إبراهيم الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 20:04
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تستطيع تنسيقية الثورة تفهم موقف أحزاب ما قبل ثورة 25 يناير من الاصطفاف خلف الديكتاتورية العسكرية ، فهي تستمد شرعية وجودها من هذه الديكتاتورية ، وتقبع تحت أقدامها ، لتلعب دور محلل زواج السلطة والثروة في ظل هيمنة الإقطاع العسكري على مفاصل الدولة والأمة ، وتقبل من هذه الديكتاتورية بفتات العبيد مقابل خداع الجماهير وتضليلها ، لكن تنسيقية الثورة لا تستطيع أن تفهم أو تتفهم موقف الأحزاب التي ولدت من رحم الثورة ، وتستمد شرعيتها من الميادين التي هجرتها طمعا في كرسي هنا أو هنا من كراسي البرلمان ، وقد جاء قانون تقسيم الدوائر ، ليرسم طريق ويضع قضبان وصول رجال أعمال الحزب الوطني الذي تلون ( كالحرباء ) في أحزاب وائتلافات تملك آليات السيطرة على البرلمان بأغلبية تمكنها من تشكيل الحكومة المقبلة مع استبدال سلفيو حزب النور بديلا عن الإخوان الذين طالما لعبوا دور المعارضة الشكلية ( ضجيج بلا طحين ) التي لم تمس جوهر وآليات الحكم العسكري المهيمن على السلطة والثروة منذ يوليو 1952 .
وكما أخطأ الإخوان خطأ تاريخيا جسيما ، بالسير خلف الديكتاتورية العسكرية ، وإهدار الشرعية الثورية في استفتاء 19 مارس 2011 ، تخطأ أحزاب ما بعد الثورة نفس الخطأ التاريخي الجسيم ، بإهدار الشرعية الثورية وهجران ميادين الثورة ، والسير خلف الشرعية البرلمانية ، قبل بناء دولة الثورة ، وقبول شرعية الصندوق والإعلاء من شأنها ، فلا طالت هذه الأحزاب عنب الشام ولا بلح اليمن ، كالعادة في كل الانتخابات التي خاضتها منذ الثورة ثم عادت وندمت ونقدت نفسها .
وإذ تدعو تنسيقية الثورة أحزاب ما بعد الثورة إلى مقاطعة الانتخابات وهجر شرعية الصناديق والانتقال إلى مكانها الطبيعي شرعية الميادين والثورة ، تنطلق من الحرص على الاصطفاف الثوري ، وبناء دولة الديمقراطية والمواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص ، على قاعدة مصر لكل المصريين ، لتجديدها والانتقال بها إلى طور اجتماعي تاريخي جديد ..
وتحيى مصر الثورة
ويسقط الشاويش والكاهن والدرويش
#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