أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الزلال و الزلزال














المزيد.....

الزلال و الزلزال


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 22:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الزلال و الزلزال

الحرمان هو عملية مشينة تحدث للبشر، الكلّ معرض لها في حالات الضعف القصوى، فهي ظاهرة موجودة على الرغم من المقت الشديد لها، و هي التي تحرّك الكثير من الأفراد دون إرادتهم، لتجعل منهم وحوشا كاسرة تنقضّ على الجميع بدون استثناء، و على هذا كان لزاما العودة إلى هذه النقطة المحورية لبيان مدى بشاعة الحرمان عندما يصيب الإنسان.

" .... و لتبدئي الغناء بقصة الشجار الذي اشتبك فيه ابن أتريوس ملك البشر مع أخيل الطيب.... "
من الأنشودة الأولى

الأنانية التي هي جزء مظلم من الإنسان تبقى سببا مباشرا لـكل نزاع بين الأفراد البشرية، إنّ الطموح للأفضل مشروع، و لكن الاصطدام بطموحات الآخرين قصد تحقيق التفوّق يوقع الفرد البشري في حالة الفشل أحيانا، هذا يجعل من أولى بذرات الحقد تتشكل في النفس الفاشلة، إنه حرمانها من أهدافها المشروعة هو الذي أصبح سببا للوقوع في الأعمال الغير مشروعة، الكبت يزداد قسوة كلما كانت ظروف التقبّل أقلّ وزنا في العقل الباطني للفرد المنافس، إنها شريعة الحياة البشرية.
عندما يُحرم الطفل من الابتسامة فإنه سيتحوّل إلى آلة تسكب الدموع أينما حلّت، لأنّ الرغبة لا تموت في نفسية أيّ كان، فقط هي مؤجّلة، و كلّما طال هذا التأجيل ازدادت لهيبا، و قد يؤدي هذا إلى خروجها بطريقة غير اعتيادية عندما تتاح لها الفرصة.
لقد حرّمت التعاليم المختلفة الكثير من التصرفات، لا لتلغيها، و إنما لتنظمها، بدليل أنّ المشرّع وضعها في سياق محدد، لأنّه يعلم مسبقا بأنّ إلغاء أجزاء من النفس الإنسانية هو في الأصل دفع لوقوع كوارث حتمية.
عندما تتحوّل الصورة إلى مجال يجذب أو يُذهب كل جميل-قبيح إلى أو من الساحة الفردية، فهذه إشارة على أنّ البيئة البشرية تشهد حرمانا لا نظير له، و بالتالي وجب الأخذ بعين الاعتبار تكافؤ الفرص، فهو شرط أساسيّ لتجنّب زلزال الحرمان. إنّ أكبر الحرائق ينتجها صغير الشرر.
لا يمكن حذف الرغبة البشرية، و إنما يمكن تهذيبها عبر الطرق المرسومة لذلك، و على هذا وجب احترام القواعد المختلفة، لأنها كفيلة برسم حدود لكلّ الكوارث الناجمة عن فقدان الحركية اللازمة لتفادي نتائج الحرمان العنيفة.
هناك أمثلة كثيرة عن شعوب أبقت الحرمان في درجاته الدنيا، لأنها قامت باستغلال الزمن جيّدا في إدارة سلبيات التراكم المكدّس في عناوين الاجتهاد، و حوّلت الرغبات إلى وجهتها الصحيحة، تلك التي تتمثّل في المنافسة و التحسين مقابل الجزاء و التمكين، عبر لغة سليمة تضمن احترام الحدود، و بلوغ الأهداف بالوسائل المشروعة وفق قانون (اعمل تنجح).

" .... لقد أراد الطفل من الوجهة الخلقية ستر عورته، و لكن مرقعاته قتلت كرامته، لأنّ العدالة الشكلية تذهب أحيانا إلى أن (الجبة) تصنع الشيخ، كما أن القبعة تصنع القسيس.... "
مالكـ بن نبي

على الإنسان المتسلّط أن يقيس حدود سلطته جيّدا، لأنّ من عيوب البشر تلك النزعة التي تحرّك الأفراد رغبة منها في صعود التلال، و لكن أيّ تلال يجب صعودها، هل هي تلال النزاهة المفقودة؟ أم هي تلال النيران الملتهبة؟
في كلّ الأحوال هناك ثوابت تلتصق بالإنسان: إنها تطغى على تفكيره كما تطغى على سلوكه، و هي التي تترسب إلى قاع وجدانه، و لا يملك مفاتيحها سوى الفرد نفسه، لأنها و ببساطة متعلقة به في المقام الأوّل.

. . . . . . . . اللّهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون.


السيّد: مــــزوار محمد سعيد



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نَكتة مزمحيداس
- الفلسفات في العصر الوسيط -العرب و الغرب- دراسة تحليلية نقدية
- فَلْسَفَة المُسْلِمِينْ الأَوَائِلْ
- محاورة دوبينوس
- العنوان الجذاب يخفي موضوعا سيّئا
- سنبقى ما بقي البقاء


المزيد.....




- السعودية.. فيديو ضرب ورفع سكين على رجل مُسن أمام باب مسجد يش ...
- هل دمر القصف الأمريكي منشأة فوردو بشكل كامل؟ رئيس استخبارات ...
- CIA تكشف امتلاكها أدلة وسط ضجة مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيرا ...
- قائد الجيش الإسرائيلي يكشف عن -تحرك بري في عمق إيران-، وطهرا ...
- فوضى استخباراتية أميركية.. هل يتكرر سيناريو -العراق 2003- ؟ ...
- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الزلال و الزلزال