أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (2-3)















المزيد.....

القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (2-3)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القيم وصراع الاجيال في المجتع العراقي - تحليل سيكوبولتك
(2 -3)
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
انشغل الناس بالسياسة وانستهم مشكلة خطيرة تهدد المجتمع بالتفكك والوطن بالتقسيم،تتمثل بما حدث للقيم الوطنية والاجتماعية والاخلاقية من تغيير بعد (2003).
في هذه الحلقة من الدراسة،نركز في الصراع بين ثلاثة اجيال في المجتمع وما حصل للاسرة من منغصات واضطراب علاقتها مع الابناء.
فساد القيم في الزمن الديمقراطي
بالمختصر :ثلاث اسوأ قيم اشاعتها السلطة في النظام الديمقراطي هي:
1.الفساد ،بأن شرعتنه وصيرته الى شطارة بعد ان كان يعد في قيمنا خزيا
2.النفاق،..واقبح حالاته ان يظهر معمم او افندي ملتحي كوى جبهته يتبوأ مسؤولية في السلطة، يتحدث عن الحلال والحرام فيما يتهمه معمم آخر بالفساد.
3.الكذب.صحيح ان صفة الكذب تكاد تكون ملازمة للسياسة،لكنها عند السياسيين العراقيين، صارت كذبا مفضوحا لا يشعر صاحبه بالخجل.
والخطورة، ان المواطن العادي حين يرى ان من كان يعدّه قدوة،او ان حاكمه او المؤتمن عليه ،هو فاسد ومنافق وكذّاب..عندها سيقول لنفسه:( بقت عليّ)..وقد يقرأ على القيم السلام.
منغصات الاسرة
تقصدنا استخدام مفردة (منغصات)..واستعرناها من تعابيرنا الشعبية:حين يقول الاهل(هذا الولد منغّص عيشتنا) او الزوجة التي تقول لزوجها:(الله لا ينطيك..نغصّت عليّ حياتي)..ولكثرة منغصات الأسرة في الزمن الديمقراطي،فاننا نوجز اهمها في الآتي:
الأول: اضطراب العلاقة الأسرية :
اضطربت العلاقة بين الوالدين وابنائهم،ممثلين في جيلين:
أ.جيل الموبايل.
نشأ لدينا بعد التغيير جيل مراهقين واطفال يمكن تسميته جيل الموبايل او جيل الانترنت،صارت فيها الاسرة قلقة على بنتها المراهقة وابنها المراهق،اللذين بدأت تشتغل عندهما معامل كانت نائمة في مرحلة الطفولة..اهمها الهرمونات الجنسية ،فوجدا في الموبايل ما يشبع او ينفّس عن غريزة كانت خاملة..نشطت بقوة بشكل جعل الاسرة العراقية قلقة على اولادها وبناتها من جانب ووتر العلاقة بينهم،بل ان الأمر وصل الى حالات قتل وحجر وعنف.والمشكلة الاخلاقية هنا ان الموبايل خلق عند المراهق جرأة..بل خلق عنده وكاحه وتمرّد..وشكوى من الآهل..(لو الله يحبني ما خلقني بهيج عائلة).
ب.جيل الفيسبوك: كان السبب الرئيس الذي دفع الشاب مارك الى ابتكار (الفيسبوك)هو احساسه بأن الناس في المجتمع الأمريكي قد شغلتهم منغصات الحضارة ومتطلبات العمل التي تستنزف طاقات الانسان..عن التواصل الاجتماعي وجها لوجه ،وافتقدوا الحاجة النفسية لكشف الذات وشكوى الهموم لصديق او حبيب فابتكر هذه الوسيلة لتعالج حالة الشعور بالضياع النفسي للفرد في هذا النوع من المجتمعات.
ولقد اسثمر العراقيون(الفيسبوك)لتحقيق هذا النوع من التواصل الاجتماعي والمعرفي ايضا.لكنه ادى في حالات الى الطلاق..واشاع قيما لااخلاقية جاءت لتكمل قيما هابطة اشاعتها موجة اغاني عراقية من قبيل :(تجي نتزوج بالسر واهلي واهلك ما يدرون،تجي ناخذ بيت ابعيد ونخلف نغل ازغيرون).

