أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - خذ دولارا واترك الميدان














المزيد.....

خذ دولارا واترك الميدان


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 11:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حتى يمل الإنسان حياته فإنه يحاول أن يتذكر زمنا كان بالنسبة له جميلا، فيحرك خياله باتجاه كل ما هو متوافر لديه، من حالات الراحة والتأمّل، هذا ما جعل البشر يلوح بين الفينة والأخرى برايات العمل، فكان دائما موجودا حتى يحيي الأمل.
ما هو مستساغ في فناء التفكير أن يكون للفيلسوف أو المتفلسف أفقا يعمل من أجل وله، فيصطلح على تلك الأعمال الفكرية ما لا يوجد لدا المضامين الأخرى، لتصبح بذلك أهم المخذولات في عالم التحوّلات.
المستهلك لكافة أنواع الأفكار هو غير مدرك بما للفكرة من فعالية أمام العملة الواقعية، لهذا فإن المهمة الكبرى لهذا المتأمّل الفيلسوف هي العودة إلى المرعى الفكري الذي من شأنه اتخاذ كل الاجراءات المعنوية التي لها الحق في التأثير على الواقع والأحداث بطريقة موجهة، لتكون الموجودات أصلا للوجود، وفاعلة فيه.
عندما يحب الإنسان فإنه يعمل على حبه، يحاول ليكشف ما لم يفهمه في تسلسل مشاعره الرطبة، لتكون الرطوبة أغلى ما يمكن للفرد العاشق تذكره في دوامات الرغبة والانجذاب، لهذا فإن العلامة الواضحة من إدراك الموجات العالية، تلك التي تخترق المعقولات من أجل الوصول إلى المعلومات، هي ذاتها تدخل ضمن ما لا يمكن الأخذ به سوى في حضرة المحبوب.
فعندما يعبّر الإنسان على أموره المعنوية يصبح جريئا للغاية في نظر الواقع، لكن الواقع هذا هو نفسه الذي يعترف بحق الفرد الإنساني في التعبير عن أفكاره المعنوية، هو حب يُراد له أن يكون سريا في عالم يرفض الظهور، ومن يظهر التزامه بهذا الحق المعنوي، فإنه يُحاكم في محكمة التقاليد والعادات المثقوبة.
المعايير هي التي تحدد التوجه العام أو الخاص بالنسبة لكل فرد يحاول تحديد اطار حياته، معايير إذن تخرب الأمم والمعنويات، معايير سطرها التاريخ وفق التلفيق والتزييف والتمويه، ومع ذلك فإن الأموات لا يزالون يتحكمون في الأحياء، وفي كل تفاصيل الحياة.
لقد أعطى العالم الحر دروسا لبقية مناطق الأرض في كفيات التحرر، تحرر من القيم، تحرر من العادات، تحرر من البشرية، كما تحرر من إنسانية لا تدرك ذلك سوى في مصفوفات الشعر أو بضع أنغام النثر.
لطالما عملتُ ضد العادات والتقاليد المثقوبة فيما يخص شخصي في الحد الأدنى، تلك التي تقتل المعنوي بشكل خال من الرحمة، ومع هذا بقيت هذه التقاليد تحفر في محيطي لتضع ألغاما عديدة وشديدة الانفجار، في أي لحظة يمكن أن ينفجر احداها في وجهي.
برد المنبوذ أفضل بكثير من حرّ المعهود، إنه أمر فصلتُ فيه منذ أمد، لا يهمني إن كانت مسيرتي على ألسن البشر حسنة أم غير ذلك، ما يهمني قولا وفعلا هو ما أعقله وأعمل عليه.
كغريق وسط الحريق يصرخ، بين موج المياه أو النيران، لا أحد يجيب، المشترك بينهما هو انعدام استجابة النجاة، هذا ما هو عليه الوضع، لا كثرة الأسئلة هي حافز، ولا عمق المأثور هو المجيز، الكل منخرط في لعبة الروح فيها هي الملامة، فإلى متى؟ متى يكون هناك فرج بعد كل هذا؟
جسم المرأة؛ هذا الهاجس الذي يحرّم على الرجل، هذا الموضوع المستفحل في مناطق عديدة من العالم، ويسعّر بشكل أكثر وأشد من السعير، إنه الكارثة التي عجزت عن وصفها لغات الكوارث، هذا ما يؤجج أفكارا مسمومة للغاية، لم ترد في الفلسفات ولا في الديانات، ولا حتى في العلوم والعمليات؛ جهل يلبس ثوب العفة.
حرم على الفكّر أو المتأمّل أن يفكر، حتى وإن فكّر فإنه يعامَل معاملة تشبه تلك التي دفعت أبي حيان التوحيدي لحرق كتبه وأعماله التي أفنى عمره يقاوم ويجتهد لتخريجها للمسلمين من هذه الأمة.

"... وما يحدث يعكس الأفق الضيق لهاته النخبة التي تجد نفسها دوما كالظل التابع، الذي تسبقه الأحداث فلا يجد مكانا له بداخلها، إنه الرهينة بامتياز لمن يديرون سيرك الأحداث... "
(محمد شوقي الزين، إزاحات فكرية، منشورات الاختلاف – الجزائر، 2008م، ص: 87)

الحتمية الموجودة بين الأعمال الفكرية وعدم الاهتمام بها هي التي تدفع المفكرين إلى الانتحار المعنوي، كل من يحاول العودة إلى العمل على تحريك الوثوقية هو "مجرم" في نظر هذا الكل الذي يمثل الكتلة المعنوية الموجهة، لدا لم يبق لي إلاّ القول على وزن الطفل الشقي الذي عاش في صحراء أميركا: خُذ حصتك وانصرف.





#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9
- فلسفة كالخاس الجزائري 7
- فيلسوف بعقل البيشمركة
- نابليون إسلامي، فمن أنتم أيها الإسلاميون؟
- العالم كهدية إلى كونثيا
- باسم يوسف و فلسفة الضحك
- الجزائر، المقبرة الفلسفية
- المسلمَة الأخلاقية
- البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل
- الفلسفة البورانية، عقلانية النص العقلي
- فيلسوف جزائري: بين الألف و الألف
- المينوتور لثقافة الحضارة
- الثامن


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - خذ دولارا واترك الميدان