أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الدوق: ...إلى العَدَمْ














المزيد.....

الدوق: ...إلى العَدَمْ


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 12:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الخلاص هو فكرة ترجع إلى الناس، و تجعل الأشخاص قائمين على قواعد الترجيح، الثقافة هي اللغة التي تصنع الأفراد، لأنّ السلام هو علامة على كرسيّ الشيخوخة، و لأنّ كثرة قراءة النص لعدّة مرات هي التي تعطي قيمة أكبر للمقروء. الموسيقى هي التي تنقذ الروح لأكثر من مرة، هي الفاصل ما بين الموت و موته، بينما العقل هو أساس التحصيل المعرفي في الساحة الفلسفية خاصة ما يتعلق بما هو بعيد عن المعتقد. كما أنّ العقل هو الخير إن كان ميزان الأخلاق حاضرا في الحكم. ففي البداية يكون العقل مساحة غضة نظرة، يمكن استغلالها كما يشاء البشريّ أمام بشريته أو أمام الطبيعة. بسبب الضرورة التي هي مسلك من النشأة، خاصة و أنها صدور من المصدر، و هي إجبارية الوقوع وفق التصورات الملونة.
".... أما أهل المدن الجاهلة، فإنّ أنفسهم تبقى غير مستكملة، و محتاجة في قيامها إلى المادة ضرورة، إذ لم يرتسم فيها رسم حقيقة بشيء من المعقولات الأول أصلا. فإذا بطلت المادة التي بها كان قوامها، بطلت القوى التي كان شأنها أن يكون بها قوام ما بطل، و انحل إلى شيء آخر، صار الذي بقي صورة ما لذلك الذي إليه انحلت المادة الباقية (...) و هؤلاء هم الهالكون و الصائرون إلى العدم، على مثال ما يكون عليه البهائم و السباع و الأفاعي...."
(أبو نصر الفارابي، آراء أهل المدينة الفاضلة، الباب الثاني و الثلاثون)
الإلهيات و الطبيعيات كما الفلكيات هي منابع العلم و المعارف، لتأتي الفلسفة كي تنظمها و تدبرها. و على هذا تكون النظرية هي وِزْرٌ يصيب الإنسان، هي عملية بعيدة عن المنتقل إلى الفرد الإنساني عبر حواسه الجسمية، و إنما هو واصل الروح بكلّ مختلف عنها أو مشابه لها.
الكثرة تخرج من الوحدة؟ حاول الفارابي الإجابة عن هذا الاستفهام عبر أنّ الواحد لا يصدر عنه سوى الواحد، و منه تمّ ترتيب العقول. الكامل يعقل الكامل، و الناقص يعقل الناقص، و الذات الإلهية هي موضوع للعقل الإلهي. يبدوا مقبولا طرح الفارابي هذا، و أنـا أتفق معه تماما في قوله بعالم ما تحت القمر. يقول الفارابي بالسعادة العقلية، على الرغم من أنني أرى في سعادة الفارابي مصيرا راقيا، لكنني أراه أقرب إلى فلسفة أساتذة العالم "الإغريق".
هكذا فهم الشرق عملية التعرف على نفسه و العالم و الله، صاغ مدارس عبّرت عن نفسها بنجاح، و ها هي الهند تصنع قفزتها لوحدها في كافة الاتجاهات، فمن تعدد المدارس الهندية يُقرأ الفكر الفلسفي في الهند، و إن ارتبط بالدين و الأساطير إلاّ أنّه عبّر عن نفسه بكلمات واضحة و تعاليم راقية. و أرجوا ألا يندهش من يسمع بأنّ الهند اليوم (ما بعد غاندي و نيهرو) تغزوا اتجاهات حُرّمت و حرمت عليها و منها لعقود من الزمن. لا عجب في ذلك، إنّها تراجيديا الإغريق عندما تتحد بنبوة الشرق لتصنع عملاقا مثل الألماني المعاصر.
لقد عبّرت فلسفة الهند عن "كارما" الإنسان، و رفضت مبدأ علويا يدير الكون، هذا ما جعلها تقيم تواصلا بين الروح و روحانيتها، و هذا ما أخذ به الجميع في ما سُمي بـ: "الجِن"، أي أنّ الوسائط تكون بين الأفراد، و هي وحدها تحكم الروح و تصونها بقدر ما تكون هذه الأخيرة في وفاق مع الطبيعة و الآخر.
بينما في أفريقيا ظهرت الفلسفة في أغوار أعمالها الحسية، هنا أشير إلى أنّ الفلسفة ذات البعد النظري بقيت بعيدة عن الأفارقة، و لكنّ الأدوات الفلسفية التي تمكن المتفلسف من استقراء و تأويل أو تحليل الواقع، جعلت من الناظر المتأمل في أفريقيا منبهرا بفنها، إذ تحوّل الفن في أفريقيا إلى لغة للعيش، تحوّل إلاّ وسيلة لحماية الروح بالأرواح، و صبّ في قالب أساليب الحياة من أشكال الأقنعة، إلى تقديس المجسمات، و الاهتمام بدُنْيَا الأعمال الجمالية في كليتها للتعبير عن الإحساس أو الإحساس بالتعبير، كله يصب في الإطار الأفريقي التحرري على الطريقة المادية، تحرر من المادة بالمادية، من اجل الانصهار في المادة، و الذوبان من أجل الاقتراب من المادة بالمادة و من أجلها.
الفن في أفريقيا لا يخرج عن دائرة اليومي الأفريقي، و بالتالي تكون أشكال الأكواخ و آلهة القطع الروحية في أفريقيا هو فنهم الذي لم يجعلوه هدفا، و إنما كان بالنسبة للأفريقي الإنسان: ملجأ.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوق: بزاف علينا الثورة
- الدوق: الأخلاق هي محرك الشرق بلا وقود
- الدوق
- القاعة المغلقة بلا مفتاح
- لحظات مع البقرة
- الجاهلية المعاصرة
- الخدعة المتكررة و المعوّق المثقف
- قشور الفول و زهور الحكمة
- صقيع التعصب و نفاق الحب
- ما لم يعلم
- صاحب الرداء الأسود
- القيصر
- سمعتُ أنين قيصر آخيا من الجزائر
- -عالمية الفكرة- عند مالك بن نبي - الثقافة نموذجا-
- مَتْنُ الصدّيق الفلسفي (دراسة حول -الظاهرة القرآنية-)
- ضمير تساليا الجزائرية
- سيارة الإسعاف و الهواري سائقا
- أسيادهم على مرّ الزمن
- يوجد موطن الإنسان أينما توجد راحته
- فلسفة اللآلئ المتوسطية (المدينة: المكونات الفكرية)


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الدوق: ...إلى العَدَمْ