أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (1-3)















المزيد.....

القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (1-3)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تساؤلات:
* ما المقصود بالقيم؟
* هل القيمة هي: معتقد؟ رأي؟ اتجاه؟ موقف؟ ضمير؟
* هل يمكن ان نضع علامة (=) بين القيم والسلوك،بمعنى ان الشخصية هي حاصل ما يحمله الانسان من قيم؟
* وهل يصح القول ان ازماتنا السياسية ناجمة عن ازمة قيم؟أم ان نوعية ما نحمله من قيم ومعتقدات هي التي انتجت ما نعيشه الآن من سياسة؟
* لنفترض ان نظرية صراع الاجيال صحيحة..فكم جيل لدينا الآن في المجتمع العراقي..اثنان ام ثلاثة؟.وهل الصراع فيما بينها ..صراع قيم؟
* وهل ان السبب الرئيس في خصوماتنا..صراعاتنا..المذهبية،القومية...يعود الى اختلافنا في قيمنا ومعتقداتنا؟
هذه التساؤلات تتباين اجاباتها بتباين اجتهادات اصحابها..واجتهادنا نوجزه بالآتي:
القيم هي توليفة معقدة جدا من افكار،معتقدات،اتجاهات..قد يصل عددها مئات ،لكن يمكن ان نضغطها في ستة اصناف:
1. قيم سياسة..انتماء لحزب مثلا
2. قيم اقتصادية..الانشغال بالتجارة مثلا
3. قيم نظرية..علوم تطبيقية وعلوم انسانية
4. قيم اجتماعية..المساعدة ،الاهتمام بالنازحين مثلا
5. قيم دينية ..عبادة ،صوم،طقوس
6. قيم جمالية،فن ،موسيقى
هذه الأصناف الستة تتشكل في داخل كل فرد بمنظومة نسميها المنظومة القيمية،والاختلاف بين الافراد يكون في ثلاثة امور:
الاول:ترتيب القيم من حيث قوتها:فالمنشغل بالاقتصاد تكون القيم الاقتصادية عنده هي الاعلى والأقوى،والقيم الجمالية عنده قد تأتي بالأخير،فيما ترتيبها عند الفنان يكون بالعكس..الجمالية هي الأعلى والأقوى..وقل الشيء نفسه عن السياسي ورجل الدين والمصلح الاجتماعي.
الثاني:نوع وكم هذه القيم..عند افراد تكون قيم اصيلة راقية ومتنوعة(المثقف مثلا)،وعند آخرين تكون عادية ومحدودة (الفلاح مثلا).
الثالث:تفاعل القيم:عند افراد تكون العوازل بين اصناف هذه القيم شفافة تسمح بالنفاذ والتفاعل والانفتاح واستقبال قيم جديدة،وعند آخرين تكون اشبه بالكونكريت لا تسمح بالتفاعل ولا تستقبل قيما جديدة..وخذ مثلا على ذلك رجل الدين المتشدد والأب المحافظ بشكل متطرف.
آليات المنظومات القيمية
تعمل القيم في داخل الانسان بخمس آليات سيكولوجية – معرفية، هي:
الأولى:اصدار احكام بالتفضيل من عدمه..بدءا من تفضيل انسان على انسان،دين على دين،قومية على قومية طائفة على طائفة..انتهاءا بابسط التفضيلات..لون على لون،(مثال: البنات يفضلن الوان الأحمر ،السيدات اللون الاسود..الرجال يفضلون الابيض والبيج/وفي الأكل..الرجال يفضلون اكل القوزي فيما النساء تفضل اكل الكباب!).
الآلية الثانية الأهم: تمتلك القيم قوة داخلية لانشعر بها ولا تخطر على بالنا بالرغم من انها ،تتحكم بسلوك الفرد،وتحدد اهدافه وتوجهه نحو تحقيقها..لتصل بالنتيجة ان اختلاف الافراد في السلوك ناجم عن اختلافهم في القيم ،ولك ان تلاحظ ذلك بمقارنة سلوك رجل الدين بسلوك الفنان.
