أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد مصارع - المعتقل السياسي السوري المنبوذ ؟














المزيد.....

المعتقل السياسي السوري المنبوذ ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 10:53
المحور: حقوق الانسان
    


حين يتم الإفراج عن المعتقل السياسي السوري , فان أقرب صورة عن أوضاعه ما بعد السجن , صورة الشخص المنبوذ من امكانات الحياة الطبيعية , وفرص الاندماج الاجتماعي , وذلك لأسباب غامضة , تصدر عن الجهات المسئولة , التي تتعمد تجاهل الشروط اللازمة , بفرض أن فترة سجنه كانت كافية لتأهيله , وتكون المرحلة التالية , في تسهيل عملية اندماجه .
لتحديد المجال بداية , لابد من حصر الموضوع بمناقشة ظروف المعتقلين والمفرج عنهم , والحاملين على أكتافهم , عبء الحجر والتجريد , والحرمان من الحقوق المدنية , ومنها تبدأ المرحلة الأولى في سجنه المفتوح على وضعية المنبوذ فعليا .
من التناقضات غير المبررة , أن تقضي محاكم أمن الدولة , بأحكام مبرمة , وهي محاكم ( شرعية ) , وفقا لصورية دستورية , في حين لا يشمل المعتقلين السياسيين , بأي نوع من السماح , أسوة بالسجون الجنائية المدنية , كما يقال ( ربع المدة ) على سبيل المثال , بل وعلى العكس , فغالبا ما يزاد على مدة محكوميته الفعلية المبرمة , الربع ألتسامحي , وكأنه يقتطع لصالح الجرم الجنائي المدني , ويعاد تحميله على كاهل السجين السياسي , وتبرر الفترة الإضافية لما بعد المحكومية , بانتظار صدور العفو , وقد يحمل العفو صفة رئاسية , وقد يصدر ذلك نادرا بصفة مرسوم جمهوري , الأمر الذي يدفع للاستغراب .
ما معنى الإفراج عن المعتقل السياسي , بالشروط السابقة ؟ وما لذي اكتسبه المعتقل من فكرة الخروج بعفو ؟
وماهي مفاعيل العفو , ومن أعلى مستويات القرار ليتحول الى شخص منبوذ فعليا ؟.
الحجر والتجريد , والحرمان من الحقوق المدنية , عوائق حقيقية تمنع الفرد من التكيف والاندماج الطبيعي في المجتمع , فلا هو مواطن , ولاهو يسير على طريق المواطنه , ولذلك تجد نسبة كبيرة منهم يفضل حياة السجن , على وضعية السجن المفتوح , نتيجة وجود تلك العوائق .
المنهجية الصارمة هو القاسم المشترك , بين المفاهيم السائدة , فإذا اعتبرنا ( الحقوق المدنية ) كمفهوم كان قد استنسخ عن القانون الفرنسي , فالمقصود بالمفهوم هو الحقوق السياسية , ومن الممكن تصور حرمان السياسي من حقوقه السياسية كإجراء منطقي , وهي معروفة , كحق الانتخاب والترشيح , واستلام مسؤوليات سياسية بالدولة وشغل وظائف عامة , بينما لا يتطرق الحرمان من الحقوق المدنية , ليشمل الحقوق الطبيعية , بل والشخصية أيضا , ومن هنا نلحظ شدة وصرامة في تجاوز حدود المفهوم .
بطاقة الهوية الشخصية تحمل سمة ( الحجر والتجريد من الحقوق المدنية ) , وكل استخراج لقيد النفوس سيحمل نفس العلامة , وندرة امكان الحصول على جواز سفر , وتعدد جهات منع المغادرة نحو الخارج ؟؟؟..
