أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر














المزيد.....

سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




ليست كل أيام البشر جميلة، و ليست كل حياتهم بشعة، و لكن هناك القليل من هذه، و هناك القليل من تلك، لكن الأمر متوقف على الذي يعيش هذه الحياة، بـ: الحلو و المرّ، بحسنها و بقبحها، فلا يوجد من اختار هذه الحياة طواعية، مثلما لا يوجد أحد اختار والدته منذ بدأت عملية الولادة الأبدية إلى أن تنتهي.
يضيق الصدر في الكثير من الأوقات، حالة تتكرر دائما، يجد خلالها الإنسان نفسه في ضعف شديد، يكون بذلك قد تعطّل العقل، و اضطرب القلب، و نام الضمير، و ارتبك الوجدان من كثرة الهذيان، فتبّا للحياة التي تنزف دموعا و دما، و سُحقا للأيام التي لا تترك للفرد الإنساني مفرّا من التوحش، و الحمد لله ربّ العالمين على كل الأحوال.

" بالنسبة للآلهة كل الأشياء جميلة و رائعة و عادلة، و لكن الناس هم الذين يفترضون في بعض الأشياء أنها جائرة و في بعضها الآخر أنها عادلة "
الشذرة 102

من قديم الزمان و الإنسان محور الأوجاع، لا يصدّق بأنه تجاوز المرّ من الأمور حتى يسقط في أمور أمرّ، هناك الكثير من الأوقات يتمنى الإنسان فيها الموت، ظنا منه أنّ نهاية الحياة هي نهاية للمأساة، و لكن هيهات، التراجيديا لا تموت، و الابتزاز المعنوي لا يفوت، و الإنسان نفسه لا يستطيع التفريط في ورقة التوت.
يبكي الفرد الإنساني ليخفف وطأة ما وجد حياته تسير عليه، و يتشبث بالقشة التي توهمه بانجازاته، و يحاول التفوّق على الوهم بالوهم، و لكن في كل هذا تبقى الحلقة الأساسية ضائعة، حلقة الراحة النفسية، تلك التي تبخل على صاحبها ببعض الفتات، و تجعل من التعاسة رفيقة مخلصة للعظماء، و ما نصيحة فليب الثاني لألكسندر الأكبر خير دليل على شقاء الكبار.
العقبات، المصاعب و الكوارث البشرية هي التي تحوّل النور إلى ظلام مرهق، كم هو سهل أن يستمتع البشر بشهواتهم، و لكنهم لا يقدرون في معظم الأحيان على تحمّل مسؤولياتهم، فحين يجدّ الجد، الكلّ يتنصل من المشاركة في أخذ حصته من العتاب و العقاب، إنها من اللائي تكبّلن الورود، و تلك التي تخز القلب في صميمه، إنها من تلد المشاكل دون كلل.

1+21= 3
3-1= 22
21 ≠-;- 22

الصور لا تعبر عن مخازنها بالضرورة، فالصور تعطي نفس التراكيب لكنها تختلف في التوليفات، القضايا تتعدد، على الرغم من اشتراكها في التوليفة المشتركة التي تدعى قضية، و لكن الفحص يعني لكل قضية حكمها، و الذي يحّولها من صورة القضية الجامعة، إلى نتيجة التقدير أو التقرير المختلفة كليا عن مقدمتها، فيكون بذلك قد وُلد التفرّع من أحشاء النظرة في الزمن و الحيّز المادي الزائل، و بالتالي ينتج التدخّل و محاولة استيعاب ما يجري عن بعد كنوع من ماهيات المستحيل المتحركة دون أسباب واضحة.
لقد ساءت مسائل الإنسان منذ أن اختار أن يعيش بين (خطأ-صواب)، إذ هذه المصطلحات المطلقة بقيت أبوابا لظلام، و تهما جاهزة، كما أنها تلبس صورة تبرير العدوان، إنها من مفاتن البشر، لأنها تسرق الحق من صاحبه، و تجرّم البريء لتبرّئ المجرم.
الأكيد أنّ ضرر الإنسان من إنسانيته، لأنّ الذئب لا يلوم الخروف إن هو سقط في شَرَك الراعي، و إنما يلوم نفسه التي أحبّت لذة أكل الخروف. هي سبب العمى الذي أصاب عقله، مما جعله يشتري هلاكه بذكائه.

".... اليأس ربما يكون أفضل من الكفران و الارتداد، و لكنه ليس ببادرة صحة أخلاقية.... "
مالكـ بن نبي

الفرح لا يُنسِي و لا يوما من الترح، لا يمكن نسيان ما يمر به الفرد الإنساني من ألم، و لكن التناسي أحد مفاتيح التجاوز، فيتم العبور من صورة إلى أخرى، لربما تكون أكثر كذبا، و أكثر زيفا، و لكن المهمّ في كل هذا أنّ الإنسان قادر على وضع الأحزان في قاع الزمان، دون أن يتمكن من النسيان.


ضربات الملاكم لا تقتل
نكد الزمان طريق مسدود
حرقة القلوب مصير مكتوم
رصاصة الجنديّ قاتلة

يسلـّم الإنسان أمره للوقت، الحسرة لا تكلّف الكثير، و لكنها تجعل من عجينة الحسناء جمالا قاتلا للشرف، فالخبز التي تطهوه الأعراف و التقاليد سيكون ساما إن لم يؤكل في وقته، و مع هذا نجد البشر يحتفظون بالكثير من قطع هذا الخبز الدائم، فلا همّ لهم إن هم تألموا من بطئ سريان السموم في عروق الكبرياء، و لا هم يتخذون من دروس تاريخ الغدر مواعظ لتجنّب كلفة تأنيب الرقيب، هذه هي قصة العابثين بالأقدار، و هذه هي عقدة الكبار، أو لنَقل أنها أزمة من يدعون أنهم كبار، لأنّ المعاني لا تجد لذة في إظهار بشاعة مؤخرتها، الجهل ليس مبررا، الحقد ليس حجة، و الرغبة في الانتقام ليست برهانا على البأس، بل كل هذه الأمور ما هي سوى أشكالا مختلفة من شبح لا يموت، شبح يدعى اليأس.

. . . . . . . . عقول الوحوش أصلب من عقول البشر



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عالمية الفكرة- عند مالك بن نبي - الثقافة نموذجا-
- مَتْنُ الصدّيق الفلسفي (دراسة حول -الظاهرة القرآنية-)
- ضمير تساليا الجزائرية
- سيارة الإسعاف و الهواري سائقا
- أسيادهم على مرّ الزمن
- يوجد موطن الإنسان أينما توجد راحته
- فلسفة اللآلئ المتوسطية (المدينة: المكونات الفكرية)
- لا بديل عن الإنسان
- الجزيرة
- هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة
- الزلال و الزلزال
- نَكتة مزمحيداس
- الفلسفات في العصر الوسيط -العرب و الغرب- دراسة تحليلية نقدية
- فَلْسَفَة المُسْلِمِينْ الأَوَائِلْ
- محاورة دوبينوس
- العنوان الجذاب يخفي موضوعا سيّئا
- سنبقى ما بقي البقاء


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر