أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - بين وعد بلفور ووعد مرسي














المزيد.....

بين وعد بلفور ووعد مرسي


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا عد وعد بلفور بإعطاء أرض فلسطين لليهود وصمة عار لا تمحوها السنون في جبين من أصدره لأنه أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، فإن وعد الرئيس مرسي بإعطاء حلايب وشلاتين للسودان وصمة لا تقل عارا، حيث أعطى الرئيس فيه أيضا ما لا يملك لمن لا يستحق.
إلا أن الفارق الكبير والخطير بين الوعدين أن وعد بلفور قد صدر عن عقلية استعمارية حديثة تعرف قيمة الوطن وقدسيته، فاستحلت لنفسها انتزاع أرض من شعبها من أجل إقامة وطن لشعب آخر حليف لها، بينما وعد مرسي قد صدر عن عقلية دينية قديمة لا تعرف للوطن قيمة أو قدسية، ولا تجد غضاضة في التنازل عن جزء من وطنها مقابل مصلحة كبرت أو صغرت.
ولم يشكل هذا الوعد صدمة لنا أو غيرنا من العارفين بأيديولوجية جماعات الإسلام السياسي، بل نتوقع أن تتلوه وعودا أخرى مشابهة في سيناء وربما في الصحراء الغربية، فهذه الأيديولوجية لا ترى في الوطن سوى مساحة جغرافية، ولا تتورع عن التصرف فيها بالبيع والشراء شأنها شأن الأصول الثابتة والمنقولة التي قد يمتلكها الإنسان.
ولقد أبدع قادة هذا التيار ومشايخه في الإستهانة بقيمة الوطن والحط من قدره في أذهان أتباعهم، وقاموا باعتساف تناقض مزيف بين الولاء لله والولاء للوطن من أجل الترويج لوطن وهمي يسمونه الإسلام لكي يحتكروا فيه السلطة والثروة باعتبارهم سدنة الدين.
يقول حسن البنا: "إننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية". ثم ينسف يوسف القرضاوي مفهوم المواطنة من أساسه فيقول: "إن المواطنة هي رابطة تراب وطين ولا تعلوا أبدا على رابطة الدين، وأنه ليس بمجتمع مسلم الذي تتقدم فيه العصبية الوطنية على الأخوة الإسلامية، والنعرة الوطنية حدثت بتشجيع الإستعمار الغربي ليحل الوطن محل الدين، ويكون الولاء للوطن وليس لله، وأن يموتوا في سبيل الوطن وليس في سبيل الله، بينما الصحيح أن يضحي الإنسان بنفسه من أجل دينه، وأن يضحي بوطنه من أجل دينه".
إلا أن أبلغ من عبر عن موقف الإسلاميين المعادي لفكرة الوطنية ومبدأ المواطنة هو مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف الذي وضعها ناصعة البياض بقوله "طز في مصر واللي في مصر واللي جابو مصر".
ولقد أدى عبث المشايخ بقيمة الوطن ومفهوم المواطنة في عقول الشباب إلى اضمحلال الشعور الوطني، وإضعاف الإحساس بالإنتماء للوطن، وتناقض الكثير من التشريعات والممارسات الإجتماعية مع مبدأ المواطنة، مما أدى بدوره إلى استشراء الفساد والرشوة والمحسوبية وضعف الإنتاجية وتأخر المجتمع في جميع المجالات.
كما أدى هذا العبث إلى سهولة الإيقاع بأبناء الوطن في شرك التآمر ضد سلامة واستقرار أوطانهم تحت شعارات دينية زائفة كما رأينا في مصر واليمن وغزة وسوريا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
إن قيمة الوطن التي عرفتها الإنسانية بعد ملايين السنين من الضياع والتشرد والبداوة، لا يمكن أن يدركها من يتخذ البداوة دينا، ومن يعلي الإنتماءات البدائية، عرقية كانت أو دينية، على الإنتماء الوطني الجامع. لك الله يا مصر.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
- من ينقذ جبهة الإنقاذ
- دولة المشايخ في مصر
- القضاء المصري في مواجهة الفاشية
- مصر تحت حكم العصابات المسلحة
- الإخوان يسقطون رئيسهم
- الدين والأخلاق (2)
- دستور الحرب الأهلية
- غيرة الشيخ من القسيس هي السبب
- الدين والأخلاق (1)
- مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - بين وعد بلفور ووعد مرسي