كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 16:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وسط هذا الركام الهائل من الاستلاب والعدم جراء خروجنا الحقيقي من التاريخ قبل قرون والى الآن فإننا لايمكن أن نضيف طابوقة واحدة في جدار الحضارة سواء أداة أو جهاز أو مفهوم بمستوى نيدل فأعلى، ولا نستطيع استبدال سلوك متهرئ إلا باسوء منه ولا ولا ولا نستقيم سويين في حياة القرن الحادي والعشرين دون ان نمتلك مقاومة حقيقية (ثقافة وسلوك) لاسلوبنا في الحياة وقناعاتنا البايخة...
ثقافتنا تجتر منظوماتها وأجهزتها وأدواتها..
لأنها عاجزة فقد أعلنت هويتها الاستاتيكية ، فهي تجهز أبواق الدوغما وتصم الذوق بانقاضها .. هي تكرر ماقالته لترضي وتبهج سعادة السيد وجلالة الاغا ...هي تناص التناص ..ملابسا وطرق تدخين .. ومجالس خمرة ...ودراويش متسكعين...متأبطين كتبا ليست للقراءة..وهي سلق وطهي ..وتحميص ..
لقد عجز هذا الركام الذي يسمى مجازا بالثقافة عن الرد على هزائم الإنسان العراقي في معركته الوجودية ، فقد صنعت أشكالها ونماذجها في مشاغل الحكومات الاستبدادية المتعاقبة وحين لاحت فرصة التحول عند سقوط الديكتاتورية اقعت في مخبئها محجمة لعقمها عن إنتاج خطاب فوق تجزيئي ،ودار العراقي في أسفار التشتيت ،ولم تلحق بمستوى الحدث..
خرجت بعكازين من حروب البعث ،وتفقير الحصار الدولي ، فلم تنتج منهجا لنفي اللعبة بآدمية العراقيين، لم تستطع إن تخلق خطاب إدانة للعبة النظام وأسياده ،جفت خيالاتها ببؤس مقيت ، فلم يتداول الغضب العام ، باقة مفردات دلالية توائم غضبه،لأنها في واد غير ذي جدوى ، وجاءت لحظة الاختلال العام والفراغ النهائي الأقصى لتوجيه دفة العراق ، لكن فاقد الشيء لايمنحه وسط ذهول الغزاة أنفسهم من عقم الذهن العراقي وعدم ظهور تطبيقات الضغط الطبيعية الحركة من الأعلى إلى أسفل ، فلم تتحرك لملئ الفراغ بل كانت في منخفض أدنى من الحدث...لم تستطع الثقافة إن تشكل قيمة للرد على محاور الهزيمة ... أولا- القرار الدولي باحتلال العراق ووقائع الاحتلال واهانة سيادة العراق وإبادة مؤسسات الدولة
ثانيا- الحواسم وسرقة المال العام النابعة عن الاعتقادات الفرعية بالتعامل مع هذا المال.
ثالثا- الحرب الأهلية بدوافع الاعتقاد اللاوطني .
رابعا – الفساد المالي والإداري.
خامسا –غياب الحريات العامة والحريات الشخصية.
سادسا – وأد خيارات الدولة المدنية .
والقائمة تطول ..
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