أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - اجتثاث الفكر السلفي هو المعركة الحقيقية














المزيد.....

اجتثاث الفكر السلفي هو المعركة الحقيقية


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 00:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يجب أن تنسينا الفرحة الغامرة بسقوط الإخوان حقيقة أن الفكر السلفي الذي أنتج جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية لا يزال موجودا وقادرا على تفريخ المزيد من هذه العصابات بما يقوم به من تخريب عقول الشباب، ومحاربة قيم الحداثة وحقوق الإنسان.
والفكر السلفي هو فكر باحث عن السلطة، إذ يقوم بتحويل الدين من علاقة إختيارية شخصية تعبدية مقدسة بين الإنسان وربه إلى أيديولوجية تتدخل في تفاصيل توزيع السلطة والثروة في المجتمع وما إلى ذلك من سياسة واقتصاد وتجارة وصناعة وزراعة إلخ، من أجل استخدام الدين كأداة في التدخل في حياة الناس، والصراع على السلطة.
إنه فكر يقوم على استخدام الدين في إخضاع البشر لحكم البشر، فهو يجرد الإنسان من إنسانيته، وينزله منزلة الحيوان، فيُنكر حريته واستقلاله وتمايزه وحقه في الإختلاف والخطأ، ويسعى لتحويل أفراد المجتمع إلى قطيع متجانس في الأفكار والمشاعر والأهداف، ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم الشخصية من ملبس ومأكل وسلوك بحجة إتباع عادات وموروثات قديمة لم يكتب لها الله الخلود.
وهو صورة طبق الأصل من الفكر الكنسي الذي شوه المسيحية ليستطيع حكم أوروبا في عصور الظلام، والذي نقل عنه المتأسلمون من إخوان وسلف كافة شعاراته البالية مثل الحاكمية، والمسيحية دين ودولة، ونظام الحكم في المسيحية، والإقتصاد المسيحي، والمعلوم من الدين بالضرورة، ولا اجتهاد مع النص، وباعوها للمسلمين على أنها من شرائع الدين الإسلامي، على الرغم من أن الإمامة ليست من أصول الدين الإسلامي، والصحابة لم يدَعوا وجود نظام سياسي أو اقتصادي في الإسلام بل اقتبسوا الأنظمة السياسية والإقتصادية من الفرس والروم، كما لم يترددوا حين تغيرت ظروف المجتمع في الإجتهاد في الكثير من النصوص القطعية، فأوقفوا تطبيق حد السرقة عام الرمادة، ونصيب المؤلفة قلوبهم في الصدقات ، وتوزيع أرض السواد وغيرها.
والعقيدة السلفية هي النقيض الكامل للعقيدة الأشعرية التي يلتزم بها الأزهر الشريف كأفضل تعبير عن الإطار العام والجامع للعقيدة الإسلامية. فالأشعرية تقوم على الإعتراف والقبول بتعدد الأحكام في المسألة الواحدة على المذاهب الخمسة، ومن ثم فهي ترسي في المجتمع قواعد التسامح والتعايش وقبول الآخر، بينما الوهابية تنكر المذاهب والتأويل وإعمال العقل والمجاز، وتأخذ بظاهر النص وبالقول الواحد، مما يغرق المجتمعات في مستنقع التكفير والصراع المذهبي والإرهاب.
ولن تكون معركتنا مع الفكر السلفي هينة أو يسيرة كما كانت مع الإخوان، فالإخوان ليسوا سوى عصبة من التجار وطالبي السلطة على غرار عصبة الحزب الوطني البائد، أما الجماعات السلفية فهي أكثر عقائدية، وتنظيما، والتزاما، وجمودا، وعبودية الأتباع فيها للمشايخ بالغة العمق والتعقيد، فضلا عن كمية الأموال التي في حوزة مشايخ هذا التيار، والتي تنهمر عليهم من أثرياء الوهابية في بلاد النفط، مما يجعل مقاومتهم لأي مشروع تحديثي أو نهضوي على درجة عالية من القوة والشراسة.
إن المعركة مع الفكر السلفي الذي عشش في عقول المصريين، مسلمين ومسيحيين، هي معركتنا الحقيقية، فهي التي ستحدد متى يمكن لنا أن ننطلق ونلحق بركب العصر الحديث، لهذا يجب أن تتضافر في هذه المعركة جهود الدولة بجميع مؤسساتها مع كافة منظمات المجتمع المدني حتى يمكن محاصرة هذا الفكر المتوحش، واجتثاثه. وهو ما سنتعرض له لاحقا بالتفصيل.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم صاحت مصر -واشعباه- وليس -وامعتصماه-
- هل يتعظ السلفيون بمصير الإخوان ؟
- مصر تحتفل بسقوط دولة الإخوان
- مذبحة الشيعة المصريين
- ماذا يريد العريان من الإمارات ؟
- الكوميدية الإثيوبية
- وزراء الإخوان المسلمين
- مصر تخضع للإرهاب
- طارق البشري يفضح تآمر الإخوان على مصر
- الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - اجتثاث الفكر السلفي هو المعركة الحقيقية