أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - المرأة التي رفضت حكم الرسول ونصرها القرآن














المزيد.....

المرأة التي رفضت حكم الرسول ونصرها القرآن


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 19:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سورة المجادلة ، سورة قرآنية رائعة تعلمك كيف تفهم الدين ، وكيف تتلقى تعاليمه بعقل نقدي يقبل ويرفض ويحلل حتى وإن صدرت هذه التعاليم عن الرسل أنفسهم ، فالعقل يعلو ولا يعلى عليه ، وأن مصلحة الإنسان هي الهدف الأسمى لكل الأديان والشرائع.
فما هي قصة هذه السورة العظيمة ، وذاك الحوار العظيم الذي نزلت بشأنه ؟ (القرطبي – الطبري – ابن كثير - البغوي)
نزلت في خولة بنت ثعلبة التي كانت تحت أوس بن الصامت ، وكانت حسنة الجسم ، فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها وأرادها فأبت ، فقال لها : أنت علي كظهر أمي ، ثم ندم على ما قال (كان الظهار من طلاق الجاهلية). فذهبت خولة تستنجد بالرسول (ص):
فقال لها : ما أظنك إلا قد حرمت عليه.
قالت : والله ما ذاك بطلاق ، لقد تزوجني شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني ، وقد ندم ، فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به ؟
فقال الرسول : حرمت عليه.
فقالت : يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وقد نسخ الله سنن الجاهلية.
فقال الرسول: ما أوحي إلي في هذا شيء.
فقالت : يا رسول الله ، أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا ؟ !
فقال : هو ما قلت لك.
فجعلت تراجع الرسول وهو يقول لها : حرمت عليه.
فقالت : إلى الله لا إلى رسوله أشكو.
وأخذت تهتف : أشكو إلى الله فاقتي وشدة حالي وصبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك ، اللهم فأنزل على لسان نبيك .فنزلت الآية :
"قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ. الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ-;- إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ-;- وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ-;- وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ. وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ-;- ذَٰ-;-لِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ-;- وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ-;- فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ-;- وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ-;- وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
المرأة لا تقبل من الرسول حكما لم يقبله عقلها ، ورأت فيه ظلما ، وتراجعه فيه مرات ومرات ولا تأبه ، لأنها تعرف أن الرسول لا ينطق عن الهوى في تبليغ القرآن فقط ، أما في غير القرآن فقد كان بشر يخطئ ويصيب ، وهو (ص) يتقبل مجادلتها فلا يغضب أو يتأله عليها ، ولم يدع أنه لا ينطق عن الهوى في أحكامه وأن عليها الإلتزام بها ، وعندما يصر الرسول على حكمه ، ترفض المرأة التسليم به ، وتشكو إلى الله ، الذي سمع مجادلتها وأرسل الوحي بتشريع ينصرها.
أي عظمة ، وأي تقدير من الله ورسوله لظروف الإنسان وعقله وتفكيره ، وأي مثل ضربته هذه المرأة للمسلمين عبر العصور أن يمتثلوا بالطاعة في العبادات ، أما في أمور الدنيا فعليهم أن يعملوا عقولهم في الأحكام سواء وردت في القرآن أو السنة ، وقد كان هذا نهج جميع الصحابة رضوان الله عليهم ، فلم يقدسوا أحاديث الرسول إلا ما كان منها يخص العبادات ، وأوقفوا العمل بالكثير من أحكام القرآن القطعية الدلالة في أمور الدنيا تلبية لظروف المجتمع كإيقاف حد السرقة ، وإلغاء نصيب المؤلفة قلوبهم ، ومنع توزيع أرض السواد وغيرها.
فهل نتعلم ونتعظ ونتدبر شئون دنيانا بعقولنا ولا نتبع رجال الدين في كل ما يقولون عسى الله أن يفك كربنا ، ويصلح أحوالنا ؟



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلة الكلاب في الإسلام
- دور مستر X في ثورة 25 يناير
- محضر اجتماع سري بين السيسي وبوتين ... وعبعاطي
- تحية ليبرالية إلى القائد السلفي نادر بكار
- سيناريو المؤامرة في 25 يناير
- السلفية في ميزان الدين الإسلامي
- إنهم يحرقون علم مصر
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (4)
- لماذا اختلف المصريون بعد سقوط الإخوان ؟
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (3)
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (2)
- السلفية في ميزان العلم والشرع والإنسانية (1)
- تعريف مبسط لمصطلح العلمانية
- رسالة مفتوحة إلى حازم الببلاوي
- أحلام تأبى أن تموت
- هل يجتاز الفريق السيسي إختبار الدستور؟
- ما هو الحزب الديني ؟
- الثورة بين الخيانة والعشوائية
- خطوات عملية لاجتثاث الفكر السلفي
- اجتثاث الفكر السلفي هو المعركة الحقيقية


المزيد.....




- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية انعقاد المجمع المغلق
- ماذا قال ترامب وزوجته عن صورته بزي بابا الفاتيكان؟
- فرانسوا بورغا.. يحترم حماس ويرى الإسلاميين طليعة مجابهة الاس ...
- ماذا قال ترامب عن صورته بزي بابا الفاتيكان؟
- الإدارة الروحية لمسلمي روسيا: الهجوم على أفراد الشرطة في داغ ...
- قائد الثورة الإسلامية يعود آية الله نوري همداني
- من سيكون بابا الفاتيكان المقبل؟ ترقب قبل أيام من بدء أعمال م ...
- البابا فرانسيس أوصى بتحويل -عربته- إلى عيادة لعلاج أطفال غزة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - المرأة التي رفضت حكم الرسول ونصرها القرآن