أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامح محمد - فتاه وسط الزحام



فتاه وسط الزحام


سامح محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 10:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أكثر ما ميزنا الله به هو الاختلاف، فالأختلاف نعمة و ليس نقمة و إن أفضل شكر على هذه النعمة هو إستغلالها لصالح المجتمع و إظهار أن التباين ما هو إلا محرك أساسى لأستمرار الحياه، فالفكرة خلقت لتتطور و تؤل من جيل لأخر فلا يوجد جمود لأى فكرة أو نص على الإطلاق و إن كان مقدساً ومن يرى ذلك فالعيب عنده لا عند الأخرين، فقد خلقنا شعوب مختلفة و متباينة لنتعارف .

أثناء صراعى اليومى فى محاولتى المستميتة لركوب "المكروباص" و خاصة بعد المغرب حيث أذهب لمكتبى ليلاً كفترة مسائية بعد عناء عمل و شد و جذب بالمحاكم و المصالح الحكومية طبقاً لما أجرته علي مهنتى العزيزة جداً !! وقعت عيناى عليها و هى تقف وسط الجموع المتضربة التى تتحرك كقطعان الماشية فى وقت الطعام، ثابتة لا تفعل مثلهم بجسدها المتناسق و حجابها الأحمر خاطف الأبصار، و اظن أن هذا ما لفت نظرى و هو اللون بالطبع .

للوهلة الأولى تراها فتاه عادية لا تختلف عن مثيلاتها لا من حيث الشكل ولا الأنوثة، فملابسها مثلهن "الجينز الأزرق و السويت شيرت الحريمى و الطرحة" . إلا أن سلوكها مختلف تماماً ليس فقد عنهن و لكن عن جميع الواقفين فى انتظار وصول صكوك غفران المواصلات، فلا تزاحم و إن كانت تحاول اكتناز الفرصة المناسبة للركوب ليس لضعفها و إنما للأستشعارها بحماقة الأخرين دون تكبر منها أو إستعلاء .

كان ذلك واضحاً فى صرامة نظرات أعينها و انفراجة شفتيها مظهرة راسمة بذلك بسمة متعجبة و فى نفس الوقت مستنكرة لما يحدث و رغبة هؤلاء فى اذلال انفسهم لسائق لا يعرف سبيل للسعادة الا المخدرات و التحرش بالفتايات ليلاً نهاراً خاصة و إن كانت ممن يقودون "الملاكى" الفخمة، كما كانت تحوى أيضاً فى ابتسامتها على الإصرار انها لن تكون يوماً من هؤلاء فهى المجتهدة لا الذليلة الخاضعة .

كان من الممكن أن يكون ذلك مجرد وهم بالنسبة لى و لكن ما جعلنى أتأكد من أنه حقيقة هو رفضها للسلوكيات الهمجية التى تحدث، فإن اصطدم بها أحد نزرت له نظرتان الأولى مستنكرة فعله و الثانية ساخرة لسلوكه الهمجى المشين .
و حين حانت إحدى لحظات ركوبها و التى للأسف باءت بالفشل تعرضت للتحرش من سائق قد يصنف بأنه من أشباه البشر الذين عاشوا منذ ثمانية ملايين سنة كما يقول علماء الداروينية، فما كان رد فعلها على دعوته للركوب سوى الايما برأسها و الالتفاف للخلف و النطق بكلمات ساخرة أو "شتيمة ما" على سلوك ذلك الأحمق و هى لا تفارقها ابتسامتها المعتادة .

ما جعلنى أتأكد من عدم تكبرها هو أنها فعلت ما فعله أى مواطن يرغب فى الوصول فى المعاد المحدد، فقد أرتأت ركوب أتوبيس نقل عام شبه فارغ بسرعة و خفة و دون مزاحمة أحد .

أنا لا أعلم حقيقة مقالى هذه و لماذا أكتبها هل أعجبت بالفتاه و رأيتها بعين مختلفة ليس كتلك التى أرى بها من فتايات أخريات هن ببساطة عناوين للهيافة و التسلط الإجتماعى على الفرد، فيومياً لا أرى سوى ثلاث صور من الفتايات، المستسلمة لهاتفها الخلوى و المتحدثة مع زميلتها فى الزواج و أن "فلانة أتخطبت" و تلك الأخيرة التى لا حول ولا قوة تعيش دور الفتاه المكسورة بأعتبار أن ذلك هو صورة من صور البنت المحترمة !

كل ما أرغبه أن ينتشر فى المجتمع ثقافة المشاركة فليس من العيب أن تشارك الفتاه الشاب و أن الحب ليس بجريمة و أن المختلفون عنا ليسوا كوحوش "الزومبى" فالأختلاف هو عنوان تقدم الأمم .



#سامح_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخات مدوية
- الرضا و التمرد
- تحليل رواية 1919 لأحمد مراد
- سمك - لبن - تمر هندى
- أم الدنيا
- جمهورية نعم العظمى
- وجه العنصرية القذر
- لماذا الشوارع حواديت ؟
- مبارك شعب مصر - ادخلوا مصر إنشاء الله آمنين
- المبحث الثالث : صراع الحضارات
- المبحث الثانى : نظام الاسرة الابويه
- رمز المقاومة - ملالا يوسف رازاى
- أتوبيس نقل عام
- العداء مع الحضارة
- التابوهات الثلاثة
- الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
- الانسانية بين الوهم و الحقيقة
- الحقيقة المأساوية
- رواية الأفاعي صرخة ضد الجهل والإرهاب


المزيد.....






- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامح محمد - فتاه وسط الزحام