الآلية الثالثة: تعمل القيم على تزويد اعضاء المجتمع بمعنى الحياة، والهدف الذي يجمعهم من اجل الحياة..فهي اشبه باللاصق في النسيج الاجتماعي،او لنقل..اشبه بالاسمنت الذي يشد طابوق عمارة،اذا افترضنا ان العماره هي المجتمع وان الطابوق هم افراد هذا المجتمع.ما يعني ان القيم اذا كانت قوية يكون المجتمع متماسكا وان كانت ضعيفة فانه ينهار كما تنهار العمارة.
الرابعة:للقيم علاقة بالتعصب بوصفها معتقدات..فغير المتعصب لمعتقده يقبل الآخر،والمتعصب لمعتقده يرفض الآخر وقد يؤذيه.(ما حصل بين عامي 2006 و2008 في العراق ،الذي اطلق عليه احتراب طائفي هو في حقيقته حرب معتقدات).
الخامسة:القيم هي التي تشكل لدى الانسان منظورين:منظوره نحو الحياة..ما اذا كانت تستحق ان تعاش فيتعلق بها،او لا تستحق ان تعاش فيؤدي به الى الاغتراب.والثاني، منظوره نحو الكون..من يؤمن بأن للكون خالق وان هنالك حياة اخرى ومن لا يؤمن بذلك..ومن يكون على طريقة بطل رواية الحب في زمن الكوليرا حين سأله صاحبه:هل تؤمن بالله،فاجابه..كلا، ولكنني أخاف منه!.
القيم..وصراع الاجيال
اذا اعتمدنا معيار علماء الاجتماع بان عمر الجيل يكون بين 30 الى 33 سنة ،فان لدينا الان في المجتمع العراقي ثلاثة اجيال:
الأول:جيل النظام الملكي والجمهورية الاولى،ولتكن سنة الاساس(1940)/ ( يعني المولودين بين سنتي 1940 و1970)
الثاني:جيل الحرب العراقية الايرانية والحصار ،وسنته الاساس(1970)،( يعني المولودين بين عامي 1970 و2000).
الثالث:جيل النظام الديمقراطي وسنته الاساس 2000
ومع ان هذا التقسيم الافتراضي لا يعني وجود حواجز ،فواصل،فيما بينها ،وان التداخل فيما بينها موجود خاصة في نهاية عمر الجيل وبداية عمر الجيل الذي يليه..فانه يمكن تحديد خصائص اساسية تميز هذا الجيل عن ذاك،وعلى النحو الآتي:
الجيل الأول:ان حجم هذا الجيل هو الاقل في المجتمع،وانه يعيش مرحلة الاحتضار،ويتوزع افراده بين ثلاث شرائح اجتماعية:
أ:سياسيون بيدهم السلطة والثروة
ب:متقاعدون بين ناشطين ومتفرجين ويائسين ،وضعوا المستقبل وراء ظهورهم
ج:مهاجرون الى بلدان العالم
الجيل الثاني:يمثل هذا الجيل الحجم الاكبر في المجتمع ،ويتميز بأنه ولد ونشأ في حرب امتدت ثمان سنوات،وحصار امتد 13 سنة،ويتوزع معظم افراده كالاتي:
أ.سياسيون في السلطة او في كيانات واحزاب سياسية
ب:موظفون
ج:عاطلون عن العمل
د.عاملون في اعمال حرّة
ه:منخرطون في قوات امنية،او ميلشيات
و:طلبة جامعات
ز:مهاجرون الى دول العالم
الجيل الثالث: هذا الجيل في حالة نمو وتوسع عددي،ويتوزع معظم افراده كالآتي:
أ.تلاميذ وطلبة ملتحقون بالمؤسسات التعليمية
ب.عاملون في سوق العمل
ج:اطفال شوارع
ان التشابه في القيم بين هذه الاجيال يشكل حالة ايجابية فيما اختلافها في القيم قد يؤدي الى صراع..أخطره حين تتعرض قيمه المشتركة اللاصقة التي توحده..الى التفكك..وتحديدا قيمة المواطنة.
