حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 17:49
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
حواجز عسكرية وتصنيفات
13/4/2005
الساعة السابعة والنصف، صعدت السيارة بجوار زوجي ليقلني الى شارع الخليل – القدس، لأتوجه الى عملي في مركز حقوق الانسان، في شارع الساهرة بالقدس، وعند وصولي نزلت الى المحطة، لأستقل احدى الحافلات القادمة من بيت لحم، أو بيت جالا... أقرأ أرقام الحافلات التي تقف على تلك المحطة، فهناك العديد من الأرقام وليس كل الحافلات تقف على نفس المحطة، وجلست انتظر، جاءت الحافلة وصعدت، ما بدأت الحافلة بالسير، حتى علم السائق من سائق آخر أن هناك تفتيشا على حملة التصاريح والهويات الحمراء، الذين لا يسمح لهم الاحتلال بدخول مدينة القدس بدونها، تحدث السائق بصوت عال الى الركاب، الذي ليس معه تصريح ان ينزل من الحافلة لأنه لن يستطيع أن يمر، وسوف يعرقل مرور كل الركاب، أكد الجميع أن لديهم تصاريح المرور، وصلنا نقطة التفتيش، صعدت المجندات الى الحافلة وبدأن بجمع بطاقات الجميع وتصاريح السماح لحملة البطاقة الحمراء، نزلت من الحافلة وأخذت تدقق بكل بطاقة، وتسجيل أرقام الهويات، وهذا يستغرق وقتا، و"يا مستعجل وقف تاقولك" أصبحت الساعة الثامنة والربع، ويبدو أن الوقت سيطول اكثر، اتكأت على نافذة الحافلة، وأنا أنظر الى البطاقات الزرقاء والحمراء في يد المجندة، وشردت في احلامي، وعدت أتذكر ذلك اليوم المشؤوم الذي لن أنساه ابدا، عندما تسلم زميلي وصديقي واخي حسن أبو حشيش البطاقة الخضراء التي تمنعه من الدخول الى مدينة القدس، لقد نزل الخبر على رأسي كالصاعقة، وعلى زملائي الآخرون، لقد اصبح معظم من يعملون في صحيفة الفجر، يقبعون خلف القضبان، وها هو الابتداع الجديد بطاقات خضراء، لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء، فهو من أقرب الناس لي، حسن كان قد افرج عنه هو وراضي الجراعي وحسن الخطيب في عملية النورس التي قام بها أحمد جبريل في 20/5/1985، كان عمله ترجمة المقالات العبرية الموجودة في الصحف الإسرائيلية، مثل يديعوت احرونوت، معاريف، حدشوت، دافار، هآرتس، كانت مدة البطاقة الخضراء ستة اشهر، وتم تجديدها مرتين، ولكنه توجه الى المحكمة عن طريق بتسيلم وتم إعادة بطاقته الحمراء اليه بعد عامين، واستفقت على صوت المجندة وهي تنادي على اسمي لآخذ بطاقتي.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