وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 10:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عرف العرب العبادة الطوطمية حيث كانوا يقدسون او يعبدون بعض الحيوانات او النباتات .وتسمت بعض القبائل باسماء هذه الحيوانات الطوطمية امثال قبائل اسد وكلب وظبيان واوس وثور وعقاب وبنو حمامة .
يؤكد المستشرق الهولندي ج .ا. ويلكين في كتابه :
( الامومة عند العرب : دراسة في انماط الانوثة والنكاح ) – ترجمه عن الالمانية الباحث د .بندلي جوزي – ط1-2014 –– الناشر :المركز الاكاديمي للابحاث : العراق – تورنتو – كندا ) – توزيع :شركة المطبوعات للتوزيع والنشر –بيروت – لبنان .
( ان لااهمية تاريخية كبرى لكتب الانساب العربية , لان اكثرها ملفق وموضوع ) . ذلك لان من صفات العبادة الطوطمية ونتائجها هي ان تكون محصورة في نسل المراة . اي ان الولد يتبع طوطم امه دون ابيه .
لقد كانت المجتمعات المشاعية البدائية تتميز بمشاعية الجنس , اي ان كل الرجال يمارسون الجنس مع كل النساء .
يذكر السائح اليوناني سترابيون في معجمه عن العرب قبل الاسلام :
( ان الاملاك عندهم مشتركة تخص جميع اعضاء العائلة التي يراسها شيخ هو اكبرهم سنا ولهم جميعا امراة مشتركة يختلفون اليها . فمن جاء منهم قبلا دخل عليها وترك في باب الخلاء عصاه ليشير بذلك الى اختلائه بها لكنها في الليل لاتجامع الا اكبرهم سنا ).وبالتالي يبدو ان تعدد الازواج القانوني كان شائعا عند العرب .
ومن انواعه نكاح الرهط , وهو ان تاخذ الزوجة 3 – 9 ازواج في نفس الوقت . وكان مباحا لرجال القبيلة الواحدة ان يجامعوا نسائها بدون تقييد . وكانوا يعاقبون الزاني بالموت .والزاني عندهم من جامع امراة من غير عشيرته . وكان العرب يفضلون النكاح الوقتي على غيره .
ومعلوم ان النبي محمد اباح المتعة في زمانه لاجل محدد . وقد اوردت كتب التراث عن ام خارجة انها جامعت اكثر من اربعين رجلا من عشرين قبيلة . ومن هنا جاء المثل :
( اسرع من نكاح ام خارجة ). كان من انواع النكاح عندالعرب نكاح الاستبضاع , حيث كان الزوج يرخص لامراته ان تجامع احد اشراف القوم رغبة في نجابة الولد . وكان الاعيان ( الملا ) في (ملابار ) بالهند وهم يعرفون ب( النائر ) حيث:
(النساء عندهم مشتركة يختلف اليهن كل من اراد اللهم اذا كان من قبيلتهن لاغير . الا ان كل امراة منهن تخص في الحقيقة جماعة معلومة من القبيلة . فالجميلة تخص ثلاثة او اربعة من طبقة النائر وهم يقومون باودها ولوازمها ويطؤونها متى ارادوا . وعندهم انه كلما زاد عدد اخدان المراة زاد شرفها ).
النائر لايعرفون الى اليوم نظام الابوة . وحقوق الوراثة تكون محصورة بالنساء . وكانت المراة بعد ان تضع طفلها الناتج عن نكاحها المشترك مع الرجال تقوم بتعيين ابا له يقوم بقوته وتربيته وذلك بعد ان يكبر النائر ويقوى على المشي .
والولد لايرث اباه قط بل يرثه اولاد اخته , فان لم يكن له اولاد اخت ورثه الاقربون من جدته . حيث كانت المراة تملك السلطة على رجال القبيلة .وبذلك يمكننا تفسير كلمة ( بطن ) عند العرب بمعنى العائلة الناتجة عن الزواج الامومي وليس الابوي .