بالمختصر،تعني المواطنة الولاء الى الوطن والانتماء الى جماعة، وشعور الفرد بأن ما يصيبهما يصيبه،واعتزازه بأنه ينتمي الى مجتمع تربطه به تاريخ،ثقافة،تقاليد..في وطن يوحدّهم..ويعتزون به. وتعني المواطنة بموجب الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 (العدل والمساواة بين الافراد في الحقوق والواجبات).ولأهمية هذه القيمة في حياة الشعوب والاوطان فان اوربا اعلنت سنة 2005 السنة الأوربية للمواطنة .
فما الذي حصل لقيمة المواطنة في العراق؟
تعود بدايات التخلخل المؤثر للقيم العراقية الوطنية والاخلاقية الى عام 1980 بشن النظام السابق حروبه الكارثية غير المبررة،التي اضعفت قيمة المواطنه تحديدا ،تلتها ضربتان موجعتان،الأولى جاءت من حفرة صدام لحظة كان يفلّي شعر رأسه الضابط الأمريكي ادرنو،والثانية الأوجع جاءت من الحاكم الامريكي بريمر.
اما صدام فلأنه كان في الثمانينات قد اشاع بين العراقيين شعار (صدام هو العراق) ووضع علامة (=) بينه وبين العراق،وعندما انتهى تلك النهاية المخزية ضعف الشعور بالمواطنة عند العراقي،وانهار لدى بعضهم.اما بريمر فانه اجهز على المواطنه بان دق (التثليث) في شاصي العملية السياسية العراقية..ومن لحظة تأسيسه مجلس الحكم فانه اغلق طريق المواطنة الذي كان يوحّد معظم العراقيين،وفتح الطرق امام الهويات الفرعية. ولأن العراق مجتمع عشائري ومتعدد القوميات والاديان،ولأن قيم الماضي تتحكم في غالبيته ،وبأسلوب الثأر الجاهلي،فقد كان ما كان من حرب الهويات القاتلة لاسيما بين عامي 2006 و2008 حيث بلغ عدد الضحايا الابرياء في يوم واحد من شهر تموز 2007 مائة ضحية.والكارثة التي دفع العراقيون ثمنها مئات الالاف من الضحايا وملايين بين نازحين ومهجرين ومهاجرين هي ان الانتخابات البرلمانية(2005 و2010 و 2014) تحكمت بها قيم الهويات الفرعية..مذهبية ،قومية،عشائرية،دينية.. لدرجة ان ابن العشيرة او ابن الطائفة ينتخب شيخ عشيرته او ابن طائفته حتى لو كان منافسه حامل دكتوراه وحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد السياسي..نجم عنها ،سيكولوجيا، حالة اغتراب عن الوطن وعن المجتمع بل حالة كره للعراق عند كثير من العراقيين.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو خرج الحسين الآن في بغداد؟!
- ثورة الحسين..درس لحكّام هذا الزمان
- القيم بعد التغيير وعلاقتها بالأزمة السياسية
- نرجسية الفيسبوك
- تأثير الطلاق في الأطفال - تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(119): وصفة -سحرية- لكشف من يكذب عليك!
- في العراق..تفرح وتبكي معا..في ليلة!
- ثقافة نفسية(166): الغيرة والحب
- عراقيون..مدمنو فيسبوك! تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية (120): حذار ان تكون عاطفيا!
- الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى
- لصوص بغداد..بين زمنين
- ثقافة نفسية (112):تفسير الاحلام بين ابن سيرين وفرويد
- هاني فحص..رجل الدين العلماني!
- سهرة مع..محافظ النجف
- واقع الابداع في البيئات العربية - العراق انموذجا (خلاصة بحث)
- اتحاد الأدباء والكتّاب في النجف الأشرف - شكر وامتنان
- الفساد في برنامج الحكومة الخامسة
- الطلاق..منجز ديموقراطي!
- لنستفد من تجربة سنغافورة في محاربة الفساد.. الى الرئاسات الث ...


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (1-3)