أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - الحجاب وتدمير التفكير واحتكار الحقيقة الأخلاقية














المزيد.....

الحجاب وتدمير التفكير واحتكار الحقيقة الأخلاقية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 10:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حوادث فظيعة في مدارس الوكالة(2)
الحجاب وتدمير التفكير واحتكار الحقيقة الأخلاقية

ليس من أحد يمتلك الحقيقة الكلية المطلقة. هذه هي القاعدة الذهبية في عصرنا التي نستند إليها في مبدأ حرية الفكر والتعددية. بالطبع لا تتفق مذاهب مثل داعش والقاعدة مع هذا الرأي. فالحقيقة المطلقة موجودة في حوزتها بتفاصيلها كلها. والغريب أن هذا الرأي الداعشي يجد أنصاراً له من ناحية التطبيق في كل مكان في وطننا العربي الممتد من المحيط إلى الخليج. ولسوء الحظ يمتاز المدرس والمدرسة في بلادنا بنزعة وثوقية تجعلهما متأكدين تماماً من أنهما لا ينطقان على الهوى.
في مدرسة من مدارس وكالة الغوث للبنات في رام الله، قامت مدرسة اللغة العربية والتربية الإسلامية بإجبار أكثر من عشر طالبات في الصف السادس الابتدائي على الوقوف مدة خمس وأربعين دقيقة بالتمام والكمال، لأن هؤلاء الطفلات نسين إحضار غطاء الرأس –المنديل- الذي يجب أن يرتدينه في حصة التربية الإسلامية. وأمام اعتراض واحدة من الصغيرات انهالت المدرسة على رؤوسهن جميعاً بالديباجة المعروفة في فكر داعش المتعصب، من قبيل: "الفتاة السافرة مثل الحلوى المكشوفة للذباب" أو "كل الرجال ترى أجسادكن وشعركن، فأنتن مشاع للجميع" و "الفتاة المسلمة لا يرى جسدها إلا رجل واحد، أما أنتن فمطروحات في السوق لشهوات الجميع." ثم قامت المدرسة بصب جام غضبها على الأهل الذين لا يقومون بواجبهم في إجبار بناتهم على لبس الزي المحتشم الأخلاقي الذي يدعو إليه الإسلام الذي هو الحق وكل ما عداه باطل وفاجر.
عندما قام بعض أولياء الأمور من أمهات وآباء بمراجعة مديرة المدرسة بخصوص ما جرى، بينت المديرة أن هذا أمر غريب، وأنها على الرغم من قناعتها بأن على الصغيرات ارتداء الحجاب في حصة التربية الإسلامية، إلا أنها عبرت عن عدم رضاها عن استخدام اللغة العدائية الهجومية بحق الناس الذين لا يلبسون الزي الشرعي. ووعدت بأن تتحدث مع المدرسة.
بد مغادرة أولياء الأمور للمدرسة، قامت المديرة باستدعاء الطفلات المعنيات بالموضوع، وأسمعتهن موعظة أخلاقية، حول قيامهن بنقل الأكاذيب إلى أهاليهن الجهلة الذين يتسرعون بالهجوم على المدرسة بدلاً من تعليم البنات مبادئ الصدق والأخلاق. ثم وجهت خطابها إلى إحدى الطالبات: "أنت بالذات تستطيعين أن تظلي مكشوفة للذباب، أما البقية فيجب أن يحضرن الزي الشرعي في كل مرة. مش على كيفكم وعلى كيف أهلكم." أما المعلمة فوضحت للصغيرات بأنها لا تخاف في الحق لومة لائم، وأنها بعد أن ترضي ضميرها بقول الحق، فإنها لا تخاف إلا الله، أما العبيد فهم أضعف من أن يسببوا لها أي أذى.
لا بد أن المدرسة ومديرتها على حق. إنها بالفعل هي القادرة على إلحاق الأذى، كل الأذى بأخلاق الطفولة البريئة، وقدرة عقولها الصغيرة على النمو العقلاني المرتكز على اكتساب مهارات التكفير وصولاً حد التدمير الشامل: إذ ما الذي يتبقى للعقل والتفكير والمحاورة والاستدلال، ما دامت المعلمة تمسك بزمام الإجابات الصحيحة في مستوى المحتوى للغة العربية، والتربية الإسلامية، وتضيف إلى ذلك امتلاكها المطلق الداعشي لمبادئ الدين، والأخلاق، والسلوك اليومي، وربما السياسة، والاقتصاد، وقضايا الاجتماع؟
لا جرم أن التفكير كله يجب أن يوضع في الدرج ويقفل عليه إلى الأبد، لأن المدرسة لديها حلول الأسئلة في المواضيع كلها. لكن هذا بالضبط هو فكر داعش الذي يبدأ باحتكار الحقيقة من ألفها إلى يائها، ثم ينتقل إلى قتل كل من يخالف هذه الحقيقة. ولا بد أن علينا أن نشكر المعلم المحلي، ومدرسة الوكالة، ووكالة الغوث ذاتها لأنهم يقدمون لنا الجواب التاريخي على سؤال: "من أين يأتي نبت داعش الشيطاني؟" والجواب واضح للعيان، إنهم يزرعونه في عقول الأطفال بسلطة القمع في المدرسة التي تتجاوز حتى مهمة تحقير عقول الأطفال وإلغائها، لتصل إلى مستوى هز السلامة النفسية لهم عن طريق الهجوم على أهلهم وذويهم. لا جرم إن هذه المدارس لا تزرع الحب، والأخلاق، ومبادئ العقل والتفكير، وإنما تزرع الكراهية، والتعصب الأعمى، وتلغي عمل العقل، وتقتل الذكاء والإبداع.
ترى هل من خطر على مجتمعنا في حال تم إغلاق هذه المصانع المحترفة في إنتاج الجهل والتعصب ونشرهما على أوسع نطاق ممكن؟



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطش الاحتلال وبطش المدارس
- فشل الدول وسقوط البرجوازية الكولونيالية في الوطن العربي
- السويد لم تعترف بالدولة الفلسطينية
- اليسار ليس إلحاداً ولا لبرلة ولا علمنة
- فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين فساد الأنجزة: سرية رواتب ا ...
- هل من فروق بين حماس وداعش؟
- المناضل مجد اعتراف الريماوي
- رأس المال المحلي لا وطن له
- أوباما، يصنع الدمى، يحركها، يعبث بها، ويحرقها
- ما الذي يبقينا على قيد الحياة؟
- أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة
- المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري
- داعش في بيتي
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو إلى عادل سمارة
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو
- انتصرت المقاومة
- هاشم أبو ماريا
- المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية


المزيد.....




- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - الحجاب وتدمير التفكير واحتكار الحقيقة الأخلاقية