يقول المستشرق ويلكين ( ان شجرات الانساب ظهرت الى عالم الوجود يوم كانت الابوة نظام العائلة الوحيد عندالعرب ولم يكن للامومة اسم يذكر. فانسابهم ملفقة ومغلوطة , وما سبب ذلك الا الابوة ).
يذكر المستشرق Noleke ان بعض القبائل العربية كانت تنتسب الى الام دون الاب مثل بني خندف من سلالة لياس وامراته خندف . وكذلك بنو مزينة حيث كانوا ينتسبون الى امهم مزينة دون ابيهم عمرو .وجاء في تاريخ ملوك الحيرة عن سكان مدينة مرباط ان الاخوة كانوا يتزوجون شقيقاتهم , والمقصود بالشقيقات هنا الاخوات من اب واحد وامهات مختلفة . كما كان الاب يفضل اولاد اخته على اولاده .
وكان العرب على نكاح المتعة ولم يكن للاب اسم يذكرولهذا قيل عن المتعة انه لاميراث فيها , اي لاميراث عن طريق الاب .
وكانت العرب قديما على النكاح الخارجي لكنها تحولت لاحقا الى النكاح الداخلي . اي ان رجال كل قبيلة اصبحوا يتزوجون من نساء قبيلتهم وليس من نساء قبيلة اخرى . الا ان الاستثناء كان يحصل اذ كان هناك من يتزوج خارج قبيلته وكان في الغالب يلحق بامراته وعشيرتها مثلما تحدث ابن بطوطة عن نساء مدينة زبيد حيث قال :
(الغريب عندهم مزية ولا يمتنعن عن تزوجه كما تفعل نساء بلادنا . فاذا اراد السفر خرجت معه وودعته وان كان بينهما ولد فهي تكفله وتقوم بما يجب له الى ان يرجع ابوه . ولا تطالبه في ايام الغيبة بنفقة او كسوة ولا سواها . واذا كان مقيما فهي تقتنع منه بالقليل من النفقة والكسوة لكنهن لايخرجن من بلدهن ابدا . ).
وقد كان العرب يعتقدون بانتقال الصفات الطبيعية من الرجل الى ابن اخته , فهم يعتقدون ان الولد يشب على اخلاق خاله دون ابيه . يؤكدالسائح الجرماني Wetzstoin بشواهد على ذلك في اقامته في دمشق حيث كان يسمع يوميا عبارات المدح او الذم مثل (رحم الله خالك )او لعنه . وكانت العرب تعتقد ان الصبي اذا فسد ادبيا فثلثا هذا الفساد انتقل اليه عن طريق الارث من خاله , ولهذا جاء المثل العراقي الشهير (ثلثين الولد على خاله ).
ومن امثال العرب ( قيل للبغل من ابوك ؟ قال : الفرس خالي ) .وقيل ايضا ( الاصيل يخول ) . ووفق هذا الفهم نفهم عبارة النبي محمد التي قالها لسعد بن ابي وقاص حين قبض على يده شاكرا له خدماته الكثيرة قائلا ( هذا خالي ).
وكانت العرب تفتخر بشرف الخؤولة . تحدث هيرودتس ابو التاريخ عن اللوسيين انهم يلقبون باسم امهم دون ابيهم . وان المراة عندهم اذا تزوجت عبدا عدت اولادها من الاحرار . اما اذا كان الزوج حرا وامراته من الاماء فيكون ولدهما عبدا حتى وان كان ابوه ملكا . اي ان حالة الاولاد القانونية والطبقية تتوقف على حال الام . مما ينتج عنه ان المراة كانت السبب في ظهور طبقة الاعيان .
لقد عرف عن المراة في عصر ماقبل الاسلام انها كانت حرة في اختيار زوجها بدون معارضة ذويها . وكانت المراة تعرض احيانا يدها على من تختاره من الرجال كخديجة زوجة محمد وغيرها من النسوة .
مقالات ذات صلة :
( وضع المراة عند العرب قبل الاسلام )وعلى الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=271198
( زواج خديجة من محمد ) وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=273525
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