نسينيا الايزيديين والحقوق لدينا خراء

كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اثارت بي الجموع الزاحفة لاحياء الزيارة الاربعينية للامام الحسين استذكارات تاريخية من مشاهدالقتل والترويع والسبي والتياعات حارقة عن تجارب مماثلة في حاضرنا المنسوف والمسحوق باقدام الماضي ...
العار الذي لحق بالعرب والمسلمين أثقل من الحجارة حين سمحوا على ذات جبن منهم ليزيد بن معاوية بعد مقتل الحسين بن علي بسبي عيالات النبي ووضع القيود بأيديهن وضربهن بالسياط ..خولي من كبار اهل الرجس ..استمتع مرارا بان يلهب السوط على جلد زينب وأم كلثوم بنات فاطمة بنت محمد التي يقول فيها الصادق الامين انها بضعة مني من آذاها قد آذاني..تلك الثلمة البنيوية في تاريخ الشعوب المؤسلمة طمعا وخوفا حفرت اخدودا جينيا في ضمائرهم تلاطمت على ضفتيه موجات مياه آسنة من الشره والحقد والضغينة وسقوط كرامة الانسان وحريته وحقوقه في الحياة والراي والاختلاف والاستمتاع بهوائه ومائه وجماله ..لا كرامة لانسان لايؤمن بالسلطة الاموية ..فاذا كان الحسين المختلف قد حز رأسه وطافوا به المدى مرفوعا على قنال ..وأخذت عياله سبايا يحف بهن خنازير السلطة يلحونهن بالرعب والقيء والحقد والسلب ..كيف يمكن ان يكون حال الايزيدي المختلف في بلاد الجيوب والشهوات المؤسلمة التي تعبد الدولار واللهو والخلاعة واللواط والسحاق ..الايزيديون أنموذج الاختلاف الحائز على درجة الامتياز كاملة والذي استدعى ان تواجهه الشريعة الصحراوية بكل ماحوت جعبتها التاريخية من اسلحة التطهير الشامل للمختلفين ..الغزو ..السبي..الابادة...التنكيل..الصلب..التعزير..النخاسة ..الذبح ..الحرق ..التهجير..الانفلة..اخذ الديار..نكح النساء..الايزيديون ..طيف سيميائي وجودي وتاريخي وديني يشيرالى ادراك الانسان القيمي والروحي في سفر رافديني ذات نهار طلعت فيه الشمس..ليس من حق ..عتاة البر وكل عتل زنيم ان يمرق على قداسة التكون ..لكنه حدث وبشكله البربري وبمداه الارحب ..ترى هل نحن معفوون من واجب قيمي تجاه الانسان الايزيدي ؟ماذا فعلنا ..ماذا قدمنا؟هل سنسدل الستار على كارثة اولئك القوم الذي ساقنا سوء حظهم ان نكون على مشارف جبالهم..الحكومة خرساء...اقليم كردستان فقاعة شوهاء ، الاحزاب السياسية بغاء ،المؤسسات الدينية صماء ، المؤسسات الثقافية بلهاء ،موسسات المجتمع المدني خرقاء ، الحقوق خراء..ليس هناك دم افضل من دم ولا انسان افضل من انسان ..لقد ثأرنا لمآسينا في الدجيل وحلبجة ..لكننا قد نسينا مسؤوليتنا تجاه الايزيديين ..ولا ندري ماذا سنفعل لهم وهم بمأساة خارج قدرة الوصف..

#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل