هواجس مبعثرة

حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الموت سلعة مجانية في عالم اليوم توزع يومياً على من يناله حظ الحصول عليها ‘ فتجد الكثير من مستهلكي هذه السلعة يقفون بأنتظار ان ينالهم شيء منها ‘ والمدهش انها بمتناول الجميع دون استثناء ‘ اي لا تقتصر على سنٍ محدد او شريحة معينة ‘ لذا تجد الطابور طويل والانتظار القلق هاجس الناس والتساؤلات مطروحة وتطرح غيرها كل يوم ‘ لكن اكثرها تداولاً هل يكون الموت اليوم من نصيبي ؟ ام هو واقع مؤجل ؟ ينتظر المكان والزمان المناسبين لتكون سلعة الموت رائجة بشكل اكبر .
هذا هو الواقع الذي نعيش ملامحه يومياً دون مبالغة ‘ موت يحصد ارواح البشر بلا مبرر ‘ حياة معلقة بأطراف اصابع تضغط على زر الاعلان عن قائمة جديدة من الاسماء ستغيب عن اعيننا لنبقى نستذكر صور ذكرياتنا التي سلفت ‘ قسوة غريبة ينثرها من يدعّي انه انسان ويحمل صفات وملامح الانسانية ‘ دهشة مما يحصل وما سيحصل ان لم يتوقف نزيف الدم اليومي فالانقراض بانت علائمه من بعيد ‘ خوفٌ ان تطالك القسوة البشرية وما تخبئه قوادم الايام لك ‘ فرحةٌ مُغتالةٌ تلفظ انفاسها الاخيرة بين اذرع حاملها لتعّلق على جدران حائط موشحة بسواد حداد ‘ املٌ معلقٌ بخيط عنكبوت تنتظره ويهددك بالسقوط في براثن اليأس ‘ حلمٌ تيبس فات وقت تحقيقه ‘ عهر سياسة جرداء من قيمة وجودها ‘ وبين هذه وتلك نجد التيه مكاناً ندور ونستقر به ‘ ويبقى الوهم يضاجع الحقيقة لتنجب تناقضات زمنٍ اعور لا يرى الا نفسه .
في هذه اللوحة القاتمة نعيش ونحاول ان نتعايش ونتأقلم مع واقع نستشعر انه نهاية المطاف ولا تغيير بعده ‘ لكن تبقى جذوة الامل متفتقة لتسرق لحظات فرح وسعادة طالما تمنيناها ‘ فنسرق القليل ونعطي الكثير ‘ وفي هذه الدوامة ندور لا قديم يتحّسن ولا جديد يستحق الذكر ‘ عندها نرى انفسنا هياكل اكلها النسيان وبعثرها جنون الحياة ‘ فحاضرنا ما سردت ومستقبلنا غائم غير واضح المعالم نحاول ان نفكك شفرات التكهن بما هو اتٍ وما هي الخطوات الواجب اتباعها كي نحمي انفسنا ونحافظ على توازن حياتنا حتى لا تنحرف نحو حافات مهلكة ندفع فيها اثمان غير قليلة لها ابعادها السلبية في عملية سيرورتها ‘ لذا وجب علينا التوقف عند مايحدث ونطرح اطر التغيير التي نطمح ان تبدّل واقعنا المعاش فالقادم من الضرورة ان يكون لمحبي الحياة والمحافظين على قيمتها الصحيحة المنتجة للعلاقات الانسانية المبنية على المحبة والتلاحم الحق .

#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل