أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - رقابة عسكريّة














المزيد.....

رقابة عسكريّة


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 23:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حلوة زحايكة
رقابة عسكرية
1991
رن جرس الهاتف، كانت الساعة العاشرة صباحا، كان الأستاذ علي الخليلي مدير تحرير صحيفة الفجر المقدسية، يطلب مني ان يكون دوامي هذه الليلة من الساعة الرابعة بعد الظهر، لأن زميلتنا عفاف عودة تعرضت في الليلة السابقة لحادث وكسرت يدها، ولن تستطيع العمل، فلا بدّ من أن أشغل مكانها، لأنه أصبح لدينا عجز بعدد كبير من موظفي الصحيفة، فمعظمهم أصبح يقبع خلف القضبان، ومنهم من يحمل البطاقة الخضراء التي تمنعه من دخول القدس.
وقفت على رأس عملي في الرابعة تماما، كان مدير التحرير في الفترة المسائية تلك الليلة زميلي نبيه عويضة "أبو شرين"، بدأت بقص المواضيع وتجهيزها للمونتاج، بعد أن نستلم ردّ الرقابة العسكرية بما ستسمح به من نشر، كان هول المفاجأة تلك الليلة بأن الرقيب العسكري المناوب تلك الليلة قد قام بحذف جزء كبير من التقارير والاخبار، وأصبح اكثر من نصف الصفحة الإسرائيلية فارغة، ثم بدأنا بجمع الاخبار التي وردت عن وكالة "رويتر"وسمح لنا بنشرها كي نغلق بها الصفحة.
كانت الاخبار الورادة عبر الوكالة في ذلك اليوم شحيحة أيضا، وغير ذلك كان الرقيب العسكري متعسفا في تلك الليلة بحذف اعداد كبيرة من الاخبار، أصبحت الساعة الحادية عشرة وما زال لدينا نقص بالأخبار، كان نبيه عويضة يغدو ذهابا وإيابا الى ماكنة الوكالة ينظر لعل الله يأتي بالفرج، ولكن هيهات، لم يكن هناك أحد بالقسم غيري وهو وعريب النشاشيبي وحازم قطينة واسحاق القواسمي كل زملائنا عادوا الى منازلهم وبقينا نحن، كان عريب النشاشيب صاحب النكتة والفكاهة في القسم، يغدق علينا بنكاته عن الرقيب العسكري، وهو يقول لنا يبدو ان زوجته ضربته أو لم تحضر له طعامه،أو، أو، .... ولم يستطع ان ينفث سمه بها، فها هو يخرجه فينا، ونقول ليلتنا أُنْس ان شاء الله، وكل منا يدلي بكلمة ونتضاحك من غيظنا، الساعة الثانية عشرة الدفعة الأخيرة من الرقابة، ننتظر ان نعرف ما سمح وما حذف، وصلت وبدأنا ننظر فيها، لم تكن تغطي كفاية، منتجنا الصفحات الداخلية كلها وبقي مساحة خبر واحد، على الصفحة الأولى ولا يوجد أي خبر نغلق الصحيفة به، الوكالة نائمة هي أيضا، بقينا ننتظر على أمل أن يأتي خبر، اصبحت الساعة الثانية عشرة والنصف، لا فائدة قال نبيه عويضة، يجب أن نمط بعض الاخبار، أي نقوم بتوسيع الفقرات عن بعضها قليلا، وقمنا باحضار صورة كبيرة لأحد المواضيع حتى نستطيع ان نغلق الصفحة الأولى، وما ان انهينا اغلاق الصفحة الا الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قال اسحق القواسمي بعد ان أوصل عريب النشاشيبي الى بيته ولم يتبق غيري انا وأبو شرين، قمنا بايصاله الى بيته في واد الجوز، ثم توجهنا الى المطبعة في مخيم عناتا لايصال الصفحات، حتى يستطيعوا طباعتها في الوقت اللازم، ثم عاد بي لكي يوصلني انا بالنهاية، قلت له بأن الوقت تأخر كثيرا، الساعة كانت الثانية والنصف صباحا، انزل هنا في مدخل المستوطنة القريب من بيتي فوافق على شرط ان يقف ينتظرني الى ان أدخل البيت، نزلت من السيارة وقلت له اذهب فأنا لا أخاف، وسرت على أقلّ من مهلي، كان الجو جميلا والهدوء يخيم على المكان، وهو يصيح علي ان اسرع وانا اشير له بيدي ان يذهب، فتحت الباب ودخلت، وما ان بدلت ملابسي وبدأت ادخل في السرير الا وأذان الفجر ينادي، فيجب ان انام بضع ساعات، لأنني في الصباح الباكر سأستأنف عملي من جديد.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواجز عسكرية وتصنيفات
- في الجامعات
- قوافل الشهداء
- بين حانا ومانا
- في المعتقل
- عرس الشهادة
- تجربة في الشهر الكريم
- فنون الاغراء
- هدوء المخاوف
- الزي الشرعي ليس للأستعراض
- سقى الله أيام زمان


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - رقابة عسكريّة