أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حنان علي - السيميائية والنقد الأدبي














المزيد.....

السيميائية والنقد الأدبي


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 22:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


شاع استخدام السيميائية semiology باعتبارها علمًا للإشارات بعد ظهور كتاب سوسير عام 1913 ويستخدم بعضهم للدلالة على المعنى نفسه مصطلحًا آخر هو سيموتك semiotics الذي يرجع الفضل في صياغته للعالم اللساني الامريكي شارل بيرس .
إنّ سوسير تنبأ بظهور علم الاشارات أو السيميولوجيا متوقعًا لعلم اللغة أن يكون فرعًا مهمًا من فروع هذا العلم , وذلك إن سوسير أوضح في تعريفه للغة والعلامة (( وإن اللغة نظام من العلامات يستخدمه الناس في التعبير عن أفكارهم ومآربهم شأنهم في ذلك شأن العلامات المستخدمة في لغة الصم والبكم وفي الاشارات العسكرية والشيفرات المستخدمة في الحروب)) . وكذلك شأنها شأن اشارات المرور , وبما أننا نعيش في عالم من الاشارات فإن علم اللغة الذي يهتم بالعلامة بصورة أكبر وأوسع مجالًا لا يتجاوز الاهتمام بالعلامة اللغوية إلى غيرها من العلامات .
وزاد على هذا شارل بيرس أن قام بدراسة الرموز والعلامات متجاوزًا بذلك إطار اللغة إلى غيرها من العلامات وفي رأيه أن كل علامة لغوية تتشكل من صويتات (فونيمات) ولواصق صرفية (مورتميات) و وحدات معجمية (لكسيمات) وهذه جميعًا تتفاعل في شيء أوسع وهو الجمل والعبارات , وهذه الجمل أو العبارات تتعد معًا في قطاع يسمى سباقًا وهذا السياق هو الذي يجعل من تلك العلامات علامات قابلة للفهم والتأويل .
لهذا فإن السيميائية تختلف عن البنيوية لا من حيث إهمالها للشكل وتجاوزًا له , ولكن من حيث عنايتها بالمعنى وحرصها على أن كل نص أدبي ينطوي بطبيعته على إمكانات عدة للتأويل واستخلاص المتلقي لأنواع غير محددة من الدلالات والمعاني . ولهذا فإن عددًا من البنيويين رأوا في السيمياء رديفًا لنقدهم البنيوي , فرولان بارط – مثلًا- يهتم كثيرًا بما تقدمه السيميولوجيا من ملاحظات حول ما يسميه لعبة الدلائل في النص . والتي يعنى بها أن النص هو آله لغوية ليس من السهل التحكم بها وإنما علينا أن نترك لأجزاء النص وما فيه من علامات مشعًا من الحوار والجدل والتفاعل الداخلي الذي يتكشف عن وجود طرق مختلفة للإبداع والتواصل والتعبير .
وهذا يتحقق إذا جمع بين تحرير النص وتحرير مخيلة القارئ وهما اللذان يجعلان من النص نصًا تعدديًا قابلًا لتوليد المعاني , ومن هنا كان اهتمام السيمياء بالتلقي اهتمامًا كبيرًا حتى أن ميشال ريفاتير طور طريقة سيميائية خاصة للقراءة جاعلًا منها قراءتين , احدهما : استكشافية والأخرى استرجاعية , ففي الاستكشافية يقوم القارئ بالتعرف على المعاني الأولية لشفيرة القصيدة , وفي الاسترجاعية لا يمكن بالتعرف على المعاني الثانوية التي بتواصل إليها عن طريق التأويلات .
وعنى آمبرتو إيكو بهذا الجانب فإلى جانب محاولاته الرامية لتنظيم اتساق الدلائل في مجموعات منها الدلائل الخطية والاساطير والمعتقدات والعلامات الشمية والذوقية واللمسية وانماط الاصوات وحركات الاجسام والعلامات اللونية ودلالات الحركة والزمان والمكان استأثر التأويل المضاعف للنصوص . وتحدث عن الاستعارة وصلتها بالتأويل والنوع المسمى التأويل المضاعف للنصوص وتحدث عن الاستعارة وصلتها بالتأويل إلى جانب أنه دافع عن هذا التوجه إزاء معارضيه وهذا ما يوضحه بدقه جوناثان كيللر .
ولا يخفى أن كريماس حاول أن يضع نظرية جديدة لبناء القصة اعتمادًا على وجهات النظر السيميائية وملخص آرائه كما تتضح في مقالته الموسومة بنظرية المربع السيميائي . إنّ كل عمل قصصي يمكن تجريده إلى أربع نقاط تقضي كل منها إلى علاقة بالأخرى سواء أ كانت علاقة تعارض وتناقض أم علاقة انسجام وتكامل وإتلاف . فإذا افترضنا أن هذا المربع برمز إلى زواياه القائمة بالرموز (أ- ب- ج- د) فإن (أ) مثلا توضع عليها كلمة ثابت بينما توضع على الزاوية (د) كلمة غير ثابت .
كذلك فإن الزاوية (ب) تكتب عليها كلمة غير ثابت فيما تكتب على الزاوية (ج) كلمة ثابت , وأيّ حركة من أ الى د وتعني الانتقال من الثابت الى المتحول بينما الحركة من أ الى ج لا تدل على أي انتقال , وكذلك الحركة من ب الى د لا يتم عن الانتقال وهكذا يتحرك الدارس بين عناصر النص حركة فطرية وأخرى غير قطرية لإقامة الفكرة عن التحولات الداخلية للسرد .
مما يؤخذ على هذا التيار النقدي الذي يعني بسيمياء العنوان ايضا باعتباره العتبة التي تفضي الى البهو وإغراقه في تجريد العمل القصصي أو الروائي الى مجموعة من العوامل والنقاط الاقتران فيهمل بذلك الذوق الادبي ويقضي عن ممارسة النقدية ما فيها من تلمس لأوضاع أخرى في القصة كاللغة مثلًا أو التخيل أو عناصر التشويق علاوة على أن الاسراف في تجريد القصة الواحدة الى مجموعة من النقاط يجعل الناقد عاجز عن دراسة مجموعة كبيرة من القصص .



#حنان_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدر أحتال عليّ
- رايات الرحيل
- حتى ناءَ
- عندي حلم
- سواك ..... الزمن مستحيل
- همس المطر
- أنطفئت شمعتي
- الصورة الشعرية
- كان يا ما كان
- عند إكتمال القمر
- مُنذ عشقتك
- اوعدني بالرجوع
- كتابُ مفتوح
- عنوان الأيام
- نبضات أخيرة
- إياك أن تحلم
- شهرُ الخير
- غريبة
- جسورُ من أدمُعي
- ليلُ وحنان


المزيد.....




- مقتل وإصابة أكثر من 59 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لاستراح ...
- بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمن ...
- تونس: السجن لعامين بحق المحامية سنية الدهماني التي انتقدت -م ...
- روسيا تسيطر على أول قرية في دنيبروبيتروفسك
- كيف تلطخ -مصايد الموت- في غزة أكياس الطحين بالدم؟
- بعد سنوات من الخلافات.. قبرص تعتزم دعوة أردوغان للمشاركة في ...
- إيران تعلن ارتفاع ضحايا الهجوم الإسرائيلي وتهدد بالرد على أي ...
- نيوزويك: من يقف وراء نصب الكمين لرجال الإطفاء بولاية أيداهو؟ ...
- ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
- فرنسا ومدغشقر تبحثان حل نزاع الجزر المتناثرة


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حنان علي - السيميائية والنقد الأدبي