أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الفساد في برنامج الحكومة الخامسة














المزيد.....

الفساد في برنامج الحكومة الخامسة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يرى البعض ان برنامج السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي خلا من اجراءات حاسمة فيما يخص مكافحة الفساد، ولم يكن فيه تعهد صريح بمحاسبة الفاسدين واسترداد مليارات الدولارات التي سرقها مسؤولون كبار واستثمروها في مشاريع تدر عليهم وعلى الدول التي هربوا اليها ارباحا طائلة،فيما يتصدق المحسنون على مئات الاف العراقيين من النازحين فضلا عن خمسة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر.
ويضيفون بان السيد العبادي كان قد عبّر خلال تقديمه لتشكيلة حكومته عن( شكره للمرجعية الدينية الرشيدة التي حفظت البلاد من الفتنة، وانه يقف اجلالا واكبارا لمواقفها ودورها في الحفاظ على العراق والعراقيين)،الا ان المنطلقات الاساسية للبرنامج الحكومي المتضمن (17) مهمة لم يرد فيها ذكر للفساد ومحاسبة المفسدين بالصيغة التي اكدت عليها المرجعية الموقرة،،باستثناء اشارة جاءت في(ثانيا) من تفصيلات (المحور الثالث) كانت بالنص:(التصدي لمظاهر الفساد التي لا تكمن خطورتها في هدر الثروات وغسل الاموال وتهريبها فحسب بل فيما احدثته من اضرار بالعلاقة بين الحكومة والجماهير وقطيعة بينهما اضعفت الى حد كبير الحماس المطلوب للتصدي للظواهر السيئة وفي مقدمتها المشاكل الامنية)..وفيها صمت تام عن محاسبة الفاسدين الذين نهبوا ثروات العراق وذهبوا بها الى مدن العالم.

وصمت السيد العبادي عن الفساد ومحاسبة الفاسدين ليس له، من وجهة النظر هذه ، الا تفسير واحد هو: ان المسؤولين الكبار في اجهزة الدولة وقيادات الكتل السياسية متورطة كلها بالفساد ، وانه يستحيل عليه ان يشكل الحكومة اذا تضمن برنامجه الكشف عن الفاسدين ،او انه كان فعلا قد ضمّن مسودة برنامجه اجراءات تخص الفساد والفاسدين وان قادة الكتل اعترضوا، وانه ربما التقط العبرة من سلفه السيد نوري المالكي الذي صرّح بأن( لديه ملفات عن الفساد لو كشفها لانقلب عاليها سافلها)..فاسكت صوتا في داخله يدعوه الى فضحهم وقلب عاليها سافلها.
ولكي نكون موضوعيين فان وثيقة الاتفاق السياسي بين الكتل السياسية المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية 2014 تضمنت بندا صريحا ينص على (محاربة الفساد المالي والاداري ومحاسبة المفسدين واجراء الاصلاحات اللازمة في الجهاز الاداري للدولة واعتماد اسس وستراتيجيات جديدة بما في ذلك مراجعة واقعية لمنظومة مكافحة الفساد وتجاوز الثغرات القائمة)..فيما تضمن البرنامج الحكومي في ( خامسا: الاصلاح الاداري والمالي للمؤسسات الحكومية) فقرة خاصة بمكافحة الفساد تضمنت اربع نقاط بينها: (انجاز الستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد (2014 ـ 2017) بالاشتراك مع الاجهزة المعنية، ودعم استقلالية ومهنية الاجهزة المعنية بمكافحة الفساد واجهزة انفاذ القوانين)..ما يعني ان على اصحاب وجهة النظر هذه ان يراقبوا اداء الحكومة في تنفيذ برنامجها الخاص بمكافحة الفساد بانواعه الثلاثة:المالي والاداري والسياسي،ثم يقرروا ويحكموا.
وثمة حقيقتان لا تغيبان عن نباهة السيد العبادي:
الآولى:ان عدم اتخاذ اجراءات صارمة لمحاربة الفساد يؤدي الى استمراره،
والثانية:ان استمرار الفساد في مؤسسات الدولة يؤدي الى فشل الحكومة في تحقيق برنامجها. واذا اضفنا لهما ان تشكيلة الحكومة الخامسة قامت ايضا على المحاصصة العرقية والطائفية، وانها حكومة اقطاب، يتحكم في كل واحد منهم (تضخم الأنا) الذي يدفعهم الى الخلاف فيما بينهم اكثر من التعاون،وانها خلت ايضا من التكنوقراط، فان ما وعد به السيد العبادي بـ( الحرص الشديد للحكومة على الالتزام باعداد وتنفيذ خطة شاملة تغطي مدة مسؤولياتها الممتدة حتى عام 2018) قد لا يتحقق كما يتمنى او يتوقع..لأن الهدف الاول للفاسد صار، في ضوء التجربة العراقية،ان يستغل فرصة المنصب ويسرق ما استطاع ويغادر ما دامت الحكومة تعد باجراءات رادعة لكن المحاصصة تفرض عليها ان لا تنفذ.
الجميل في السيد العبادي انه وعد بالاستعانه بالكفاءات والخبرات خارج الدائرة السياسية،لاسيما الجامعات.فان نجح في ذلك فأنه سيكون اول حاكم عراقي بعد التغيير يكسر المعتاد، اذ ان سيكولوجيا السلطة في العراق عودت الحاكم ان يحيط نفسه بمستشارين يقولون له ما يحب ان يسمعه ،فيما البلد يحتاج الآن..وفي كل وزارة،ان يحيط المسؤول نفسه بمستشارين من ذوي الخبرة والكفاءة ومن المستقلين سياسيا ليصدقوه النصيحة.
سيكون معيار نجاح الحكومة الخامسة هو انجاز ما وعد السيد حيدر العبادي بتحقيقه في الأشهر الثلاثة المقبلة .. سننتظر مع خالص تمنياتنا بالموفقية.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق..منجز ديموقراطي!
- لنستفد من تجربة سنغافورة في محاربة الفساد.. الى الرئاسات الث ...
- ايهما افضل وزارتين او وزارة واحدة للتربية والتعليم العالي؟
- في سيكولوجيا التفاوض(2-2).مهداة الى السادة رئيس الوزراء واعض ...
- في سيكولوجيا التفاوض (1-2)
- انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!
- سيذهب المالكي..فهل سنتعلم من الأخطاء؟
- اقبح ما سيكتبه التاريخ عن (داعش) والسلطة
- العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الفساد في برنامج الحكومة الخامسة