أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - سجود البعير وعجين السمبوسه














المزيد.....

سجود البعير وعجين السمبوسه


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 22:07
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أتوقع أن أحصل على معلومات مفيدة من صديقٍ لي يعرف أحد واعظي الفضائيات، قال:
الواعظ، نجم الفضائيات كان مدرسا في إحدى المدارس الابتدائية، ثم فَتَح الله عليه أبواب الرزق، ليس ببناء مصنعٍ أو شراء مؤسسة تجارية، ولا حتى بالعمل في قطاعات البناء والإعمار، ولا حتى بترقيته إلى درجة مدير في التعليم والتربية، بل إنه ركل كلَّ الأعمال بطرف قدمه، وأصبح نجما إعلاميا، وواعظا دينيا، تُرجَى مودَّتهُ، ويُسعَى إليه!
استخدم تكتيكا بسيطا، وهو استخدام القصص المنحوتة من التراث الديني، وحكايا كتب الدين الهامشية، ومزج بعضها بأخلاطٍ حديثة، واستعمل صوته الجميل في قراءتها، ومَزج هذا كلَّه بتنغيم صوته الشجي الباكي، واستخدم مقطوعةً لازمةً واحدة يبكي فيها بعد كل ثلاث أو أربع جمل على شاكلة: اذكروا هاذم اللذات، مبيد الدول والجماعات!!
ليس المهم القصص التي يوردها، ولا الخرافات التي يسردها، المهم في كل ذلك هو الصوت الأجش الباكي، وحركات جسده اللولبية!!
ليتَ صوتَه الباكي كان يحكي قصصا ذات مغازٍ خُلقية، وحكمٍ نفعية !! ولكنها قصصٌ مليئة بالترهات والخرافات، ومن خرافاته، أقتبس الأقوال التالية:
"كيف تقلدون المسيحيين حتى في شهر رمضان، أتعرفون بأنكم حين تشترون السمبوسة أنكم آثمون مخطئون؟
نعم إنكم ترتكبون الآثام، حين تشترون عجين السمبوسة وتأكلونها في موائدكم، فالسمبوسه المحشوة باللحم والمكسرات، تكون ثلاثية الأضلاع، أتعرفون لماذا لها ثلاثة أضلاع؟!!!
لأنها تشبه الثالوث المسيحي المقدس( الأب والابن والروح القدس)
اتقوا الله في رمضان وفي غير رمضان!!"
ومن أشرطته المسجلة:
"اسمعوا ماذا يقول صغاركم وكباركم حين يودعون بعضهم:
باي باي أتعرفون ما معنى باي باي؟!!
إنها دعوات لبابا المسيحيين، بابا النصرانيين، هي دعوات له بالسلامة والصحة والعافية!!
اتقوا الله أيها المسلمون الغافلون!!"
ومن أشرطته المسجلة أيضا هذه القصة:
"إليكم هذه القصة، التي جعلتني أبكي وأنتحب على تقصيري في حق الله، فهي قصة البعير!!
قصة البعير، رأيتها بأم عينيَّ، عندما وقفت بسيارتي لأصلي العصر خلف بدوي كان يصلي في العراء، ووراءه جَمَلُهُ مُناخا، يجلس منتظرا صاحبة، وكان كلما سجدَ صاحبُهُ (المصلي) كان جملُهُ يسجدُ وراءه، فتعجبتُ وصرتُ أنظر إلى البعير، وأقول:
سبحان الله، حتى البعير يسجد لله، وأنت يا عبدُ، غافلٌ تؤدي الصلاةَ بحركاتٍ بلا خشوع، فلتنظر إلى البعير الذي يسجد لله جلَّ وعلا!!
هذه القصص تُباع وتسجل وتوزع، وتتولى شركاتُ إنتاجٍ إعلامية كثيرة توزيع هذه الأشرطة، فهي تُدِرُ دخلا كبيرا على صاحب الصوت الرخيم، ويقع هذا الدخل ضمن تجارة الوعظ الديني للأسف!!
والحقيقة، هي أن الهدف الرئيس ليس هدفا تجاريا، بل إنها خطة مُبرمجة، تستهدف عقول أبنائنا وأهلنا، وتشحنهم بالجهالات، ليتحولوا من صيغة الإنسان العاقل، إلى صيغة المسلوب الغافل، وهي صيغة( القطيعية)، أي حالة القطيع، القطيع التابع لقائدٍ مُغَرِّر وجزَّار مُضلِّل، يقودهم حتى إلى حتفهم، بالجهالات والترهات، لأنه نجح بالفعل في أبشع جرائم العصر، مما لم تُسن لها العقوبة المناسبة حتى اليوم، وهي، جريمة اغتيال العقول!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل القدس بعد حادثة شايا
- أغلفة البضائع أثمن من البضاعة
- المقدس الرجل والمدنس المرأة
- الأعياد بين الدين والدولة
- احذروا داعش على أبوابكم
- من قصص الإعمار في غزة
- الهجرة النفسية والإحباط
- شهادات متمردي وحدة 8200
- جرائم بيئية في غزة
- قصة الطفل دانيال وقصة أطفال غزة
- لاتفخروا بنضالكم على أهلكم
- زراعة نُطف جنود غولاني
- جامعات العباءات وجامعات الإبداعات
- تيمورلنك يعود إلى العراق
- أطفال غزة فرائس الصحفيين
- الفرق بين دعم الخطة ودعم الشفقة
- فقه التفسيرات في قصف الطائرات
- يجب إعلان جيش إسرائيل جيشا إرهابيا
- جنود الاحتلال حاملو الجنسيات الأجنبية
- أربع قصص من غزة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - سجود البعير وعجين السمبوسه