أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - اعترافات صامتة 3














المزيد.....

اعترافات صامتة 3


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


اعتراف جاء على منصة المساء , جاء حتى يُقل كل خلجاته ويُخفف عن نفسه ويكون شفافًا ويُعبر إلى ضفة الأمان , إلى متى ابقى ألوذ واطوف واجول بين القلم والورق وارسم اللوحات واحدة تلو الأخرى , إلى متى وأنا أموت بين الجدار والنافذة والستار , إلى متى وأنا أكون بلحظات ولا أكون بغيرها , أتلاشى واتبعثر واتكون من الفراغ , كم مرة أعلنتُ الانغلاق على ذاتي على صلاتي على وسادتي التي لطالما كانت أكف ناعمة على خدي تزيل الدمع عني , في أكثر الاحيان تضيق بي الدنيا بما رحبت وتختزل في غرفة تكون هي ملجأ صغير يضم كل احلامي الكبيرة منها والصغيرة , ومرات كثيرة أردد كفاكِ أحلامًا لا تتحقق , النخل يعيش طول عمره مع السعف وما التمر فيه إلا لحظات شغف وفرح .
الذي هو خلف الابواب الموصدة حر كطائر أو كحمامة سلام لا تأتي لأماكن يصخب فيها الضجيج وتقتل بروحها نبض الحياة , هو حر بلا قيود يحلق عاليا من أجل الحياة ليعيشها بعد هذا العناء بسلام و راحة , لا تقيده بقيودكِ يا فتاة وكوني له الدعاء من بعيد فقط , ولا تتعدي الحدود أو تحاولي الخروج على كل العهود , كوني كما أنتِ على طبيعتكِ ولا تلبسي قناع العشق فهو لا يليق بكِ , هكذا يجب أن تكوني ولا خيار أخر .
لا تناقضي عهدًا بُرم أو كلمة قيلت في أيام خلت و ما عادت ترجع , تهيئي ليومٍ لا مناص منه , وكوني أقوى , فتاتي الصغيرة ناجي بصوت منخفض جدائل المساء وبخيال خصب عانقِ السماء , يومًا ما ستكبرين وتتغيرين كثيرًا حتى وجهكِ البريء وملامح جسدكِ وباطن أفكاركِ في الوعي ولاوعي تتغير , كفي عن كل شيء ولا تحلمِ , كوني واقعية بل وجدًا حتى لا يحن وقت غروب شمسكِ الذي لا فجر بعده .
الناسُ من حولكِ يتهامسون على نظراتكِ الشاردة وبأنيكِ يلتذون , فتاتي أنتِ اعترافي لهذه الليلة الهادئة , ليس عيبًا أن تعشقي لكنه محال , ليس خطأ أو ذنبًا ارتكبتِ بسماحكِ دخول رجلًا لحياتكِ , ليس جريمة ارتكبتِ حينما قلتِ أن عيناه موطنكِ وسراجًا منيرًا لكِ , فتاتي لا تحزني ولا تذرفي الدمع وافرحي , لا لم ولن تخويني نفسكِ فأنتِ فتاتي الصغيرة الحنونة على كل من حولكِ , لكن رجاءي منكِ أن تطيلِ الصمت فلا أحلام ولا أمنيات ولا مخاوف تدوم كل شيء إلى التغير يكون .
نعم ؛ أعلمُ أن بذكريات الماضي تروين شوق اليوم , والفرحُ لا يطيل عندكِ والحزن لا يخرج منكِ , فلتمارسِ طقوس حبكِ من دون ارتجاف ورعشات تجعلكِ تذوبين معها , اوعديني بأن يتخللكِ السلام والسكينة , ولا تملئي أركان الغرفة بصخب النداء , كوني أنثى لا طفلة .
الواقع ليس كالخيال ليس كالكتابة كل يوم , الواقع هو واقع يا فتاتي الأنثى , كل اعترافاتي هي ملاذي للأيام القادمة حين يشتد وطئها على قلبي أختبَ ورائها وألوذ فيها .
أغفر لي هذا المساء
نأيي عنك
فقد دعاني الكل مني لبعضي
كي أعزف لحني
كلما طال المساء
ودقت أجراس الغروبِ بالأفول
وتراقص الشجر على وقع الريح
دعاني حتى تبدء معزوفتي
بافتتاح عزف يردد اسمك
والكل حضور إلا أنت
والكل يطرب على موسيقاي ما عداك ....



#حنان_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات صامتة 2
- اعترافات صامتة
- عراق
- حدثني
- تُبكيني القصيدة
- سأدرك
- خلجات حقيقية
- نصٌ فيك ومنك
- مهمشون
- في أوقات مختلفة
- أنت المعنى
- الحُسين إنسانًا قبل كل شيء
- لا أحلم بالكثير
- حصاد السنين
- أنت هنا معي
- أنظر حولي
- مبعثرة
- أمسية حنان
- نبضًا للسلام
- عبارات من وحيك


المزيد.....




- هنا رابط مباشر نتائج السادس الإعدادي 2025 الدور الأول العلمي ...
- سوريا الحاضرة من نوتردام إلى اللوفر
- كيف استخدم ملوك مصر القديمة الفن -أداة حكم- سياسية ودينية؟
- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...
- “سريعة” بوابة التعليم الفني نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدو ...
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- جداريات موسم أصيلة.. تقليد فني متواصل منذ 1978
- من عمّان إلى القدس.. كيف تصنع -جدي كنعان- وعيا مقدسيا لدى ال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - اعترافات صامتة 3