أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - حيدر ناشي آل دبس - كن قواداً ... تقترب من الله














المزيد.....

كن قواداً ... تقترب من الله


حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 16:21
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


في زمنٍ مسخ تفوح رائحة الجيفة من بين طياته تأخذ مساحة الالم مداها الواسع في الانتشار ‘ لننحصر بين دفتي الحزن الدفين واليأس العقيم عندها نبحث عن رمق امل يجعلنا نتطلع الى قادم افضل ‘ لكن هيهات ان يكون للتغيير مكاناً في خضم هذه الارهاصات وسعة الاختلالات التي نخرت في بنيتنا الاجتماعية وذلك بسبب البناء الخاطئ للدولة العراقية منذ 2003 ولغاية الان مما ساعد على توسع رقعة الجريمة المنظمة والقتل على الهوية والفرز الطائفي والاتجار بالممنوعات وصولاً لاعلى مراحلها وهو بيع الجسد اي بيع الوجود والكرامة والشرف ‘ عندها يصبح الانسان آلة لخلق المتعة للاخرين على حساب كينونته ‘ ويكون سلعة متاحة لمن يدفع اكثر فيتم تناقله من مشترٍ لآخر حتى يتم استهلاكه ليرمى بعد ذلك في الازقة والشوراع .
هل من المعقول ان تباع المرأة هذا الكائن اللطيف في انسانيته بسوق النخاسة بعد ان عفى على هذه الظاهرة قرون سلفت ؟ آلا يوجد من يستهجن ويستنكر ما يتم ارتكابه بحقها ؟ .
حالات حدثت في عدد من المدن العراقية وبالاخص في العاصمة بغداد تم بيع بنات لم يبلغن سن الرشد وقسم منهن عذراوات من قبل اهلهن الى رجال ونساء يمتهنون تجارة الدعارة مقابل مبلغ مالي ‘ حيث يقوم من اشتراها بعرض سلعته على من يبحث عن المتعة وتكون لكل مرأة تسعيرتها الخاصة وفق معايير الجمال والسن وغيرها من الشروط التي يضعوها ‘ وفي حالات اخُرْ تهرب الفتاة من اهلها بسبب اجبارها على الزواج من انسان ترفضه فيفرض عليها ‘ او يتم خداعها من قبل من تعتبره حبيبها وعندما تسلم نفسها له ينكل بوعوده ‘ فتخاف ان يتم قتلها من قبل ذويها عندها لا تجد من بد الا الهرب والتوجه الى اي مكان يأويها فتقترب رويداً رويداً من طريق الاتجار بجسدها عبر سلسلة طويلة مرتبطة بشبكات الدعارة التي توسعت بشكل كبير وتحصنت برموز في الدولة وعلى اعلى المستويات الوظيفية او بعدد من رجال المليشيات ليكونوا تحت خيمة حمايتهم والغريب في الامر ان رجال الدولة او اعضاء المليشيات المرتبطين بهذه الشبكات يدعّون الاخلاق والفضيلة والورع في سبيل التقرب الى الله بأعمالهم ‘ فهل اصبح التقرب الى الله ان تكون " قواداً " !!! ؟ .
هناك داعش هذه المجموعة الهمجية تتاجر بالنساء وتطأهن وفق مبرر ديني مقيت اسموه " جهاد النكاح " ‘ وهنا افراد في الدولة والمليشيات تفعل المثل وتحمي من يتاجر بهن ولهم في ذلك منفعة مادية سواء بالمال او المتعة وجميعهم يدعّون ابتغاء وجه الله ‘ في هذا الواقع اين المفر ؟ اذا كان المجرم ورجل القانون يمارسون الفعل نفسه !!! .
لا ادعّي غرابة الامر في كيفية انزياح المرأة نحو هذا السلوك فالمبررات والاسباب كثيرة ولايسعنا حصرها ‘ انما استغرب من تضخمه واستفحاله ليصل لاعداد كبيرة في عدد النساء المتاجر بهن وتحت مرأى ومسمع الجميع ولا يحرك احداً ساكن ‘ هل نزعت اخلاقنا فرضينا بما حصل ويحصل ؟ آلا يُخجل صمتنا ؟ اتمنى ان لا ينفعل من يقرأ مقال التذكير هذا ويفرد جناحيه وينتفض فيذهب لقتل من تمارس هذا الفعل ويبتغي من ذلك حل المشكلة ‘ مشكلتنا اكبر من القتل او الاجبار فحلها يجب ان يكون جذرياً وفق اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية عندها تكون الحلول ممنهجة تعتمد برنامج محدد وسقوف زمنية معلومة .
لا اقول اكثر ... من يعرف مسؤوليته الوطنية والاخلاقية عليه ان لايقف مكتوف الايدي ويتحرك في سبيل الحد من هذه الظاهرة ‘ ومن لم يعرفها ف لله الامر من قبل ومن بعد .



#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات زمن القردة
- مثلث الحكم في العراق ( الدولة / المليشيات / العصابات)
- عاهات الثقافة العراقية
- تخبطات يسارية
- وتبقى بغداد بخير
- هواجس مبعثرة
- مبررات بدون مبررات
- نصر دين الله في سبايكر
- تساؤلات داعشية !!!
- مناقشة مع المتفلسف اللبناني علي حرب
- - بين الاطلاق والنسبية -
- خنق حرية التعبير المستمر !!!!!
- انزلاق المثقف !!!!
- المدنيون اولاًً
- خطية السيد المسؤول !!!!
- سلطة الثقافة وثقافة السلطة
- تساؤلات ثقافية
- دليل سفر سياسي !!
- ما تمنحه المرأة للحياة
- المرأة وتحدياتها


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - حيدر ناشي آل دبس - كن قواداً ... تقترب من الله