الثاني:المخدرات.
تشير الاحصاءات الرسمية الى زيادة عدد المتعاطين للمخدرات والمدمنين عليها.بل ان مدنا عراقية تعدّ محافظة وذات طابع ديني ،مثل كربلاء، جاءت في مقدمة المحافظات في نسبة المتعاطين للمخدرات.
الخطورة في المخدرات انها حرب تستهدف القيم وتفكيك المجتمع..ابشعها انها تضطر المتعاطي لارتكاب جرائم السرقة والقتل.واقبحها انها تدفع بعض المتعاطين والمدمنين الى الخيانة الزوجية وممارسة البغاء والدعارة والقوادة واكراه محارمه على الزنا..بل والزنا بالمحارم.
الثالث: الطلاق
منطقيا،يفترض أن تكون نسب الطلاق في الزمن الديمقراطي أقلّ منها في الزمن الدكتاتوري،لأن الديمقراطية تؤمن العدالة الاجتماعية وتقضي على الفقر والبطالة ،وتشيع الرفاهية والراحة النفسية بين الناس،حيث يعدّ الفقر والبطالة والضغوط النفسية أهم أسباب الطلاق.
تقرير اخباري لفضائية الحرة- عراق بثته مساء الخميس 27/12/12 أفاد ان حالات الطلاق في العراق في تزايد،تتصدرها بغداد الكرخ وتليها الناصرية، ثم النجف في المرتبة الثالثة، مسجلة ارقاما قياسية، وصلت الى (50%) من عدد المتزوجين، لدرجة أن القضاة وصفوا ظاهرة الطلاق بأنها صارت توازي ظاهرة الارهاب!.وأفاد تقرير من احدى محاكم الكرادة بأن عدد حالات الطلاق فيها تتراوح بين (20 – 50)حالة في اليوم الواحد،وأنها صارت مصدر رزق للمحاميات والمحامين وكتّاب العرائض!.
وهنالك ارقام مذهلة عن حالات الطلاق يكفي ان نشير الى ان عدد دعاوى الطلاق في عام 2012 وصلت الى 50 حالة مقابل 100 حالة زواج، اي ان كل مليوني حالة زواج تقابلها مليون حالة طلاق!!..والمفارقة الثالثة أن مدينة النجف بوصفها مدينة محافظة ومقدسة سجلت في الطلاق ارقاما غير مسبوقة تراوحت بين (25-30%)قياسا لعدد المتزوجين..فكيف بمدن عراقية أخرى ليس لها هذا الطابع!.
4.متغيرات سيكلوجية:
أ. حاليا صارت الأسرة تنظر الى هذا الجيل على انه متمرد..عاق.ليس له اهتمام بمستقبله،ولا دافعية لديه نحو العلم،
ب. وصارت الأسرة لا تفهم متغيرات العصر وهموم هذا الجيل،
ج.وما عادت الأسرة تشكل ،كما كانت، مصدر حماية وشعور بالامن للابناء..ما اضطر المراهق او الشاب الى ان يستخدم نظاما دفاعيا خاصا به.
الكارثة..خطيرة!
تتوافر الآن عوامل كارثة خطيرة غير منظور لها في المجتمع العراقي ، نحدد أهمها بالآتي :
أولا / إن أكثر من 50% من أفراد المجتمع العراقي ولدوا في حرب ونشئوا في حرب ويعيشون الآن أكثر من حرب. هذا يعني أن جيل الشباب بعمر 35 سنة فما دون يمتلك منظومات قيمية تختلف عن المنظومات القيمية لجيل الكبار.فاذا انتبهنا الى أن الحروب التي بطبيعتها تخلخل القيم وتفسدها خاصة إذا كانت طويلة ومتلاحقة وكارثية،واضفنا لها عوامل الفقر والشعور بضياع العمر واليأس من المستقبل والخوف من المجهول التي تعرض لها هذا الجيل ،ندرك انها شكّلت لديهم شبكة منظومات تتصدرها قيم الصراع من أجل البقاء والأنانية وتحليل ما يعد ّحراما أو غير مقبول في المعيار الأخلاقي للمجتمع العراقي..وتقف بالضد من قيم جيل الكبار.وما يزيد الحالة خطورة، أن جيل الشباب قوة تتنامى حجما وفاعلية فيما جيل الكبار قوة تتآكل حجما وينحسر تأثيرها بتقدم الزمن .
ثانيا / معروف أن التخلخل في الهرم الاقتصادي للمجتمع يفضي إلى تخلل في منظوماته القيمية .
حدث هذا مرتين،الاولى زمن النظام السابق بأن أعاد توزيع الثروة وخلق تباينا حادا بين طبقتين : أقلية غنية مستحدثة وفقيرة كبيرة ابتلعت الطبقة الوسطى بكل مثقفيها وموظفيها بمن فيهم أساتذة الجامعة.

الثانية تحدث الان في الزمن الديمقراطي..اذ ظهرت فئة قليلة مستحدثة أيضا تتجه نحو الثراء بشهية مفتوحة ممثلة بالحكومة وأعضاء البرلمان الذين وعدوا الفقراء بالرفاهية فزادوهم فقرا،فيما هم يتقاضون رواتب وامتيازات ضخمة( ومقاولات بملايين الدولارات!) فيما المهجّرون لا يجدون قوت يومهم،وينامون مع أطفالهم في الحدائق العامة،وصار عدد الأرامل والأيتام والجياع والثكالى والمهاجرين أكثر بأضعاف مما كانوا عليه في حروب صدام وحصاره.
ثالثا / غياب القدوة(الأنموذج).تقتدي الناس بسلوك راعيها.وفضلا عن افتقاد الحاكم القدوة في الزمن الديمقراطي،فان الذين بيدهم أمور الناس(معممون وأفندية) يمتلكون منظومات قيمية فيها من عوامل التضاد والتناشز أكثر مما فيها من عوامل التماثل والانسجام. ولهذا تأثيران سلبيان خطيران، الأول: تفكيك المجتمع في استقطابات من القيم المتصلبة، والثاني :اضطرار الفرد إلى أن يعرض نفسه سلعة في سوق السياسة تجبره على التخلي عن قيمه الإنسانية والعمل بما يأمره به مصدره السياسي.
رابعا"/ إن الوضع العام بالعراق طارد للذين يمتلكون منظومات قيمية صحية، بخاصة العلماء والمفكرين والمتدينيّن المتنورين والمثقفين والفنانين. وهذا يعني أن صراع القيم بالمجتمع العراقي صار بين استقطابين :منظومات قيمية تؤكد على حاجات البقاء والاحتماء والمصالح البراجماتية والقيم الأنانية تتسع وتقوى ،مقابل قيم اخلاقية وانسانية رفيعة تنحسر وتتراجع.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني للتربية الايجابية - طموح وتحديات
- القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (1-3 ...
- ماذا لو خرج الحسين الآن في بغداد؟!
- ثورة الحسين..درس لحكّام هذا الزمان
- القيم بعد التغيير وعلاقتها بالأزمة السياسية
- نرجسية الفيسبوك
- تأثير الطلاق في الأطفال - تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(119): وصفة -سحرية- لكشف من يكذب عليك!
- في العراق..تفرح وتبكي معا..في ليلة!
- ثقافة نفسية(166): الغيرة والحب
- عراقيون..مدمنو فيسبوك! تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية (120): حذار ان تكون عاطفيا!
- الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى
- لصوص بغداد..بين زمنين
- ثقافة نفسية (112):تفسير الاحلام بين ابن سيرين وفرويد
- هاني فحص..رجل الدين العلماني!
- سهرة مع..محافظ النجف
- واقع الابداع في البيئات العربية - العراق انموذجا (خلاصة بحث)
- اتحاد الأدباء والكتّاب في النجف الأشرف - شكر وامتنان
- الفساد في برنامج الحكومة الخامسة


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (2-3)