أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم الخطيب - الله لا يكودلك يا محمود يا عبّادي!














المزيد.....

الله لا يكودلك يا محمود يا عبّادي!


نعيم الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 03:31
المحور: الادب والفن
    


لماذا لم تضع العود من يدك جانبًا، وتجرّني إلى حيث الشّجرة العملاقة؟ كنت ستتلعثم في قراءة اسمها على اليافطة الصّغيرة، وتسألني: "مش كان عنّا زيها في المِدرسة؟" ـ بكسر الميم طبعًا، وأضحك.

جلسنا يومها في ساحة النّافورة، مقابل الأورينتال هول، ، بعد انتهاء حفلةٍ موسيقيّة في قاعة الإيوارت، غنّى كورال عبّاد الشّمس، وفرقة الفالوجا، وجمال بخيت ـ آه فلسطيني! هوّ في غيرها! مجموعةٌ من طلّاب معهد التّمريض التّابع للهلال الأحمر، لم أعرف منهم سوى طلعت أبو حمرة. أكاد أجزم أنّك كنت بصحبتنا، لكنّ اللّحظة لم تكن مؤاتية لأن تسألني: "هل ما زلتَ تخربش هذه الأيّام؟"، سأستغرب قليلًا، وستكمل: "لا يليق بك دور غلام الخضر! هل بدأت دراسة المسرح بعد؟"، وطبعًا لن أفهمك! ستسألني عن خالد جمعة، وسأجيب بأنّني أعرفه ويعرفني، وستنكر عليّ ذلك كلّه، وتقول: "اسمع لا أملك وقتًا كثيرًا هنا! دعنا نتقابل في غرفة خالد الإسبست في بيته في مخيم الشّابورة بعد خمس سنوات، نشاهد معًا فيلم أماديّوس، ستترجم لي الكلام، وسأترجم لك الموسيقى، متّفقين؟"، أهزّ رأسي، أحاول أن أشترى الوقت، أدعوك إلى مقهى شعبيّ في شارعٍ متفرّعٍ من محمّد محمود، فتردّ: "إنت أهبل! أنا مصدّقت أخشّ أشوف بنات الأمريكيّة"، فأضحك. أدعوك هذه المرّة إلى كافتيريا (زِدّ) القريبة، متحجّجًا بالجوع. أستغرب لموافقتك السّريعة هذه المرّة، تخبرني أنّ (الطّعام بنزين الصّوت) وأنّ الشّيخ إمام كان (يلدع جاجتين) قبل أن يغنّي، أضحك. أسألك عن أخبار البلد والانتفاضة، فتشير إلى كوب العصير في يدك كأنّك اكتشفته للتّو، وتجيب في (غير الدّايرة): "هيه هاضا شِمام!" ـ بكسر الشّين طبعًا، أضحك. نخرج و قبل أن نفترق تسألني: "إيش اسم الكافتيريا... زِبّ؟"، أضحك. تهمس في أذني سرًّا: "سأطلب منك يومًا أن تكتب لي أغنية، ستوقظك كلماتها من منامك يومًا، لا تعطني إيّاها! أنت حر! سأجاملك، وأضعها في جيبي، ولن تراها ثانيةً!"، اكتبني بعد خمسةٍ وعشرين عامًا! لا تسألني عن التّفاصيل، لا تهمّني! اللّحظة فقط تأتي مرّةً واحدة!".

هكذا إذًا! تجعل الحزن عليك مستحيلًا إلى هذا الحدّ؛ لا أكاد أتذكّر لحظةً إلّا وكنتَ فيها مبتسمًا!

تجعل (جاء متأخّرًا)، و(رحل باكرًا) مجرّد كلامٍ كالح!

تجعلنا نتداولك كإشاعة: هل كان حقًّا بيننا يومًا، أم أنّنا حلمنا جميعًا بذات الحلم، في ذات اللّحظة؟

هل يجب عليّ أن أحبّر ريشتي بعسلٍ بيتيٍّ ربيعيٍّ يصنعه نحل عجوزٍ تسكن منطقةً حدوديّةً نائية، ينبت الشَعر فوق شفتها كفارق حاجبيّ فريدا كاهلو، كي أكتب فيك جملةً بائسةً مثل: "الله لا يكودلك يا محمود يا عبّادي"؟



#نعيم_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا الله، النّخل لا ينبت في المخيم!
- النّوارس، أو مناديل لوركا
- وهكذا ابْتَدَأَت
- اوتو ستوب
- ثوابت غير وطنيّة
- يا ورَادِي يا مْعَلِّمْتي!
- في انتظارِ السّيّدة، أو قِفَا نحكِ
- ليس في بيتي مدخنة
- أربعٌ وعشرون
- هنا اسمي كاملٌ
- وهبطَ كَهْلاً
- ستريت بيرفورمرز دليلُ المُشَاهِد


المزيد.....




- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم الخطيب - الله لا يكودلك يا محمود يا عبّادي!