حديقة المنزل

حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 18:59
المحور: الصناعة والزراعة
    

حلوة زعاترة:
حديقة المنزل
17-8-2005
الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، أشعر بالاختناق داخل المنزل فالجو حار جدا، فتحت باب المنزل الرئيسي الذي يشرف على شرفة تربطني بجسر مع الشارع الرئيسي، من الجهة الشمالية، فأنا أسكن في الطابق الثاني، الشمس في هذا الوقت تبدأ إرسال


اشعتها الذهبية على تلك الجهة، فهي واقعة في منطقة ظل المنزل، تناولت كرسيا بلاستيكيا، جلست عليه ورفعت قدمي على جدار الشرفة، احتمي بظلال شجرة الرمان المزروعة في حديقتي، التي تحمل حبات من الرمان على شكل مصابيح ملونة منها الخضراء والخضراء المصفرة والحمراء الموشحة باللون الأصفر، وصفراء وحمراء، وهناك بعض ثمار الرّمان قد تفتحت قليلا وبدأت حباتها تظهر للعين كحبات الياقوت واللؤلؤ المضيء تتلألأ للناظر، وتتماوج الألوان تبعا لأشعة الشمس الساقطة عليها، وهناك مدّادة كبيرة متسلقة على اغصان شجرة الرمان، تحمل أجراسا قرميدية اللون، وشجرة الدراق الأملس بدون وبر، أغصانها مليئة بحبات الثمر الكبير ذي اللون الحمر الموشح بالصّفار، وشجيرة ليلة القدر التي أصبحت مرتفعة، وورود الجوري الزهري والأبيض المصفر، والأحمر الجوري البلدي، الذي تفوح منه رائحة عطرة تعبق المكان، الذي اصبح ارتفاعه يتجاوز الأربعة أمتار، وشجرة تزهر على شكل ضمام بلون زهري، وشجرة برتقال تحمل بعض الثمار التي ما زالت باللون الأخضر وحجمها صغير، لقد أصبحت أشجاري كبيرة جدا وفارعة الطول، وذلك يعود الى وجودها في منطقة لا تصلها الشمس كثيرا، ومن خبرتي القليلة بالزراعة ومراقبة النباتات، عرفت أن النباتات التي تحب الشمس وتكون مزروعة في منطقة لا تصلها الشمس كثيرا تطول بشكل اكبر... تمتد باحثة عن أشعة الشمس، أو لتسمد قوتها منها ولتزداد جمالا وبريقا.
يحط على أغصان شجرة الرّمان مباشرة امامي عصافير صغيرة جدا، لديها مناقير رفيعة وطويلة ومعقوفة بعض الشيء، لونها أسود يخطه لون أخضر قرمزي يتوهج على أجنحتها الصغيرة، تزقزق وتلعب مع بعضها البعض، وهناك واحد واقف امام حبة رمان مفتوحة، يتناول طعامه منها. كأنه يتلذّذ بطعمها ويستبرد من حر الصيف، كانت عصافير البلابل متعددة الألوان حجمها كبير تتنقل من غصن الى غصن، مددت يدي وانا جالسة الى شجرة الرمان وقطفت ثمرة واحدة لكي أتناولها، تذكرت في تلك اللحظة مرة عندما كنت أقوم بري مزروعاتي على رصيف الشارع، مر بي أحد الأقارب توقف بجواري وتحدثنا قليلا، ومن ضمن الحديث عندما حدثته عن نباتاتي، قال مازحا: "يعني بكره بتصيري تقطفي ثمار اشجارك وانت جالسة في شرفتك" اجبته أيضا بطريقة الممازحة نعم، وضحكت، لم اكن اتخيل انا أو هو بأن الأشجار ستطول الى تلك المسافة واستطيع ان اقطف ثماري وانا جالسة في مكاني. ما ألذ ولا أطيب أن تأكل من شيء تكون انت قد تعبت عليه، فطعمه يكون مغايرا كليا، ودار في خلدي المقولة التي تقول لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع.

#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل