أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان














المزيد.....

الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 22:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن السقوط الوشيك للنظام الإخواني لن يؤدي فقط إلى نهاية أحلام تيار الإسلام السياسي في السلطة، وإنما سيكشف الستار عن العديد من الأوهام التي زرعها المشايخ في عقول الناس لقرون طويلة.
فلقد أبدعت ماكينة الدعاية الإخوانية في استخدام مصطلح "الإقتصاد الإسلامي" لاجتذاب الفقراء والمهمشين إلى دعوة الإخوان على أساس أن وصول الإخوان إلى سدة الحكم يعني تطبيق الإقتصاد الإسلامي الذي سينشر العدل في الأرض، ويقضى على الفقر والجوع والمرض، ويحيل الصحراء إلى جنان خضراء.
إلا أن الإخوان بعد أن وصلوا إلى السلطة ابتلعوا هذا المصطلح وأسقطوه نهائيا من قاموسهم السياسي، ولم يعد يرد في تصريحات أو خطب قيادات الجماعة أو رئيسها، ولم ير المصريون أثرا للحلول القرآنية التي وعدهم بها الإخوان، فلم يقدم الإخوان بعد ثمانين عاما شيئا غير صكوك جمال مبارك التي حاولوا إلباسها عباءة الإسلام ثم خلعوا العباءة بعد اعتراض الأزهر، وتمويل عجز الموازنة العامة عن طريق الشحاتة والقروض الربوية من الداخل والخارج، واحتكار حزب الحرية والعدالة لتوزيع الخبز وأنابيب البوتاجاز على الأهل والعشيرة، كما لم تختلف البرامج الإقتصادية للأحزاب الإسلامية في شيء يذكر عن برامج الأحزاب العلمانية المختلفة.
والحقيقة أن بعض المشايخ في ترويجهم لأيديولوجية الإسلام السياسي أخرجوا لنا مصطلح "الاقتصاد الإسلامي" المنقول حرفياً عن فكرة "الإقتصاد المسيحي" التي ادعنها الكنسية في القرون الوسطى، وتم استغلال هذا المصطلح أسوأ استغلال ممكن بإقامة بنوك إسلامية، يقتصر الفارق بينها وبين البنوك العادية على استخدام لفظ الربح بدلاً من الفائدة، وفي إنشاء شركات توظيف أموال نصبت على الناس باسم الدين، كما تم استخدام جزء كبير من أرباح هذه المؤسسات في دعم مختلف التنظيمات الإرهابية، وكان ذلك بتوجيه من المخابرات الأمريكية كما أصبح معروف للكافة.
والإسلام كما أوضحنا في كتابنا "علمانية الإسلام والتطرف الديني" لم يأت بنظرية في علم الإقتصاد، لأن الإقتصاد علم كالهندسة والطب والكيمياء، وكما أنه لا توجد هندسة إسلامية أو مسيحية فلا يوجد اقتصاد إسلامي أو مسيحي، ولكن هؤلاء يخلطون عمداً بين عدة أمور من أجل التجارة بالدين وخداع البسطاء وأنصاف المتعلمين.
فهم أولاً يخلطون بين المواعظ الأخلاقية التي وردت في القرآن والسنة وبين علم الاقتصاد. فحين ترد في القرآن مواعظُ مثل "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ"، "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ"، "وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ"، "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا"، وحين تُفرض الزكاة لمساعدة الفقراء، وحين يعظنا الرسول بأن نتراحم فنعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، وأن لا يبات أحدنا شبعانَ وجارُه جوعان، وحين ينهى عن الغش والتلاعب بالأسعار وعن الإسراف والترف، وحين يأمر بالمحافظة على ممتلكات الأفراد، وضرورة محاسبة الولاة،.. إلخ. هذه الآيات وتلك الأحاديث ليست أكثر من مواعظ أخلاقية بسيطة لا تخرج عن نطاق البداهة لتنظيم "سلوكيات" التعامل الإقتصادي بين الأفراد في المجتمع وهو أقصى ما يطلب من أي دين، ولا يقتصر هذا على الإسلام وحده، بل نجد مواعظ مشابهة في كافة الأديان السماوية والأرضية.
أما علم الاقتصاد فهو شيء آخر تماماً، إنه علم يبحث في آليات التعامل الاقتصادي ونتائجه وعلاقاته السببية، وخلق القيم المضافة، وتطوير أدوات الإنتاج، وأساليب زيادة الثروات والتمويل، وآليات الاستثمار ومناهجه وأدواته، ووصف وتفسير الظواهر الاقتصادية المختلفة كالإنتاج والتراكم والاستهلاك والادخار والتوزيع وغيرها، وتلك أمور تخضع لنظريات نسبية تتغير حسب تغير المعطيات، بينما الإسلام وكل الأديان تتناول المطلق وهو قواعد السلوك والأخلاق فقط.
ولقد حاول الإخوانيُّ سيد قطب في كتابه "العدالة الإجتماعية في الإسلام" وضع نظرية لما أسماه بالاقتصاد الإسلامي فلم يستطع أن يخرج عن نطاق المواعظ الأخلاقية والسلوكية العامة التي لا يمكن أن تثبت خصوصية أو فرادة لما يزعمون أنه اقتصاد إسلامي. فمبادئ الاقتصاد الإسلامي عنده هي: احترام الملكية الفردية، ونظام الإرث، واحترام مصالح الأمة، ومنع اكتناز الأموال، ومنع الإحتكار، ومساعدة المساكين، وتحريم الربا، وتنظيم المالية لتغطية نفقات الأمة (الزكاة والخراج والجزية) وكلها كما نرى مبادئ سلوكية عامة وبديهيات لا تخلو من مثلها أدبيات أي شعب أو دين ولا علاقة لها بجوهر علم الاقتصاد.
ثانياً، يخلطون بين ما جاء به الدين في القرآن والسنة من مواعظ وبين اجتهادات الفقهاء عبر العصور، فيصوّرون للناس أنها جزء من الدين المنزل والمقدس حتى يتهيأ للسامعين أن القرآن كان كتاباً في التمويل والتدفقات النقدية، بينما اجتهادات الفقهاء وقواعد التبادل التجاري التي وضعوها على مدى مئات السنين، مثل المشاركة والمرابحة والمضاربة ونظم الائتمان والبيوع والإجارة والأوعية الاستثمارية وغيرها، هي قواعد وضعية أي دنيوية تم وضعها بالإقتباس من نظم الفرس والروم وسائر البلاد المفتوحة، كما جرى عليها الكثير من التعديل والتطوير كلما حدث تغيرٌ في وسائل الإنتاج أو أساليب التبادل التجاري، أي أنها عمل بشري كسائر قواعد الفقه التي قال عنها الإمام الشاطبي في الموافقات إنها قواعد وضعية (أي ليست دينية وليست مقدسة).
لن يذهب الإخوان وسائر المتاجرين بالدين وحدهم، بل ستذهب معهم جميع الأوهام التي أفسدوا بها عقول الناس، وستدرك شعوبنا أن تقدمها مرهون بالعلم والعمل، وأن السماء تبارك سعي العباد ولكنها لا تعمل نيابة عنهم.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
- من ينقذ جبهة الإنقاذ
- دولة المشايخ في مصر
- القضاء المصري في مواجهة الفاشية
- مصر تحت حكم العصابات المسلحة
- الإخوان يسقطون رئيسهم
- الدين والأخلاق (2)
- دستور الحرب الأهلية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان