أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - لا أحلم بالكثير














المزيد.....

لا أحلم بالكثير


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


لا أحلم بالكثير
ربّما عليّ أن لا أحلم بالكثير وأكتفي بما هو لي ولا أسعى لشيء في هذه الحياة سوى مسعاي للقاء الله عما قريب .
مُنذ صغري وأنا لا أحلم بالكثير وأرضى بما هو لي , كنتُ وما زلتُ وسط أهلي , بسيطة بأفكاري وتعلمتُ من أمّي أن الحياة جميلة عندما لا نحلم بالكثير .
من بين ركام الأيام التي توالت عليّ وأنا في مكاني والحلم نفسه يختلجني , وقد طويت السنين حياتي الكائنة بين صفحات الكتب حيث كنتُ مع قلمي وأوراقي صديقين , كلما التقينا أفرغ قلمي المضنى عندها ضناه أو ربّما كان قلمي فرحًا فأشركها فرحته ، أو ربّما كان قلمي حائرًا فبثها سر حيرته وشكواه , هكذا كنتُ مُنذ صغري وأحلامي الصغيرة التي نتشرتْ مع ذلك المداد المبثوث على صفحات دفاتري . ولم أعرف غير أوراقي موطن لسري وأعلم أنها تعرف ما بي وما يضنيني ويثقل كاهلي الذي لم يعد يقوى على تبعات اللقاء بك يا حلمي البعيد .
لكني تريثتُ قليلًا وقلتُ لنفسي أن هذه الحياة أكبر من الغرق في بودقة الكلمات المرصوفة بانتظام على السطور وأن هناك مسعى أخر يجب اللجوء إليه يكمن في الله وإلى الله , ما الفائدة من الحياة ؟ ما دمنا غير باقين فيها وأن الأحلام التي لم تتحقق هذا يعني أنها قدر محتوم عليّ فلا تسعي إليها وأسعي للقاء مع الله وأدعوه أن يكون خير لقاء يضمني برحمته التي لا تزول ويتلقاني بوجهٍ حسن , فأنا في أشد الحالات لهفة لذاك اللقاء حيث لا دموع ولا بكاء فقط السكون يطبق على أنفاسي والهدوء يعم روحي بلا ضجيج ولا خوف ولا تردد , سكن وحدي مع كل شيء عملته في حياتي من حسنات وسيئات , كل شيء كنتُ وما زلتُ أعمله أجنيه في لحظة الصمت مع الله .
ما بالي وأنا دومًا أدعوه أن يمنحني راحة الضمير ويسكنني مع من أحببت في حياة أخرى غير هذه التي أعيشها الآن , فهو الشيء الوحيد الذي ارغب فيه . خلفتْ الأيام بداخلي تراكم الحكايات التي نسجتها بخيالي حتى لم أعد أعرف كيف انظمها مع حزني , فيا قلمي ما بالك أ لم تعلم أنك كل ما تبقى لي ومن خلالك أبث شكواي وأضع ألمي بين ثنايا الورق حتى أجد بصيص أمل , فقد كنتُ خلفك أتقلب بين فرحي وحزني وبين رضاي وسخطي وبين ألمي وأملي وحلمي , كنتَ أداتي لكل شيء من حولي حتى وأنا أبكي مختنقة بآهاتي أهرع إليك فتدع مدادك طوع بحر الحزن حتى لا أجد إلا جزءًا من مياهه ذلك الاجاج فلا أميز بعدها بين فعل الحبر وفعل الماء على أوراقي , وتدعني بين الأمواج المرتطمة لذلك الحزن يلوكني بين انيابه كالأسد يلوك فريسته التي ظنت قبل الحين أنها قوية .
كانت أوراقي بكماء المعنى لا كلم يُفهم ولا عبارة تُدرس ليستوحي منها الحكمة , وجئت أنت يا حلمي الصغير لتناغم بياضك مع بياض الورق ولتنظر اجتماعهما وعما يسفر لأحيا بكما , وأن حبي سرمديًا ابثه على صفحاتي البيض . أكتب على الورقِ ورقٌ وانطلق ولا تظننّ بالورق سوى اسمك وقلبًا استوعب حبك وهذا هو عهدي لك والعودة للقائك ببيض الصفحات فكلماتي لك ما هي إلا كلماتك وكلماتك ما هي إلا كلماتي فلا تجزع ولا تفزع ولا تحزن يا روحًا سكنتني حتى أواري الثرى وألتقي مع الله فهذا هو حلمي الصغير ولا أحلم بالكثير .



#حنان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد السنين
- أنت هنا معي
- أنظر حولي
- مبعثرة
- أمسية حنان
- نبضًا للسلام
- عبارات من وحيك
- السحابة البيضاء
- كيف أكتبُك
- عَتب روح
- دعني لوحدتي
- إلى عينيك أكتب
- حين اليأس
- السيميائية والنقد الأدبي
- القدر أحتال عليّ
- رايات الرحيل
- حتى ناءَ
- عندي حلم
- سواك ..... الزمن مستحيل
- همس المطر


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - لا أحلم بالكثير