أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - المينوتور لثقافة الحضارة















المزيد.....

المينوتور لثقافة الحضارة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 21:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



المينوتور لثقافة الحضارة
(Die verä-;-nderung für Kultur)


“… The culture is: customs and beliefs, art, way of life and social organization of particular country´-or-group…”
Oxford dictionary, p370

ورد في الأدبيات الأُنغلوكية (انجليزية-أميركية) أنّ تعريف الثقافة هو: مجموعة من العادات، المعتقدات، الفن، طريقة للعيش و نظام اجتماعي لجماعة أو بلاد لها خصوصيتها.

1. "... فلما بحثتُ في ماهية الحضارة و طبيعتها تبيّن لي في ختام المطاف أنّ الحضارة في جوهرها أخلاقية..." ص: 660.
الجوهر الأخلاقي هنا هو مرتبط بالبعد العقلي الجمالي للفرد، كما كان عليه الأفراد في أثناء الحضارة الإغريقية، و كما هو متجسد في الإمبراطورية الرومانية.
الأخلاق لا يُقصد بها السلوك الناتج عن التصوّر، سواء كان إما ديني أو سياسي، كما هو موجود عند العرب مثلا.

2. "... نظريتي في الكون هي أنّ علاقتي بوجودي و بالعالم الموضوعي إنما تتحدد بتمجيدي للحياة..." ص: 661.
الأخلاق هي العقل الجمالي، و العقل الجمالي هو الحياة، و الحياة هي أساس الكون من جهة، و أساس العالم الروحي من جهة أخرى، لدى فإن الاتجاه إلى الأخلاق هو اتجاه نحو الحياة، و هو يقود إلى الحضارة من باب الكون.
هناك أيضا الأخلاق ذات الارتباط بالعالم النفسي، أي أنّ العقل الجمالي، عليه أن يتوافق مع المهادنة الروحية للفرد البشري.

3. "... إنّ الحضارة بكلّ بساطة، معناها بذل المجهود، بوصفنا كائنات إنسانية، من أجل تكميل النوع الإنساني و تحقيق التقدّم، من أيّ نوع كان، في أحوال الإنسانية و أحوال العالم الواقعي..." ص: 662.
التصوّر هو مرجعية السلوك لدى الفردي عند البشر، و بالتالي الحياة ترجع إلى المعرفة، أي أنّ هناك دمج للفعل العملي (الاهتمام بالعالم) بالقيمة الروحية (إدراك معنى العالم).
الحضارة تُبنى على مشاركة الجانب الروحي للجانب المادي، و هذه المشاركة تكون مبنية على أساس الكيل بمكيال واحد، إذ يمكن القول بأنّ تغليب المكيال لأحد الطرفيْن سواء المادي أو الروحي سيكوّن اختلالا يقضي على الحضارة، أي أنّ التوازن ما بين حضور الروح مع حضور المادة في العملية الأخلاقية للحياة هو معيار الحضارة في هذه الحالة.
الجانب المادي يهتم به العلم، و الجانب الروحي للحضارة تهتم به الفلسفة، و بالتالي على العلم و الفلسفة أن يكونا وجهيْن لعملة واحدة، ألا و هي الحياة في شكل الحضارة، لكن هذه الخطوة تفضي إلى نتيجتيْن:
أ‌. دخول العلم إلى المجال الإنساني (تعويض إنسانية الإنسان)
ب‌. خروج الفلسفة من دائرة المعرفة إلى دائرة الأيديولوجيات

