أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح محمد - الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى















المزيد.....

الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى


سامح محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 19:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارهقتنى كثيرا هذه المقالة فلم استطيع ان اجد من اين البداية و عن اى شىء ساكتب ، هل عما نراه بحياتنا اليومية بوسائل الاعلام ام فى الطرقات اثناء السير ، و هل يمكن تطبيق فكرة المطلق فمن الصعب جدا تطبيقها بل انها فكرة غير موجودة و محاولة تحقيقها اشبه بالمستحيل .
عندها قررت ان ابدأ كتابة مقالتى باسلوب جديد فلن تكون هذه المرة مجرد كلمات على مدونة الكترونية بل انها ستكون مبحثا حول سلوك البشر تجاه تلك الحرية بمختلف عقائدهم الدينية و اتجهاتهم السياسية و تنظيمهم الاجتماعى سواء كانوا "عرب" او "غرب" .
لذلك قررت اقسم تلك المقالة لثلاثة مباحث :
المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
المبحث الثانى : نظام الاسرة الابويه
المبحث الثالث : صراع الايدلوجيات

المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى

يعد ذلك المبحث من اكثر الملفات الشائكة التى يتجه اليها العقل البشرى بالسؤال ، فالعقل البشرى اما ان يقوم بدور الناقد دائما و حينها يتحول الانسان الى السفسطائى الذى لا يعرف سوى المجادلة ، او ان يقوم العقل بدور الرائد ليتحول الانسان الى سفينة قبطانها العقل .
الا ان ذلك الدور الاخير يعد اخطر من الدور السابق ، فالعقل الرائد اما ان يستمد ريادته من المحيط الكائن به الانسان من معتقدات و افكار ، و اما ان يكون مستمدا لريادته بعد عناء طويل أفنى فيه الانسان عمره بالتفكير و تخطى دور الناقد و لم يستسلم له و كون معتقدات الفرد و اصبح هو المدير لسلوكه و تصرفاته و هنا تكمن المشكلة عند مواجهة المجتمع ، و فى ذلك فرعان :-

الفرع الاول : العرب فى ذلك المبحث :
بالنظر لحرية الاعتقاد عند العرب فاننا نجدها متدنية للغاية بل تكاد تكون معدومة و عند نظر الباحثون لهذه المشكلة فانهم يتوقفون عن طبيعة الاجتماعية عند العرب و يعن ذلك مواجهة الفرد للجماعة و عصبية تلك الاخيرة تجاه معتقداتها .
لا يمكن انكار ان ذلك يعد سببا رئيسيا يؤثر على تعايش الفرد داخل الجماعة فى حالة اختياره لمعتقد يخالف المعتقد الرسمى للجماعة مما يدفعنا ذلك للتساؤل ... لماذا ذلك التصرف تجاه الفرد من قبل الجماعة "و هو الرفض" ؟!
من خلال بحثى وجد ان الامر هنا سببه لا يقوم فقط على نظام الاسرة الابوية و أرتباط الجماعة ببعضها و خوفها من التفكك ، و انما ايضا اسلوب التفكير و مقدار تحمل العقل العربى لهذه الفكرة .
فقد يعتقد البعض ان عقل العرب خاويا لا يحوى سوى الفراغ ، و لكنه فى الحقيقة عقلا رائدا يمتلك الريادة على الانسان العربى و يتحكم فى كافة تصرفاته ، الا ان سر ريادته يكمن فى عدم الرغبة فى التفكير و يكتفى بالنقل من المحيط الكائن به حتى و ان حاول التفكير فانه يستسلم للافكار الاخرى التى يجدها غريبة عن مجتمعه دون ان يتمهل قليلا فلا ينتقدها او يفسرها بل انه ياخذها على شاكلتها بل احيانا يصل الامر الى حد الاقتتال مع جماعته من اجلها دون ان ينظر او يعى ما اذا كانت ضارة به شخصيا .
و نجد هذا جليا عند المفكرين العرب و خاصة الناطقين بالعلمانية فهم لا يعوا ما يقرئوه و يكتفوا بقشريات الامور و صراعهم من اجل ذلك مع جماعتهم و الذى لا يكون الا من اجل اهوائهم الفردية لا من اجل انقاذ الجماعة و التى من المفروض ان سبب خروجهم عنها هو بطلان اعتقاد تلك الجماعة و الذى يجعلهم من وجهة نظرهم يسلكون دربا خاطئ سيؤدى فى النهاية الى هلاك الجماعة و تاخرها .
اذا فالامر هنا لا يعد تطبيقا للحرية ، فحرية الاعتقاد هى ان يكون الفرد حرا فيما يعتقد و يؤمن و ان يوجه ذلك فى مصلحة الجماعة دون فرض ذلك عليها او السخرية من معتقداتها و فى المقابل تحترم الجماعة حرية الفرد حتى و ان نبذت معتقده فلا يجوز لها ان تنبذ الفرد او تحاول التخلص منه .
فاذا ما حدث عكس هاتين الحالتين بالنسبة للفرد و الجماعة فاننا نكون امام حالة كفر بالحرية و لما فى ذلك من انتشار بالشرق الاوسط فان الشرق اوسطيون يعدوا كافرون بالحرية مما يترتب على ذلك بطلان كلا المعتقدين "الجماعة و الفرد" و ان كانا صحيحين و العيش الدائم فى حالة نزاع لا نهاية لها و لن يؤدى ذلك بالنهاية الى النعيم و انما سيكون خلودا بالجحيم .