إذا كان الاندماج غير ممكن في مثل هكذا وضع , في الداخل , فلماذا يحرم من امكان اندماجه خارج البلد , الذي لا يمكنه العيش فيه وفقا للشروط الصعبة التي تمنعه من الاندماج .
عند ما تسأل محاميا , عن معنى ( حجر وتجريد ) الشخص , سيجيبك ضاحكا , ولكي لا يثقل عليك بالمعني القانوني , فانه سيختصر الأمر شارحا , يمكن فهم معنى العبارة التالية : تخيل أن أجنبيا كان قد دخل الى بلادنا عابر ا , وحتى بالخطأ , فانه يملك وضعا قانونيا أفضل بكثير من المنبوذ المحلي .
إذن نحن أمام حالة منسجمة مع نفسها , فالمعتقل المفرج عنه , سيبقى يعيش هاجس السجن المفتوح , مفضلا حياة السجين , على وضعية المنبوذ , هذا من جهة , وهو حين لا يتمكن , من العمل والعيش الطبيعي في بلده , فانه سيبقى يعيش هاجس الإفراج عنه , وعن وثائقه الشخصية , ورفع المنع المتعدد وليتمكن من السفر والعيش خارج البلد , حيث لامكان له في البلد ,فكم تكون المشاعر مريرة , عندما تطلب حياة المنفى والغربة , ولتهجر طائعا مختارا , ولا يمكنك فعل ذلك , فالمنبوذ , هو في وضع حرج للغاية , فلاهو يريد البلد , ولا البلد الذي هو فيه يريده والصورة هنا غير دقيقة , ومن جهتي شخصيا , أبحث عما يمكن تسميته بالتسوية القطعية , من نوع :
لست من جنسية هذا البلد , وسأبحث عن جنسية أخرى , فمن حقي كمنبوذ فعليا , أن أنفى مجردا من كل الحقوق المدنية , وما الأوراق الشخصية المؤقتة الممنوحة على سبيل الإعارة , ولا تجدد أبدا , أو كنوع من أنواع البراءة المتبادلة , والى الأبد ؟ وكثيرا ما يتقرر لدى العقل السليم , بأن المعقول يمكن أن يصدر عن اللامعقول ,أو عن طريق الصوت الرومانتيكي الحالم لفيروز ( لاانت حبيبي ولاربينا سوا .. إنساني يا حبيبي ) , فقد صار فراقك أيها ( الوطن ) عيدا لي , لا لقاؤك , لأنني نويت حقا الحياة ثم الموت في ارض الله الواسعة ...
فهل حان عصر يختار فيه الإنسان وطنا بديلا , دون إرغام القدر .
احمد مصارع
الرقه - 2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون نهاية نحو اللانهاية
- أسئلة في العشق لا , ثم لا ؟
- ?الإيديولوجية الذئبية والداروينية الطبيعية
- الجزائر , هل من فرصة لتحقيق السلم والمصالحة الوطنية ؟
- ؟هل أقصى اليمين يسار , والعكس صحيحان
- جعلكة- الأشياء بحثا عن النقطة الصامدة ؟
- الأممية الرابعة تتأرجح بين الحتمية والتلقائية ؟
- هل البراغماتية سر القوة الأمريكية ؟
- اشتراكية قوى الإنتاج , وأريستوقراطية علاقاته ؟
- شفافية الأخلاق وانسيابية الحلم العلمي ؟
- العصر الحديث وما بعد الحداثة - ايزومورفيزم
- انطباع عن الدولة
- السياسة علم قديم لعصر حديث للغاية ؟
- البلدان المضطربة من عصابة الثلاث ؟
- نعامة بائدة , وللصعلوك في بيضها فائدة ؟
- حر ديمقراطي , كن إنسان , أولا
- الديمقراطية وأيديولوجيا التسلط ؟
- الحقيقة البوصلة الحاسمة لذبذبة الديمقراطي ؟
- مذياع سيارة الشرق المتهور : أصلك , فصلك
- ?العراق بروسيا الغرب العربي أم روسيا الشرق الشيوعي


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد مصارع - المعتقل السياسي السوري المنبوذ ؟