4. ".. إن العامل الحاسم في أحداث هذه النتيجة هو انصراف الفلسفة عن القيام بواجبها.."
ص: 664.
الفلسفة تغرق في استلاب روحها الثقافية، و بالتالي هي تنسلخ عن هيكلها الكيفي، و هذا ما جعلها تفقد مكانتها الروحية التي تقيم هالتها الإنسانية المعيارية، في ظلّ انهماكها في الوصف الإحصائي أو التقني البعيد عن الطابع القائم على الحاجة إلى الالتفات إلى الإنسان، لا إلى آليات تحرّك هذا الإنسان.
عندما يتفكك المثلث الذي يحمل ضلعه الأول السؤال، و ضلعه الثاني الثقافة، و ضلعه الثالث الإنسان، فإنّ الحضارة تُسند إلى إطارها حتى لا تفقد الفلسفة وظيفتها أمام المد العلمي التقني، و هي التي تراعي القيمة أو الإنسان.
لما تنسحب الفلسفة من دورها في مساءلة الروح الثقافية للجماعة، الأمة أو الشعب (volk)، فإنّ الأيديولوجية تحلّ محلها، مستندة إلى العلم و التبريرات العنصرية أو العرقية.
الفلسفة لا يضاهيها أي مجال في المقولات المخزونة التي تمثل كنوزها، لكن افتقاد هذه الخصائص إلى الديناميكية، و انصرافها من صناعة الإنسان إلى إنسان التصنيع هو الذي يجعل من المسمى: فلسفة! مجرد آلات بلا وقود.

5. ".. إنّ مقدرة الإنسان أن يكون رائدا للتقدّم، أعني أن يفهم ماهية الحضارة و أن يعمل لها، تتوقف على كونه مفكرا و على كونه حرا.. " ص: 669.
الغوص في التفكير من أجل تحويل المخازن الفكرية ذاتيا إلى أداء ناجع هو دور تقوم به الفلسفة من أجل الوصول إلى التفلسف في ميدان الثقافة، تلك التي تختبئ وراء قناع الحضارة.
كثرة الأفكار المبثوثة، و تركيز الإنسان على التخصص في ظل عتمة الأدوات، و كثرة الترويج للموجَه (بفتح الجيم)، هو الذي ينتج عدم امتلاك الإنسان لأيّ جزء في خضم كثرة الأجزاء، بحيث يكون البديل في التبصّر العميق و الذاتي، و التعمّق في التفكير، بدل الابتعاد عن السطحية التي تقوم على كلّ شيء، و لا تكشف أيّا من تلك الأشياء، التي ما هي سوى عبارة عن تجسيد لأفكار نافذة.

6. ".. لقد ضاع الإنسان الحديث في الجمهور على نحو ليس له نظير في التاريخ.. " ص: 672.
يتخلى الفرد عن فرديته، عندما ينصهر في إطار الجماعة، و بهذا الانصهار يصبح الفرد ذرة بين الجمع المهوّل، ذاك الذي يأخذ في الغالب صيغة هوية معينة أو أيديولوجية بعينها.
للفلسفة كما للأيديولوجيات نفس المجال الذي هو الأفكار، لكن الفرق بينها هو أنّ الفلسفة تحرر الأفراد بينما الأيديولوجيات تسجنهم، من هنا تظهر مهمة الفلسفة في التمكين لدورها التحرري بالنسبة للفرد من أفكاره السطحية التي يتبناها، و التي تجعل منه مستقبِلا بإملاء من غيره، دون الغوص في أصالة ذاته، تلك التي تتضمنها الثقافة.
الجماعة تجعل الفرد سجينها في تصوراته و أحكامه، لكن المجتمع السليم يلهم الفرد، بينما الفرد هو الذي يلهم المجتمع المريض، و في هذه الحالة يكون مرض المجتمع من مرض الأيديولوجيات التي يلهمه بها الفرد المتسلط عليه، باستثناء الأنبياء أو المرشدين الروحيين.
هناك حالة تكون فيها الثقافة بأدواتها عاملا مدعما للسياسة أو الدين، لكن في حالة انقلاب هذه العملية تصبح الثقافة وسيلة لتعزيز إغلاق القبضة على إنسانية الإنسان، و تشديد الرقابة عليها، لتصبح الحضارة تستنشق نَفَسَها الأخير، من أجل تسليم المشعل الإنساني، إلى مقود الاغتراب و توسيع الهوة بين الذات و ذاتيتها الانفعالية العميقة.
الفكر الدينامي الذي على الفلسفة المجيء به، هو المقصد في اتجاه تشكيل أوّل أحجار القاعدة الفردية للإنسان، إذن لا بد للفلسفة من استلام المبادرة، لا أن تبقى مجرد تابع لحوادث يأتي بها الكم، فتنتصب قصد تعبئة الفراغات التي لا تعطي للفلسفة نفسها دورها الكافي في الحياة.
في الحين الذي يتجسد فيه الإنسان الكمي، يختفي فيه الإنسان الكيفي، هو حين علة الحضارة، فتقترب المعارف السفلى و معاني الجمال العقلاني من زحمة البرودة و تكدس الحسابات بلا اعتبارات ترافقها.
لكي ينتصب التفكير على طول عمود السلامة، عليه أن ينطلق من المبادئ العملية على الطريقة العقلية لدى أرسطو مضموما إلى النتائج الأخلاقية أو الخير الأسمى.
هناك فاصل بين الانفعال و الفعل، الأول مجموعة خطوات عملية دون غاية روحية، بينما الثاني هو تزاوج ملازم بالضرورة بين الروح الأخلاقية و الظروف العملية (الفعلية).

7. ".. إنّ نظمنا و مؤسساتنا انتهت إلى الإخفاق، لأنّ الروح البربرية تعمل فيها.. " ص: 678.
الحضارة ليست هي القومية، و بالتالي يكون تأسيس الفراغ الكلي على الهُوية الجزئية هي عملية غير سليمة، تقود إلى التعصب السطحي دون الوصول إلى التحرر الباطني.
الحضارة ليست مظهرا و إنما هي ظاهرة، لها جزئياتها تنطوي على مساحة الكلّ، و هي تلك المثُل الإنسانية القابلة للاتصال مع الواقع بالطرق العقلية الرشيدة.
قوانين الحياة الروحية هي جوهر الحضارة، و بالتالي يكون من الضروري أن يهتم الفرد بنقل الروح الحضارية من الماضي إلى حاضره عبر الرفع و الارتقاء بالتصور الأعلى لمقدراتهم.

8. "... عليها (الروح) أن تخلق القدرة على فهم الحق الذي هو فعلا الحق.. " ص: 682.

Tuesday, March 18, 2014
Mr. Mezouar Mohammed Said
Algeria


الانحلال الخلقي هو ابتعاد عن الروح، هو عدم الاهتمام و العناية بالتقدم الروحي، و الاكتفاء فقط بالتقدم المادي "الطبيعي"، و هذا ما يولّد الخلل و ما يسمى بالحضارة العليلة على طريقة السفينة التي تتجه إلى الغرق بسبب الإنسان.



الوثائق:
د. محمد شوقي الزين، الثقاف في الأزمنة العجاف، منشورات الاختلاف الجزائر.
الفصل التاسع: في الحاجة إلى أنسنة الثقافة، الثقافة و الإنسان.
من الصفحة رقم: 659، إلى الصفحة رقم: 686.
أنجز هذا الكتاب "الثقاف في الأزمنة العجاف" يوم الأحد 24 مارس 2013
في مرسيليا (جنوب فرنسا)



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثامن
- الدوق: هلوسة مكسيمنيوس الطاهي
- الدوق: كوموروس الصوت القاني
- الدوق: ...إلى العَدَمْ
- الدوق: بزاف علينا الثورة
- الدوق: الأخلاق هي محرك الشرق بلا وقود
- الدوق
- القاعة المغلقة بلا مفتاح
- لحظات مع البقرة
- الجاهلية المعاصرة
- الخدعة المتكررة و المعوّق المثقف
- قشور الفول و زهور الحكمة
- صقيع التعصب و نفاق الحب
- ما لم يعلم
- صاحب الرداء الأسود
- القيصر
- سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر
- -عالمية الفكرة- عند مالك بن نبي - الثقافة نموذجا-
- مَتْنُ الصدّيق الفلسفي (دراسة حول -الظاهرة القرآنية-)
- ضمير تساليا الجزائرية


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - المينوتور لثقافة الحضارة