أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إسماعيل حسني - رسالة مفتوحة إلى حازم الببلاوي














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى حازم الببلاوي


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 23:24
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


سعادة رئيس الوزراء المحترم،
تعلم أنك مهما أوتيت من علم وحكمة، ومهما بذلت من جهد، فلن تستطيع إنقاذ الإقتصاد المصري من الإنهيار المرتقب، بعد أن أرهقه مبارك نهبا وإهمالا طيلة ثلاثين عاما، وأطلق عليه مرسي رصاصة الرحمة في سنته العجفاء.
وتعلم أن القطاعات الإنتاجية في الدولة وعلى رأسها قطاع البترول لم تعد قادرة على العمل بكفاءة أو توفير مستلزمات الإنتاج الخاصة بها فضلا عن المساهمة في إنعاش خزينة الدولة.
كما تعلم جيدا أن المساعدات الخارجية والقروض مهما تدفقت فإنها ليست سوى مسكنات يجري استخدامها لسداد عجز الموازنة، وخدمة الدين المحلي والخارجي، وتوفير السلع الأساسية، ودفع الأجور والمرتبات، ولا يتبقى منها شيء يمكن توجيهه في مشروعات إستثمارية قادرة على تحقيق الحد الأدنى من النمو اللازم لمواجهة تضخم الأسعار، وخلق وظائف لمئات الآلاف من الخرجين سنويا، وتوفير الخدمات التي تكفل الحد الأدنى من العيش الكريم للمواطنين.
إنك يا سيدي لن تستطيع أن تفي بالوعود التي تقطعها حكومتك من إقرار حد أدنى للأجور والمرتبات، ورفع مستوى الخدمات الأمنية والتعليمية والصحية والنقل والطرق والصرف والمجاري نظرا لافتقار الدولة إلى الموارد النقدية اللازمة، لكن هذه المبررات على واقعيتها لن تنقذك من الأحكام القاسية بالعجز والفشل وعدم الكفاءة.
إن الحل الوحيد والسريع القادر على انتشال مصر من الإنهيار الإقتصادي وثورات الجياع المنتظرة هو أن تقوم بإعلان مصر دولة سياحية، وأن تقوم حكومتك على الفور بطرح مشروع قومي للنهوض بالسياحة تكون له الأولوية المطلقة في خطط وسياسات جميع وزارات ومؤسسات الدولة، بالتعاون مع شركات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
إن السياحة هي النشاط الإقتصادي الوحيد الذي لا يتطلب استثمارات ضخمة ولكنه قادر على تحقيق إيرادات فورية تنقذ الجنيه من الإنهيار، وتوفر الأموال اللاذمة لإصلاح العجز في ميزان المدفوعات، وخدمة الدين، وترميم وتطوير المرافق العامة، وتشييد الطرق والكباري والمدارس والمستشفيات، وتوفير مستلزمات الإنتاج الضرورية لتشغيل المصانع المتوقفة.
فإذا كانت السياحة تحقق للدول السياحية الكبرى مثل فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة عوائد سنوية تتراوح بين 70 إلى 90 مليار دولار سنويا، فإن مصر بما تمتلكه من موقع متوسط، ومناخ معتدل، وشواطئ ممتدة على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وصحاري واسعة، فضلا عن تاريخها العظيم الذي أودعها الأهرامات وثلثي آثار العالم من الحقب الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية، قادرة على أن تصبح نموذجا لجميع أنواع السياحة الشاطئية والتاريخية والصحراوية والنيلية، فضلا عن سياحة العبور (الترانزيت).
إن الدخل المتوقع من النشاط السياحي لو أحسنت الدولة تطويره وإدارته لا يقل في أول خمس سنوات عن 20 مليار دولار قابلة للزيادة تدريجيا مع ازدياد الإستثمار في المشروعات والخدمات السياحية المختلفة، مما يفوق قيمة المعونات والمساعدات والقروض التي يمكن أن نحصل عليها خلال الفترة ذاتها، ويعفي الأجيال القادمة من عبء تسديد مديونيات لم تشارك في اقتراضها.
ويهدف المشروع القومي للنهوض بالسياحة إلى إحداث تغييرات جوهرية في الثقافة الشعبية المصرية من خلال برامج توعية مكثفة تشترك في تقديمها كافة وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة كالمدارس والجامعات والإتحادات العمالية والنقابات المهنية على مدار الساعة تتناول ثلاث موضوعات رئيسية هي:
نشر وتعميق ثقافة السياحة في المجتمع، وزيادة وعي الأفراد بقيمة السياحة كأهم مصدر رزق في حياتهم، وأثرها الإيجابي على مستقبل أولادهم، وتلقينهم احترام السائحين في الطرق والشوارع، وأفضل وأربح أساليب تقديم الخدمات السياحية.
نشر ثقافة حب الحياة وفن الإستمتاع بها بين المصريين، لعلاج الآثار الهدامة التي زرعتها الأيديولوجيات الدينية المتطرفة المعادية بطبيعتها للحياة في وجدانهم وأخلاقهم وسلوكياتهم.
تعريف المصريين بمفهوم حقوق الإنسان وإدراجه كمادة أساسية في المناهج الدراسية بجميع مراحل التعليم، واشتراط اجتياز دورة تدريبية فيه للتعيين بالوظائف والترقي للمناصب العليا.
إلا أن هذا المشروع لا يمكن أن يرى النور إلا مع توفر الإستقرار السياسي، واستعادة الدولة لهيبتها، وتغليظ العقوبات في قضايا التحرش الجنسي والإغتصاب والنظافة وتلوث البيئة، والقضاء على العصابات الإرهاببية والإجرامية، ونشر الأمن والأمان في جميع أرجاء الوطن.
إن السياحة هي أمل مصر في غد أفضل، فهل تجد هذه الدعوة آذانا صاغية ؟



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام تأبى أن تموت
- هل يجتاز الفريق السيسي إختبار الدستور؟
- ما هو الحزب الديني ؟
- الثورة بين الخيانة والعشوائية
- خطوات عملية لاجتثاث الفكر السلفي
- اجتثاث الفكر السلفي هو المعركة الحقيقية
- يوم صاحت مصر -واشعباه- وليس -وامعتصماه-
- هل يتعظ السلفيون بمصير الإخوان ؟
- مصر تحتفل بسقوط دولة الإخوان
- مذبحة الشيعة المصريين
- ماذا يريد العريان من الإمارات ؟
- الكوميدية الإثيوبية
- وزراء الإخوان المسلمين
- مصر تخضع للإرهاب
- طارق البشري يفضح تآمر الإخوان على مصر
- الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي


المزيد.....




- واشنطن تتمسك بالعراق من بوابة الاقتصاد
- محافظ البنك المركزي العراقي يتحدث لـ-الحرة- عن إعادة هيكلة ...
- النفط يغلق على ارتفاع بعد تقليل إيران من شأن هجوم إسرائيلي
- وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية
- هل تكسب روسيا الحرب الاقتصادية؟
- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...
- الأناضول: استثمارات كبيرة بالسعودية بسبب النفط وتسهيلات الإق ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إسماعيل حسني - رسالة مفتوحة إلى حازم الببلاوي