أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فيلسوف بعقل البيشمركة














المزيد.....

فيلسوف بعقل البيشمركة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 14:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




أداة الفيلسوف هي العقل، هو حصنه، ولكونه منصفا للعقل كذات، أداة ووجود، يمكنني القول بأنّ أداة الإنسان ككل، وكتواجد هي: العقل، وهذه الخاصية هي تتطلب نوعا رائعا من العمل، ذاك الذي يفضي إلى قيام البشر بما يتوجب عليهم، فالبواخر تبقى آمنة على المرفأ، لكن الباخرة لم تُصنع لتبقى على المرفأ كما جاء على لسان أحد المفكرين من العرب الجدد.
ما أسهل أن تتحكم في أناس لا يستخدمون عقولهم، من السهل للغاية أن تمرر أفكارك في الوسط الذي يعشش فيه الإحباط والشعور العام الذي يقود إلى الإيمان بالعادات والتقاليد المثقوبة، ولأنّ العقل البشري هو أوّل كاشف للأوهام، فمن أولوياته ضرورة تمحيص الكلمات أثناء الكلام.
كلّ كلمة لها مدلولها الظاهر، كما أنّ لها معنى باطن، وما الظاهر سوى ذلك الرونق المسوّق، بينما الباطن هو المتوحش المتحكّم أو المسيِّر، وللأسف! معظم البشر يتبعون رونق الظاهر غافلين ما يخفيه من قسوة.
عندما يُذمَ العقل فإنه وعبر طريقة آلية يُذمّ الفيلسوف، أنا لا أحاول تصوير الفيلسوف كملاك، ولكنه على الأقل ليس بشيطان، هو إنسان، له ما له وعليه ما عليه.
لقد عرف التاريخ البشري هجومات عنيفة على الفلاسفة على وجه الخصوص، ولعل نكبة غاليليو أو ابن رشد خير الأدلة على اضطهاد الفلاسفة، خاصة نكبة ابن رشد؛ هي الأقرب مني كوني لا أزال أعاني من تبعاتها إلى وقت كتابتي لهذه الأسطر. والسبب أوّلا وأخيرا يرجع إلى كون أنّ الفلسفة هي تقوم على أمريْن مزعجيْن لمحبي التسلط والطغيان، الأوّل هو: السؤال، والثاني هي: الإجابة عن ذاك السؤال بواسطة الحجج والادلة التي يقبلها العقل. فكيف يمكن أن يكون الفيلسوف محبوبا في وسط يعشق خرافات التقاليد المثقوبة، وحكايات شعارات السلاطين الجليلة؟
ما يزعجني أنّ الفيلسوف في البلاد العربية هو مضايق من قِبل المقربين منه، بل حتى أنّه مضايق من طرف المشتغلين في الفلسفة ذاتها، حتى صار غريبا على طريقة ألبير كامو، غريبا في الوسط الذي يرعاه ويحمل همومه، ومع ذلك هو باق فيه صابرا عليه، يلقى الاضطهاد المعنوي وحتى الجسدي بالتفكير والكثير من الهدوء أو الحكمة. هذا ما يجعلني أفخر بأنني ألبس ثوب الفلاسفة، أتكلّم وفق عقلياتهم، وأحاول التفكير على شاكلتهم.
الذات التي تولد في حضن الأدلة العقلية لا يمكن أن تنخدع بسهولة، هي ذات مرهونة بالدليل، وهو نادرا ما يخونها سوى لضعف في مستويات أدواته أو تعقيد في مستوى مرونته تبعا لما يحيط به، هذا ما آمن به الحكماء عبر العصور، هذا ما جعل الإنسان يفكر في الأسطورة، الدين، العلم أو الفلسفة.
من رحيق الزهور تنبعث نيران الأشواك، إنها لعبة الزمن مع الإنسان، فالكثير من البشر يجعلون ذواتهم في أرذل المستويات، على الرغم من قدراتها الكامنة المتجسدة في روحها العاقلة، لكن التخلي عن العقل هو تخلٍ عن الفكرة النبيهة، إذ أنّ الفرد الإنساني يصنع مصيره بعقله، بينما هو يستقيل من هذه الوظيفة إن هو أحال عقله على التقاعد المبكّر.
الفيلسوف في المنطقة العربية يعيش منبوذا أو مهمشا، وفي كلتا الحالتيْن هو لا يلقى أيّ صدى لدى الجماهير، إنها جزء من مصيره الذي يحاول بكل جهوده أن يبدله ناحية الإيجاب.
العقل في المنطقة العربية مظلوم، لكثرة الشعوذة الفكرية والفلسفية فإنّ من يحاول استخدام عقله في الحياة اليومية هو يصادف الكثير من الألـم، ألم من الواقع والمحيط.

"... ولا يكفي أن نصف أسلوب عقلنا وديالكتيكه، بل يجب أن نبحث أيضل عن مصادره، كي نفسر هذا التراثي نفسه كما نفسر ظاهرة للفاهمة، لأن الأمثل الذي نتكلم عليه يتأسس على فكرة طبيعية..."
(عمانويل كنط، نقد العقل المحض، تر: موسى وهبة، مركز الانماء القومي-بيروت، ص: 292)

مهما حاول الفيلسوف العربي-المسلم أن يبدوا طبيعيا، أو أن يمارس دوره الطبيعي في وسطه الخاص، فإنه يجد ذاته في آخر المطاف قائمة على الهجرة القسرية إلى عالم العقل دون أي اختيار، وعلى هذا الأساس يكون لزاما على الفرد الإنساني أن يحمي ذاته المفكّرة-المتفلسفة من تصدعات الزمن العربي الجديد، زمن خلى من كل التصرفات العقلانية إلاّ من رحم ربي، فكانت فاتورة يقظة الفكر الفلسفي غالية للغاية، لم يجد الفيلسوف في هذه المنطقة بدّا من تسديدها.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نابليون إسلامي، فمن أنتم أيها الإسلاميون؟
- العالم كهدية إلى كونثيا
- باسم يوسف و فلسفة الضحك
- الجزائر، المقبرة الفلسفية
- المسلمَة الأخلاقية
- البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل
- الفلسفة البورانية، عقلانية النص العقلي
- فيلسوف جزائري: بين الألف و الألف
- المينوتور لثقافة الحضارة
- الثامن
- الدوق: هلوسة مكسيمنيوس الطاهي
- الدوق: كوموروس الصوت القاني
- الدوق: ...إلى العَدَمْ
- الدوق: بزاف علينا الثورة
- الدوق: الأخلاق هي محرك الشرق بلا وقود
- الدوق
- القاعة المغلقة بلا مفتاح
- لحظات مع البقرة
- الجاهلية المعاصرة
- الخدعة المتكررة و المعوّق المثقف


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فيلسوف بعقل البيشمركة