الفرع الثانى : الغرب فى ذلك المبحث :
يعتقد الكثيرون ان العالم الاول يتمتع بقدر كبير من الحريات بل يعتقد انه يؤمن باطلاقها بلا قيود ، لكن الحقيقة ان الامر لا يختلف عن العرب الا فى الطريقة المتبعة لقمع تلك الحرية .
فالعقل الغربى رائدا و ناقدا فى ذات الوقت ، فريادته مستوحاه من نقده لفكرة المسلم به مما يجعلنا ذلك نتسال عن طبيعة المسلم به عند الغرب؟!
و بالبحث و التدقيق نجد ان الاجابة عن ذاك التساؤل تكمن فى التركيب الايدلوجى الاجتماعى لذلك المجتمع ، فهو يرفض كل ما يعطل مصالحه المادية التى يراها عقله ، فاذا كان المسلم به سليما لا يشوبه عيب و لكن تعارض مع مصلحته التى يراها عقله الغربى انها ذات منفعة له عندها ينتقد العقل الغربى المسلمة و يبدا فى اتباع دور الرائد ليوجه الانسان الى تحقيق المصلحة و ذلك بسبل جديدة كليا اذا ما نظر اليها تجدها عقلانية احيانا فهى تتمتع بطابع مادى ملموس اضاف عليها تلك الصفة العقلانية ، فالعقل هنا يسخر كافة الادوات اللازمة لتحقيق المصلحة ، الا ان فى ذلك خدعة كبيرة فيظن الانسان الغربى ان عقله هو الرائد و لكن الحقيقة الريادة هنا للحاجة التى دفعته لخلق النظام و الحضارة الملموسة ، فالغربى ليس ذاك التقدمى و انما هو صورة مطورة من انسان ما قبل التاريخ الذى يعيش على الجمع و الالتقاط ، و سوف اعطى مثالا توضيحيا لذلك :
( نحن نسمع يوميا عن ما يسمى تغير العقيدة فى الغرب و بكل حرية فهناك من يتجه للالحاد و هناك من يتجه للاسلام و كلاهما لا يناسب الجماعة ، فلماذا اذا تسمح الجماعة للفرد بذلك؟!
الاجابة عن هذا التساؤل يكون بالبحث فى الاعتقادين نفسيهما ، فالاسلام حضارة أنارت العالم لالف سنة مضت فى الوقت نفسه الذى عاشت فيه اوروبا فى ظلام دامس لا يعرف النور سوى ضياء الصباح المغطى بالغيوم و بالتالى فان فى ذلك مصلحة كبيرة للغرب ، ذاك الامر بالنسبة للالحاد فان اسلوب التعبير عنه و تبريره اصبح يمس جوانب حضارية كثيرة فهو اشبه بفلسفة اليونان القديمة و التى صنعت حضارة الغرب قبل المسيحية الا انه يختلف عن تلك الفلسفة فى انه يعد فكرا سفسطائيا يقوم على النقد الدائم لكل مسلمة و عليه يجب دائما ان يعيش الملحد التجربة ايا كانت فهو فكر يخلق الحاجة لكنه لا يشبعها و يهدم كل معنوى و يحوله لمادى و لكى تتحقق من وجود ذلك المعنوى عليك استخدام الاسلوب المادى فايمانك وحده لا يكفى و عندها فانك تقوم بالمستحيل حتى تصل لليقين ، و هنا تبدأ المخيلة البشرية بالعمل فتظهر الاختراعات مما ينعكس ذلك على الجماعة بالايجاب و عندها تسمح للفرد "بالكفر" لما يتراء للجماعة من مصلحة ذلك دون النظر الى ما سيوصل ذلك بالنهاية ، فكثير من الاختراعات اصبحت نكبة على البشر فلقد استيقظ الجميع فى القرن المنصرم على كوارث و امراض لم يسمع عنها من قبل و على خسارة طبقة الاوزون و ارتفاع مستوى التلوث عن الحد الطبيعى و ازمات اقتصادية اطاحت بدول باكملها و على حروب لازالت قائمة و تستنزف طاقة هذا الكوكب ) .

و عليه - و بناء على ما سبق فاننا ايضا نواجه حالة من الكفر بالحرية ، فالحرية هنا استغلت لتحقيق مصالح لا اكثر لا لتحقيق العدل و المساواه لا لانشاء نظام انسانى لاسلطوى يحتوى على الاحترام المتبادل يجعل الانسان مستحقا لحمل الامانة التى منحها الله له مما يترتب على حالة الكفر بالحرية هذه كفرا بالخالق نفسه و ليعاذ بالله .



#سامح_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسانية بين الوهم و الحقيقة
- الحقيقة المأساوية
- رواية الأفاعي صرخة ضد الجهل والإرهاب


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح محمد - الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى