أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (2 -3)














المزيد.....

الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (2 -3)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الشخصية السياسية العراقية (2 – 3)
دراسة تحليلية
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
وصلنا في نهاية الحلقة الاولى من هذه الدراسة التحليلية الى ان الشخصية السياسية العراقية اعتمدت بعد التغيير العزف على الوتر الطائفي لترويج نفسها بين افراد طائفتها تمهيدا لضمان فوزها بالانتخابات..ومنها تحديدا نشأ ما نصطلح على تسميته (البرانويا السياسية) التي كانت احد اهم اسباب الكارثة العراقية بعد التغيير..واليكم ما فعلته هذه (العلّة) في هذه الشخصية من الداخل.
الحقيقة التي تأكدت لنا نحن المعنيين بالاضطرابات النفسية ان في القادة السياسيين العراقيين من " الأفندية" و"المعممين" فرقاء مصابون بـ(البرانويا) التي تعني الشك المرضي بالآخر..كل فريق منهم صار يعتقد عن يقين(يقينه هو) ان الآخر يتآمر عليه لانهائه حتى وصل الحال بهم الى رفع شعار ( لأتغدى بصاحبي قبل ان يتعشى بي)..فتغدى الجميع بالجميع بوجبات من البشر تعدت المائة ضحية باليومبين عامي 2006 و2007 تحديدا.ودفعهم هوسهم المرضي الى الايغال بأيهم يقتل اكثر وأيهم يتفنن بأساليب غير مسبوقة في بشاعة القتل والتعذيب.
وما يزيد من حماقة البرانويا السياسية انها اذا طبخت على نار الطائفية والعرقية صار شفاء اصحابها قريبا من المستحيل،فيما اتفاقهم هو المستحيل بعينه.وبالصريح المرّ فان الشخصيات السياسية العراقية (قادة الاحزاب والكتل الدينية تحديدا)غير قادرة على ان تقتلع شكوكها وتحسن الظن بالاخر،لان البرانويا برمجت خلايا ادمغتهم بثلاث عقد عبر الزمن :عقدة انتاج الخوف الموروثة من الماضي ،وعقدة الرعب المعاش في الحاضر ،وعقدة توقع الشر والافناء في المستقبل.
والمشكلة ان البرانويا السياسية بين الفرقاء السياسيين ذوي الخبرة المحدودة بالسياسة ،تكون سريعة العدوى والانتشار بين الأغلبية المأزومة والمتقبلة للأيحاء والمتطيّرين الذين اتعبتهم الأحتمالات المتناقضة ، فيما (الغلابة) من ملايين العراقيين باتوا حيارى لا يعرفون ماذا يفعلون ،وما عادت تنفعهم حتى اساليب النفاق والازدواجية التي اضطر اجدادهم الى ممارستها مع السلطة من قبيل:"الياخذ امي يصير عمي" و " قلوبنا معك وسيوفنا عليك" و" الصلاة مع علي اثوب والطعام مع معاوية أدسم".
ومن خبرتنا الشخصية ،فان المصاب بالبرانويا يتمتع بمهارة درامية في تجسيد دور " الضحية" وقدرة عالية في اقناع الآخر بأن اوهامه "حقائق" ثابتة. وراح كل فريق يبث اوهامه المحملة بالمخاوف عبر وسائله الاعلامية ،فصدّق به اتباعه .وغاية ما يريده المصاب بالبرانويا أن يصدّق به اهله..فكيف اذا صدّق به كبار القوم في دول الجوار!..وكلّ الفرقاء لهم في دول الجوار حماة ومؤلبون!..فضلا عن ان التغيير في (9/4/2003) اشاع ثقافة جديدة اسمها "ثقافة الضحية". فالشيعة والكورد اشاعوا بين ملايينهم انهم كانوا ضحية النظام الدكتاتوري السابق ،والسنّة اشاعوا بين ملايينهم انهم صاروا ضحية النظام الديمقراطي الجديد ،واصبح الكلّ يرى نفسه أنه "ضحية" ويرى في الآخر "جلادّه"!..والسبب هو ان الشخصية السياسية العراقية ...وكان حصيلتها مفارقتان تثيران السخرية:استمرار قبول جماهير هذه الشخصية بتعاستها اليومية، واستمرار ابقائهم لها في مركز السلطة!.
ومن متابعاتنا " الفضائية" تبين لنا أن في البرلمان افرادا مصابون بعصابية مرضية .فمنهم من لديه ميول سادية ،وآخر شعور بالمظلومية ،وثالث يغلي في داخله برميل من الحقد..وغالبيتهم كانوا وما زالوا يمارسون "الأسقاط"..اعني ترحيل عيوبهم ورمي الفشل على الآخر ،والانشغال بالتنقيب عن رذائل المقابل وتنزيه نفسه مع ان فيه من الرذائل ما لا يقلّ عن صاحبه .ولهذا كان البرلمان ( في دورتيه الأولى والثانية تحديدا) مصدر احباط وتصعيد للتوتر بين الناس بدل ان يكون مصدر تطمين لهم. والواقع ان البرلمان العراقي لا يمثل الشعب بل هو نتاج البرانويا التي اشاعتها الشخصية السياسية،لدرجة ان جماهير الشيعة التي وصلت حد الجزع من سوء حالها الحياتي والخدمي (لحكومة شيعية)..صارت تأتي بسياسي طائفي قليل الخبرة لأنه نجح في اخافتهم بأنهم ان لم ينتخبوه فأن " السنّة" سيفنونهم..وقل الشيء نفسه عن جماهير السنة.
في ضوء ذلك نستنتج حقيقة قاسية هي ان الشخصية السياسية العراقية خلقت واقعا سياسيا طاردا لكل عقل سياسي وطني ناضج يمكن ان يكون بمستوى رجل دولة ،وانها لن تتعافى،على المدى المنظور، من عقدها النفسية التي ستكون موضوع الحلقة الثالثة.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (1 -3)
- الدكتور حيدر العبادي - افعلها تدخل التارخ
- السياسييون وعلماء الاجتماع
- في سيكولوجيا خسارة الفريق العراقي
- القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (3-3 ...
- القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (2-3 ...
- المؤتمر الوطني للتربية الايجابية - طموح وتحديات
- القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (1-3 ...
- ماذا لو خرج الحسين الآن في بغداد؟!
- ثورة الحسين..درس لحكّام هذا الزمان
- القيم بعد التغيير وعلاقتها بالأزمة السياسية
- نرجسية الفيسبوك
- تأثير الطلاق في الأطفال - تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(119): وصفة -سحرية- لكشف من يكذب عليك!
- في العراق..تفرح وتبكي معا..في ليلة!
- ثقافة نفسية(166): الغيرة والحب
- عراقيون..مدمنو فيسبوك! تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية (120): حذار ان تكون عاطفيا!
- الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى
- لصوص بغداد..بين زمنين


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (2 -3)