أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح محمد - أم الدنيا














المزيد.....

أم الدنيا


سامح محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدنيا هى الشىء المتدنى فى المستوى الساكن فى القاع ، و لقب العالم الذى نحياه بالدنيا لتهافته و تهافت سكانه و كثرة صراعهم على شىء زائل ، فهى عن الله لا تساوى جناح بعوضة ؛ فتخيل أن يتم وصف شىء من المفترض أن يكون ذو مكانة بأنه فى أسفل سافلين " أم الدنيا " .

و لكن الوصف سليم فلا يمكن أن يتدنى شىء لهذا الحد إلا إذا أصبح دون المستوى المرجو منه ، و لكن هناك من يرى فى ذلك قمة التعظيم و التبجيل فمن يمكنه تبجيل الشىء المتدنى و تعظيمه هو بالضرورة فاسد لا إصلاح له ، فتخيل أن يكون المدعو للانتماء له وطن و تم وصفه بأنه " أم الدنيا " حينها يتحقق وصف المفكر الامريكى " أوسكار وايلد " الوطنية فضيلة الفاسدين .

أربع سنوات كانت كفيلة لإظهار حقيقة المجتمع الذى نعيشه و تصديقاً بأن صلاح الحاكم من صلاح الرعية و فساده من فساد الرعية ، فلا يمكنك طرح نبته صالحة فى تربة تملئها الآفات .

و بعرض لبعض الملفات الأجتماعية و ليكن أهمها عندى التعامل اليومى ، و المرأة ، و الحريات و لاسيما حرية الرأى و العقيدة .

فبطبيعة عملى كمحام أجبر يومياً على التعامل مع عشرات الناس من مختلف الطوائف الاجتماعية و الفكرية و الدينية داخل هذا المجتمع ، قد يظن الأمر فى ظاهره أننا أمام مجتمع متعدد الفكر و الهوية و أن ذلك يحقق التقدمية و يحقق المكسب الشخصى بالنسبة لعملى الحر ، و لكن هيهات هيهات الأمر على غير الواقع الأمر مصدم ، فمجتمعنا ليس متعدد الفكر و الهوية فشرط تحقق السلام هو قبول الآخر و هذا غير حقيقى ، فنحن أمة لا يقبل بعضها البعض ينتشر النفاق بيننا كأن نكون ولدنا به ، فالتعامل مع موظف بالمحاكم قد يكون أشبه أحياناً بالتعامل مع طفل بالروضة من حيث التدليل و الابتسامة الكاذبة ثم إعطائه "مصاصة و كيس شبسى" متمثلاً ذلك فى عشرة جنيهات ، هذا مع تجنب الكلام فى السياسة و الفكر حتى لا يتذكر العجوز الموظف انه حمار و ضرب على قفاه لمدة 60 عاماً منذ 23 يوليو حتى الآن ، قس على ذلك التعامل مع الموكل و محاولتك المستميدة لنزع الأتعاب منه و إفهامه ما فى مصلحته و ما ليس فى مصلحته و أنك لست لصاً أو نصاب يخطط للاستيلاء على أمواله ، و كذا الأمر مع سائق المكروباص و الركاب و التى كان مجرد بدأ الحوار بالسياسة يترتب عليه بالضرورة "خناقة" تنتهى بالكره و صب اللعنات .

من إغتصاب طفلة للتحرش الجماعى بطالبة جامعية يا قلبى لا تحزن ، لم يكفى المجتمع جريمته فى حق الطفلة " زينة " بل اتجه إلى مدرجات الجامعة و ساحاتها لم يكتفى بتنجيس المساجد و الكنائس بخطاب الكراهية فأتجة لتنجيس ساحات العلم بأساليبه العنصرية القذرة و حيوانيته المفرطة و طريقته فى إزلال الانثى ، لم أصدق نفسى حين رأيت ما حدث لطالبة جامعية داخل حرم جامعة القاهرة من تحرش جماعى من طلاب كلية القانون تخيل ان يكون حاميها حراميها مهزلة بكل المقاييس ، يتبع ذلك تبرير لرئيس الجامعة للمتحرش و إيقاع الخطأ على الضحية و مهزلة إعلامية بجانب التطبيل للجيش و السيسى تصدر من الاعلامى " تامر أمين " من تبرير للجانى و تعنيف للضحية ، قد تكون غير موافق على تصرف الفتاه و لكن هذا لا يعطيك الحق فى النيل منها جسدياً ، عزيزى المواطن إن رأيت خطأ فتعامل مع المؤسسة الرسمية للدولة فكان الادهى الذهاب للأمن الجامعى لاخباره بأنها تخالف التقاليد الجامعية و للأمن حرية التصرف .

بالطبع لا يمكننا أن ننسى ملف الحريات ، فالحرية الحقيقية هى منحة من الخالق و مسئولية الدولة حماية هذه الحرية ، نحن أمة و شعب متفنن فى كبت الأخر و قتل روح الابداع فيه مع سلب حريته بقفص ذو قشرة نحاسية لامعة يخيل لك انها ذهباً تحت مسميات كثيرة منها " العادات و التقاليد " ، العادة و التقليد إذا كان سيترتب عليهما تأخر المجتمع و إنحسار فكر الفرد و مصادرة حريته ففى هذه الحالة يجب أن يسقط النظام المجتمعى المعمول به ، قتل الفرد معنوياً يبدا عندنا بالأسرة (RL) ثم المدرسة و الجامعة فالعمل و الحياه الواقعية ليصل شاباً يافعاً فى العشرينات ليس هدفه سوى " الجنس و المال " ، أتذكر عالمنا الجليل و المستشار العلمى للرئيس المؤقت ، الدكتور " عصام حجى " حين قال فى مقابلته مع الاعلامى باسم يوسف (RL) كيف يمكنك أن تنتظر إنتاجاً من شاب ملأت عقله و حدت هدفه بالزواج و لوازمه ، غير ذلك من كبت الرأى سواء من عجوز أحمق فى المواصلات أو من السلطة بدعوى "مش وقته عايزين الاستقرار" فأى إستقرار يتحدث الحمقى فالاستقرار الحقيقى يعنى السلام الاجتماعى و إصدا عقداً إجتماعياً يحدد العلاقة بين الفرد و الجماعة .

إذاً الخلاصة ، أن أم الدنيا هو لقب مستحق و عن جدارة فالانحطاط لا يأتى بمن ينأى عن نفسه ليصبح مميزاً عن بقية القطيع حوله ، لإاما أن تكونوا رعاه مسئولون أو غنم يقدوهم "خروف" إلى فم الذئب الجائع .



#سامح_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية نعم العظمى
- وجه العنصرية القذر
- لماذا الشوارع حواديت ؟
- مبارك شعب مصر - ادخلوا مصر إنشاء الله آمنين
- المبحث الثالث : صراع الحضارات
- المبحث الثانى : نظام الاسرة الابويه
- رمز المقاومة - ملالا يوسف رازاى
- أتوبيس نقل عام
- العداء مع الحضارة
- التابوهات الثلاثة
- الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
- الانسانية بين الوهم و الحقيقة
- الحقيقة المأساوية
- رواية الأفاعي صرخة ضد الجهل والإرهاب


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح محمد - أم الدنيا