أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (3-3)














المزيد.....

القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (3-3)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في هذه الحلقة من الدراسة نستكمل ما حصل من تغييرات في القيم، ونركز في جانب تاريخي للشخصية العراقية والجميل فيها والقبيح،ونختتمها بالجانب المشرق الحالي للقيم في المجتمع العراقي.
العراقي..وعقدة الخلاف مع الآخر.
كان لديّ شك يتاخم اليقين أن الشخصية العراقية أكثر ميلا الى الخلاف مع الآخر منه الى الاتفاق. وتحول هذا الشك الى يقين بعد أحداث السنوات التي تلت عام 2003 ، فرحت أبحث عن اسبابه فوجدت أن هذه الصفة ليست من صنع حاضر قريب او بعيد ، انما تعود الى تاريخ يمتد الاف السنين ، وانها ليست ناجمة عن سبب بعينه ( القول ان العراقيين جبلوا على هذه الصورة مثلا ) انما عن شبكة معقدة من الأسباب تفاعلت فيما بينها فأنتجت الشخصية العراقية بهذه الصورة .وقبل استقصاء عدد من هذه الاسباب اودّ ذكر معلومة قد تبدو جديدة للبعض.
هنالك نظرية في الشخصية تسمى النظرية التطورية Evolutionary ترى أن المورّثات " الجينات" السلوكية تخضع لقانون الانتخاب الطبيعي فتعمل – عبر التاريخ التطوري للانسان -على تقوية مورّثات "جينات" سلوكية معينة واضعاف مورّثات اخرى (مقارب لقانون دارون :البقاء للأصلح). وهذا يعني أن الأحداث التي عاشها الانسان عبرتاريخه التطوري تدخلت في عمل المورّثات "الجينات " بثلاث صيغ : تقوية مورّثات معينة ، واضعاف أخرى ، ودثر أخرى .
تأسيا على ذلك فاننا – أبناء هذا الجيل من العراقيين – لسنا فقط نتاج تكويننا البيولوجي الخالص،انما ايضا نتاج ما صنعته الأحداث من تأثير في مورّثات " جينات " أسلافنا العراقيين . ولك أن تقول : ان " جيناتنا "الحالية مشّفرة أو مسجّل عليها الأحداث التي عاشها أجدادنا ، وأننا نقرأ عناوين هذه الأحداث ونرى صورا منها عبر سلوكنا وتصرفاتنا.
ولكي لا يساء الفهم او يستنتج من قولي هذا أنني أميل الى تغليب العوامل البيولوجية في تكوين الشخصية، فانني أعدّ الموروث الثقافي من أهم عوامل تكوين الشخصية . وأعني بالثقافة : القيم "بأنواعها الستة " بما فيها المعتقدات. وأزعم أن الثقافة - بالمفهوم أعلاه – تعمل على تكوين " مركز سيطرة" داخل الفرد يقوم بتوجيه سلوكه نحو أهداف محددة ، وأن الاختلاف بين الأفراد ، في سلوكهم وتعاملهم مع الناس والأحداث ، يعود في واحد من أهم أسبابه الى مركز السيطرة الثقافي هذا .
اتصاف الشخصية العراقية بسيكولوجيا الخلاف مع الآخر يعود الى أن العراق ينفرد عن بلدان المنطقة بأمور وأحداث لها تاريخ يمتد الاف السنين يتمثل أهمها بالآتي :
1. انه البلد الذي تؤخذ فيه السلطة بالقوة المصحوبة بالبطش بمن كانت بيده .
2. وأنه البلد الذي سفكت على أرضه أغزر دماء المحاربين من العراقيين والعرب والأجانب، لاسيما : المغول والأتراك والفرس والانجليز...وأخيرا ، الامريكان .
3. وأنه البلد الذي نشأت فيه حضارات متنوعة ومتعاقبة ، انهارت أو أسقطت بفعل صراع داخلي أو غزو أجنبي .
4. وأنه البلد الذي تنوعت فيه الأعراق والأديان والمذاهب ، في مساحة مسكونة صغيرة نسبيا.
الثانية إن المجتمع العراقي يختلف عن المجتمعات الأخرى بأنه شعب منتج لأصناف متضادة من البشر بمواصفات عالية الجودة . فنحن منتجون لمبدعين ومفكرين وشعراء ورجال دين وشيوخ عشائر من طراز رفيع ، وبالمقابل نحن منتجون لقتلة ورعاع وغوغاء بمواصفات " عالية الجودة "، ولكم أن تستشهدوا بقتلة العائلة المالكة عام 58 والطواف بكفوف أيديهم في حشود هائجة بهستيريا الفاقدين لوعيهم الإنساني، وقتلة عبد الكريم قاسم والشيوعيين والوطنيين وإذابتهم أحياء بالتيزاب عام 63، وقتلة البعثيين ووضع إطارات السيارات برقابهم وحرقهم وهم أحياء عام 91ونحن منتجون للطغاة.. نرفعهم الى السماء حين يكونون في السلطة ونمسح بهم الأرض حين يسقطون، وبالمقابل نحن منتجون لأبطال تشوى أجسادهم بالنار وما يتنازلون عن مبادئهم . ونحن منتجون لمن يفلقون رؤوسهم بالحراب من أجل التاريخ والموت فداء لمن ماتوا ، ومنتجون لمعتقدين عن يقين بأن تاريخهم مزوّر وأسود ومعرقل للتقدم يجب غلق غلافه الأخير. ونحن منتجون لمن يعرفون بالغيرة العراقية والأنفة، ومنتجون أيضا لناهبين من طراز رذيل ، ولا أرذل من سلوك ينهب الناس فيه وطنهم ، حتى صيروا الفرهود شطارة يتسابقون إليه حيثما حلّت بالوطن محنة وعلى هذا الإيقاع الثنائي لك أن تضيف ما تشاء من المتضادات التي يكاد ينفرد بها الشعب العراقي عن باقي الشعوب من حيث مواصفاتها "عالية الجودة ".

الوجه الآخر للقيم
لقد ركزنا على ما احدثه التغيير من اشاعة قيم سلبية احدثت تخلخلا في بنية المجتع العراقي وتهدد الآن بتفككه،وتعرض وحدة العراق الى التقسيم.وهدفنا من ذلك هو جلب الانتباه المشغول بالسياسة للقيام بمعالجات جدية لدرء هذين الخطرين المهلكين :تفكك المجتمع وتقسيم الوطن ،اللذان يفضيان بحتمية سيكولوجية الى الكراهية والاحتراب.
مقابل هذه الصورة القاتمة هنالك صورة مشرقة للقيم في المجتع العراقي ،تتمثل في جيل الكبار الذين يعدّون خميرة العراق في القيم العراقية وبدونهم يخلو العراق من الأنموذج القدوة الذي يعكس الوجه الجميل للشخصية العراقية.وهنالك بين جيل الشباب من يحمل قيما راقية..متطورة..يعملون بجد ونشاط على اشاعتها بين الناس بقوافل شعرية تتجول بين المحافظات ،ومؤسسات ثقافية مثل مؤسسة المدى ،وتشكيلات ثقافية مثل ..انا عراقي ..انا اقرأ..ونشاطات مسرحية وفنية تشيع ثقافة الحب والجمال..وتصد ثقافة القبح التي شاعت بعد التغيير.
ومع ذلك فان المزاج العام عن واقع العراق الان يجعلنا نتساءل مع قول الشاعر:
متى من طول نزفك نستريح سلاما ايها الوطن الجريح.
ولأننا ،نحن المهتمين بعلم النفس والاجتماع السياسي، نرى ان الظواهر الاجتماعية تحكمها قوانين اجتماعية، فان النزف العراقي لن يتوقف الى عام 2018 ،فاما سينزف العراق كلّ دمه..واما يتوقف..وعندها..قد نحتفل في يوم موعود بفرح عراقي جميل.
.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (2-3 ...
- المؤتمر الوطني للتربية الايجابية - طموح وتحديات
- القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (1-3 ...
- ماذا لو خرج الحسين الآن في بغداد؟!
- ثورة الحسين..درس لحكّام هذا الزمان
- القيم بعد التغيير وعلاقتها بالأزمة السياسية
- نرجسية الفيسبوك
- تأثير الطلاق في الأطفال - تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(119): وصفة -سحرية- لكشف من يكذب عليك!
- في العراق..تفرح وتبكي معا..في ليلة!
- ثقافة نفسية(166): الغيرة والحب
- عراقيون..مدمنو فيسبوك! تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية (120): حذار ان تكون عاطفيا!
- الرئاسات الثلاث مع التحية..المبدعون لخلق عراق معافى
- لصوص بغداد..بين زمنين
- ثقافة نفسية (112):تفسير الاحلام بين ابن سيرين وفرويد
- هاني فحص..رجل الدين العلماني!
- سهرة مع..محافظ النجف
- واقع الابداع في البيئات العربية - العراق انموذجا (خلاصة بحث)
- اتحاد الأدباء والكتّاب في النجف الأشرف - شكر وامتنان


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - القيم وصراع الاجيال في المجتمع العراقي- تحليل سيكوبولتك (3-3)