أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - هل يتعظ السلفيون بمصير الإخوان ؟














المزيد.....

هل يتعظ السلفيون بمصير الإخوان ؟


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو أن السلفيين قد أخطأوا في قراءة ثورة 30 يونيو فتصوروا أن الشعب المصري قد ثار على الإخوان المسلمين الذين حاولوا استعباده باسم الدين ليسلم أمره إلى غيرهم من وكلاء الله على الأرض.
لقد ثار الشعب على الإخوان عندما تأكد أنهم ليسوا سوى عصابة من الأفاقين تخفي شبقها إلى السلطة خلف شعارات دينية زائفة، وأن ما وعدوا به من حلول إسلامية وقرآنية للمشكلات المستعصية كان محض نصب واحتيال.
يجب أن يدرك السلفيون أن سقوط الإخوان قد أسقط معهم كافة العلامات التجارية التي ابتدعها الإسلام السياسي لابتزاز مشاعر الناس الدينية من أجل الوصول إلى السلطة، وأن الشعارات الدينية الجوفاء مثل الإسلام هو الحل والدولة الإسلامية وتطبيق شرع الله والحكم بما أنزل الله والإقتصاد الإسلامي والمجاري الإسلامية وغيرها لم تعد تنطلي على أحد، بل أصبحت تستفز مشاعر الناس ولا يرون فيها غير دجل وتنطع وافتئات على دين الله.
لقد أثبتت سنة كاملة من حكم الإخوان أن السماء لم ولن تمطر حلولا سياسية واقتصادية، وأن المشكلات الأرضية لا يمكن حلها إلا بالعلم والعمل والتضحية، وأن دور الدين في النهضة هام وجوهري ولكنه يجب أن يظل بعيدا عن أروقة السياسة، ليقوم بإتمام مكارم الأخلاق، وترقيق القلوب، وإعداد النفوس للتعايش والبذل والعطاء.
فإذا كان السلفيون حقا يعملون من أجل الدعوة إلى الله كما يدعون فأولى بهم أن يعودوا إلى المساجد ويعملوا على إزالة آثار العدوان الإخواني على الدين والأخلاق، وأن يتفرغوا للتصدي إلى ظواهر التشكك والإلحاد التي بدأت تنتشر في المجتمعات العربية خاصة بين صفوف الشباب كرد فعل مباشر للبلطجة الإخوانية باسم الدين.
أما إذا كانت السلطة هي الهدف، وأصر السلفيون على ممارسة العمل السياسي، فينبغي أن يمارسوه على أرضية مدنية سياسية تهتم بمصالح الناس وقضاياهم الحياتية، وليس على أرضية دينية يفرضون من خلالها الوصاية على الشعب باسم الدين.
وهذا ما لا يستطيع السلفيون أن يفعلوه لأنهم مسكونون بأيديولوجية دينية معادية لحرية الإنسان وحقوقه تدفعهم إلى البلطجة وفرض أفكارهم وأحكامهم الدينية على الناس بقوة السلاح أو بقوة القانون والبوليس كما تفعل العصابات الإجرامية والدول الفاشية.
إن مواقف السلفيين هذه الأيام تؤكد أن إغراء السلطة قد أزاغ بصرهم، وأعمى بصيرتهم، ويسوقهم إلى ارتكاب نفس الأخطاء التي كلفت الإخوان نظامهم وتنظيمهم وقريبا جدا رقاب قياداتهم. فهم لا يعملون على التآلف مع القوى الثورية التي أطاحت بالإخوان والتعاون معها من أجل إعادة بناء الدولة وتنشيط دولاب العمل والإستثمار، بل يسعون لسرقة ثورة 30 يونيو كما سرق الإخوان ثورة 25 يناير، ثم الإستيلاء على السلطة بدعم القوى الأجنبية التي استطاعت بنفوذها وأموالها رفع الإخوان إلى عنان السماء ولكنها لم تغني عنهم شيئا حين أسقطتهم الإرادة الشعبية.
إن السلفيين يقدمون أنفسهم اليوم لأمريكا والسعودية على أنهم البديل الجاهز للإخوان، وأنهم قادرون على تنفيذ المهام التي فشل الإخوان في تنفيذها من احتواء فصائل الإسلام السياسي، وحماية أمن إسرائيل، وبيع سيناء، وإعداد المنطقة للإشتراك في المغامرات العسكرية الأمريكية القادمة، هذا فضلا عما يقدمونه من خدمات جليلة للنظام السعودي مقابل ما ينفقه بسخاء على الكثير من الجماعات السلفية كالحيلولة دون قيام دولة مدنية حديثة في مصر تحرج هذا النظام وتفتح عليه أبواب التغيير، ناهيك عن فتح أسواق مصر على مصراعيها للمستثمرين السعوديين بدلا من حلفاء الإخوان القطريين.
إن لم يتعظ السلفيون بما حاق بأبناء عمومتهم المأسوف على جماعتهم، وأصروا على البلطجة، وفرض خزعبلاتهم الأيديولوجية على الناس، وعرقلة مسيرة الثورة بتشويه رموزها المدنية، والتمسك بمواد دستور 2012 الفاشي، فسيلحقون بالإخوان في قائمة أعداء الشعب وفي مزبلة التاريخ.
لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وعلى نفسها جنت براقش.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تحتفل بسقوط دولة الإخوان
- مذبحة الشيعة المصريين
- ماذا يريد العريان من الإمارات ؟
- الكوميدية الإثيوبية
- وزراء الإخوان المسلمين
- مصر تخضع للإرهاب
- طارق البشري يفضح تآمر الإخوان على مصر
- الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - هل يتعظ السلفيون بمصير الإخوان ؟