَتْ نارُ ليلى، وصُحْبَ بثمدين
بذاتِ الغَضَى نُزْجي المَطيَّ النّواجِيا

فقالَ بَصيرُ القَوْمِ أَلْمَحْتُ كَوكباً
بَدَا في سَوادِ اللَّيلِ فَرْداً يَمانِيا

فقلتُ له: بل نارُ ليلى تَوَقَّدَتْ
بِعَلْيا، تَسامى ضَوْؤُها، فبَدَا ليا

فليتَ رِكابَ القومِ لم تَقْطَعِ الغَضى
وليتَ (الغضى) ماشى الرّكابَ لياليا

فيا لَيلَ كمْ مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إذا جِئْتُكُمْ باللّيلِ لم أدرِ ما هِيا

خَليلَيَّ إنْ لا تَبْكِيانِيَ أَلْتَمِسْ
خَليلاً إذا أَنَزَفْتُ دَمعي بَكى ليا

فما أُشْرِفَ الأَيْفاعَ إلاّ صَبَابَةً
ولا أُنْشِدُ الأشْعارَ إلا تَداوِيا

وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتيتَينِ بعدما
يَظُنَّانِ كلَّ الظَّنِّ أن لا تَلاقِيا
http://www.youtube.com/watch?v=KVKLuc-72Qo

http://www.youtube.com/watch?v=vYIKNkuUcwA



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مورفي... مورفي
- كارتير... بوري
- قوم الآنسة (بك كي)
- قضية أمن دولة!
- مجرد كلام قادسية الذبان
- صرخة الحبانية
- شمسنا الغالية
- دعوة سياحية
- غضب سانت هيلنز
- هل تخلع (أنتركتيكا) ثوبها الأبيض؟
- سيفن فل يُشهرْ
- جرذ... جرذين... جرذان
- عقول من تراب
- طوكيو تحت الصدمة
- وصيّة البابا البطران
- طليان
- صغيرة على الحب
- هدم زبناء
- حياة متألقة ووفاة هادئة
- الورث الذي سأتركه


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد حياوي المبارك - أول مَن نطقَ (أحبكِ)... مجنون!