أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فلسفة كالخاس الجزائري 11














المزيد.....

فلسفة كالخاس الجزائري 11


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 15:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



فلسفة كالخاس الجزائري 11
مشاريع الفرد الإنساني لا تتوقف، فهو يحاول ويحاول من أجل بلوغ هدف ما، وعندما يصل إليه يبحث عن هدف جديد، بمتاعب جديدة، وكأنه بهذا الفعل هو يقوم على مصارعة ما يصبوا إليه، إذ أنه قادر على مجادلة الأيام، وهي من ناحيتها لا تبخل عليه بمكافأته كلما استحق هو ذلك، وبالتالي: علينا احترام الإنسان، فقط لأنه لا يستسلم.
تتيه المواضيع بين كل ما يملكه الفرد الإنساني من وجاهة، فيستريح الإنسان في حضن الألم أو الوجع، إنهما سيان في معاملة الفرد الذي يلقي بذاته إليهما، إنهما متفقان تماما، وهما يسردان على مسامع الدهر قصة الفرد الذي أحب الصراخ، وعمل على ملازمته، إنهما يعودان إلى ملجأ المشاكل كلما أعاد النصر زفاته إلى صورة الحياة، وبهذا يكون على المرء تجديد وجوده كلما طاله الصدأ، إنها لغة لا يفهمها من يريد سيادة العالم، لكن يفهمها جيدا من يريد سيادة نفسه.
كون الإنسان قادر على الحب، فلما لا يحب؟ حتى أنّ الحب صار جريمة يعاقب عليها قانون مجتمعنا دون غيره، وانا في هذا المقام أتحدى ان يجهر أحدهم بحبه لزوجته أمام العلن؟ أتحداه!! لا أحد يفعل ذلك، لأنّ العنف والغضب يسيطر على ذواتنا الثقافية، لقد علمنا منذ صغرنا ان التواصل مع الجنس الثاني هو مبني على أفضلية سلطوية، ومن يتخلى عن سلطته من الذكور لصالح الإناث يهان بطريقة تشبه من يلاقيه المجرمون، لدا لا أحد من الذكور يفضل التخلي عن صلاحياته البالية، وبالتالي وفي المقابل، لقد سلك الإناث مسلكا آخر خطير للغاية، إذ أنهنّ يكن للذكور كيدا، حتى أنهنّ يتظاهرن بالرفق على سبيل الفاتنة القاتلة، وبالتالي تحولت العلاقة الشرعية-القانونية إلى علاقة بروتوكولية فارغة من روحها، أي أننا نواجه أزمة تجانس قبل أن نواجه أزمة جنس.
ما يمكن تصوره في مقام العلاقة لا يمكن أن يكون صادقا، كون أن النفس البشرية تلتزم بما أنها تملك الكثير من مقومات البقاء وفق ما تعودت عليه، إنها قادرة على الخروج من عدمها على طريقة العنقاء، وهذا نادر الحصول، إلا إذا دخلت أزمة ضاغطة، أي أنها تسير وفق الرؤى التي تلازم العديد من التصورات التي تحبس الكثير من البشر في قفص محاكم التفكير.
لا يهم الكثيرين ما يقوم به الفرد، لكن ما هو مهم أنّ العالم ليس بالمكان الذي ترتاح فيه النفس بمجملها طول الوقت، وعلى هذا الأساس تكون العمليات التي تحث على التفكير ضربا من المجون أو الجنون، تكون لامعة قصد التوصل إلى قشة تبعث الروح في نفسية الفرد المتعالي في كدماته التصويرية، إذ يتفلسف العاشق على حسب هواه، وعندما يضغط عليه المجتمع ينفجر على طريقة الخونة، وبالمقابل ينحوا الناجح مساره المثالي أمام المجتمع بينما يعاني من غربة ذاتية لا نظير لها في القرون التي سبقت، فيتجه في آخر عمره إلى الاكتئاب، في أحسن الظروف إلى الانسحاب؛ إنها أزمة "قناعة" وأزمة "تعقل".
لقد تكلم وكتب الكثيرون من العرب الجدد عن الفراغ الروحي الذي أصاب ويصيب النسيج الاجتماعي العربي في العصر الراهن، لكن مع ذلك بقيت كتاباتهم، أشعارهم ونصوصهم في خانة الجمود والنسيان، هذه مشكلة أساسية يمكن العودة إلى تفحصها من خلال إعادة طرحها، خاصة وأنّ الأزمة الفكرية والفلسفية التي تطول الجسد العقلي للعرب الجدد، هي أوّل جدران الحلول التي من شأنها نقل هذه القومية من حالة التبعية إلى حالة الحرية، طبعا! هي لا تمثل خطوة سحرية تعالج الصورة الشاملة لواقع عربي مهلهل، وإنما هي مكمن كل ما يتصل بما هو خارج التاريخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لقد اصبح البشر عبارة عن أرقام، وإلقاء نظرة سريعة على ما هو موصد من وراء باب غوانتنامو يفسر الكثير في بلد عالي الحرية والديموقراطية، فما بال البلدان التي لا تدخل في دائرة حقوق الإنسان-الديموقراطية وفلسفة الحياة، ما مصير هؤلاء البشر؟ هل هم بشر؟؟
من المبكر للغاية الحديث عن عنوان إنساني في الحالات التي تطارد الأفراد خلال الألفية الثالثة، لأنّ جواهر العملة الفلسفية لا تعدوا عن تابعة طيعة لكل ما يلزمها من مساندة، وهي بذلك تبقى غريبة عن وسط تقليدي، فالعقل لا يجد كل مهامه في وسط تقليدي وجاف فكريا.
تلتزم الأرواح التي من شأنها اللجوء إلى العقول بما لها من فكرة قاسية التأثير على ما يمكن للفرد الإنساني أداءه، لا يمكن الرجوع إلى القضية التي تحفز الفكر الإنساني، فإن لم يتغذى العقل البشري من الفلسفة فإنه سيتغذى من الثقافة الشعبية، كون أنّ العقل هو يحتاج إلى الغذاء مهما كلّفه من صعوبات، وما أنتن الغذاء العقلي الجاهز منذ قرون.
من مصائب العقل الإنساني أن هناك عقولا سبقته حددت حدود تحركه، وبما انّ الكثير من الأفراد يجدون صعوبة في القيام بالتفكير، فإنه يجد مستحيلا أمامه يحاول كسره، ذاك الذي يضعه في زنزانة السابق عنه، وبالتالي تتكوّن حرب شرسة بين الحرية والعفوية.
زخرف الحياة لا ينتهي عند ما تعود الفرد الإنساني على القيام به، كما انّ رونقها لا تحده العوامل التي تحصر قوانينها المتعلقة بما هو مثالي في إيمان جماعات لقنت ذلك، وإنما على العالم أن يدرك بأنّ العقل هو الذي يصنعه، والبؤس كل البؤس من عقل يستورد عالمه.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9
- فلسفة كالخاس الجزائري 7
- فيلسوف بعقل البيشمركة
- نابليون إسلامي، فمن أنتم أيها الإسلاميون؟
- العالم كهدية إلى كونثيا
- باسم يوسف و فلسفة الضحك
- الجزائر، المقبرة الفلسفية
- المسلمَة الأخلاقية
- البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل
- الفلسفة البورانية، عقلانية النص العقلي
- فيلسوف جزائري: بين الألف و الألف
- المينوتور لثقافة الحضارة
- الثامن
- الدوق: هلوسة مكسيمنيوس الطاهي
- الدوق: كوموروس الصوت القاني
- الدوق: ...إلى العَدَمْ
- الدوق: بزاف علينا الثورة
- الدوق: الأخلاق هي محرك الشرق بلا وقود
- الدوق


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فلسفة كالخاس الجزائري 11