حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 11:42
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ليست كلّ الدماء سواء
مع بزوغ فجر 2 تموز-يوليو- 2014فجر غادر الفتى المقدسي الصائم محمد أبو خضير البيت في قرية شعفاط المقدسية، بعد ان استأذن والديه ليصلي الفجر في المسجد القريب كعادته كل يوم في الشهر الفضيل، الذي أمضى أياما يعلق فوانيس رمضان سعيدا بقدومه، لتلبس شوارع البلدة ثوبها الجديد احتفالا به، لكن أيادي المستوطنين كانت أقرب اليه، ولاذوا بالفرار، عذّبوه بوحشية وأحرقوه حيّا حتى الموت ، لم يكن يعلم بأنه لن يعود يرى النور مرة أخرى فبأي ذنب قتل، طفل كبرعم الزهور يتفتح، في حديقة عائلته، بين أشقائه ووالديه، وأقرانه.
ها هي دير ياسين مرة ثانية، يشهد ترابها واشجارها وصخورها، على وحشية عدو غاشم بربري، لم يكتف بنسائها وأطفالها وشيوخها في مذبحة النكبة عام 1948، الأمّ والأب الثاكلان الصابران هدّهما الحزن، من هول المصيبة، فكيف سينسون فلذة كبدهم؟ ماذا كان يصرخ وبمن كان يستنجد؟ ماذا كان يطلب في اللحظات الأخيرة؟ قبل ان تغادر روحه الى بارئها، لن يستطيعوا ان يمحوا صورة جسده المحترق من الذاكرة، سيبقى يقض مضاجعهم ومضاجع كلّ الشرفاء.
لكن الارهابيين القتلة لم تهدم بيوتهم، ولم تغلق حاراتهم بالمكعبات الاسمنتية، ولم تقذف بقنابل الغاز، ولم ترش شوارعها بالمياه السائبة المخلوطة بنيترات الكبريت، وقد تتم تبرئتهم بحجة "المرض النفسي" وعدم مسؤوليتهم عن الجريمة البشعة التي ارتكبوها. ففي "واحة الديموقراطية" في الشرق الأوسط ليست كلّ الدّماء سواء.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